العدد : ١٦٩٩٠ - السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٩٠ - السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضـايــا وحـــوادث

تأييد قرار فصل موظف بسبب جريمة مخلة بالشرف

السبت ٠١ يوليو ٢٠٢٣ - 02:00

أيدت‭ ‬المحكمة‭ ‬الاستئنافية‭ ‬العليا‭ ‬المدنية‭ ‬قرارا‭ ‬للخدمة‭ ‬المدنية‭ ‬بفصل‭ ‬موظف‭ ‬بقسم‭ ‬الصيدلية‭ ‬بالسلمانية‭ ‬بعد‭ ‬إدانته‭ ‬بعقوبة‭ ‬جنائية،‭ ‬حيث‭ ‬طعن‭ ‬على‭ ‬الحكم‭ ‬على‭ ‬سند‭ ‬أنه‭ ‬يخضع‭ ‬في‭ ‬أموره‭ ‬الوظيفية‭ ‬لأحكام‭ ‬قرار‭ ‬صادر‭ ‬في‭ ‬2021‭ ‬من‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للصحة‭ ‬وليس‭ ‬قانون‭ ‬الخدمة‭ ‬المدنية،‭ ‬كما‭ ‬زعم‭ ‬إن‭ ‬قرار‭ ‬فصله‭ ‬مبالغ‭ ‬فيه،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المحكمة‭ ‬أكدت‭ ‬أن‭ ‬الواقعة‭ ‬التي‭ ‬أدين‭ ‬بها‭ ‬جنائيا‭ ‬تعود‭ ‬تفاصيلها‭ ‬إلى‭ ‬قبل‭ ‬تطبيق‭ ‬القرار‭ ‬الصادر‭ ‬من‭ ‬الأعلى‭ ‬للصحة‭ ‬وبالتالي‭ ‬فهو‭ ‬خاضع‭ ‬لقانون‭ ‬الخدمة‭ ‬المدنية‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الجنائية‭ ‬التي‭ ‬ارتكبها‭ ‬تمثل‭ ‬جريمة‭ ‬مخلة‭ ‬بالشرف‭.‬

وقال‭ ‬المدعي‭ ‬في‭ ‬دعواه‭ ‬إنه‭ ‬يعمل‭ ‬بقسم‭ ‬الصيدلة‭ ‬في‭ ‬مجمع‭ ‬السلمانية‭ ‬الطبي‭ ‬ووجهت‭ ‬إليه‭ ‬تهمتي‭ ‬إهدار‭ ‬المال‭ ‬العام‭ ‬والاختلاس‭ ‬وقضى‭ ‬بإدانته‭ ‬بالحبس‭ ‬مدة‭ ‬ستة‭ ‬أشهر‭ ‬ونفذ‭ ‬العقوبة‭ ‬كاملة‭ ‬إلى‭ ‬إخلاء‭ ‬سبيله‭ ‬وتم‭ ‬صرف‭ ‬راتبه‭ ‬الأساسي‭ ‬بعد‭ ‬تنفيذ‭ ‬العقوبة‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬منع‭ ‬من‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬العمل،‭ ‬فرفع‭ ‬دعواه‭ ‬طالبا‭ ‬إلغاء‭ ‬القرار‭ ‬الضمني‭ ‬برفض‭ ‬إعادته‭ ‬للعمل‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬يترتب‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬أخصها‭ ‬صرف‭ ‬راتبه‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت،‭ ‬أو‭ ‬تعويضاً‭ ‬يعادل‭ ‬أجره‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬إيقاف‭ ‬صرف‭ ‬الأجر‭ ‬وحتى‭ ‬إعادته‭ ‬إلى‭ ‬العمل،‭ ‬وفي‭ ‬جميع‭ ‬الأحوال‭ ‬إلزام‭ ‬المدعى‭ ‬عليهم‭ ‬بالرسوم‭ ‬والمصاريف‭ ‬ومقابل‭ ‬أتعاب‭ ‬المحاماة‭ ‬وقدرها‭ ‬600‭ ‬دينار‭.‬

ورفضت‭ ‬محكمة‭ ‬اول‭ ‬درجة‭ ‬دعواه‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬أن‭ ‬الجريمة‭ ‬التي‭ ‬أدين‭ ‬بها‭ ‬طبقًا‭ ‬للمعيار‭ ‬الذي‭ ‬استقر‭ ‬في‭ ‬أحكام‭ ‬القضاء‭ ‬الإداري‭ ‬عمومًا‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬المخلة‭ ‬بالشرف؛‭ ‬لما‭ ‬ينطوي‭ ‬عليه‭ ‬فعل‭ ‬المدعي‭ ‬من‭ ‬ضعف‭ ‬في‭ ‬الخلق‭ ‬وفساد‭ ‬في‭ ‬الطبع‭ ‬والسلوك،‭ ‬وإذ‭ ‬قدرت‭ ‬السلطة‭ ‬المختصة‭ ‬بعد‭ ‬موافقة‭ ‬ديوان‭ ‬الخدمة‭ ‬المدنية‭ ‬أن‭ ‬بقاء‭ ‬المدعي‭ ‬يتعارض‭ ‬مع‭ ‬مقتضيات‭ ‬الوظيفة‭ ‬وطبيعة‭ ‬العمل،‭ ‬وقد‭ ‬خلا‭ ‬مسلكها‭ ‬مما‭ ‬يفيد‭ ‬إساءة‭ ‬استعمال‭ ‬السلطة‭ ‬أو‭ ‬الانحراف‭ ‬بها،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬فإن‭ ‬القرار‭ ‬المطعون‭ ‬عليه‭ ‬الصادر‭ ‬بإنهاء‭ ‬خدمة‭ ‬المدعي،‭ ‬يكون‭ ‬قائمًا‭ ‬على‭ ‬سببه‭ ‬الصحيح‭.‬

إلا‭ ‬أن‭ ‬المدعي‭ ‬لم‭ ‬يرتض‭ ‬ذلك‭ ‬الحكم‭ ‬فطعن‭ ‬امام‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬على‭ ‬سند‭ ‬مخالفة‭ ‬حكم‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬للقانون‭ ‬والخطأ‭ ‬في‭ ‬تطبيقه‭ ‬والفساد‭ ‬في‭ ‬الاستدلال‭ ‬والقصور‭ ‬في‭ ‬التسبيب‭ ‬والإخلال‭ ‬بحق‭ ‬الدفاع،‭ ‬زاعما‭ ‬أنه‭ ‬يخضع‭ ‬في‭ ‬أموره‭ ‬الوظيفية‭ ‬لأحكام‭ ‬قرار‭ ‬رقم‭ ‬52‭/‬2021‭ ‬الصادر‭ ‬من‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للصحة‭ ‬وليس‭ ‬قانون‭ ‬الخدمة‭ ‬المدنية،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬استمارة‭ ‬إنهاء‭ ‬الخدمة‭ ‬على‭ ‬فرض‭ ‬أنه‭ ‬قرار‭ ‬إداري‭ ‬بإنهاء‭ ‬الخدمة‭ ‬فقد‭ ‬صدر‭ ‬معيباً‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬السلطة‭ ‬المختصة‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬مراعاة‭ ‬الإجراءات‭ ‬والشكل‭ ‬الذي‭ ‬يتطلبه‭ ‬القانون،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬صدور‭ ‬القرار‭ ‬المطعون‭ ‬فيه‭ ‬مشوباً‭ ‬بعيب‭ ‬التعسف‭ ‬في‭ ‬استعمال‭ ‬السلطة‭ ‬وعدم‭ ‬تناسبه‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬اقترفه‭ ‬المستأنف‭.‬

سريان‭ ‬القانون

إلا‭ ‬أن‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬أكدت‭ ‬مبدأ‭ ‬قانونيا‭ ‬مهما‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬القانون‭ ‬بوجه‭ ‬عام‭ ‬يحكم‭ ‬الوقائع‭ ‬والمراكز‭ ‬التي‭ ‬تقع‭ ‬تحت‭ ‬سلطانه،‭ ‬أي‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬تاريخ‭ ‬العمل‭ ‬به‭ ‬وإلغائه،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬مجال‭ ‬تطبيقه‭ ‬الزمني،‭ ‬ويسري‭ ‬القانون‭ ‬الجديد‭ ‬بأثره‭ ‬المباشر‭ ‬على‭ ‬الوقائع‭ ‬والمراكز‭ ‬التي‭ ‬تقع‭ ‬أو‭ ‬تتمُّ‭ ‬بعد‭ ‬نفاذه،‭ ‬ولا‭ ‬يسري‭ ‬بأثر‭ ‬رجعي‭ ‬على‭ ‬الوقائع‭ ‬أو‭ ‬المراكز‭ ‬القانونية‭ ‬التي‭ ‬وقعت‭ ‬أو‭ ‬تمَّتْ‭ ‬قبل‭ ‬نفاذه‭ ‬إلا‭ ‬بنص‭ ‬صريح‭.‬

وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬قاعدة‭ ‬سريان‭ ‬القانون‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الزمان‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬وجهان‭: (‬وجه‭ ‬سلبي‭) ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬انعدام‭ ‬أثره‭ ‬الرجعي،‭ (‬ووجه‭ ‬إيجابي‭) ‬ينحصر‭ ‬في‭ ‬أثره‭ ‬المباشر،‭ ‬فبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬الرجعية،‭ ‬فإن‭ ‬القانون‭ ‬الجديد‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬أثر‭ ‬رجعي،‭ ‬أي‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يحكم‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الماضي،‭ ‬فإذا‭ ‬كان‭ ‬الوضع‭ ‬القانوني‭ ‬قد‭ ‬تكّون‭ ‬أو‭ ‬انقضى‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬القانون‭ ‬القديم،‭ ‬فلا‭ ‬يملك‭ ‬القانون‭ ‬الجديد‭ ‬المساس‭ ‬بهذا‭ ‬الوضع،‭ ‬أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الأثر‭ ‬المباشر‭ ‬فإنه‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬القانون‭ ‬الجديد‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬أثر‭ ‬رجعي،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تقرير‭ ‬هذا‭ ‬المبدأ‭ ‬وحده‭ ‬لا‭ ‬يكفي‭ ‬لحل‭ ‬التنازع‭ ‬بين‭ ‬القوانين‭ ‬في‭ ‬الزمان،‭ ‬فالقانون‭ ‬الجديد‭ ‬بما‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬أثر‭ ‬مباشر‭ ‬تبدأ‭ ‬ولايته‭ ‬من‭ ‬يوم‭ ‬نفاذه،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬سوف‭ ‬ينشأ‭ ‬من‭ ‬أوضاع‭ ‬قانونية‭ ‬في‭ ‬ظله،‭ ‬ولكن‭ ‬كذلك‭ ‬على‭ ‬الأوضاع‭ ‬القانونية‭ ‬التي‭ ‬بدأ‭ ‬تكوينها‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬القانون‭ ‬القديم‭ ‬ولم‭ ‬يتم‭ ‬هذا‭ ‬التكوين،‭ ‬أو‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬انقضاء‭ ‬هذه‭ ‬الأوضاع‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬القانون‭ ‬الجديد‭.‬

وقالت‭ ‬إن‭ ‬الثابت‭ ‬من‭ ‬أوراق‭ ‬الدعوى‭ ‬فإن‭ ‬الواقعة‭ ‬التي‭ ‬ارتكبها‭ ‬المستأنف‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬وتمت‭ ‬إدانته‭ ‬بموجب‭ ‬حكم‭ ‬جنائي‭ ‬صدر‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬2021،‭ ‬وعدلت‭ ‬العقوبة‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬من‭ ‬نفس‭ ‬العام‭ ‬2021،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬فإن‭ ‬المركز‭ ‬القانوني‭ ‬للمستأنف‭ ‬قد‭ ‬تكّون‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬قانون‭ ‬الخدمة‭ ‬المدنية،‭ ‬وقبل‭ ‬نفاذ‭ ‬سريان‭ ‬قرار‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للصحة‭ ‬بإصدار‭ ‬لائحة‭ ‬تنظيم‭ ‬شؤون‭ ‬العاملين‭ ‬بالمؤسسات‭ ‬الصحية‭ ‬الحكومية‭ ‬الساري‭ ‬اعتباراً‭ ‬من‭ ‬أغسطس‭ ‬2021،‭ ‬وبالتالي‭ ‬يظل‭ ‬قانون‭ ‬الخدمة‭ ‬المدنية‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يحكم‭ ‬الواقعة‭ ‬بشأن‭ ‬حالة‭ ‬المستأنف‭.‬

العقوبة‭ ‬المخلفة‭ ‬بالشرف

وأضافت‭ ‬المحكمة‭ ‬أن‭ ‬قانون‭ ‬الخدمة‭ ‬المدنية‭ ‬أوضح‭ ‬حالات‭ ‬إنهاء‭ ‬خدمة‭ ‬الموظف،‭ ‬والتي‭ ‬منها‭ ‬الحكم‭ ‬على‭ ‬الموظف‭ ‬بعقوبة‭ ‬جنائية‭ ‬أو‭ ‬بعقوبة‭ ‬مقيدة‭ ‬للحرية‭ ‬في‭ ‬جريمة‭ ‬مخلة‭ ‬بالشرف‭ ‬أو‭ ‬الأمانة‭ ‬ويستثني‭ ‬حالتين‭ ‬من‭ ‬إنهاء‭ ‬الخدمة‭ ‬وهما‭ ‬إذا‭ ‬صدر‭ ‬الحكم‭ ‬مع‭ ‬وقف‭ ‬التنفيذ‭ ‬فيكون‭ ‬الفصل‭ ‬جوازيا‭ ‬للسلطة‭ ‬المختصة‭ ‬ولكن‭ ‬بعد‭ ‬موافقة‭ ‬ديوان‭ ‬الخدمة‭ ‬المدنية،‭ ‬والحالة‭ ‬الثانية‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬الحكم‭ ‬قد‭ ‬صدر‭ ‬عليه‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬انتهاء‭ ‬الخدمة‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬قدرت‭ ‬السلطة‭ ‬المختصة‭ ‬بعد‭ ‬موافقة‭ ‬ديوان‭ ‬الخدمة‭ ‬المدنية‭ ‬بقرار‭ ‬مسبب‭ ‬من‭ ‬واقع‭ ‬أسباب‭ ‬الحكم‭ ‬وظروف‭ ‬الواقعة‭ ‬أن‭ ‬بقاء‭ ‬الموظف‭ ‬يتعارض‭ ‬مع‭ ‬مقتضيات‭ ‬الوظيفة‭ ‬أو‭ ‬طبيعة‭ ‬العمل‭.‬

وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يضع‭ ‬تعريفا‭ ‬جامعا‭ ‬مناسبا‭ ‬للجريمة‭ ‬المخلة‭ ‬بالشرف‭ ‬أو‭ ‬الأمانة‭ ‬حتى‭ ‬يمكن‭ ‬تطبيقه‭ ‬بطريقة‭ ‬صماء‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬حالة‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يحدد‭ ‬ما‭ ‬يعتبر‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬مخلا‭ ‬بالشرف‭ ‬أو‭ ‬الأمانة،‭ ‬موضحة‭ ‬أن‭ ‬المشرع‭ ‬فعل‭ ‬ذلك‭ ‬حتى‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬مجال‭ ‬للتقدير‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬النظرة‭ ‬إليها‭ ‬من‭ ‬المرونة‭ ‬بحيث‭ ‬يساير‭ ‬تطورات‭ ‬المجتمع،‭ ‬فالجريمة‭ ‬المخلة‭ ‬بالشرف‭ ‬والأمانة‭ ‬هي‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬ينظر‭ ‬إليها‭ ‬المجتمع‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬كذلك،‭ ‬وينظر‭ ‬إلى‭ ‬مرتكبها‭ ‬بعين‭ ‬الازدراء‭ ‬والاحتقار‭ ‬ويعتبر‭ ‬ضعيف‭ ‬الخلق‭ ‬منحرف‭ ‬الطبع‭ ‬دنيء‭ ‬النفس‭ ‬ساقط‭ ‬المروءة،‭ ‬فإذا‭ ‬نمت‭ ‬الجريمة‭ ‬بحسب‭ ‬الظروف‭ ‬التي‭ ‬ارتكبت‭ ‬فيها‭ ‬عن‭ ‬ضعف‭ ‬في‭ ‬الخلق‭ ‬أو‭ ‬انحراف‭ ‬في‭ ‬الطبع‭ ‬أو‭ ‬تأثر‭ ‬بالشهوات‭ ‬والنزوات‭ ‬أو‭ ‬سوء‭ ‬السيرة‭ ‬كانت‭ ‬مخلة‭ ‬بالشرف‭ ‬أو‭ ‬الأمانة‭ ‬وتنتهي‭ ‬بها‭ ‬الخدمة‭ ‬بقوة‭ ‬القانون،‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬تنم‭ ‬عن‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬فلا‭ ‬تعتبر‭ ‬مخلة‭ ‬بالشرف‭ ‬أو‭ ‬الأمانة‭ ‬وذلك‭ ‬بصرف‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬التسمية‭ ‬المقررة‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬القانون‭.‬

الحكم‭ ‬الجنائي

وحول‭ ‬الواقعة‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الثابت‭ ‬من‭ ‬أوراق‭ ‬الدعوى‭ ‬أن‭ ‬المستأنف‭ ‬كان‭ ‬يشغل‭ ‬وظيفة‭ ‬صيدلاني‭ ‬وقد‭ ‬اتهم‭ ‬بارتكاب‭ ‬جريمة‭ ‬الاستيلاء‭ ‬على‭ ‬المال‭ ‬العام،‭ ‬واختلاس‭ ‬المال‭ ‬العام،‭ ‬وصدر‭ ‬حكما‭ ‬نهائيا‭ ‬بحقه،‭ ‬وبناء‭ ‬عليه‭ ‬تم‭ ‬عرض‭ ‬الأمر‭ ‬على‭ ‬السلطة‭ ‬المختصة‭ ‬والتي‭ ‬ارتأت‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬الحكم‭ ‬يوجب‭ ‬إنهاء‭ ‬خدمة‭ ‬المستأنف‭ ‬على‭ ‬ضوء‭ ‬ما‭ ‬ثبت‭ ‬من‭ ‬أسباب‭ ‬الحكم،‭ ‬وقامت‭ ‬بعرض‭ ‬الأمر‭ ‬على‭ ‬ديوان‭ ‬الخدمة‭ ‬المدنية‭ ‬لأخذ‭ ‬موافقته؛‭ ‬حيث‭ ‬وافق‭ ‬ديوان‭ ‬الخدمة‭ ‬المدنية‭ ‬على‭ ‬إنهاء‭ ‬خدمة‭ ‬المستأنف‭ ‬بتاريخ‭ ‬على‭ ‬ضوء‭ ‬ما‭ ‬ثبت‭ ‬بأسباب‭ ‬الحكم‭ ‬الجنائي‭ ‬استناداً‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬واقع‭ ‬أسباب‭ ‬الحكم‭ ‬الجنائي‭ ‬وظروف‭ ‬الواقعة‭ ‬فإن‭ ‬بقاء‭ ‬المستأنف‭ ‬ضده‭ ‬يتعارض‭ ‬مع‭ ‬مقتضيات‭ ‬الوظيفة‭ ‬وطبيعة‭ ‬العمل،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬جريمة‭ ‬الاستيلاء‭ ‬على‭ ‬المال‭ ‬العام‭ ‬واختلاس‭ ‬المال‭ ‬العام‭ ‬تعتبر‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬طبقا‭ ‬للمعيار‭ ‬الذي‭ ‬استقر‭ ‬في‭ ‬أحكام‭ ‬القضاء‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬المخلة‭ ‬بالشرف‭ ‬والأمانة،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬تفقد‭ ‬الموظف‭ ‬الثقة‭ ‬والاعتبار،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬فإن‭ ‬ارتكاب‭ ‬المستأنف‭ ‬لهذه‭ ‬الجرائم‭ ‬يعتبر‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬المخلة‭ ‬بالشرف‭ ‬والأمانة،‭ ‬ومن‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تؤكد‭ ‬توافر‭ ‬كل‭ ‬مظاهر‭ ‬الإخلال‭ ‬بالشرف‭ ‬والأمانة‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬المستأنف،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يضحى‭ ‬معه‭ ‬القرار‭ ‬المطعون‭ ‬عليه‭ ‬بإنهاء‭ ‬خدمة‭ ‬المستأنف،‭ ‬مُستخلصاً‭ ‬استخلاصاً‭ ‬سائغاً‭ ‬من‭ ‬أصول‭ ‬ثابتة‭ ‬في‭ ‬الأوراق،‭ ‬ومُتَّفِقاً‭ ‬وصحيح‭ ‬أحكام‭ ‬الواقع‭ ‬والقانون،‭ ‬فلهذه‭ ‬الأسباب‭ ‬حَكَمَتُ‭ ‬الْمَحْكَمَةُ‭ ‬بقبول‭ ‬الاستئناف‭ ‬شكلاً‭ ‬ورفضه‭ ‬موضوعاً‭ ‬وتأييد‭ ‬الحكم‭ ‬المستأنف،‭ ‬وألزمت‭ ‬المستأنف‭ ‬المصاريف‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا