تعد الحجامة بمثابة كلمة السر في طرق العلاج القديمة للعديد من الأمراض لدى الصينيين وقدماء المصريين والعرب، وتعددت أنواعها لتشمل حجامة الوجه التي تهدف إلى الحصول على بشرة مشرقة خالية من التجاعيد دون الحاجة إلى عمليات تجميل الوجه ومستحضرات التجميل التي قد يضر البعض منها بالبشرة، لذلك حاور الخليج الطبي الدكتورة زهرة خليفة استشاري طب العائلة وممارس الحجامة العلاجية بمستشفى السلام لنتعرف أكثر على الحجامة التجميلية. بدأت الحجامة منذ العصور القديمة لعلاج بعض الامراض وبالذات الدمامل الجلدية باستخدام أدوات بدائية مثل قرن الحيوان لشفط السموم والتقرحات الصديدية. ومع التطورات أصبحت الحجامة في عصرنا الحديث نوع من أنواع الطب التكميلي للطب الحديث حيث تطورت الأساليب والأدوات المستخدمة في عمل الحجامة سواء كانت جافة، رطبة، تدليكية او باستخدام وسائل أخرى الى جانب كاسات الحجامة المعتادة. وظهرت حجامة الوجه للنظارة التي مارسها اخصائي الحجامة في الآونة الأخيرة وأخصائي التجميل لتصبح جزءا من الممارسات التجميلية خاصة بين العنصر النسائي. وقد يفضلها البعض بدلاً عن شد الوجه بالخيوط وحقن البوتكس والفيلر في الحصول على بشرة مشرقة خالية من التجاعيد او لعلاج مشاكل البشرة دون الحاجة إلى عمليات تجميل الوجه ومستحضرات التجميل. قد يفهم الكثير أن الحجامة التجميلية هي نفس الحجامة الدموية أو الرطبة التي تستخدم على المنطقة الظهر أي وجوب تشريط الوجه وترك الآثار الدموية على البشرة لأغراض تجميلية وعلاجية. إذا فما هي حجامة الوجه التجميلية في الوجه؟ على الرغم من محدودية البحث حول فوائد الحجامة للوجه فإن الحجامة التجميلية عبارة عن حجامة تدليكية جافة على الوجه يستخدم فيه المعالج كؤوس شفط صغيرة على البشرة بمساعدة مستحضرات العناية بالبشرة والزيوت الطبيعية لأغراض تجميلية وعلاجية. كما تستخدم لأغراض علاجية في تنظيف البشرة وفتح مسام الجلد بعمق. وتعزيز إنتاج الكولاجين في البشرة، مما يجعل البشرة متماسكة ويساعد على تقليل ظهور الخطوط الدقيقة والتجاعيد. تستخدم حركات التدليك الناعمة إلى الداخل والخارج التي تضمن إزالة أي تجاعيد أو خطوط رفيعة باستخدام كاسات الحجامة. بعد الحجامة التجميلية للوجه تصبح البشرة أكثر نضارة وحيوية، كما أن ملامح الوجه تصبح أكثر تحديداً ناحية الخدين. وما مميزات الحجامة التجميلية واستخداماتها؟ تعمل الحجامة التجميلية على تحسين الدورة الدموية في البشرة حيث يخلق الشفط الناتج عن الكؤوس اللاصقة والتدليك زيادة تدفق الدم والأكسجين إلى خلايا الجلد. كما تساعد الحجامة على تعزيز إفراز أكسيد النيتريك في الوجه الذي يعمل بدوره على زيادة نشاط الكولاجين؛ مما يساهم في علاج علامات الشيخوخة. الحصول على بشرة صحية نضرة: تساعد حجامة الوجه على تحفيز تدفق الدم الغني بالأوكسجين إلى النسيج الضام، وتحفيز الخلايا المسؤولة عن إنتاج الكولاجين والإيلاستين وتنشيط الجهاز اللمفاوي للوجة في التخلص من الشوائب والسوائل المتراكمة وإزالة الدهون والرؤوس السوداء على الجلد، لهذه الأسباب، قد تساعد الحجامة على منح المرأة بشرة أكثر إشراقاً وتساعدها في التخلص من الخطوط الدقيقة التي تسببها التجاعيد، الترطيب العميق والمُكثف. كذلك تساهم في شد عضلات الذقن، الرقبة والفك. حل مشاكل البشرة: تساهم الحجامة في تجديد خلايا البشرة وحل العديد من المشاكل الجلدية مثل: الإكزيما، والصدفية كما تستخدم في تحسين علاج بعض الأمراض الجلدية مثل علاج حب الشباب. بالإضافة الى دور الحجامة في تخفيف التصبغات الجلدية الناتجة من كثرة التعرض لأشعة الشمس وغيرها. تنشيط عضلات الوجه: تستخدم الحجامة في شد عضلات الوجه وتنشيطها؛ خاصة في الحالات المرضية التي قد تصيب العضلات المغذية للوجه مثل حالات التهاب العصب الخامس والسابع مما يخفف من توتر العضلات ويعمل على ارتخائها وسرعة الشفاء بجانب أنها تساعد في تقوية أنسجة الوجه وجعلها أكثر صحة ونضارة. وهي الأمثل لأي شخص يعاني صداع التوتر. يساعد في علاج التهابات الجيوب الأنفية: يعمل الشفط الفراغي على الأنف والجبهة على تخفيف الصداع والاحتقان؛ مما يحسن من حالة التهابات الجيوب الأنفية. كما تساعد الحجامة على فتح مسام الوجه المسدودة: وتنظيف البشرة باستخدام مستخلصات العناية بالبشرة ما يسمح للبشرة بالتنفس ويسهّل امتصاص المنتجات التجميلية المعززة لها. مما يساهم في علاج حب الشباب وإزالة الرؤوس السوداء وعلاوة على ذلك فإنها تعمل أيضا على تقليص حجم المسامات الواسعة وجعلها أقل وضوحاً. تساعد الحجامة في التخلص من السيلوليت: إحداث تحسّن بمظهر السيلوليت التي تظهر غالباً لدى النساء. أثبتت دراسة في عام 2015، شملت 40 مشاركة أنّ تطبيق علاج الحجامة الجافة المتحركة 10 مرات على كل فخذ مدة 5 أسابيع يقلل بشكل فعال من درجة السيلوليت اعتبارا ان الضغط السلبي الناتج عن الشفط بالكاسات يساعد في تصريف السوائل المتراكمة في الفخذ، بما في ذلك السائل الخلالي في الدم والشعيرات اللمفاوية. قد يلجأ بعض الأشخاص في طلب الحجامة التجميلية بهدف النظارة وللمناسبات او أحيانا جنباً إلى جنب مع العلاجات الطبية البديلة الأخرى لتخفيف حدة توتر العضلات في الوجه والرقبة وخاصة من يعانون من الصداع بسبب ضغوطات الحياة. لا ينصح بإجراء حجامة الوجه لتدليك البشرة أكثر من مرة في الأسبوع، للمحافظة على صحة البشرة وتعزيز الدورة الدموية ومرة كل شهر او شهرين حسب حالة لتنظيف البشرة. وهل هناك مضاعفات جانبية لحجامة الوجه؟ تعد حجامة الوجه آمنة بشكل عام، إلا أنه من الممكن حدوث بعض الآثار الجانبية الطفيفة في حال عدم الالتزام بالإجراءات الوقائية والطرق الصحيحة، والتي من بينها: الالتهابات، والكدمات البسيطة التي سرعان ما تزول حسب نوعية البشرة والسن. حيث تعمل عملية شفط الجلد لأعلى على تعزيز تدفق الدم على نحو يترك أثرا في شكل بقع حمراء تدوم ثلاثة أو أربعة أيام. وقد يحدث شعور بالغثيان أو الدوخة في حال الاطالة في الاستلقاء او الهبوط الحاد في ضغط الدم عند الحوامل في الشهور الأخيرة حيث ينصح باستخدام طرق الحجامة الخفيفة أو المتوسطة والسريعة للحوامل في الشهور الاولى إذا لزم الأمر. ما الإجراءات الواجب مراعاتها قبل البدء في الحجامة التجميلية؟ قبل البدء بتجربة الحجامة، يجب مراعاة السن ونوعية البشرة ومعرفة موانع إجراؤها للحصول على أفضل النتائج. المحافظة على البشرة، باتباع الأنماط الصحية السليمة وتناول كميات وفيرة من الماء قبل وبعد العلاج لتساعد في التخلص من السموم الزائدة والدهون من الوجه والمساعدة في ترطيب البشرة. كما يجب الإكثار من تناول الفواكه والخضراوات. ينصح بالنوم الكافي لتقليل السواد والتورمات أسفل العينين. كما ينصح بالابتعاد عن التدخين وتجنب التدخين لأنه يؤثر سلبا على البشرة. كما يجب تجنب أشعة الشمس المباشرة واستخدام واقيات البشرة ذات الحماية العالية. وفي غضون ذلك أيضا، لا يُنصح بإجراء الحجامة التجميلية للأشخاص الذين لديهم التهابات جلدية أو صديدية في الوجه أو من يعانون من الحروق أو الجروح المفتوحة. كما لا ينصح بإجراء حجامة الوجه لمن يعانون من التهابات بكتيرية او فيروسية في العينين لأنها معدية. وكذلك من يتناولون أدوية مضادة للتخثر. كما يجب تجنب الحجامة التجميلية من بعد الشهور الأولى من الحمل. ومن المهم جدا استشارة الطبيب وأخذ العلاج اللازم في حال وجود مشاكل جلدية وإنهاء العلاج المناسب قبل البدء كما يجب اختيار المتخصصين وذوي الخبرة في هذا المجال تجنبا من حدوث التهابات جلدية ومضاعفات دائمة للبشرة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك