ا.د. وهيب عيسى الناصر
تكون الأرض هذا اليوم في أبعد مسافة لها عن الشمس خلال هذا العام، وهي أبعد بحوالي 5 ملايين كم، أي سيبدو قرص الشمس أصغر بنسبة 3% عما نراه في 4 يناير عندما تكون الشمس في أقرب مسافة لها من الارض. والسؤال، هو اذن لماذا لا يكون الجو باردا ما دمنا أبعد ما يكون من الشمس؟
والجواب هو أن نصف الكرة الشمالي يميل نحو الشمس ( فيتسلم أشعة مركزة فيكون حارا) خلال هذه الفترة، أما نصف الكرة الجنوبي فيكون مائلا بعيدا عن الشمس (فيتسلم اشعة موسعة أو موزعة فيكون باردا)، لذلك في استراليا يكون عندهم ذروة البرد، ولهذا السبب يكون القطب الجنوبي اكثر برودة من القطب الشمالي في الشتاء لأنه يكون أبعد و مائلا بعيدا عن الشمس، وأما صيفه فهو أشد حرارة القطب ( واستراليا) أكثر قربا وميلا نحو الشمس، لذلك حالات الاصابة بسرطان الجلد والإصابة بعتمة العين أكثر في استراليا منه في النرويج وآيسلاندا بسبب زيادة الأشعة فوق البنفسجية، وخصوصا من انخفاض طبقة الأوزون في نصف الكرة الجنوبي، وهي الطبقة التي سمكها لا يزيد على 3 ملم، ولكن اهميتها عالية جدا.
والمعروف أن الأرض وكواكب المجموعة الشمسية تدور حول الشمس بحركة ليست دائرية وإنما في مدار بيضاوي، وعليه فخلال العام تكون الأرض قريبة من الشمس في يناير وبعيدة عن الشمس في يوليو. ويبلغ متوسط المسافة بين الشمس والأرض 149. 597.870 كم تقريبا، وتسمى هذه المسافة بالوحدة الفلكية، وعند الحضيض (4 يناير 2023) كان البعد بين الأرض والشمس هو 147.098.924 كم وعند الأوج (6 يوليو 2023) يكون البعد 152.093.250 كم، والفرق بين الأوج والحضيض في حدود 3 ملايين كم، وهذا يقارب اختلاف في المسافة بمقدار لا يزيد على 3.33%.
الخلاصة، سنشاهد قرص الشمس هذا اليوم (الأوج) لحظة غروبها بقطر زاوي أقل مما عليه في 4 يناير (الحضيض) بمقدار 3.33% اي أكبر من المتوسط بمقدار 1.6%.
رئيس الجمعية الفلكية البحرينية
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك