الكواليس
وفاء جناحي
waffajanahi@gmail.com
رزق الهبل على المجانين
في السابق كان الحاج يفكر ويحاول أن يدبر ثمن حجه فقط اما الآن (في زمننا الغريب) أصبحت فريضة الحج الواجبة على كل مسلم ومسلمة والتي المفروض انها مليئة بالروحانيات والإيمان والتقرب الى الله سبحانه وتعالى (موت وخراب ديار)، من بداية ثمن الرحلة التي أصبحت من 2000 دينار الى أكثر من 5000 دينار للـ (VIP)، ادفع دم قلبك ودلع نفسك في الحج الذي من المفروض أن يقف كل المسلمين ويقابلون ربهم سواسية لا فرق بين عربي أو اعجمي وبين الأبيض أو الأسمر الا بالتقوى ولكن في (زمننا العجيب) تستطيع من خلال فلوسك أن تختار الراحة.
وبعد أن يدفع دم قلبه لحملات الحج، يرجع ويفكر في:
نقصة الحجاج، قدوع الحجاج، هدايا الحجاج، منيو استقبال الحجاج، صوغة الحجاج، باكج الحجاج، بوستر للحجاج... وغيرها من (الفناتق) الجديدة التي انتشرت في الفترة الأخيرة للحجاج ولزوار الحجاج. وأصبح الموضوع بالضبط (رزق الهبل على المجانين، او رزق الأذكياء على الأغبياء محبي المظاهر!!).
الله يرحم أيام لول وأحلى صوغة حج كنا نفرح فيها ونحن أطفال، التلفزيون الملون الصغير والذي فيه صور الحرم، (المريات) او المسابح والعقد الخرز الذي كنا نلعب به (خبصة) في الفريج، وغيرها من الأشياء البسيطة والرخيصة والقليلة التي يجلبها لنا الحجاج من بيت الله الحرام. طبعا لن يتذكر هذه الأشياء الا جيل الستينات والسبعينات أما الجيل الحالي فتربى على العز والراحة والسهالات في كل شيء وشعاره (بفلوس أمك وأبوك ترتاح)!
في الماضي كانت قلوب الناس مليئة بالحب والخير لجيرانهم، ويعرفون معنى مشاركة الجيران والأهل افراحهم واحزانهم فكان الحاج يستلم «قدوع الحج» الذي يقدمه للناس من الجيران وكانت من ابسط الأشياء وأجملها (قوطي مكنتوش، قوطي بستوك الأزرق المنوع، مكسرات، كيكة عقيلي) وغيرها أما الآن فاستقبال الحجاج يكلف الحاج ثمن راتب شهر كامل تقريبا غير الهدايا يعني على الفقير ان يبيع كليته ليواكب مظاهر وعادات العصر او الزمن الغريب الجديد.
المصيبة ان الكل يشتكي من الأسعار النارية لحملات الحج وتوابعه من نقصات وصوغات (والفناتق) الجديدة، وفي كل اجتماع نسمع نفس الآراء من انها عادات ومظاهر جديدة غير محببة ومكلفة للغاية خصوصا لفئات الدخل المتوسط والمحدود أما الكارثة الحقيقية ان الكل يجاري هذه العادات الجديدة ويقول (فشيلة! شنو نسوي ما يصير شنو بيقولون علينا الناس؟) شنو بقولون علينا الناس؟ يا عمي خلهم يدفعون ثمن الخسائر الكبيرة بعدها لنهتم بآرائهم أما أن يكون حج وخراب ديار فرب العالمين ما يرضى بذلك أبدا.
هذا رأيي الشخصي فما رأيكم أنتم؟
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك