لا يزال مسلسل "إلى أبي وأمي مع التحية" الكويتي، محافظاً على مكانته المتميزة في ذاكرة الدراما الخليجية، وذلك لقدرته على معالجته الجادة لعديد القضايا الأسرية المختلفة ضمن أبعاد تربوية، وقد اعتبر هذا العمل ابان انتاجه في عام 1979 أضخم عمل درامي كويتي، ونتيجة لما حققه من نجاح، جاء الجزء الثاني منه في عام 1982، وحمل كلاهما توقيع المخرج الراحل حمدي فريد.
لعب بطولة الجزء الأول كل من خالد النفيسي وحياة الفهد وعبدالرحمن العقل، هدى حسين، بدر المسباح، سحر حسين، أسمهان توفيق، والممثل الراحل منصور المنصور وفيحان العربيد، فيما شهد الجزء الثاني انضمام مجموعة من الممثلين إلى فريق العمل، وهم: هيفاء عادل، كاظم القلاف، سكينة حسين، حمد ناصر، وخرج منه علي وحسين المفيدي وعبد المحسن الخلفان.
أحداث العمل تتمحور حول عائلة "سعود" المتزوج من "عائشة"، ولديهما ولدان "أحمد" و"ناصر" وبنتان هما "ليلى" و"هدى"، ويحاول من خلال هذه العائلة معالجة قضايا الأسرة بأبعاد تربوية جادة، فضلاً عن تغطية كافة سلوكيات ومشكلات الأسرة اليومية، فيما يتعلق بتربية الأبناء وعلاقتهم بالوالدين، واستعراض قضايا الأبناء في كافة مراحلهم الحياتية. أما في الجزء الثاني فيسترسل في معالجة القضايا التربوية بشكل موسع أكثر، وتحديداً بعد إدخال عائلة موازية إلى العائلة الرئيسية تتمثل في الجيران. وبالطبع فإن نجاح العمل جاء لكونه تربوياً كلاسيكياً ويصلح لأي زمان، بسبب ثبات كافة القضايا والمشكلات التي عالجها العمل، وعدم تغيرها مع مرور الوقت، مثل تربية الأبناء والامتحانات والدراسة والتغيرات السلوكية التي تظهر على الأبناء في فترة المراهقة وغيرها.
في المقابل، مَثل هذا العمل، اكتشافاً لقدرات الممثلة أسمهان توفيق، التي كانت في البداية ضيفة شرف، ودورها محصور في ثلاث حلقات فقط، إلا أنها تمكنت من مفاجأة فريق العمل بقدراتها في الأداء الكوميدي أثناء البروفات الأولية وقبل انتهاء كتابة النص، وبناءً على ذلك تم تحويل دورها الذي كان يمثل "الجارة المشاكسة" إلى دور أساسي في النص، بحيث يكون أكثر عمقاً وطولاً في الحلقات ليكسب العمل جواً من الحيوية وخفة الظل.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك