العدد : ١٦٩٩١ - الأحد ٢٩ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٩١ - الأحد ٢٩ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

الكشف عن خطط لتهريب العملات الأجنبية من العراق عبر مصارف مرتبطة بسياسيين كبار

الخميس ١٣ يوليو ٢٠٢٣ - 02:00

بعداد‭ - ‬د‭. ‬حميد‭ ‬عبدالله‭:‬

وضعت‭ ‬الجهات‭ ‬الأمنية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬اليد‭ ‬على‭ ‬خطط‭ ‬خفية‭ ‬تنفذها‭ ‬مصارف‭ ‬أهلية‭ ‬مرتبطة‭ ‬بسياسيين‭ ‬كبار‭ ‬يتم‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬تهريب‭ ‬العملات‭ ‬الأجنبية‭ ‬من‭ ‬العراق،‭ ‬وإضعاف‭ ‬قيمة‭ ‬الدينار‭ ‬العراقي‭.‬

ولم‭ ‬تحدد‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬وجهات‭ ‬التهريب‭ ‬لكنها‭ ‬قالت‭ ‬إنها‭ ‬تتجه‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬إيران‭ ‬وسوريا‭ ‬ولبنان‭.‬

وقال‭ ‬عضو‭ ‬اللجنة‭ ‬المالية‭ ‬النيابية‭ ‬في‭ ‬البرلمان‭ ‬العراقي‭ ‬معين‭ ‬الكاظمي‭ ‬إن‭ ‬نظام‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬عندما‭ ‬أتاح‭ ‬تحويل‭ ‬الأموال‭ ‬من‭ ‬خلال‭ (‬الماستر‭ ‬كارد‭) ‬للمسافرين‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬تأييد‭ ‬لهذه‭ ‬الخطوة‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬خدمة‭ ‬المسافر،‭ ‬ولكن‭ ‬تم‭ ‬الالتفاف‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬جمع‭ ‬مئات‭ ‬الكارتات‭ ‬أو‭ ‬إصدارها‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬أصولي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بعض‭ ‬المصارف‭ ‬الأهلية،‭ ‬ثم‭ ‬يتم‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬فرق‭ ‬العملة‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬شخص‭ ‬واحد‭ ‬يسافر‭ ‬ومعه‭ ‬المئات‭ ‬من‭ ‬الكارتات،‭ ‬لذلك‭ ‬انتبهت‭ ‬الحكومة‭ ‬والبنك‭ ‬المركزي‭ ‬لهذه‭ ‬العملية‭ ‬الاحتيالية‭. ‬

وبين‭ ‬مصدر‭ ‬في‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬أن‭ ‬مئات‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬الدولارات‭ ‬تباع‭ ‬في‭ ‬مزاد‭ ‬العملة‭ ‬ومعظم‭ ‬هذه‭ ‬الأموال‭ ‬تحول‭ ‬إلى‭ ‬خارج‭ ‬العراق‭ ‬تحت‭ ‬غطاء‭ ‬توريد‭ ‬مواد‭ ‬استهلاكية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬جميع‭ ‬الفواتير‭ ‬التي‭ ‬تثبت‭ ‬صرف‭ ‬تلك‭ ‬الأموال‭ ‬على‭ ‬استيراد‭ ‬مواد‭ ‬أساسية‭ ‬للسوق‭ ‬العراقية‭ ‬كانت‭ ‬مزورة‭ ‬وهناك‭ ‬أطراف‭ ‬تحترف‭ ‬تزوير‭ ‬هذه‭ ‬الفواتير‭ ‬بدعم‭ ‬من‭ ‬سياسيين‭ ‬كبار‭.‬

ووصف‭ ‬الخبير‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العراقي‭ ‬الدكتور‭ ‬ماجد‭ ‬الصوري‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬بأنه‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الفوضى‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬عانت‭ ‬منها‭ ‬البلاد‭ ‬خلال‭ ‬العقود‭ ‬الثلاثة‭ ‬الأخيرة‭ ‬وما‭ ‬تزال‭ ‬وتم‭ ‬تجذيرها‭ ‬بعد‭ ‬الاحتلال‭ ‬عام‭ ‬2003‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬فتح‭ ‬المنافذ‭ ‬الحدودية‭ ‬على‭ ‬مصراعيها،‭ ‬وغياب‭ ‬السياسة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الواضحة‭ ‬والتخبط‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬المالية،‭ ‬والتوسع‭ ‬في‭ ‬النفقات‭ ‬التشغيلية،‭ ‬وعدم‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالتنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬مع‭ ‬تشجيع‭ ‬سياسة‭ ‬اقتصاد‭ ‬السوق‭ ‬الحرة‭ ‬المنفلتة‭ ‬وعدم‭ ‬تطبيق‭ ‬الدستور‭ ‬والقوانين‭ ‬النافذة،‭ ‬كل‭ ‬ذلك،‭ ‬قد‭ ‬جعل‭ ‬العراق‭ ‬مرتعاً‭ ‬كبيراً‭ ‬للفساد‭ ‬الإداري‭ ‬والمالي‭ ‬والمضاربات‭ ‬والسلوكية‭ ‬غير‭ ‬المنظمة‭ ‬في‭ ‬العمليات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬والتجارية‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭. ‬

وتقدر‭ ‬رابطة‭ ‬المصارف‭ ‬العراقية‭ ‬الأموال‭ ‬المهربة‭ ‬خارج‭ ‬العراق‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2003‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬300‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬تمت‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬صفقات‭ ‬وهمية،‭ ‬وتهريب‭ ‬مبالغ‭ ‬طائلة‭ ‬من‭ ‬فئة‭ ‬100‭ ‬دولار‭ ‬عبر‭ ‬المنافذ‭ ‬البرية‭ ‬والجوية،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أن‭ ‬طائرات‭ ‬غادرت‭ ‬الأجواء‭ ‬العراقية‭ ‬وهي‭ ‬محملة‭ ‬بالعملات‭ ‬الأجنبية‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬تتمكن‭ ‬الجهات‭ ‬الأمنية‭ ‬والرقابية‭ ‬من‭ ‬إيقافها‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا