نافذة فنية
ابراهيم حبيب
نافذة فنية
برنامج ذاكرة مصرية: هو برنامج خاص عن الفنان الكبير عادل امام بثته قناة أم بي سي قبل أيام قليلة ويحكي البرنامج عن عطاء عادل إمام وتأثيره على الشارع المصري. أما المتحدثون فهم وزراء ثقافة سابقون وعدد من كبار المثقفين الذين أكدوا على المكانة الفنية الكبيرة لعادل إمام. وبدأ وزير الثقافة السابق الدكتور والفنان فاروق حسني كلامه بقوله «الصديق عادل إمام».... والسؤال الذي يطرح نفسه: لو افترضنا إعداد برنامج خاص عن أي فنان خليجي مميز، فهل سيتواجد المسؤول الذي يتحدث عن علاقته بهذا الفنان وينوه بمكانته واهميته؟! يراودني الشك في ذلك. مجتمعاتنا مريضة لا يترجى منها اي كلمة منصفة بحق أي مبدع... نحتاج إلى مائة سنة لنصل إلى مستوى نظرة المجتمع المصري الى الفنان.
مطرب شعبي كويتي وتصريح خايب: في لقاء على القناة الكويتية ورداً على سؤال للمذيع عن أصل الأصوات قال المطرب: «تعرف هذا الصوت اللي انا غنيته غناه محمد جمعه خان». هكذا وبكل بساطة نسف هذا المطرب تاريخ فن الصوت سواء الكويتي اوالبحريني... للعلم فقط الفنان محمد جمعه خان هندي الأصل، وقام بنقل العديد من الاغنيات الهندية واضعا عليها كلاما عربيا مثل (بحقك قل لي لماذا الجفا) و(أتت هند إلى أمها)، والأمثلة كثيرة. لكن ان يقال عنه أنه ملحن الأصوات فهذا جهل ما بعده جهل. تمنياتي ان يكتفي أمثال هؤلاء المطربين الشعبيين بالغناء فقط.
اذاعة البحرين هي المكان الصحيح: استعنت كثيرا بأرشيف اذاعة البحرين لتنشيط ذاكراتي وتأكيد بعض المعلومات لإعداد برنامجي (أسطوانة بحرينيه)، فأنا على يقين منذ زمن بعيد بأن الإذاعة هي المكان الآمن لإنتاج الفنان. ولذلك سلمتها منذ سنوات، ودون تردد، كل ما املك من تسجيلات سواء ما يخصني أو يخص غيري من الفنانين، ولم اطلب مقابل ذلك باي مردود مادي لإحساسي ويقيني بان ما قمت به هو اجب وطني في المقام الأول. لذا اناشد أي بحريني إن كان لديه أي تسجيل لفنان بحريني أو اسطوانة التواصل مع الإذاعة لتسجيل هذا العمل الفني ثم استرجاعه. للعلم، تم نقل العديد من الاسطوانات من البحرين إلى الخارج ولم يعد لها اثرا في البحرين. واهم هذه التسجيلات تسجيل محمد زويد لشركة نعيم في العراق مرتين، أي 20 اغنية. أكرر رجائي لكل بحريني يملك أي أسطوانة أو تسجيل غير متوافرة يقدمها للإذاعة فهي المكان المناسب.
ماذا حدث للمطرب ايمان البحر درويش: فوجئ العديد من قراء الصحف المصرية بصورة صادمة للمطرب ايمان البحر درويش تظهره وهو في اشد حالات المرض. واتضح أنه يمر بازمة نفسية شديدة بسبب سجن ابنه في قضية قتل بالخطأ. والحقيقة أنه يعاني من المرض منذ سنتين وهو في بيته ويخضع لعلاج طبيعي... بسرعة تحركت نقابة المهندسين لإنقاذه كونه مهندسا في الاساس فهو خريج كلية الهندسة قسم مدني جامعة الإسكندرية وعضو في النقابة. أيضا تحركت نقابة المهن الموسيقية لتقوم بدورها. شفى الله الفنان إيمان البحر درويش.
سرقوا الإعلامي توفيق عكاشة: اقتحم لصوص فيلا توفيق عكاشة وسرقوا 4 ساعات ثمينة من ماركات عالمية شهيرة تتجاوز قيمتها ملايين الجنيهات، كما تم سرقة ما يقارب من 300 الف جنيه... تتوجه الكاميرات الآن في كل زاوية بمصر، وسوف يتم القبض على اللصوص قبل أن يحاول توفيق عكاشة المشهور ببخله الشديد الانتحار.
حكايات فنية (نوعية من المطربين ينبغي عليها الاعتزال): في صيف عام 1985م توقفت عند سوبر ماركت في منطقة جاردن ستي لشراء بعض الحاجيات، وبينما أنا واقف لدفع حساب المشتريات تنامى إلى سمعي صوت اعرفه، فالتفت سريعا لأرى صاحبة الصوت، فإذا بها السيدة ليلى مراد صاحبة الصوت الذي احببته.
وظلت الفنانة الكبيرة مختفية عن وسائل الاعلام منذ اعتزالها عام 1955 وهي في عمر السابعة والثلاثين من عمرها، مكتفية بما حققته من مجد فني اسطوري. ويرى البعض ان التقدم في السن ليس سببا يستحق قرار الاعتزال، لكن الفنان يراه عاملا قاتلا.
فقد أخذت اجازة امومة لتربية اطفالها وفقدت رشاقتها، وعندما استعادت رشاقتها التقت برئيس هيئة السينما الذي رحب بها، وأعربت له عن رغبتها في العودة إلى السينما. ورغم ترحيبه بالفكرة الا انه راح يتهرب من مقابلتها. وقالت ليلى مراد: شعرت وكأنني سقطت في الامتحان وناقص يقولوا فوتي علينا بكره». وأضافت انها قررت الاعتزال تماما بعد ذلك. أما الموسيقار محمد عبدالوهاب فقد قرر التوقف عن الغناء على المسرح في بداية الاربعينيات لأن الجمهور كان يطلب منها أداء اغنيات العشرينيات والثلاثينيات وبداية الاربعينيات، وقد تغيرت احبال صوته بسبب تقدمه في السن، واكتفى بالظهور مغنيا في فيلم غزل البنات عام 1949، وكان اخر ظهور له على المسرح عام 1953 على مسرح نادي الفرسان بطلب من الرئيس جمال عبدالناصر.
وقدم اغنيات وطنية، كما غنى اغنية «كل ده كان ليه» وهذا آخر ظهور له على المسرح واكتفى بالتلحين. وظل نجما حتى وفاته. اما السيدة فيروز التي تجاوزت الثمانين من عمرها فقد اعتذرت لهيئة الترفيه السعودية عن الظهور على المسرح، رافضة عرضا سخيا يقدر بـ5 ملايين دولار رغبة منها في المحافطة على صورتها أمام محبيها. قرار الاعتزال للفنان قرار قاتل ولكنه أحيانا ضروري للحفظ على صورة الفنان ومسيرته الفنية.
هناك العديد من المطربين فقدوا اصواتهم بحكم السن ولكنهم ما زالوا مصرين على الغناء على المسرح. وما يسمعونه من تصفيق ما هو إلا عطف وشفقة عليهم وليس اعجاب. هذه سنة الحياة ولا حيلة لنا في ذلك. يبقى ان نقول ان هناك حالات استثناء بين الفنانين ازاء مسألة الاعتزال، مثال ذلك محمد عبده فهو الذي مازال وبفضل الله محتفظا بلياقة صوتية وحضور طاغ على المسرح.
من جماليات النصوص الغنائية: أغنية (طال السفر) تأليف خالد الفيصل لحن وغناء محمد عبده
رد النظر خليت في الكف جمره
لهيبها في داخل القلب شباب
عز الخبر والمهتوي ضاق صدره
يا من يرد العلم عن هاك الاحباب
هو خاطره من لوعتي بعد ما طاب
هو ما ذكر أن الجفا فيه كسره
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك