قد يظن العديد من الأشخاص الذين يعانون من آلام متكررة في مفاصل أصابع اليد ومفصل الركبة أن هذه الآلام المرتبطة بالتهاب المفاصل الروماتويدي، إلاّ أن السبب الحقيقي لهذه الآلام قد يكون عرضا آخر كخشونة العظام نفسها، إذ تنجم هذه الأعراض عن تآكل الغضاريف بحيث قد تزداد حدّتها مع تقدّم العمر شيئاً فشيئاً. في الحوار التالي مع الدكتور علي جعفر العرادي استشاري جراحة العظام والمفاصل بمستشفى ابن النفيس يوضح لنا علاقة الأمراض الروماتيزمية والتهابات المفاصل.
تصاب المفاصل بالعديد من الامراض الروماتيزمية، منها مرض روماتويد، والتهابات المفاصل التفاعلية والجرثومية، وكذلك ترسب البلورات الحمضية في المفاصل (داء النقرس) إلا أن الاحتكاك وتآكل المفاصل هو الأكثر شيوعا في العالم، اذ ان هناك عوامل عدة هي ما تساعد على حدوث الاحتكاكات والتآكلات في المفاصل وخصوصا تلك المفاصل التي تحمل وزن الجسم كالركبة والكاحل والحوض.
ما هي هذه العوامل؟
من هذه العوامل التي تؤدي إلى احتكاك المفصل التقدم في العمر إذ إن الخاصية المرنة ونسبة السوائل في الغضاريف تتأثر بشكل كبير جراء تقدم السن ما يجعلها تتصلب وتفقد مرونتها فيفقدها القدرة على تحمل الأوزان الثقيلة من جراء النشاطات اليومية للإنسان، وهذا سبب رئيسي لحدوث احتكاك، وهناك عوامل ثانوية لحدوث الاحتكاك في المفاصل كزيادة الوزن ونشاطات الإنسان الرياضية وطريقة الجلوس الطويلة على الأرض وإصابات الملاعب ووجود اعوجاجات في الساق حول الركبة.
ماذا عن الأعراض؟
أما عن أعراض هذه المشكلة فهي تتراوح بين آلام بسيطة في بدايتها إلى آلام مبرحة في تقدمها مصحوبة بانتفاخات وتيبسات في المفاصل المصابة ما يعيق الحركة ويشعر الإنسان بهذه الالام وخصوصا في المشي وعند الجلوس الطويل عندما يكون المفصل مثنيا في الجلوس مما يؤدي إلى صعوبة ملحوظة في القيام مصحوبا بألم.
وهناك كما أسلفنا الذكر انواع اخرى من التهابات المفاصل كالتهاب المفاصل الروماتيزمية التي عادة ما يكون سببها توارثا جينيا، ويعتبر هذا النوع من أمراض المفاصل معيقا لحركة الإنسان المصاب، وقد يجعله معاقا جسديا، والحمد لله ان هذا النوع من المرض قليل الانتشار مقارنة باحتكاك المفاصل.
كذلك هناك مرض النقرس، وهو عبارة عن التهابات المفاصل نتيجة لترسبات بلورات الصوديوم البولية في المفاصل نتيجة لارتفاعها في الدم بسبب أكل اللحوم الحمراء كالغنم، وفي الماضي كان يسمى داء الملوك لأن ملوك أوروبا كانوا يتناولون اللحم والكحوليات بكثرة فيصابون به، كذلك ترتفع هذه البلورات في الدم من بعض الادوية الخاصة لعلاج ضغط الدم وكذلك لكثرة شرب الكحوليات.
وخطورة هذه الحالات هي التأثير المباشر على حركة الإنسان المصاب مما يؤدي إلى إعاقته وشلّ حركته وهو ما يكون له مردود سلبي على نفسيته وانطوائه اجتماعيا على نفسه بعيدا عن الناس، كذلك استخدام العقاقير الطبية الطويلة الأمد قد يؤدي الى التأثير على وظيفة الكلى والقلب والجهاز الهضمي.
اما عن الاعراض فهناك أعراض مشتركة بين المصابين بأي من هذه الالتهابات وهو حدوث الآلام والتيبسات المفصلية الا ان بعض الامراض الروماتويد تظهر معه أعراض جسمانية أخرى كالرشح والبثور في الجلد.
كيف يكون التشخيص؟
التشخيص يكون بحسب الحالة، فمثلا احتكاك المفاصل عادة ما يشخص عن طريق الأشعة العادية، فهي عادة ما تبين التأثيرات الناتجة عن التآكل.
اما الامراض الاخرى فتتطلب إجراء بعض الفحوصات المخبرية لمعرفة الداء بشكل أفضل.
بالنسبة لطرق العلاج تبدأ بالعلاجات التحفظية كتخفيف الأوزان والابتعاد عن العادات الخاطئة في الجلوس إلى استخدام الكمادات الباردة في حالة الآلام الحادة والكمادات الدافئة في الحالات المزمنة.
كذلك الاستفادة من العلاجات الطبيعية كتقوية العضلات واستخدام بعض المهدئات التي تخفف من الالتهابات، وبدورها تخفف من الآلام، وفي بعض الأحيان نعمد إلى حقن إبرة الكورتيزون في حال حدوث آلام حادة لا تستجيب للإجراءات.
وفي حالة وجود احتكاك بسيط يمكن الاستفادة من الابر الزيتية أو البلازمية التي تعمل على تعزيز مرونة الغضاريف وإحيائها، أما في حال تقدم الاحتكاك وخصوصا عند كبار السن فإننا نلجأ إلى عملية استبدال الغضاريف التي تكون ناجحة بنسبة 90-95%، وإن كان المرض مصحوبا باعوجاج الساق فإن عملية تقويم الساق هي الافضل وخصوصا ان كان المريض صغيرا في السن.
ان تدخل التكنولوجيا الذكية في صناعة المفاصل جعل من عملية استبدال الغضاريف ذات نتائج عالية الدقة وتهيئ المريض للاعتماد على ذاته بشكل سريع.
كيف يكون العلاج؟
أما عن علاج التهابات الروماتويد فهي تعتمد على المرحلة التي هو فيها، ففي البداية تستخدم العلاجات الحيوية التي تعالج أساس المشكلة وعادة ما تؤدي إلى التعافي، لكن في حال تقدم المشكلة فإن التدخلات الجراحية واردة من استئصال الغشاء المبطن للمفصل في بداية المرض إلى استبدال المفصل عندما يصل المرض إلى أوجه.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك