قد يجعلك الطقس الحار تلجأ الى الاستمتاع بحمامات السباحة، وبذلك نتعرض للإصابة بأمراض والتهابات المتعددة، غالبًا ما يكون جسم الإنسان مصابًا بالجفاف ولديه جهاز مناعة ضعيف في الصيف، بالإضافة إلى ان الطقس الحار يزيد أيضًا من وجود العديد من الكائنات الحية المسببة للعدوى، وفي المقال التالي ستوضح لنا الدكتورة وردة حسن استشاري طب العائلة اختصاصية طب الطيران ورئيس الخدمات الطبية بمستشفى رويال البحرين، الأمراض الأكثر شيوعًا التي قد تكون عرضة للإصابة بها خلال فصل الصيف.
مع حلول فصل الصيف واشتداد درجة الحرارة يلجأ الكبار والصغار إلى الاستجمام وقضاء وقت ممتع في المسابح سواء كانت العامة أو الخاصة منها، وخاصة مع انتشارها ووجودها في حدائق بعض المنازل، وعلى الرغم من تنظيف المسبح بطريقة مستمرة من خلال استخدام المطهرات وغيرها من وسائل التنظيف، فإنها تشكل خطرا على صحة الإنسان لاحتوائها على جراثيم، قد تؤدي إلى الإصابة بما يعرف بأمراض المسبح.
وقد أكد مركز السيطرة على الأمراض والوقاية الأميركي «CDC»، أن حوالي 80% من حمامات السباحة العامة تحتوي على بكتيريا وفطريات، تؤدي إلى إصابة الأطفال بالإسهال.
ومن الأمراض التي قد تتسبب المسابح في الإصابة بها:
الأمراض التنفسية
قد يصاب الشخص بالرشح أو التهاب اللوزتين نتيجة ابتلاع المياه الملوثة، أو كعدوى من أشخاص مصابين بالرشح يتشاركون نفس المسبح.
التهاب الأذن الخارجية
تصيب هذه العدوى جميع الأعمار، وتظهر بعد أيام من ممارسة السباحة، وتشمل: الحكة والاحمرار والتهاب الأذن والألم عند الضغط على الأذن وإنتاج القيح.
وعادة ما تظهر عند وجود المياه فترة طويلة داخل قناة الأذن، لتخلق بيئة مناسبة لنمو الجراثيم، وهذا ما يحدث داخل حمامات السباحة، في حين لا يمكن أن تنتقل من شخص لآخر.
ويمكن الوقاية عن طريق ارتداء غطاء الرأس الخاص بالسباحة أو سدادات الأذن لمنع وصول المياه للأذن، مع ضرورة تجفيفها بالفوطة جيدا بعد السباحة، ويحظر وضع أي شيء بالأذن مثل الأقلام أو الأصابع أو الأعواد القطنية، كما يجب تجنب إزالة شمع الأذن، حيث يعمل على حماية قناة الأذن من العدوى، كما يمكن استخدام القطرات الطبية الخاصة.
أمراض العيون
قد تصاب العيون بالاحمرار والغشاوة في الرؤية، إلا أنّ هذه الأعراض عابرة وسرعان ما تزول من تلقاء نفسها، وقد تنتقل التهابات العين الفيروسية من شخص لآخر، كما أن الجراثيم التي تصل إلى العين قد تسبب التهابات في الملتحمة، وتحدث نتيجة استخدام بعض المواد المسببة للالتهابات، مثل الكلور في ماء المسبح.
سعفة القدم Tinea Pedis
تنشأ عدوى الجلد على القدم بسبب أنواع معينة من الفطريات، وتظهر بين الإصبع الأول والثاني، لكن يمكن أن تؤثر على أي جزء بالقدم، وتنتشر عن طريق التلامس مع الجلد المصاب في أماكن محددة مثل حمامات السباحة، وعادة ما يحتاج العلاج بوضع كريم على الجلد. ويمكن التقليل من فرص الإصابة بهذا المرض الجلدي بالمحافظة على نظافة القدم وتجفيفها، وتجنب ارتداء الأحذية المغلقة والجوارب غير المصنوعة من القطن.
التهابات الجلد
يظهر الطفح الجلدي بعد اتصال الجلد المباشر مع المياه الملوثة بعدة أيام، ومن بين أعراضها: الحكة التي يمكن أن تؤدي إلى احمرار الجلد وتورمه، وظهور قيح على بصيلات الشعر. ويجب عدم ترك ملابس الاستحمام فترة طويلة حتى تجف، بل غسلها يوميا، كما يساعد المطهر ودرجة حموضة المياه على الوقاية من التهاب الجلد. وقد تحدث السباحة «تهيجات جلدية» تصيب البعض، جراء التعرض الطويل للكلور الموجود في المياه، العلاج الأفضل لهذه الحالات هو أخذ راحة من السباحة لإعطاء الجسم الفترة الكافية ليتعافى من هذه الأعراض، أو يمكن اللجوء إلى وضع بعض الكريمات الخاصة قبل النزول إلى حوض السباحة.
كذلك قد يصيب »الطفح الجلدي «الأشخاص بعد السباحة بالماء الدافئ، وتسببه جراثيم الزوائف الزنجارية، ويعاني المصاب به من حكة عادية لكنها قد تتطور إلى حكة مزعجة للغاية، وقد تظهر اندفاعات جلدية حمراء تشاهد خصوصًا في الأجزاء المغمورة في المياه.
وهناك مرض «القوباء الحلقية «Ringworm وهو مرض جلدي يظهر على شكل بقع دائرية، وينتج عن الإصابة بفطريات تعيش في أحواض السباحة، وتحدث العدوى نتيجة التشارك بمناشف الاستحمام أو المشي بدون حذاء حول حوض السباحة، ويعالج بالمضادات الفطرية. ثآليل القدم هي عدوى فيروسية بفيروس الورم الحليمي البشري «HPV» يتم التقاطها من المشي على أرضيات أماكن الاستحمام أو على منصات القفز.
المليساء المعدية Malluscum Contagiosum
تعتبر مرضا جلديا معديا شائعا بين الأطفال، خاصة بالجزء العلوي من الجسم سواء الأطراف أو الجذع، ويتم علاج هذه الحالة باستخدام الكريمات أو الكشط.
كيفية الوقاية من أمراض مياه السباحة؟
يجب على الأشخاص الذين يعانون من الأمراض المُعدية، البقاء في المنزل وعدم الذهاب إلى الحمامات العامة أو الأماكن المزدحمة. على الشخص الاستحمام قبل وبعد النزول في حمام السباحة بالماء والصابون، وتبديل ثياب السباحة بملابس جافة نظيفة، وأثناء السباحة يجب تفادي ابتلاع أي نقطة من مياه المسبح، وارتداء نظارات خاصة بالسباحة لتجنب تلوث العيون. استخدام كريمات الوقاية من الشمس، للحماية من الحروق والتي يمكن أن تزيد خطر الإصابة بسرطان الجلد ويجب على الأشخاص الراغبين بالذهاب إلى المسابح استخدام الأغراض الشخصية، وليست المشتركة مثل المناسف والأحذية وغيرها، وعدم التبول في أحواض السباحة، وفيما يتعلق بالأطفال ينبغي أخذهم إلى دورة المياه كل ساعة تجنباً لقضاء حاجتهم في حمام السباحة.
عدم السير حفاة من دون أحذية حول المسابح وفي الحمامات لمنع التقاط أي عدوى فطرية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك