أصغر سيدة أعمال بحرينية ابتكرت أول براند رشوش عطور منزلية وللشعر خالية
من الكحول تصنع بالمملكة.... رائدة الأعمال المهندسة زينب محمد حسن لـ«أخبار الخليج»:
يقول جورج برنارد شو «لا علاقة للزمن بالنضج.. نحن نكبر من خلال التجارب»!
نعم، لقد نضجت هذه المرأة بالفعل مبكرا للغاية، وكان لتجربة اليتم الأثر الكبير على مسيرتها ومستقبلها، حيث أدركت أن بعد رحيل الأب تأتي كل المواقف برسالة محتواها لا مجال للضعف، حتى لو كان الطريق متعرجا بعض الشيء، إلا أنه بقدر من الصلابة والقوة يمكن السير والمواصلة والوصول.
زينب محمد حسن، رائدة أعمال عصامية، مكافحة، كان لفقدان والدها مبكرا دافعا للتحلي بالقوة وتحقيق الاستقلال المادي، فقررت ألا تنتظر الوظيفة، بل صنعتها بنفسها، وأطلقت مشروعها الخاص وهي طالبة بالجامعة برأسمال لم يتعد العشرين دينارا، وعزمت على أن تصعد سلم النجاح شيئا فشيئا، وبكل إصرار وبراعة، فتحول مشروعها الصغير الأول من نوعه إلى مصنع شهير لإنتاج العطورات ومستلزماتها، وهي في طريقها اليوم لإطلاق مشروعها الهندسي الخاص.
تجربة زينب أكدت أنه إذا أردت أن تنجح في حياتك، فاجعل المثابرة صديقك الحميم، والتجربة مستشارك الحكيم، فبذلك يمكنك أن تترك بصمة خاصة في عالم الأعمال والإبداع.
حول هذه التجربة الملهمة كان الحوار التالي:
بدايتك مع عالم الأعمال؟
بدايتي في عالم الأعمال كانت مبكرة للغاية، وتحديدا وأنا طالبة بالجامعة، حيث قررت إطلاق مشروع خاص برشوش المنزل، وكان ذلك برأسمال متواضع جدا حيث لم يتعد عشرين دينار، وقد تخصصت في صناعة العطور المنزلية يدويا وبدون أي آلات أو مساعدة من أحد، وكنت فخورة بأنني بدأت من الصفر وكافحت ووصلت إلى هدفي، وكانت البداية عبر النت من خلال حسابي على الانستجرام.
وماذا عن دراستك؟
درست التصميم الهندسي بجامعة خاصة بالبحرين، وكان لحبي ودراستي لهذا التخصص وعشقي للألوان والرسم بصفة عامة تأثير في تمتعي بلمسة إبداعية في كل ما أقوم به من خلال مشروعي، الذي يتطلب الكثير من الفن والإبداع في كل مراحله، وقد كنت أصغر وأول بحرينية تؤسس وتطلق مثل هذا المشروع.
ولماذا هذه البداية المبكرة؟
بداية المشروع كانت خلال العام الدراسي الثالث أثناء الجامعة، وكان هدفي هو تحقيق الاستقلالية المادية، والاعتماد على نفسي، وهو هدف أخذ يراودني منذ أن توفي والدي في بداية المرحلة الإعدادية، وخاصة أنني الابنة الكبيرة من بين خمسة أبناء، ورغم أن والدتي لعبت دور الأم والأب بالنسبة لنا، وحرصت على تعليمنا جميعا، وعلى حصولنا على مؤهل جامعي، فقد كان لدي إحساس عال بالمسؤولية لتحقيق دخل مادي يكفيني، وقد بدأت مشروعي بمنتجين من الرشوش المنزلية صنعتهما بنفسي، حيث تعلمت هذه المهنة ذاتيا عبر اليوتيوب.
كيف تطور مشروعك؟
قبل أن أقوم بطرح منتجاتي في السوق، حرصت على إرسالها إلى المعلنين والمؤثرين على السوشيال ميديا للتجربة، وكانت ردة الفعل إيجابية ومحفزة بشدة، وهذا ما شجعني ودفعني الى إطلاق المشروع والوصول إلى أكبر شريحة من الناس، وكم كنت فخورة لكون منتجاتي صناعة بحرينية من مواد طبيعية، خالية من أي إضافات أو كحوليات، الأمر الذي لاقى صدى واسعا لها.
لماذا العطور؟
المعروف أن العطور تعمل على الشعور بالاسترخاء والراحة، كما أنها تمد مستخدمها بالطاقة الإيجابية، وشيئا فشيئا وصل عدد الرشوش إلى سبعة أنواع، وبعد حوالي أربع سنوات من إطلاق مشروعي تمكنت من افتتاح محل خاص، وقمت بإضافة عطور خاصة بالملابس، ووصل عددها حاليا إلى 17 عطرا.
وماهي لمساتك الخاصة؟
أحرص دوما على أن تكون كافة منتجاتي صالحة لكل وقت وأي مكان، وألا تسبب إزعاجا لمن يستنشقها، وتخصصت في صناعة العطور العربية والفرنسية أيضا لتلبية احتياجات جميع الزبائن، وما حقق لي الشهرة الواسعة هو حرصي على طرح منتجات حصرية أبتكرها خصيصا في كل المناسبات، إلى جانب القيام بتصاميم الأغلفة التي أبتكرها بنفسي، ففي كل مناسبة أطرح عبوة معينة مع تغليف خاص بها، وأذكر أنه في البداية كان عدد المتابعين حوالي ألفين، بعد ذلك قفز العدد إلى عشرة آلاف، وكانت الانطلاقة الحقيقية في مناسبة لعيد الأم من خلال (باكج) خاص نال إعجاب الكثيرين وذاع صيتي بشكل كبير من ورائه.
أين تصنعين منتجاتك؟
أقوم بابتكار منتجاتي بمصنعي الذي يقع ضمن المحل الخاص بي ويضم طابقين، ويعمل معي اليوم كادر يضم ستة أشخاص، ونقوم بتصميم الأغلفة الجذابة التي تصنع في البحرين، كما أدخلت على مشروعي مستلزمات أخرى كالمباخر والفواحات والاكسسوارات وغيرها.
ماذا عن المنافسة؟
بالطبع المنافسة شديدة في هذا المجال، ولكني أراها دوما سببا في تميزي ونجاحي، وأواجهها بالابتكار والتجديد وبتقديم كل المعلومات اللازمة عن المنتج إلى الزبون، وبالحرص على إطلاعه على جميع مراحل الإنتاج، ولعل تفردي بعطور شعر خالية من أي مواد كحول وبروائح ثابتة كأول براند بحريني من نوعه يقدم هذا المنتج قد أسهم كثيرا في انتشار ونجاح منتجاتي، إلى جانب تقديم البكجات الخاصة التي أصممها للمناسبات مثل شهر مضان والقرقاعون والعيد وغيرها، الأمر الذي حقق لي شهرة واسعة.
من أين تستوحين تصاميمك؟
أستوحي تصاميمي لمجموعتي من المساحات التي أخلقها، ففي كل مساحة انتهي من العمل عليها تلهمني بفكرة لعطر جديد، وهكذا، وأحاول دوما أن يكون التصميم مبتكرا ومميزا وفريدا، بحيث يخلق حالة مزاجية جيدة للزبون وشعورا بالإيجابية من حوله.
من يقف وراء قصة نجاحك؟
يمكن القول بأن زوجي هو الشخص الأول وراء قصة نجاحي، فقد كان الداعم الأول لي عبر مشواري العلمي والعملي سواء على الصعيد المعنوي أو المادي، حتى أبنائي كانوا حافزا قويا للعمل والنجاح والمواصلة، رغبة مني في أن أكون مصدر فخر لهما حين يكبران، ولا شك أن العمل الحر بشكل عام يمكن صاحبه من التحكم في زمام أموره، ومن ثم إحداث نوع من الموازنة بين مسؤولياته المختلفة، وهذا هو أهم تحد قد واجهني منذ بداية مشروعي، هذا فضلا عن دور والدتي في حياتي.
وما هو ذلك الدور؟
والدتي هي قدوتي الأولى في حياتي، فهي رمز للمثابرة والقوة والكفاح، وتعلمت منها تحمل المسؤولية، والإصرار على النجاح والوصول، فقد كرست حياتها لنا بعد وفاة والدي، وقدمت لنا كل ما تملك، وضحّت بالكثير من أجلنا، لذلك يمكن القول بأنها كانت سببا فيما وصلت إليه اليوم.
أهم درس يمكن استخلاصه من تجربتك؟
الدرس المستخلص والمستفاد من وراء تجربتي هو مواجهة أي تحديات أو عثرات قد تواجه أي شاب والانتصار عليها بكل إصرار، فأنا لم أنتظر الوظيفة، بل صنعتها بنفسي، ولم أستسلم لأي ظروف صعبة، بل تغلبت عليها، وواصلت، واعتمدت على نفسي، وهذه هي نصيحتي لأي فتاة، أن تخلق فرصتها الخاصة، ولا تخشي أو تتردد، وبصفة عامة أنا أرى الجيل الجديد في أغلبه يتمتع بذكاء عالٍ، فقط عليه الاختيار الصحيح، والتحلي بالثقة في النفس.
كيف أفادتك تجربة اليتم؟
لا شك أن تجربة اليتم صعبة للغاية لكنها أفادتني كثيرا عبر مشواري، فبرغم حنيني واشتياقي الدائم لوالدي خاصة في أوقات ومناسبات محددة كالتخرج أو الزواج وغيرها، فإن هذا الفقد المبكر لأعز الناس قد مدني بالقوة والاستقلالية والإصرار على تحقيق أهدافي وأحلامي.
حلمك القادم؟
حاليا أسعى بكل جهد لأن أصبح صاحبة مشروع تصميم هندسي في القريب العاجل وذلك إلى جانب مشروع العطور، وأتمنى أن أترك بصمة خاصة بي كرائدة أعمال، بحيث أصبح قدوة لبنات جيلي، وخاصة الأمهات، بصفة عامة أجد أن أي امرأة بحاجة إلى الشجاعة لخوض أي تجربة من دون خوف أو تردد، بمعنى آخر هي بحاجة إلى دعم معنوي أكثر من المادي.
وماذا عن الدعم المادي؟
هناك بالفعل الكثير من الجهات الداعمة التي قد تساعد المرأة ماديا مثل مؤسسة تمكين على سبيل المثال، لذلك نحن بحاجة إلى السند والثقة والتشجيع، وها نحن نشهد اليوم وصول نساء صغيرات إلى مناصب قيادية مهمة، انطلاقا من قناعة القيادة الرشيدة التي تدعم الشباب وتؤهلهم لتقلد تلك المناصب في مختلف المجالات، فضلا عن وجود المجلس الأعلى للمرأة، الذي أسهم بشكل كبير في تمكين المرأة البحرينية على مختلف الأصعدة، والنهوض بجميع أوضاعها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك