العدد : ١٦٩٩١ - الأحد ٢٩ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٩١ - الأحد ٢٩ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

همود الحرائق العنيفة في الجزائر وبدء مراسم دفن بعض الضحايا

الخميس ٢٧ يوليو ٢٠٢٣ - 02:00

توجة‭/‬الجزائر‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬همدت‭ ‬أمس‭ ‬الأربعاء‭ ‬الحرائق‭ ‬العنيفة‭ ‬التي‭ ‬اجتاحت‭ ‬شمال‭ ‬شرق‭ ‬الجزائر‭ ‬والتي‭ ‬أودت‭ ‬بحياة‭ ‬34‭ ‬شخصًا‭ ‬وقضت‭ ‬على‭ ‬عائلات‭ ‬ولا‭ ‬سيّما‭ ‬قرب‭ ‬بلدة‭ ‬توجة‭ ‬حيث‭ ‬احترق‭ ‬16‭ ‬شخصًا‭ ‬وهم‭ ‬أحياء‭ ‬خلال‭ ‬فرارهم‭. ‬وكانت‭ ‬منطقة‭ ‬بجاية‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬المناطق‭ ‬تضررًا‭ ‬من‭ ‬الحرائق‭ ‬التي‭ ‬انتشرت‭ ‬تحت‭ ‬تأثير‭ ‬الجفاف‭ ‬وموجة‭ ‬الحر‭ ‬وارتفاع‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأماكن‭ ‬إلى‭ ‬48‭ ‬مئوية‭. ‬

وفي‭ ‬تيغرمت‭ ‬قرب‭ ‬بجاية‭ ‬يتأمل‭ ‬كمال‭ ‬منزله‭ ‬المدمّر،‭ ‬قائلًا‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭: ‬‮«‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تصوّر‭ ‬مدى‭ ‬الأضرار‭ ‬المادية،‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬ملايين‭ ‬الدنانير،‭ ‬فقدنا‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬في‭ ‬غمضة‭ ‬عين‮»‬‭. ‬في‭ ‬المجموع،‭ ‬انتشر‭ ‬97‭ ‬حريقًا‭ ‬منذ‭ ‬الأحد‭ ‬في‭ ‬نحو‭ ‬15‭ ‬ولاية‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬شرق‭ ‬البلد‭ ‬أعنفها‭ ‬في‭ ‬بجاية‭ ‬والبويرة‭ ‬وجيجل‭. ‬وقُتل‭ ‬على‭ ‬أثر‭ ‬هذه‭ ‬الحرائق‭ ‬34‭ ‬شخصًا‭ ‬بينهم‭ ‬عشرة‭ ‬عسكريين‭. ‬ودُفن‭ ‬بعض‭ ‬الضحايا‭ ‬أمس‭ ‬الأربعاء‭. ‬وأشار‭ ‬الدفاع‭ ‬المدني‭ ‬إلى‭ ‬إخماد‭ ‬‮«‬كلّ‭ ‬الحرائق‮»‬‭ ‬ووضع‭ ‬نظام‭ ‬للمراقبة‭. ‬

وقرب‭ ‬بلدة‭ ‬توجة‭ ‬المطلّة‭ ‬على‭ ‬المتوسط‭ ‬قضى‭ ‬16‭ ‬شخصًا‭ ‬خلال‭ ‬محاولتهم‭ ‬الفرار‭ ‬سيرًا‭ ‬من‭ ‬قرية‭ ‬آيت‭ ‬أوصالح‭ ‬ليل‭ ‬الأحد‭ ‬الاثنين‭. ‬ويقول‭ ‬الناجي‭ ‬طاوس‭ ‬تيميزار‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭: ‬‮«‬عند‭ ‬الثالثة‭ ‬صباحًا‭ ‬طلبوا‭ ‬منا‭ ‬أخذ‭ ‬مقتنياتنا‭ ‬الثمينة‭ ‬بسبب‭ ‬حريق‭ ‬كبير‭. ‬عندما‭ ‬عدنا‭ ‬إلى‭ ‬منازلنا،‭ ‬لم‭ ‬يبق‭ ‬شيء‭ ‬ولم‭ ‬ينجَ‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬خرفاننا‮»‬‭. ‬

وتحدّث‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقلّ‭ ‬عن‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشخاص‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬عن‭ ‬تأخّر‭ ‬استجابة‭ ‬فرق‭ ‬الإغاثة‭ ‬ونقص‭ ‬الموارد‭. ‬ويقول‭ ‬المتطوع‭ ‬محمد‭ ‬سعيد‭ ‬عمال‭: ‬‮«‬أدى‭ ‬أبناء‭ ‬القرى‭ ‬دورًا‭ ‬أساسيًا‭ ‬في‭ ‬تجنّب‭ ‬انتشار‭ ‬الحرائق‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬المنازل‭. ‬استخدمنا‭ ‬دلاء‭ ‬بلاستيكية‭ ‬ملأناها‭ ‬بفضل‭ ‬شاحنة‭ ‬أحد‭ ‬المتطوعين‭ ‬وصعدنا‭ ‬إلى‭ ‬الغابة‭ ‬لمكافحة‭ ‬النيران‮»‬‭. ‬وأشارت‭ ‬السلطات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬نحو‭ ‬عشر‭ ‬طائرات‭ ‬وقاذفات‭ ‬مياه‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬الحرائق،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬مشاركة‭ ‬ثمانية‭ ‬آلاف‭ ‬عنصر‭ ‬من‭ ‬الحماية‭ ‬المدنية‭ ‬و525‭ ‬شاحنة‭. ‬

وأسهم‭ ‬انخفاض‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬وتراجع‭ ‬قوة‭ ‬الرياح‭ ‬في‭ ‬إخماد‭ ‬الحرائق‭. ‬وقضى‭ ‬عشرة‭ ‬جنود‭ ‬حوصروا‭ ‬بالنيران‭ ‬أثناء‭ ‬إجلائهم‭ ‬من‭ ‬بني‭ ‬كسيلة‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬بجاية‭ ‬برفقة‭ ‬سكان‭ ‬القرى‭ ‬المجاورة‭. ‬وأسفرت‭ ‬الحرائق‭ ‬أيضًا‭ ‬عن‭ ‬إصابة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬80‭ ‬شخصًا،‭ ‬بينهم‭ ‬25‭ ‬جنديًا،‭ ‬في‭ ‬بجاية‭. ‬ويشهد‭ ‬شمال‭ ‬وشرق‭ ‬الجزائر‭ ‬سنويًا‭ ‬حرائق‭ ‬غابات،‭ ‬وهي‭ ‬ظاهرة‭ ‬تتفاقم‭ ‬عامًا‭ ‬بعد‭ ‬عام‭ ‬بسبب‭ ‬تأثير‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬الذي‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬جفاف‭ ‬وموجات‭ ‬قيظ‭. ‬واستدعى‭ ‬الوضع‭ ‬إجلاء‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬1500‭ ‬شخص‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬القرى‭ ‬مع‭ ‬اقتراب‭ ‬الحرائق‭ ‬من‭ ‬منازلهم‭. ‬كما‭ ‬دمرت‭ ‬النيران‭ ‬منتجعات‭ ‬ساحلية‭ ‬تعد‭ ‬مقاصد‭ ‬سياحية‭ ‬في‭ ‬الصيف‭. ‬

وأمر‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬بجاية‭ ‬بفتح‭ ‬تحقيقات‭ ‬أولية‭ ‬للوقوف‭ ‬على‭ ‬أسباب‭ ‬الحرائق‭ ‬وتحديد‭ ‬الفاعلين‭. ‬وأوقف‭ ‬خمسة‭ ‬أشخاص‭ ‬في‭ ‬البويرة‭ ‬وسكيكدة‭. ‬وفي‭ ‬أغسطس‭ ‬2022‭ ‬قضى‭ ‬37‭ ‬شخصا‭ ‬في‭ ‬حرائق‭ ‬هائلة‭ ‬بولاية‭ ‬الطارف‭ ‬شمال‭ ‬شرق‭ ‬البلاد‭. ‬وكان‭ ‬صيف‭ ‬عام‭ ‬2021‭ ‬الأكثر‭ ‬فتكا‭ ‬منذ‭ ‬عقود،‭ ‬فقد‭ ‬قضى‭ ‬خلاله‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬90‭ ‬شخصًا‭ ‬في‭ ‬حرائق‭ ‬واسعة‭ ‬النطاق‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬الجزائر،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬القبائل‭. ‬

ولتجنب‭ ‬تكرار‭ ‬سيناريو‭ ‬2021‭ ‬و2022‭ ‬عملت‭ ‬السلطات‭ ‬على‭ ‬تعبئة‭ ‬مواردها‭ ‬مع‭ ‬اقتراب‭ ‬فصل‭ ‬الصيف‭. ‬وفي‭ ‬نهاية‭ ‬أبريل،‭ ‬أمر‭ ‬الرئيس‭ ‬تبون‭ ‬بشراء‭ ‬ستّ‭ ‬طائرات‭ ‬قاذفة‭ ‬للماء‭ ‬متوسطة‭ ‬الحجم‭ ‬وتقديم‭ ‬طلبات‭ ‬عروض‭ ‬للشركات‭ ‬الناشئة‭ ‬لتوفير‭ ‬طائرات‭ ‬مسيّرة‭ ‬تستخدم‭ ‬في‭ ‬مراقبة‭ ‬الغطاء‭ ‬الحرجي‭. ‬ثم‭ ‬في‭ ‬مايو،‭ ‬أعلنت‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬اقتناء‭ ‬وشيكا‭ ‬لطائرة‭ ‬قاذفة‭ ‬للماء،‭ ‬وتأجير‭ ‬ست‭ ‬طائرات‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬أمريكية‭ ‬جنوبية‭ ‬مع‭ ‬فرقها‭ ‬الفنية،‭ ‬وأعلنت‭ ‬طلب‭ ‬العروض‭ ‬لشراء‭ ‬ست‭ ‬قاذفات‭ ‬للماء‭ ‬متوسطة‭ ‬الحجم‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا