د. الشيخ عبدالله بن أحمد: الملك قائد استثنائي يملك منهاج عمل مستنيرا
وزير الخارجية الأمريكي السابق: الجائزة بادرة ملهمة في تكريس المبادئ الإنسانية
تحت رعاية ملكية سامية من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم، دشن مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، في احتفال كبير «جائزة الملك حمد للتعايش السلمي»، في مدينة لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية، بحضور لفيف من مسؤولين وسفراء ودبلوماسيين وقيادات دينية، وكبار الشخصيات والنخب الإعلامية والثقافية، يتقدمهم مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي السابق.
في بداية الحفل، ألقى الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة رئيس مجلس أمناء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، كلمة قال فيها: «إنه لشرف عظيم لي وبسعادة غامرة، أنقل إليكم تحيات وتقدير صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم، على حضوركم هذه الأمسية الرائعة، لتدشين جائزة دولية كريمة تحمل اسم جلالته، كقائد استثنائي يملك منهاج عمل مستنيرا، لترسيخ موقع مملكة البحرين كمركز عالمي لتعزيز التقارب الحضاري بين أتباع الأديان ومختلف الثقافات».
وأضاف: «أود أن أنتهز هذه الفرصة السانحة، لأرفع أسمى آيات الامتنان والشكر الجزيل إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، على التوجيهات المتميزة والدعم الكبير من لدن سموه، لإيصال هذه الرسالة الجليلة إلى أرجاء العالم كافة».
وأشار الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، إلى أن تدشين «جائزة الملك حمد للتعايش السلمي» في مدينة لوس أنجلوس، تحمل في طياتها معاني مهمة، ودلالات رمزية عميقة، فهي تؤكد بما لا يدع مجالا للشك، أن النهج الملكي الأصيل لتعزيز التعايش والتسامح، ونشر ثقافة الإخاء والتضامن، يتواصل بخطى ثابتة وحثيثة، تعبيرًا عن إيمان مطلق بأهمية سيادة هذه القيم النبيلة في مواجهة العنصرية والتعصب والتطرف، فقد شهدت هذه المدينة يوم 14 سبتمبر 2017 رعاية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب مستشار الأمن الوطني، نيابة عن جلالة الملك المعظم، التدشين الأول لإعلان مملكة البحرين، الذي ينطلق من أسس ومرتكزات التعايش السلمي في مملكة البحرين، ونهجها الديني القويم والمعتدل.
وأشاد رئيس مجلس الأمناء، بالعلاقات التاريخية والوطيدة التي تجمع بين مملكة البحرين والولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدًا أن علاقات التعاون والصداقة الوثيقة القائمة على التحالف الاستراتيجي بين البلدين الصديقين، تشهد تقدمًا كبيرًا على المستويات كافة.
وأفاد الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، بأن مملكة البحرين عُرفت بأنها بلد التحضر والمدنية والانفتاح على الثقافات الأخرى، ومكانا آمنا لممارسة الجميع معتقداتهم وطقوسهم الدينية بكل حرية واطمئنان، كما أن ما تعيشه المملكة من نهضة تنموية شاملة ومستدامة، بفضل النهج الإصلاحي لصاحب الجلالة عاهل البلاد المعظم، يرتكز على عدة مقومات رئيسية، يأتي في مقدمتها: حماية الحريات، واحترام التعددية بتنوعها الفكري والثقافي والديني، وبناء جسور التسامح والوئام.
وأوضح رئيس مجلس الأمناء، أن «جائزة الملك حمد للتعايش السلمي» تم إعلان إطلاقها خلال افتتاح فعاليات ملتقى البحرين للحوار «الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني» في شهر نوفمبر الماضي، لافتًا إلى أن الجائزة تعكس رؤية جلالة الملك المعظم بضرورة أن يستقر حق الاختلاف في وجدان الناس، كحق إنساني، حضت عليه جميع الأديان والمواثيق الدولية، مبينا أن الغاية من إطلاق الجائزة هي إتاحة المجال للتنافس الدولي في كل ما يدعم التعايش والسلام والمحبة، فكرًا ونهجًا وممارسة.
ونوه الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، إلى أن هذه الجائزة الرفيعة تضاف إلى مجموعة المبادرات السامية التي أطلقها جلالة الملك المعظم في هذا السياق، في مقدمتها: إنشاء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، وإطلاق إعلان مملكة البحرين، وتدشين كرسي الملك حمد للحوار بين الأديان والتعايش السلمي بجامعة «سابينزا» الإيطالية.
وتناول رئيس مجلس الأمناء، الدور الإيجابي والملموس الذي يضطلع به مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، كشريك عالمي للدفاع عن القيم الإنسانية دون تمييز، وترجمة الجهود التي تبذلها مملكة البحرين، لنشر جوهر مبادئ الاعتدال وروح الأخوة بين البشر من أتباع جميع الأديان والمعتقدات، مبينًا أن المركز هو انعكاس حقيقي لرؤية جلالة الملك لتعزيز ونشر القيم الدينية والأخلاقية من أجل تحقيق السلام والازدهار في أرجاء العالم.
وفي ختام كلمته، أكد الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، أن الأيادي البيضاء والمبادرات النبيلة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم، ستظل دائمًا مصدر خير وأمل للعالم أجمع من أجل صالح البشرية وازدهار الشعوب، وأن السبيل الوحيد الناجح والآمن لتحقيق ذلك هو التعارف والحوار والشراكة، تعايشًا وتسامحًا، مرددًا كلمات جلالته السامية: «إنّ الجهل عدو السلام، وإن الإيمان يضيء طريقنا للسلام».
من جانبه، أثني مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي السابق، على الجهود التي تبذلها مملكة البحرين، لإرساء قيم التعايش والتسامح، منوهًا إلى أن جائزة الملك حمد للتعايش السلمي، تمثل بادرة ملهمة في هذا الاتجاه، باعتبارها سوف تسهم في تكريس المبادئ الإنسانية الخاصة بالتعايش السلمي.
وأشار بومبيو إلى التعاون القائم بين مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، ومركز سيمون فيزنتال، بهدف التقاء أتباع الديانات السماوية معًا، وجعل الحياة أكثر ازدهارًا وأفضل للناس من جميع الأديان في كل مكان، واصفًا مشاركته في تدشين هذه الجائزة المرموقة بـ«الأمر الرائع»، كما أبدى استعداده للتعاون البناء والمثمر مع مبادرات مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي في هذا الشأن.
بدوره، قال السفير ماركو سوازو، مدير مكتب معهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث «اليونيتار»: إن جائزة الملك حمد للتعايش السلمي، تصب بشكل وثيق في أهداف ومقاصد الأمم المتحدة، لاسيما فيما يتعلق بنشر رسالة السلام والتعايش السلمي بين الشعوب.
وأضاف: «أن ما ورد في إعلان الجائزة، هو في الأساس جوهر عمل الأمم المتحدة»، مؤكدا أن مملكة البحرين تأتي دائماً في طليعة الدول التي تسجل الريادة في المشاركة بالمبادرات الداعية للسلام والتعايش السلمي.
الجدير بالذكر، أن مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي عقد مؤتمرًا صحفيًا قبل انطلاق الاحتفال، بمشاركة رئيس مجلس الأمناء الدكتور عبدالله بن أحمد آل خليفة، وعدد من كبار الشخصيات السياسية والدينية، وممثلي مؤسسات أمريكية وعالمية، بحضور مختلف وسائل الإعلام، وذلك لإعلان الجائزة وبيان أهدافها، بالإضافة إلى إلقاء الضوء على أبرز مبادرات مملكة البحرين، بقيادة جلالة عاهل البلاد المعظم، في مجال السلام والتسامح والتعايش السلمي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك