مشكلة كبيرة تواجه بعض الرجال وهي مشكلة الضعف الجنسي الذي تختلف أسبابه، ولكن مع التقدم الهائل في مجال طب الذكورة أصبح بالإمكان حل هذه المشكلة مع تنوع اساليب العلاج الموجودة الان ما بين الاقراص والحقن وزراعة الدعامات كل على حسب حالته، ويحدد الطبيب المعالج الطريقة الصحيحة للحصول على أفضل النتائج.
لذا حاور «الخليج الطبي» الدكتور حمد الحلو استشاري المسالك البولية وأمراض الذكورة بمستشفى السلام التخصصي لنتعرف على الجديد في علاج الضعف الجنسي.
المشاكل الجنسية عند الرجال
في كثير من الأحيان يخفى الرجال الخلل في الحياة الجنسية بدافع من الخجل يتصورون بأن ذلك فشل شخصي، وهذا بالطبع خاطئ، لأن أكثر أسباب الخلل فـي الانتصاب تعد مرضية يقتضي معالجتها، فعدم القدرة علـى الجماع يحد كثيراً من الشعور بالراحة والاستمتاع بالحياة، وقد يؤدى إلى مشاكل نفسية إن لم يتم معالجته.
وعلى مدى سنوات كان يعتقد الرجال أن المشاكل الجنسية هي جزء طبيعي من علامات التقدم في السن، ولكن ولحسن الحظ أثبت الطب الحديث خطأ هذا الاعتقاد فلا يوجد أي سبب يمنع الرجال أن تبقى نشطة جنسيا بشكل جيد حتى في السبعين أو الثمانين من العمر.
مشاكل الجنس عند الرجال عديدة، ولكن أهم هذه المشاكل هو عدم القدرة على الحصول أو الحفاظ على الانتصاب عند ممارسة الجنس ويطلق عليه الأطباء «العجز الجنسي» أو «ضعف الانتصاب» أو «العنة»، إلا أن هناك مشاكل أخرى مثل «الرغبة الجنسية المنخفضة» أو «سرعة القذف» أو حتى «عدم القدرة على القذف».
أسباب عديدة
هناك أمراض عضوية عدة تسبب ضعف الانتصاب، وذلك بأن تعيق تدفق الدم الى القضيب مثل داء السكري، ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع الكوليسترول، التدخين وإصابات منطقة الحوض. كما يمكن ان ينتج الضعف الجنسي عما يعرف بالتسريب الوريدي، بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمشاكل الجنسية أن تكون ناتجة من آثار جانبية لبعض الأدوية كعلاج الاكتئاب أو ارتفاع ضغط الدم أو ناتجة من تليف في نسيج القضيب كالتي تحدث لبعض مرضى السكلر أو مرض بيروني. كما أن هناك أسبابا عصبية يمكن أن تكون ناجمة عن السكتة الدماغية، وأمراض مثل السكري وإصابات الحبل الشوكي، أو جراحة البروستات أو اعتلال الهرمونات كالانخفاض في نسبة هرمون التستوستيرون. هذا وقد يتسبب تكرار ضعف الانتصاب العضوي الى نشوء ما يعرف بقلق الأداء، حيث يصبح التركيز على احتمالية فشل التجربة الجنسية. كما يمكن أن تحدث مشاكل الجنس كنتيجة مباشرة لطيف الأمراض النفسية كالاكتئاب أو القلق أو الضغط النفسي الشديد.
التقييم الصحيح مهم جدا
تشخيص المشاكل الجنسية لدى الرجال تبدأ بأخذ التاريخ الجنسي والذي يعتمد كثيرا على الصدق في الإجابة عن الأسئلة، ثم إجراء الفحص البدني، ومن ثم بعض اختبارات الدم لتحديد الأسباب المحتملة كمرض السكري أو ارتفاع الكولسترول أو انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون. وقد يلجأ الطبيب أحيانا الى اختبارات أكثر تخصصا، مثل تقييم تدفق الدم في القضيب مع الموجات فوق الصوتية والتي عادة ما توفر معلومات مفيدة جدا.
العلاج متوافر وبطرق عدة
توجد الكثير من العلاجات لضعف الانتصاب كالتي تأخذ عن طريق الفم من أبرزها مثبطات فوسفودايستريز-5 كأقراص الفياجرا أو ليفيترا أو السيالس وهي فعالة في استعادة قوة الانتصاب في حوالي 70 في المائة من الرجال ولكن لا بد من تناولها تحت الإشراف الطبي لعدم حدوث أي مضاعفات وخاصة مع مرضى القلب، حيث إنها ممنوعة على الرجال الذين يتناولون أدوية النترات (مثل النتروجليسرين).
هذا وينصح بالابتعاد عن شراء هذه الأدوية أو شبيهاتها عن طريق الإنترنت حيث لا تعرف في غالب الأحيان مصادر هذه الأدوية، وما إذا كانت مزورة أو مخلوطة بمواد ضارة. إذا كانت مستويات الهرمون الذكوري منخفضة جدا، فإن الطبيب قد يلجأ الى تعويض هرمون التستوستيرون الذي قد يعطي بطرق شتى منها الجلد على سبيل المثال.
ومن طرق العلاج المتوافرة الحقن الذاتي للقضيب بأدوية مثل البروستاديل أو البابافيرين التي تسمح بتمدد الأوعية الدموية وانتفاخ النسيج الكهفي. هذا ومن العلاجات التحفظية الواعدة العلاج بالموجات التصادمية او حقن البلازما الغنية بالصفائح وهي خيارات جيدة للضعف الجنسي المتوسط الشدة. ومن العلاجات الممتازة زراعة الأجهزة التعويضية جراحيا وفي حالات ضعف الانتصاب النفسي، فإن الإرشاد النفسي يكون مهما جدا. ولا شك أن نمط الحياة الصحي مفيد جدا كممارسة الرياضة والنظام الغذائي المتوازن والابتعاد عن التوتر والقلق. كما لا يمكن إغفال دور الزوجة في مراحل العلاج المختلفة وما يمكن أن توفره من تفهم لطبيعة المرض ومن دعم نفسي مهم جدا.
الدعامات الذكرية
هناك نوعان رئيسيان من دعامات القضيب، شبه الصلب القابل للنفخ. يعمل كل نوع من أنواع دعامات القضيب بشكل مختلف وله مزايا وعيوب مختلفة، الأجهزة شبه الصلبة ثابتة دائمًا ويمكن ثني القضيب بعيدًا عن الجسم في حالة النشاط الجنسي ونحو الجسم في الاوقات الاخرى.
تتكون دعامات القضيب القابلة للنفخ من نوعين: النوع المكون من قطعتين اي من أسطوانات قابلة للنفخ داخل جسم القضيب ووحدة ضخ في كيس الصفن، ونوع مكون من ثلاث قطع اي من أسطوانات قابلة للنفخ داخل جسم القضيب، وخزان خلف جدار البطن، ومضخة داخل كيس الصفن بها صمام التحكم. والأجهزة القابلة للنفخ هي النوع الأكثر شيوعًا ولتحقيق الانتصاب يعمل النموذج بضخ السائل من الخزان الى الاسطوانات ولتحقيق الاسترخاء يعمل الصمام على إعادة توجيه السائل إلى الخزان مرة أخرى.
يمكن أيضًا استخدام دعامات القضيب لعلاج الحالات الشديدة من تليفات القضيب، التي تؤدي إلى انتصاب منحنٍ ومؤلم (مرض بيروني). ويتطلب هذا النوع من الجراحات خبرة خاصة. عند اختيار نوع دعامة القضيب، نضع في عين الاعتبار التفضيلات الشخصية للمريض وتاريخه الطبي. قد يقترح الطبيب المعالج نوعًا واحدًا من التصميم على الآخر بناءً على العمر، وخطر العدوى، والحالات الصحية، أو العلاجات الطبية السابقة التي خضع لها المريض. يتطلب تركيب دعامات القضيب الى الجراحة. وقبل اتخاذ القرار في هذا الخيار العلاجي، يجب التأكد من فهم المريض لما تنطوي عليه الجراحة، بما في ذلك المخاطر المحتملة والمضاعفات مثل الالتهابات والتي تعتبر العدو الأول لمثل هذا النوع من الجراحات.
الجدير بالذكر أن درجة رضا المرضى من بعد هذه العمليات تصل الى 90% وقد أسهم في ذلك تطور هذه الدعامات وأصبحت أكثر مقاومة للالتهابات او الأعطاب الهيدروليكية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك