سرطان القولون والمستقيم لا توجد له أعراض واضحة لذلك اطلق عليه اسم القاتل الصامت وفي حالة الشعور بأي تغيير يفضل استشارة الطبيب المتخصص وفي الحوار التالي التقينا مع الدكتورة مها السندي استشاري طب الأورام بمجمع السلمانية الطبي لنتعرف أكثر على هذا النوع من السرطانات. وبدأت حديثها معنا قائلة:
يعتبر سرطان القولون والمستقيم في البحرين ثاني أكثر أنواع السرطانات شيوعًا بعد سرطان الرئة عند الذكور وسرطان الثدي عند الإناث، اذ يمثل 10.2% و7% في كل من الذكور والإناث، على التوالي يتطور سرطان القولون والمستقيم دائمًا من الزوائد السرطانية في القولون أو المستقيم.
يمكن لاختبارات الفحص الكشف عن هذه الزوائد المحتملة التسرطن، بحيث يمكن إزالتها قبل أن تتحول إلى سرطان كما يمكن أن تكشف اختبارات الفحص عن سرطان القولون والمستقيم مبكرًا ويكون العلاج أفضل.
كيف يكون التشخيص؟
تُستخدم خمسة أنواع من الاختبارات للكشف عن سرطان القولون والمستقيم:
1. اختبار الدم الخفي في البراز
(gFOBT) يستخدم مادة الغاياك الكيميائية للكشف عن الدم في البراز، يتم ذلك مرة واحدة في السنة.
بالنسبة لهذا الاختبار، ستتلقى مجموعة أدوات اختبار من مقدم الرعاية الصحية الخاص بك في المنزل، تستخدم عصا أو فرشاة للحصول على كمية صغيرة من البراز، تعيد مجموعة الاختبار إلى الطبيب أو المختبر، حيث يتم فحص عينات البراز للتحقق من وجود الدم.
يستخدم الاختبار الكيميائي المناعي البرازي (FIT) الأجسام المضادة لاكتشاف الدم في البراز ويتم إجراء ذلك أيضًا مرة واحدة في السنة بنفس طريقة gFOBT.
يجمع اختبار FIT-DNA (يُشار إليه أيضًا باسم اختبار الحمض النووي في البراز) بين اختبار FIT والاختبار الذي يكتشف تغير الحمض النووي في البراز. بالنسبة لهذا الاختبار، تقوم بجمع حركة الأمعاء بأكملها وإرسالها إلى المختبر، حيث يتم فحصها بحثًا عن الحمض النووي المتغير ووجود الدم. يتم إجراؤه مرة كل ثلاث سنوات.
2. التنظير السيني المرن
في هذا الاختبار يضع الطبيب أنبوبًا قصيرًا ورفيعًا ومرنًا ومضيئًا في المستقيم. يقوم الطبيب بفحص الأورام الحميدة أو السرطان داخل المستقيم والثلث السفلي من القولون.
وينصح به كل 5 سنوات، أو كل 10 سنوات مع FIT كل عام.
3. تنظير القولون
هذا مشابه للتنظير السيني المرن، باستثناء أن الطبيب يستخدم أنبوبًا طويلًا ورفيعًا ومرنًا ومضيئًا للتحقق من وجود الأورام الحميدة أو السرطان داخل المستقيم والقولون بأكمله.
أثناء الاختبار، يمكن للطبيب اكتشاف وإزالة معظم الزوائد اللحمية وبعض أنواع السرطان، يستخدم تنظير القولون أيضًا كاختبار متابعة إذا تم العثور على أي شيء غير عادي أثناء أحد اختبارات الفحص الأخرى. وينصح به كل 10 سنوات (للأشخاص الذين ليس لديهم خطر متزايد للإصابة بسرطان القولون والمستقيم).
3. تصوير القولون بالتصوير المقطعي المحوسب (تنظير القولون الافتراضي)
تصوير القولون بالتصوير المقطعي المحوسب (CT)، والذي يسمى أيضًا تنظير القولون الافتراضي، يستخدم الأشعة السينية وأجهزة الكمبيوتر لإنتاج صور للقولون بأكمله، والتي يتم عرضها على شاشة الكمبيوتر ليقوم الطبيب بتحليلها. وبنصح به كل 5 سنوات.
يجب أن يبدأ الأشخاص في فحص سرطان القولون والمستقيم مبكرًا أو الخضوع للفحص إذا كان لديهم أي من عوامل الخطر التالية لسرطان القولون والمستقيم:
تاريخ شخصي للإصابة بسرطان القولون والمستقيم أو الأورام الحميدة الغدية.
تاريخ عائلي قوي للإصابة بسرطان القولون والمستقيم أو الأورام الحميدة، مثل السرطان أو الأورام الحميدة لدى قريب من الدرجة الأولى يقل عمره عن 60 عامًا أو في أقارب من الدرجة الأولى في أي عمر.
تاريخ شخصي لمرض التهاب الأمعاء المزمن (IBD).
تاريخ عائلي لأي متلازمة لسرطان القولون والمستقيم الوراثي، مثل داء السلائل الورمي الغدي العائلي (FAP)، أو متلازمة لينش، أو متلازمات أخرى.
ما هي الأعراض؟
تغير مستمر في عادات الأمعاء، بما في ذلك الإسهال أو الإمساك أو تغيير قوام البراز.
نزيف في المستقيم أو دم في البراز.
الانزعاج المستمر في البطن، مثل التشنجات أو الغازات أو الألم.
شعور بأن أمعاءك لا تفرغ تمامًا.
ضعف أو تعب.
فقدان الوزن غير المبرر.
لا يعاني الكثير من المصابين بسرطان القولون من أعراض في المراحل المبكرة من المرض.
يزداد خطر إصابتك بسرطان القولون والمستقيم مع تقدمك في السن. تشمل عوامل الخطر الأخرى:
مرض التهاب الأمعاء مثل مرض كرون أو التهاب القولون التقرحي.
تاريخ شخصي أو عائلي للإصابة بسرطان القولون والمستقيم أو سلائل القولون والمستقيم.
متلازمة وراثية مثل داء البوليبات الغدي العائلي (FAP) أو سرطان القولون والمستقيم الوراثي غير السلائل (متلازمة لينش).
تتضمن عوامل نمط الحياة التي قد تساهم في زيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم ما يلي:
قلة النشاط البدني المنتظم.
اتباع نظام غذائي منخفض في الفاكهة والخضروات.
نظام غذائي منخفض الألياف وعالي الدهون أو نظام غذائي غني باللحوم المصنعة - زيادة الوزن والسمنة - استهلاك الكحول – التدخين.
يتم تشخيص سرطان القولون بدءا من اخذ التاريخ الطبي والفحص البدني للمريض وفحوص الدم الشاملة لوظائف الحيوية وفحص الدم للدلالات على الورم وتصنع خلايا سرطان القولون والمستقيم أحيانًا مواد تسمى علامات الورم التي يمكن العثور عليها في الدم. أكثر علامات الورم شيوعًا لسرطان القولون والمستقيم هي المستضد السرطاني المضغي (CEA) ولكن من المهم ان هذا التحليل لا يستخدم لوحده للفحص المبكر
ثم هناك فحوصات للتأكد من نوعية الخلايا ومرحلة الورم مثل تنظير القولون التشخيصي والخزعة والأشعة المقطعية او مسح التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET).
هل هناك طرق للوقاية من سرطان القولون؟
لا توجد طريقة مؤكدة للوقاية من سرطان القولون والمستقيم.
ولكن هناك أشياء يمكنك القيام بها قد تساعد في تقليل المخاطر، مثل تغيير عوامل الخطر التي يمكنك التحكم فيها مثل الفحص الدوري لسرطان القولون والمستقيم. بالإضافة من الممكن تقليل خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم عن طريق إدارة نظامك الغذائي ونشاطك البدني.
زيادة الوزن أو السمنة تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم لدى كل من الرجال والنساء.
النشاط البدني يقلل من خطر الإصابة.
في السنوات الأخيرة، أظهرت بعض الدراسات الكبيرة أدلة متضاربة على أن الألياف في النظام الغذائي ربما تقلل من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. البحث في هذا المجال لا يزال جاريا ومع ذلك تظهر الدراسات الحديثة التي تبحث تحديدًا في تناول الحبوب الكاملة أن خطر الإصابة يتراجع كلما أضفت المزيد من الحبوب الكاملة إلى نظامك الغذائي.
وجدت العديد من الدراسات ارتفاع خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم مع زيادة تناول الكحول، خاصة بين الرجال. يرتبط التدخين طويل الأمد بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، بالإضافة إلى العديد من أنواع السرطان والمشكلات الصحية الأخرى.
يعتمد علاج سرطان القولون إلى حد كبير على مرحلة السرطان، ولكن يمكن أن تكون العوامل الأخرى مهمة أيضًا.
ماذا عن العلاج؟
الأشخاص المصابون بسرطان القولون في مراحله المبكرة عادةً يخضعون للجراحة كعلاج رئيسي أو أول، يمكن أيضًا استخدام العلاج الكيميائي بعد الجراحة (يُسمى العلاج المساعد). يتم إعطاء معظم العلاج المساعد لمدة 6 أشهر تقريبًا.
عادةً ما يُعطى العلاج الكيميائي لسرطان القولون بعد الجراحة إذا كان السرطان أكبر أو انتشر إلى الغدد الليمفاوية. بهذه الطريقة، قد يقتل العلاج الكيميائي أي خلايا سرطانية متبقية في الجسم ويساعد في تقليل خطر تكرار الإصابة بالسرطان. يمكن أيضًا استخدام العلاج الكيميائي قبل إجراء عملية لتقليص حجم السرطان الكبير بحيث يسهل إزالته بالجراحة. يمكن أيضًا استخدام العلاج الكيميائي للتخفيف من أعراض سرطان القولون التي لا يمكن إزالتها بالجراحة أو التي انتشرت في مناطق أخرى من الجسم. في بعض الأحيان يتم دمجه مع العلاج الإشعاعي.
يستخدم العلاج الإشعاعي مصادر طاقة قوية، مثل الأشعة السينية والبروتونات لقتل الخلايا السرطانية. يمكن استخدامه لتقليص حجم سرطان كبير قبل إجراء عملية جراحية بحيث يمكن إزالته بسهولة أكبر.
العلاج الدوائي المستهدف
تركز العلاجات الدوائية الموجهة على تشوهات معينة موجودة داخل الخلايا السرطانية من خلال منع هذه التشوهات، يمكن أن تتسبب العلاجات الدوائية المستهدفة في موت الخلايا السرطانية وغالبا يتم الجمع بين الأدوية المستهدفة والعلاج الكيميائي وتستخدم للأشخاص المصابين بسرطان القولون المتقدم.
احدث العلاجات هي العلاج المناعي هو علاج دوائي يستخدم جهازك المناعي لمحاربة السرطان، لكن عادة ما يقتصر العلاج المناعي على سرطان القولون المتقدم في هذا الوقت وهناك دراسات للنظر في استخدام هذه العلاجات في المراحل المبكرة من الورم.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك