تلعب الفحوصات الجينية دورًا حيويًا في تحديد احتمالية الإصابة بأمراض معينة ومعرفة احتمالية الاصابة بأمراض أخرى مستقبلا كالأورام السرطانية. تُجرى أنواع مختلفة من الفحوصات الجينية سنتعرف عليها وعلى أهميتها في الحوار التالي مع الدكتورة مريم فدا استشاري الجينات والوراثة وتحليل جينات الأجنة قبل الغرس.
من البداية ما هو السرطان؟
السرطان مرض جيني. في الحالة الطبيعية يقوم أحد الجينات المسؤول عن انقسام الخلايا بأمر الخلية بالانقسام لعدد معين بحسب حاجة الجسم، عند وجود طفرة جينية في أحد هذه الجينات تقوم الخلية بالانقسام بطريقة عشوائية غير منتظمة وسريعة مكونة للأورام.
فالورم عبارة عن خلايا بدأت في الانقسام منذ شهور أو سنين (بحسب سرعة انقسام الخلايا) إلى أن يأتي المريض بشكوى من أعراض مختلفة بحسب نوع وموقع الورم وتقدمه.
ما أهمية الفحوصات الجينية في اكتشاف الطفرات السرطانية؟
الجسم مكون من خلايا، داخل هذه الخلايا يوجد تقريباً 20 ألف جين وذلك بحسب آخر الدراسات، من هذه الجينات هناك جينات مسؤولة عن انقسام الخلايا وهذه هي الجينات التي نقوم بفحصها للمصابين بالسرطان والأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي بالمرض.
هناك سببان لضرورة عمل الفحوصات الجينية للسرطانات
أولاً: لمعرفة إن كان الشخص قد ورث الطفرة السرطانية من أحد أبويه لأن تقريبا 10% من السرطانات وراثية، إما تم وراثتها من الأم أو من الأب.
فإن كان قد ورث الطفرة فيتم متابعة الشخص من قبل الطبيب المختص لتدارك المرض في بدايته إذا بدأت الخلايا بالانقسام وتكون الورم.
كما يُنصح باقي أفراد العائلة المقربين كالأبناء والأشقاء بإجراء الفحص الجيني لأن نسبة وراثة ذات الطفرة السرطانية 50%.
ثانيا: في حالة الشخص المصاب والذي تم تشخيصه بأحد أنواع السرطانات، فيتم إجراء الفحص الجيني لمعرفة نوع الطفرة الجينية المسببة للمرض، تكمن أهمية ذلك لتحديد ووضع الخطة العلاجية المناسبة لهذا المريض وهذا ما يعرف بالعلاج الموجّه والمتبع حالياً في مملكة البحرين.
هل هناك سن معين للقيام بالفحص الجيني؟
ليس هناك سن محدد لإجراء الفحوصات الجينية، لكن إذا كان الشخص أقل من 18 عاماً فيجب على ولي أمره توقيع استمارة الموافقة على إجراء الفحص.
هل يمكن تفادي وراثة الطفرة السرطانية؟
إن كان الشخص قد ورث الطفرة السرطانية فللأسف لم يتوصل العلم لحد الآن إلى تقنية يمكن من خلالها إزالة الطفرة وتعديل الجين. ولكن يمكن تفاديها في الأبناء وتجنب وراثتهم لها، وذلك بقيام الأم والأب بتحليل جينات الاجنة قبل الغرس بعد عملية أطفال الأنابيب، حيث نقوم بسحب بويضات الأم وتلقيحها بالحيوانات المنوية للزوج. وبعد تكوين الأجنة، نقوم بأخذ خزعة من الأجنة وتحليلها لمعرفة أي من هذه الأجنة هي الأجنة السليمة الخالية من هذه الطفرة. يتم بعدها غرس هذه الأجنة في الأم لتُنجب بإذن الله طفلاً لا يحمل هذه الطفرة السرطانية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك