قال أستاذ الفيزياء التطبيقية في جامعة الخليج العربي د. وهيب الناصر إن البحرين الدولة الخليجية الأعلى ارتفاعا في معدل درجات الحرارة. في الوقت الذي بين فيه أن نزع ملوحة المياه وضخها مرة أخرى في البحار يزيد من ملوحة مياه البحر وعكرتها الأمر الذي يؤثر في امتصاص المياه لأشعة الشمس ويزيد حرارتها، ومن ثم تغير تيارات الرياح لتشكل ظواهر يحدث فيها التطرف الجوي والكوارث.
ولفت الناصر خلال محاضرة من الاحترار العالمي إلى الغليان العالمي التي أقيمت في مركز عبدالرحمن كانو الثقافي إلى أن العالم انتقل من مرحلة الاحترار إلى الغليان.
وأضاف: «متوسط درجات الحرارة في البحرين زاد بمقدار 1.8 درجة مئوية، أما متوسط الزيادة في درجات الحرارة في السعودية فوصل إلى نحو 1.4 مئوية والكويت نحو 1.7 مئوية والإمارات نحو 1.5 مئوية وعمان نحو 1.2 درجة مئوية. وزادت منطقة الشرق الأوسط عن المتوسط أيضا بمقدار 1.3 درجة مئوية، وذلك بحسب الإحصائيات الصادرة من بيركلي إيرث في عام 2020 التي تدرس التغير في درجات الحرارة مقارنة بالفترة 1951–1980».
وسجلت البحرين أعلى معدل استهلاك للكهرباء في تاريخها، وسط طقس حار ومعدل رطوبة عال في منطقة الخليج العربي التي تعاني من تبعات الاحتباس الحراري، وذلك في 4 أغسطس 2023.
وكانت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية وبيانات كوبرنيكوس لتغير المناخ الممولة من الاتحاد الأوروبي قد أكدت في وقت سابق أن الأسابيع الثلاثة الأولى من يوليو 2023 كانت الأكثر سخونة على الإطلاق منذ بدأ الإنسان قياس الحرارة. كما سجلت دول العالم درجات حرارة قياسية تفوق 40 درجة مئوية فترات طويلة في الأسبوع بدءا من 21 يوليو 2023.
وأشار الناصر: «يعزى سبب الارتفاع إلى التأثير الثلاثي وهو الاحترار العالمي للكوكب وبداية حدوث ظاهرة النينو وما يسمى القبة الحرارية».
وبيّن أن الاحترار ينتج عنه زيادة الأمطار وخسران ما نسبته 17% من الأراضي وزيادة حرارة الجو بنسبة 4% ونفاد الطعام وإفلاس الناس واختفاء بعض الجزر الصناعية وزيادة حرائق الغابات الطبيعية والفيضانات.
والاحترار العالمي هو ارتفاع طويل الأمد في متوسط درجة حرارة الأرض، ويشير عادة إلى الاحترار الذي يتسبب فيه نشاط الإنسان منذ زمن ما قبل الصناعة.
أما ظاهرة النينو فتحدث كل سنتين إلى سبع سنوات وتشهد ظهور مياه دافئة على السطح قبالة سواحل أمريكا الجنوبية وتنتشر عبر المحيط دافعة كميات كبيرة من الحرارة إلى الغلاف الجوي. وتحدث القبة الحرارية بسبب منطقة ضغط جوي مرتفع في طبقات الجو العليا بحبس هواء المحيط الساخن أسفل منها كما لو كانت غطاء أو قبة، ليتسبب ذلك في تسخين هذا الهواء عبر عملية ديناميكية تسمى التسخين تحت الضغط، ولتنشأ من ذلك كتلة هوائية ساخنة سطحية.
وأوضح الناصر: «من أعراض الأزمة الحالية عجز أرقى الأنظمة الحمائية في أغنى الدول عن التصدي لاشتعال الحرائق الطبيعية في الغابات، حيث أعلنت كندا أن الحرائق اشتعلت في مساحات شاسعة توازي ضعف مساحة الأراضي الزراعية في مصر، ولم تستطع السيطرة عليها».
هطول الأمطار
وذكر أن «تقرير IPCC الذي صدر في فبراير 2022 حول التقييم السادس للمخاطر بسبب التغير المناخي في قارة آسيا بين أن دول الخليج معرضة لمخاطر زيادة الحرارة والجفاف، حيث إن الحرارة ستعمل على خفض معدل الهطول المطري في شمال الشرق الأوسط وإفريقيا وارتفاعه في شبه الجزيرة العربية».
وتابع بالقول: «ستزداد درجة الحرارة في البحرين خلال عام 2050 عن المتوسط العام بمعدل 9 درجات مئوية، وهو ما يعني توقع حدوث أحد السيناريوهين، فإما أن يقل هطول الأمطار وإما أن يهطل بكميات أكبر، وهو ما سيعرض أجزاء من الأراضي للغرق، وذلك في الجزء الجنوبي والجنوبي الغربي وأجزاء من أم النعسان والمالكية وأيضا أجزاء من جزيرتي سترة والمحرق».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك