العدد : ١٧٠٥٢ - الجمعة ٢٩ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥٢ - الجمعة ٢٩ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

معارك السودان تمتد إلى مدينتين كبريين إحداهما تأوي مئات آلاف النازحين

السبت ١٩ أغسطس ٢٠٢٣ - 02:00

ود‭ ‬مدني‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬توسّع‭ ‬نطاق‭ ‬الحرب‭ ‬الجارية‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أربعة‭ ‬أشهر‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬لتصل‭ ‬المعارك‭ ‬إلى‭ ‬مدينتين‭ ‬كبريين‭ ‬هما‭ ‬الفاشر‭ ‬والفولة،‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬أفاد‭ ‬شهود‭ ‬عيان‭ ‬أمس،‭ ‬في‭ ‬تطوّر‭ ‬فاقم‭ ‬المخاوف‭ ‬حيال‭ ‬مصير‭ ‬مئات‭ ‬آلاف‭ ‬النازحين‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬قد‭ ‬فرّوا‭ ‬إليهما‭ ‬من‭ ‬أعمال‭ ‬العنف‭ ‬في‭ ‬إقليم‭ ‬دارفور‭. ‬

وليل‭ ‬الخميس‭ ‬استؤنفت‭ ‬المعارك‭ ‬في‭ ‬الفاشر‭ ‬عاصمة‭ ‬ولاية‭ ‬شمال‭ ‬دارفور،‭ ‬بحسب‭ ‬الشهود،‭ ‬لتنهي‭ ‬هدوءًا‭ ‬استمرّ‭ ‬شهرين‭ ‬في‭ ‬المدينة‭ ‬المكتظة‭ ‬بالسكّان‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬ملاذاً‭ ‬لهم‭ ‬من‭ ‬القصف‭ ‬وأعمال‭ ‬النهب‭ ‬وعمليات‭ ‬الاغتصاب‭ ‬والإعدام‭ ‬بدون‭ ‬محاكمة‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬أجزاء‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬دارفور‭. ‬

وقال‭ ‬مدير‭ ‬مختبر‭ ‬الأبحاث‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬يال‭ ‬الأمريكية‭ ‬ناتانيال‭ ‬ريموند‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬‮«‬إنّه‭ ‬أكبر‭ ‬تجمّع‭ ‬لمدنيين‭ ‬نزحوا‭ ‬في‭ ‬دارفور‭ ‬مع‭ ‬لجوء‭ ‬600‭ ‬ألف‭ ‬شخص‭ ‬إلى‭ ‬الفاشر‮»‬‭. ‬

وأفاد‭ ‬سكّان‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬أنّ‭ ‬أعمال‭ ‬العنف‭ ‬اندلعت‭ ‬مجدّداً‭ ‬في‭ ‬الفاشر‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬متأخّر‭ ‬من‭ ‬ليل‭ ‬الخميس‭. ‬وأفاد‭ ‬أحدهم‭ ‬عن‭ ‬سماع‭ ‬أصوات‭ ‬‮«‬معارك‭ ‬بالأسلحة‭ ‬الثقيلة‭ ‬في‭ ‬شرق‭ ‬المدينة‮»‬‭. ‬

كما‭ ‬أفاد‭ ‬شهود‭ ‬عن‭ ‬أعمال‭ ‬قتالية‭ ‬في‭ ‬الفولة،‭ ‬عاصمة‭ ‬ولاية‭ ‬غرب‭ ‬كردفان‭ ‬المحاذية‭ ‬لدارفور‭. ‬

وأفاد‭ ‬أحد‭ ‬سكّان‭ ‬الفولة‭ ‬بأنّ‭ ‬عناصر‭ ‬من‭ ‬‮«‬الجيش‭ ‬والاحتياطي‭ ‬المركزي‭ ‬اشتبكوا‭ ‬مع‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬وأُحرقت‭ ‬خلال‭ ‬المعارك‭ ‬مقارّ‭ ‬حكومية‮»‬‭.  ‬

وأشار‭ ‬شاهد‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬الفولة‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬عمليات‭ ‬سلب‭ ‬ونهب‭ ‬للمحلات‭ ‬التجارية‭ ‬بسوق‭ ‬المدينة‮»‬،‭ ‬مؤكّداً‭ ‬‮«‬سقوط‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬القتلى‭ ‬من‭ ‬الطرفين‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬حصرهم‭ ‬بسبب‭ ‬استمرار‭ ‬القتال‮»‬‭. ‬

وامتدّ‭ ‬النزاع‭ ‬بالفعل‭ ‬إلى‭ ‬ولاية‭ ‬شمال‭ ‬كردفان‭ ‬التي‭ ‬تعدّ‭ ‬مركزاً‭ ‬للتجارة‭ ‬والنقل‭ ‬بين‭ ‬الخرطوم‭ ‬وأجزاء‭ ‬من‭ ‬جنوب‭ ‬السودان‭ ‬وغربه‭. ‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬أصدرت‭ ‬إحدى‭ ‬حركات‭ ‬التمرّد‭ ‬المسلّحة‭ ‬والمسمّاة‭ ‬‮«‬تمازج‮»‬‭ ‬أوامر‭ ‬لأفرادها‭ ‬على‭ ‬الشريط‭ ‬الحدودي‭ ‬في‭ ‬اقليمي‭ ‬دارفور‭ ‬وكردفان‭ ‬بالانضمام‭ ‬إلى‭ ‬معسكرات‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭. ‬وأفادت‭ ‬الحركة‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬الخميس‭ ‬‮«‬نعلن‭ ‬وبصورة‭ ‬رسمية‭ ‬انضمامنا‭ ‬للقتال‭ ‬مع‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬ضدّ‭ ‬فلول‭ ‬النظام‭ ‬السابق‭ ‬الذين‭ ‬اتّخذوا‭ ‬القوات‭ ‬المسلّحة‭ ‬مطيّة‭ ‬بغية‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬السلطة‭ ‬وإعادة‭ ‬إنتاج‭ ‬النظام‭ ‬الشمولي‭ ‬القمعي‮»‬‭. ‬

وكانت‭ ‬‮«‬تمازج‮»‬‭ ‬من‭ ‬الحركات‭ ‬التي‭ ‬وقّعت‭ ‬على‭ ‬اتفاق‭ ‬السلام‭ ‬التاريخي‭ ‬الذي‭ ‬أُبرم‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬في‭ ‬جوبا‭ ‬بين‭ ‬مجموعات‭ ‬التمرد‭ ‬المسلحة‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬والحكومة‭ ‬المدنية‭ ‬الانتقالية‭ ‬التي‭ ‬تولّت‭ ‬السلطة‭ ‬عقب‭ ‬إطاحة‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬عمر‭ ‬البشير‭ ‬من‭ ‬الحكم‭. ‬

وبحسب‭ ‬مجموعات‭ ‬حقوقية‭ ‬وشهود‭ ‬فرّوا‭ ‬من‭ ‬دارفور‭ ‬فقد‭ ‬شهد‭ ‬الإقليم‭ ‬مجازر‭ ‬ارتُكبت‭ ‬بحقّ‭ ‬مدنيين‭ ‬وهجمات‭ ‬بدوافع‭ ‬عرقية‭ ‬وعمليات‭ ‬قتل‭ ‬ارتكبتها‭ ‬خصوصاً‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬وميليشيات‭ ‬قبلية‭ ‬عربية‭ ‬متحالفة‭ ‬معها‭. ‬

وفرّ‭ ‬كثيرون‭ ‬عبر‭ ‬الحدود‭ ‬الغربية‭ ‬إلى‭ ‬تشاد‭ ‬المجاورة‭ ‬بينما‭ ‬لجأ‭ ‬آخرون‭ ‬إلى‭ ‬أجزاء‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬دارفور‭ ‬حيث‭ ‬تنظر‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬شبهات‭ ‬بارتكاب‭ ‬جرائم‭ ‬حرب‭. ‬

ولطالما‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬مسرحاً‭ ‬لمعارك‭ ‬دامية‭ ‬منذ‭ ‬اندلعت‭ ‬في‭ ‬2003‭ ‬حرب‭ ‬هاجم‭ ‬خلالها‭ ‬عناصر‭ ‬مليشيا‭ ‬الجنجويد‭ ‬التي‭ ‬سبقت‭ ‬تشكّل‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع،‭ ‬متمرّدين‭ ‬من‭ ‬أقليات‭ ‬عرقية‭. ‬

وتركّزت‭ ‬المعارك‭ ‬في‭ ‬النزاع‭ ‬الأخير‭ ‬في‭ ‬الجنينة‭ ‬عاصمة‭ ‬غرب‭ ‬دارفور،‭ ‬حيث‭ ‬تشتبه‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بأنّ‭ ‬جرائم‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية‭ ‬ارتُكبت‭. ‬كما‭ ‬امتدت‭ ‬إلى‭ ‬مدينة‭ ‬نيالا،‭ ‬عاصمة‭ ‬ولاية‭ ‬جنوب‭ ‬دارفور،‭ ‬لتتحوّل‭ ‬أيضاً‭ ‬إلى‭ ‬مركز‭ ‬للمعارك‭ ‬الأخيرة‭ ‬فيما‭ ‬أفادت‭ ‬تقارير‭ ‬عن‭ ‬فرار‭ ‬آلاف‭ ‬السكان‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا