سيدات مجتمع لــ«أخبار الخليج»: عادات سلوكية خاطئة ترهق ميزانيات الأسر البحرينية
البذخ امتد إلى «التعزية».. والشباب يعزف عن الزواج بسبب المبالغة في المهور
الدعوة إلى تبني مبادرات بحرينية لمقاطعة البذخ والإسراف
السوشيال ميديا أسهمت في انتشار هذه الظواهر السلبية
أجمعت عدد من سيدات المجتمع البحريني على أن مظاهر البذخ والاسراف في احياء المناسبات الاجتماعية واحدة من أمراض المجتمعات التي يجب محاربتها وزيادة الوعي حولها، وخاصة مع تفنن البعض في احيائها ما يجعلها منافية لكل القيم الانسانية والاخلاقية.
وأكدن في استطلاع لـــ«أخبار الخليج» حول انتشار مظاهر البذخ والاسراف في احياء المناسبات الاجتماعية في المجتمع البحريني أن هذه الظواهر تنافي القيم الإنسانية، وما يزيد من تأثيرها السلبي على المجتمع هو القيام بتصويرها ونشرها في مواقع التواصل الاجتماعي، مستنكرين امتدادها إلى مناسبة «الفواتح» أو التعزية في الميت، إذ اصبحت هناك ملابس خاصة التفرقة بين مجلس عزاء وأي مناسبة اجتماعية اخرى، مشيرات إلى ان «الفواتح» تعني مجالس العزاء إلا أنها أصبحت مثيرة للجدل وخاصة لما تتطلبه من بذخ ورياء، وشددن على ضرورة لفت انتباه المجتمع لوضع حد لهذه الظواهر التي تدل على الجهل والمجاملات المصطنعة، وعدم تقدير الأمور.
وتابعن بالقول: لا شك أن غلاء المهور وما يصاحبه من بذخ فاحش في تكاليف الزواج ظاهرة بدأت تستشري في المجتمعات العربية على وجه التحديد رغم انحسارها خلال جائحة كورونا، ما ترتب عليها عزوف شريحة كبيرة من الشباب المقبلين على الارتباط وتفضيل البعض منهم فكرة الارتباط بالأجنبيات.
وطرحن تساؤلا هو: من يتحمل مسؤولية هذا الفكر المستشري في المجتمع، وما هي دوافعه؟ أهو التباهي ام اصبح عرفا يصعب تجاهله ام هو جهل ومخالفة الشرع الذي يؤكد عدم الاسراف وحفظ النعم؟!
بدورها أكدت الدكتورة أمل الجودر خبير ومدرب تعزيز صحة وجودة الحياة اتفاقها التام مع قرار وبيان تجمع قبيله مطير الكويتية التي نادت بمحاربة البذخ والاسراف في احياء المناسبات، مشيرة الى أن الاسراف والتبذير خصلتان سيئتان ومضرتان وخاصة أن النعم التي انعم الله بها علينا تستوجب الشكر والحمد لا المباهاة بمظاهر كاذبة مؤقته سينساها المدعوون بعدها.
وقالت إن مظاهر البذخ والاسراف ليست جديدة على مجتمعنا لكن الجديد انها اصبحت تتناقل عبر منصات التواصل الاجتماعي بشكل واسع ومستفز، فقد بات من الطبيعي ان ترى تلك المشاهد بشكل متكرر في مواقع التواصل الاجتماعي مع انجذاب الكثيرين إليها والتعليق عليها ومحاولة تقليدها وهنا يكون الخطر الاكبر.
وأشارت إلى ان الدين الاسلامي حذر من الاسراف؛ فالله لا يحب المسرفين، مستغربة مفهوم «حفلات الملكة» الا انها متأكدة انها بدع لا تمت إلى الدين أو التقاليد الأصيلة بأي صلة، ولا شك ان المبالغة في الاسراف في حفلات الزواج تشكل عبئا اقتصاديا وقد تكون مدعاة لأخذ قروض من البنك كان من الممكن الاستغناء عنها.
من جانبها أكدت فاطمة ربيعة المهتمة بالشأن النسائي والمجتمع البحريني أن ظواهر البذخ والاسراف في المناسبات الاجتماعية بدأت تستشري في المجتمع حتى طالت مناسبة «التعزية في الميت»؛ إذ نفاجأ بسلوكيات غربية منها البذخ في تقديم الطعام او مشاركة المعزين في تقديمه بشكل فاحش ما يعني هدرا للنعمة، مؤكدة ضرورة الحد من هذه السلوكيات وخاصة فيما يتعلق بتخفيف كلفة العزاء والدعوة الى ضبط الانفاق وعدم الاسراف في تقديم الولائم سواء في الافراح أو الاحزان والابتعاد عن الاستعراض والمباهاة تجنبا للهدر المادي والمعنوي.
وأكدت ربيعة أنه في محيطها العائلي تم تطبيق مبادرات للحد من مظاهر البذخ والاسراف، إذ بدأت بشكل فردي إلا انها امتدت بين افراد الاسرة وشملت كل المناسبات الاجتماعية، متأملة توسعها في المجتمع البحريني حيث ان هناك الكثير من الظواهر المستفزة التي تعزز من التباهي والبذخ في احياء المناسبات؛ إذ ان الكثير او البعض يخلق احتفالية لأي حدث عائلي ما يعني توسع دائرة الاسراف والتباهي والهدر المادي والمعنوي.
من جانب آخر أكد رواد مجلس سهى الغوزي الثقافي النسائي تأييدهن بيان نساء قبيلة مطير الكويتية بخصوص التصدي للغلو والإسراف والتبذير في الاحتفالات والمناسبات إذ إن هذا السلوك لا يمت إلى تعاليم ديننا الحنيف بوجوب الحفاظ على نعم الله وعدم الإسراف والبذخ غير المبرر.
وقالت السيدة سهى إن هناك سلوكيات وعادات يجب أن يعاد التفكير فيها كحفلات الزواج وما يتبعها من حفلات قبل وبعد الزواج المبالغ فيها والمستحدثة كـ«الشاور برايد» ومعرفة المولود قبل الولادة واستقبالات الولادة والزواج والتخرج وغيرها مما ترهق من كاهل معيل الأسرة ويضطر الكثير إلى الاستدانة من البنوك بقروض تهلك الأسرة ما يسبب مشاكل أسرية فيما بعد تؤدي لا سمح الله الى الطلاق.
وأكدت الغوزي أن البذخ والإسراف طال حتى المناسبات الدينية كالتهنئة بأداء الحج والعمرة أو غبقات رمضان من الأكلات والملابس الخاصة بالمناسبة مثل قرقاعون وغيرها ما أفقد المناسبات الشعبية روحها الطيبة البسيطة وأصبحت تلك المناسبات تشكل عبئا ماديا ونفسيا على الأسر والمجتمع، منادية بأن يتم الأخذ بالمبادرات الفردية التي تنادي بمحاربة ظواهر البذخ والاسراف في احياء المناسبات في جميع دول الخليج العربي.
بدروها أكدت الدكتورة إيمان مطر اختصاصية علاج طبيعي أن بيان ومبادرة القبيلة الكويتية شجاع ويستوجب الاتعاظ منه وخاصة ان الدين الاسلامي يوصي بالاعتدال في كل الامور وعدم الاسراف.. كما قال الله تعالى: «ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط»، مؤكدة أن على كل فرد ان يعي تماما ان المظاهر والكماليات لا تصنع السعادة والتوفيق، فالاقتصاد في تكاليف الزواج يصون كيان الاسرة الاقتصادي منذ البداية وصرف الاموال في اوجهها الصحيحة ما هو الا دليل على وعي العوائل والمقبلين على الزواج، وخاصة أن الاوضاع الاقتصادية العالمية تحتم على الفرد الاقتصاد والتفكير مليا في الادخار والمحافظة على مصادر الرزق.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك