طالبت النيابة العامة بإيقاع أقصى عقوبة على طبيبين متهمين بالتسبب بخطئهما في وفاة شاب خلال إجراء عملية تكميم للمعدة، نظراً لما تسببا به من فقدان المجني عليه لحياته وترك أثر اللوعة والفقدان لأهله وذويه وهو ما لا يقدر بأي جزاء أو ثمن.. جاء ذلك خلال المرافعة التي قدمها وكيل النيابة بنيابة الوزارات والجهات العامة في جلسة المحكمة الجنائية الصغرى أمس، حيث قررت المحكمة تأجيل القضية إلى جلسة 10 سبتمبر القادم للاستماع إلى مرافعة محامي المتهمين.
وأكد وكيل النيابة في مرافعته أن الواقعة التسبب بخطأ في موت المجني عليه نتيجة إخلال المتهمين بما تفرضه عليهما أصول مهنتهما، كونهما طبيبان باشرا إجراء عملية جراحية للمجني عليه ومتابعة حالته دون اتباع المعايير والممارسات الطبية المتعارف عليها.
وذكر أن أحداث تلك الواقعة تدور عند توجه المجني عليه إلى المركز الطبي وذلك لعمل استشارة طبية لإجراء عملية من عمليات السمنة، وقد تم معاينته من قبل المتهم الأول، وتم الاتفاق على إجراء عملية تكميم للمعدة، وتم إجراء الفحوصات اللازمة، وكانت نتيجة تلك الفحوصات طبيعية، حيث أنه قام بإجراء العملية بتاريخ 29/05/2023م، وكانت العملية لم تسر بالشكل المطلوب حيث تعطل جهاز التدبيس وقام المتهم الأول باستكمال إجراءات العملية بالخياطة اليدوية، وقد تم ترخيص المجني عليه باليوم التالي من العملية، دون إجراء فحص بالصبغة (الجاستروجرافين) بناء على توجيهات المتهم الأول، وبعد ترخيص المجني عليه من المستشفى شعر بآلام في بطنه، وقام بمراجعة المستشفى الذي أجرى فيه العملية، وتم مباشرة حالته من قبل المتهم الأول والطاقم الطبي المعاون له، وتم إعطاؤه المضادات الحيوية والمسكنات حيث أن المريض كان يعاني من ارتفاع في درجة الحرارة وصعوبة في التنفس وعدم انتظام دقات قلبه وارتفاع في العلامات الحيوية الخاصة به وهي عبارة عن علامة تدل على وجود تسرب في المعدة والذي يؤدي إلى التسمم في الدم، مع أنه قد تم إجراء أشعة للمجني عليه وتبين من خلالها وجود تسريب في المعدة، وأن تلك الأعراض التي عانى منها والفحوصات التي تم إجراؤها للمريض دلت دلالة واضحة على وجود تسريب في المعدة وبداية للتسمم، وأنه بتاريخ 05/06/2023م شكى المجني عليه من آلام في البطن مع صعوبة في التنفس وتوجه إلى المستشفى وتمت مباشرة حالته، وتم معالجته بحسب توجيهات المتهم الأول بالمغذي الوريدي، والمضادات الحيوية وأعطاه الصبغة ليتم عمل أشعة مقطعية له، فتبين حينها وجود تسريب في المعدة وقد تم إجراء عملية جراحية للمجني عليه لتصحيح تسريب المعدة من قبل المتهم الأول.
وتابع وكيل النيابة بنيابة الوزارات والجهات العامة قائلا: قام المتهم الثاني بإزالة جهاز التنفس الصناعي عن المجني عليه وتم نقله إلى العناية القصوى علماً أن المريض كان يعاني من صعوبة في التنفس وكان يعتمد على التنفس الصناعي عن طريق التنبيب الذي قام المتهم الثاني بإزالته، وعندها ظهرت على المجني عليه علامات التعب الشديد وأدى ذلك إلى اضطرابات حيوية في جسمه من زيادة الحموضة والأملاح في الدم، كما أن المتهم الثاني لم يقم بإعطاء المريض المضادات الحيوية اللازمة لمقاومة الصدمة الانتانية التي حدثت له بسبب التسمم في الدم.
وشدد على تقرير الهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية، أكد أن المتهمين أخفقا في العناية بالمجني عليه ولم تكن إجراءاتهما حسب الأعراف والممارسات الطبية المتعارف عليها وأنهما لم يعالجا المريض بالسرعة المطلوبة مع عدم توفير العناية اللازمة له عند قيامهما بإجراءات العلاج، وذلك ما أكده أحد الأطباء المختصين الذين شهدوا بتحقيقات النيابة العامة وما جاء كذلك بتقرير الطبيب الشرعي من أن الوفاة قد حدثت نتيجة تسمم بكتيري في الدم الناتج عنه الالتهاب بالغشاء البريتوني الناتج عن حدوث تسريب من المعدة مما أدى إلى تأثر أعضاء الجسم وتوقفها من العمل.
وكانت النيابة العامة قد أحالت الطبيبين للمحاكمة الجنائية؛ لتسببهما خطأ في وفاة أحد المواطنين، نتيجة لإخلالهما بما تفرضه عليهما أصول مهنتهما، وإهمالهما في اتخاذ الإجراءات الطبية التي كان من شأنها أن تحول دون حدوث الوفاة.
وقالت النيابة إنها تلقت بلاغاً من والد المتوفى، مفاده تسبب أحد الأطباء في وفاة نجله نتيجة خطأ طبي أثناء إجراء عملية تكميم للمعدة، حيث باشرت التحقيقات فور تلقيها البلاغ، وناظرت جثة المتوفى، وأمرت بالتحفظ على الملف الطبي الخاص به، كما استمعت لأقوال والد المتوفى والكادر الطبي المشرف على حالته، فيما ندبت الطبيب الشرعي بإدارة الأدلة المادية بالنيابة العامة لتشريح جثة المتوفى للوقوف على سبب الوفاة، وكلفت الهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية بمراجعة الإجراءات الطبية التي اتبعت مع المتوفى وبيان مدى اتفاقها مع الأصول الطبية المعمول بها بشأن حالته والخطأ الطبي المنسوب للطبيب وعلاقته بالوفاة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك