كتب أحمد عبدالحميد:
أكد د. محمد مبارك جمعة وزير التربية والتعليم مواصلة الاستعدادات لاستقبال العام الدراسي الجديد 2023/2024، معلنا عودة الكوادر التعليمية والإدارية إلى المدارس بتاريخ 3 سبتمبر، وبدء استقبال الطلبة والطالبات في 6 سبتمبر المقبل، مشيرا إلى أن الوزارة تبذل جهودا كبيرة من أجل تهيئة الأجواء المناسبة للطلبة، من ناحية تجهيز الفصول والمدارس وتوفير الكتب المدرسية والمعلمين والمعلمات.. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي أمس بمقر الوزارة بحضور قيادات الوزارة وحضور أحمد العريفي الرئيس التنفيذي لمركز الاتصال الوطني.
وكشفت الوزارة أن عدد الطلبة المستجدين الملتحقين بالمدارس لهذا العام بلغ 15 ألف طالبة وطالبة، من بينهم أكثر من 5 آلاف طالب وطالبة من مواليد أشهر سبتمبر واكتوبر ونوفمبر وديسمبر، وذلك بعد موافقة مجلس الوزراء على قبول جميع الطلبة الذين يصلون إلى سن الإلزام وهو 6 سنوات، وهو القرار الذي رفع الكثير من العناء عن كاهل الاسر البحرينية.
وتطرق الوزير إلى أن العام الدراسي الجديد سيشهد بدء تطبيق الجدولة الزمنية الجديدة لوقت الدوام المدرسي، حيث تنتهي المرحلة الابتدائية عند الساعة الثانية عشر والنصف ظهرا، والمرحلة الإعدادية في الواحدة والربع ظهرا، والمرحلة الثانوية في الساعة الثانية إلا الربع، وذلك حتى لا يؤثر الدوام على الحياة الاجتماعية والأسرية للطالب.
وأعلن أن العام الجديد سيشهد تطبيق تدريب على اختباري تحديد المستوى في اللغة الإنجليزية آيلتس (IELTS) وتوفل (TOEFL) على جميع صفوف المرحلة الثانوية، وذلك لمعالجة النقص في مهارات اللغة الإنجليزية لدى الطلبة.
كما أن العام الدراسي القادم سيشهد تطبيق عدد من البرامج التعليمية التي سيكون لها أثر مباشر على التحصيل العلمي، من بينها حصص تلاوة القرآن الكريم لطلبة الحلقة الأولى من الصف الأول الابتدائي إلى الصف الثالث الابتدائي، وذلك لتقوية الطالب في مفردات اللغة العربية، وكذلك انعكاسه على نشأة الطالب وسلوكه، وسيجري تقييم لهذه التجربة.
وتطرق إلى تخصيص حصة أسبوعية للقراءة باللغة الإنجليزية في الصفوف من الأول الابتدائي حتى الثالث الاعدادي، لأن القراءة هي المدخل لتنمية بقية المهارات المتعلقة باللغة.
وأشار الوزير إلى أن كل المدارس تدخل في عملية صيانة وقائية شاملة بالتعاون مع وزارة الاشغال، للتحقق من توافر الخدمات اللوجستية الأساسية داخل المؤسسات التعليمية، وتوفير خدمة المواصلات المجانية في المدارس الحكومية لأكثر من 44 ألف طالب من مختلف أنحاء البحرين، مع توفير مواصلات لذوي الاحتياجات الخاصة.
وأوضح أن الوزارة توسعت في تقديم الخدمات التعليمية للطلبة من ذوي الاعاقات الذهنية، حيث سيكون هناك 13 مدرسة بها فصول للدمج وفصول لطلبة التوحد وفق عمليات تقويم مسبقة لكافة الطلبة.
وبشأن التعليم العالي، أوضح الوزير أن من أهم التطورات التي شهدها هذا القطاع مؤخرا اعتماد لائحة جديدة لمجلس التعليم العالي ولائحة للتحقيق في المخالفات المرتكبة من مؤسسات التعليم العالي، كما تم الترخيص لعدد من البرامج الأكاديمية المتوافقة مع متطلبات سوق العمل، وهي برامج نوعية، في إطار الحرص على تشجيع مؤسسات التعليم العالي على استحداث برامج مطلوبة في سوق العمل.
بدورها كشفت نوال إبراهيم الخاطر وكيل وزارة التربية والتعليم للسياسات والاستراتيجيات والأداء عن أن عدد المدارس الحكومية لهذا العام هي 209 مدارس، سوف تستقبل أكثر من 155 ألف طالب وطالبة، من بينهم 15 ألف طالب وطالبة مستجدون، سينتظمون في أكثر من 5 آلاف فصل دراسي، لافتة إلى أن الوزارة أعادت فتح باب التسجيل في المدارس، في إطار الحرص على توفير الفرصة أمام كل طفل للحصول على حقه في التعليم.
وعلى مستوى التعليم الخاص، قالت الخاطر إن هناك 80 مدرسة خاصة سوف تستقبل 90 ألف طالب وطالبة.
وعلى مستوى رياض الأطفال فإن هناك 163 روضة، من المتوقع أن تستقبل 17 ألف طالب وطالبة، وجار العمل على ترخيص عدد من رياض الأطفال، في حين أن هناك 91 حضانة سوف تستقبل 4 آلاف طفل، وجار العمل على ترخيص حضانات جديدة.
وبينت الخاطر أن هذا العام يشهد إعادة تشغيل مدرسة مريم بنت عمران الابتدائية للبنات بعد الانتهاء من صيانتها، مع الحفاظ على تصميمها المعماري بوصفها واحدة من المدارس التاريخية في مملكة البحرين، كما أن العمل مازال جارياً لصيانة عدد من المدارس التي ستنتهي مع بداية شهر سبتمبر المقبل، بالإضافة إلى إنشاء عدد من المباني الأكاديمية في بعض المدارس، والمتوقع تسلمها خلال العام الدراسي الحالي، مشيرة إلى توسع وزارة التربية والتعليم في تقديم الخدمات اللوجستية للأعداد المتزايدة من الطلبة، حيث شهدت بعض المدارس زيادة في عدد الفصول الدراسية، وتم زيادة عدد حافلات وخطوط النقل، وزيادة عدد عمال النظافة في المدارس. وأضافت أن أعمال الصيانة الوقائية وصيانة المكيفات وتركيب مكيفات جديدة قد زادت هذا العام لتأمين عودة مريحة لمنتسبي المدارس من موظفين وطلبة. وجرى كذلك التوسع في الخدمات الموجهة للطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة من زيادة عدد الفصول والحافلات المعدة خصيصاً لهم، وزيادة عدد العاملين الداعمين لمعلمي التربية الخاصة.
وتطرقت إلى أن 44 ألف طالب وطالبة يستخدمون خدمة المواصلات التي توفرها وزارة التربية من خلال 700 حافلة مدرسية وفق المعايير الحديثة، كما تم تدريب جميع السواق بالتعاون مع المرور لضمان سلامة الطلبة.
وكشفت عن أنه جرت صيانة لأكثر من 30 ألف مكيف بالمدارس وتم اصلاح 5000 مكيف، وشراء 480 مكيفا جديدا، كما أشارت إلى أن وزارة التربية والتعليم قامت بطباعة أكثر من 2 مليون كتاب مدرسي مع تأكيد الوزارة أهمية إعادة استخدام الكتب بالإضافة إلى توفير النسخ الرقمية من الكتب المدرسية والتي تستفيد منها المدارس الخاصة، لافتة إلى أن كل برامج ميكروسوفت 365 متاحة مجانا أمام الطلبة من خلال الحساب الخاص بهم.
وأوضحت الخاطر أنه تم تنظيف عميق لمختلف مرافق المدارس، وتم إضافة معيار عدد العمال بالمدارس ضمن معايير الجودة.
بدورها أوضحت دكتورة ديانا عبدالكريم الجهرمي الأمين العام لمجلس التعليم العالي أن البحرين لديها 3 مؤسسات تعليم عال حكومية ومؤسسة واحدة إقليمية و14 مؤسسة خاصة، ينتظم فيها أكثر 54 ألف طالب وطالبة مع بدء العام الأكاديمي الجديد من بينهم 14 ألف طالب مستجد. وأشارت إلى أن مجلس التعليم العالي ركز على توفير برامج أكاديمية تتوافق مع متطلبات سوق العمل وتسهم في تحقيق رؤية مملكة البحرين والأولويات الوطنية والاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي، لافتة إلى أن مجلس أمناء التعليم العالي وافق على طرح عدد من البرامج النوعية التي تبدأ مع العام الحالي، منها علوم انترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي، الشبكات والأمن السيبراني، الهندسة البيئية، تحليل البيانات، تطوير التطبيقات والتسويق الرقمي.
وتابعت الجهرمي أنه فيما يخص الاعترافات والاعتمادات الأكاديمية، فإن كافة مؤسسات التعليم العالي الخاصة في البحرين تم إدراجها ضمن قائمة الجامعات الموصى بها من قبل وزارة التعليم السعودية. وعقب وزير التربية والتعليم قائلا: إن هذا إنجاز لقطاع التعليم العالي أن جميع الجامعات البحرينية صارت معترفا بها من وزارة التعليم السعودية، وهذا يشجع على استقطاب الطلبة من المملكة العربية السعودية الشقيقة، كما يشجع مؤسسات التعليم العالي الخاصة بالبحرين على تعزيز برامجها لاستقطاب الطلبة من مختلف الجهات الإقليمية، مشيرا إلى أن كلية البحرين للمعلمين حصلت على الاعتماد الدولي من مجلس اعتمادية إعداد المعلمين في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي من قلائل الكليات التي تحصل على هذا الاعتماد الدولي، وهذا سوف يفيد في توسيع شراكات كلية المعلمين مع مختلف مؤسسات التعليم العالي الدولية المرموقة.
وزير التربية والتعليم ردا على «أخبار الخليج» والصحافة المحلية:
قرار تسجيل الطلبة من مواليد أشهر سبتمبر إلى ديسمبر لم يأت فجأة
أكد د. محمد مبارك جمعة وزير التربية والتعليم حرص الوزارة على تقديم تعليم متميز يؤهل الطلبة البحرينيين للمنافسة في المحافل العالمية.. جاء ذلك في رده على أسئلة الصحفيين خلال المؤتمر الصحفي.
بشأن مواكبة المتغيرات، أوضح وزير التربية والتعليم أن عملية تطوير التعليم هي عملية مستمرة، وهي تشمل تطوير المنهج الدراسي حتى يكون متطورا ومواكبا للمستجدات، لافتا إلى أنه يجري مراجعة المناهج بشكل فصلي وفقا لمختلف المستجدات العالمية.
كما يجري تطوير طرائق التدريس بحيث تكون لدينا طرائق متميزة، والوزارة تحرص على تطوير العنصر البحريني من خلال كلية البحرين للمعلمين لأن العنصر البحريني قادر على إيصال المعلومة وتطوير العمل والعناية بالطلبة، وممارسة أفضل استراتيجيات التدريس التي تقدم له من خلال كلية المعلمين.
وشدد الوزير على أهمية أن يكون نظام التقويم محكما، بحيث تعكس نتائج الطلبة مستواهم الفعلي، حتى تتمكن الوزارة من معرفة نقاط التطوير، لافتا إلى أن المدارس توفر إلى جانب التعليم أنشطة ومهارات التواصل الاجتماعي والترفيه للطالب، موضحا أن هذه العناصر هي جزء أساسي من استراتيجية وزارة التربية والتعليم.
وقال إن مؤسساتنا التعليمية في مملكة البحرين تمزج بين الجانب التعليمي والجانب الاجتماعي وتقدم للطالب وجبة تعليمية اجتماعية تساعده على التنشئة بشكل سليم بالشراكة مع الأسرة، بالإضافة إلى متابعة أفضل الممارسات العالمية في التعليم والتعلم، لأننا حريصون على تقديم تعليم ذي جودة ومتميز ويساعد طلبتنا على المنافسة في المحافل الدولية.
وتطرق إلى أن البحرين تشارك في عدد من الامتحانات الدولية التي تسهم في قياس مستوانا في المناهج، كالامتحان الدولي للمهارات القرائية، والامتحان الدولي في الرياضيات والعلوم «التيمز».
وردا على تساؤلات «أخبار الخليج»، قال وزير التربية والتعليم إن العام الماضي كان عام التقييم والتشخيص، وكان أولياء الأمور يعتقدون أن الوزارة متشددة في عمليات التقييم، وإجراء امتحانات للصف الثالث الابتدائي، موضحا أن كل هذه الخطوات كانت تهدف إلى تحديد الفاقد التعليمي بسبب جائحة كورونا التي أثرت على جميع الأنظمة التعليمية في العالم أجمع.
وأضاف أننا أجرينا مجموعة من عمليات التشخيص والتقييم، وكان هناك فاقد بسيط لدى طلبة الحلقة الأولى، من طلبة الصف الأول والثاني الابتدائي في بعض المهارات، ولكن المتابعات مع الأطقم التعليمية والامتحانات التي جرت للصف الثالث الابتدائي أسهمت في تقييم المستوى، وأكدت جدية وزارة التربية والتعليم وحفزت أولياء الأمور على المشاركة في تعليم الأبناء من دون التدخل المباشر في حل الواجبات وأداء الفروض المدرسية.
وبشأن قدرة المدارس على استيعاب الطلبة المستجدين، أوضح وزير التربية والتعليم أن قرار تسجيل الطلبة من مواليد أشهر سبتمبر إلى ديسمبر لم يأت فجأة، ولكنه جاء بعد سلسلة من الاستعدادات، والوزارة وضعت خطة شاملة للوفاء بمتطلبات هذا القرار، مشيرا إلى أنه تم تطوير السياسة لقبول كل الطلبة الذين يصلون إلى سن الالزام، وهذا إنجاز كبير ألا يتخلف طالب عن ركب التعليم بالمدارس، بالإضافة إلى أنه تم تجهيز المدارس لاستقبال هؤلاء الطلبة، لافتا إلى أن لدينا فريقا لمتابعة التحديات أولا بأول، حيث إننا مستعدون لنرصد ونراقب أداء المدارس والطلبة والتدخل بشكل سريع لمعالجة أية تحديات فورا.
وبشأن الاستعدادات الصحية مع ظهور متحورات لكورونا، أكد وزير التربية والتعليم أن تجربة التعليم عن بعد أظهرت العديد من السلبيات، لذا فإن هناك حرصا من الوزارة على الدراسة 5 أيام في الأسبوع، أما بشأن الاستعدادات من الجانب الصحي فإنها متوافرة لدى الوزارة التي تعمل في إطار الفريق الوطني، وبحسب المعطيات فإن الأوضاع مستقرة، ولا يوجد حاجة إلى العودة إلى الإجراءات الاحترازية أو التعلم عن بعد.
وبشأن التوظيف في العام الدراسي الجديد، أوضح وزير التربية والتعليم أن الوزارة تستقطب المعلمين من مصدرين، الأول هو كلية البحرين للمعلمين، التي تحظى بإقبال كبير من الطلبة، وجميع خريجي كلية البحرين للمعلمين يتم توظيفهم فورا بعد التخرج، أما المصدر الثاني فهو التعاون مع جهاز الخدمة المدنية لنشر إعلانات التوظيف في التخصصات المطلوبة، وهي: المواد الصناعية، نظام الفصل، الرياضيات، التربية الفنية، اللغة العربية، اللغة الإنجليزية، وقد تقدم عدد كبير من الراغبين في العمل، وسوف نختار الأفضل من بينهم، وفق درجات التقييم التي تتم لهم.
وحول إمكانية إلغاء تخصصات في التعليم العالي بعد إضافة تخصصات جديدة، نفى وزير التربية والتعليم إلغاء أي تخصصات، موضحا أن هناك خيارات عديدة للتعلم ولدينا مؤسسات متنوعة، ومؤسسات مستضافة من الخارج وبرامج دولية، مشيرا إلى أنه لا يوجد منع للبرامج، ولكن يتم تقييم مخرجات هذه البرامج ومستواها، وفق الشراكة القائمة بين مجلس التعليم العالي وهيئة جودة التعليم.
واستبعد وزير التربية والتعليم التوسع في قبول الطلبة الجدد لأقل من السن الالزامي الدولي، موضحا أن السياسة الجديدة التي طبقتها البحرين تقدمت بها على كثير من دول العالم، حيث يمكن التحاق الطالب بالمدرسة في سن 5 سنوات و8 أشهر، مشيرا إلى أن التوسع أكثر من ذلك سيفوق الطاقة الاستيعابية للمدارس، كما أنه ليس في صالح الطفل نفسه.
وكشف الوزير عن أن هناك عددا من أولياء أمور طلبة من مواليد أشهر سبتمبر إلى ديسمبر رفضوا إلحاق أبنائهم بالمدارس لهذا العام، وتم السماح لهم، حتى العام القادم وفق رغباتهم.
وبشأن جامعة عيسى الكبير، أوضح الوزير أنه جار دراسة شاملة لهذا الموضوع وسيتم إعلان تفاصيله في حينه.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك