أعلن العميد طبيب الشيخ فهد بن خليفة بن سلمان آل خليفة قائد الخدمات الطبية الملكية بالوكالة خلال المؤتمر الصحفي الذي انعقد في مركز محمد بن خليفة بن سلمان آل خليفة التخصصي للقلب أنه لأول مرة في مملكة البحرين ومنذ افتتاح وحدة سمو الشيخة موزة بنت حمد آل خليفة لعلاج وجراحة أمراض القلب للأطفال في مارس 2022 بمركز القلب تم إجراء 117 عملية قلب مفتوح للأطفال ممن يعانون من تشوهات القلب منذ الولادة وتكللت جميعها بالنجاح وذلك بإشراف فريق متكامل من ذوي الخبرة والاختصاص في هذا المجال لإجراء مثل هذه الجراحات مما له الأثر الكبير على الخدمات المقدمة في قسم قلب الاطفال في الخدمات الطبية الملكية.
وأفاد أن هذه العمليات الجراحية المعقدة «للقلب المفتوح» ساهمت في تقليل العبء المادي وعناء السفر على المرضى وذويهم، مشيرا الى أنه تجرى ولأول مرة في مملكة البحرين، مع وجود فريق مختص وتقنيات تواكب أحدث تطورات الطب في مجال جراحات القلب بصورة عامة وعمليات القلب المفتوح على وجه الخصوص مما له الأثر الايجابي على المنظومة الصحية في مملكة البحرين.
وأشار الى أنه حسب الخطة الموضوعة من قبل الخدمات الطبية الملكية لتحقيق الجودة والتميز في تقديم الخدمات الصحية للمواطنين والمقيمين بمملكة البحرين ضمن المعايير العالمية وبما يحقق التنمية المستدامة، يقوم قسم قلب الأطفال بالمركز بعلاج الكثير من حالات تشوهات القلب الخلقية لدى الأطفال والبالغين منذ أكثر من 10 سنوات، مع توفير كافة التقنيات والخبرات اللازمة، فعليه تم إجراء أكثر من 500 عملية قسطرة تداخلية قلبية ناجحة في مركز الشيخ محمد بن خليفة بن سلمان و130 منها تمت خلال عام واحد (2022) وذلك منذ افتتاح مركز الشيخة موزة بنت حمد آل خليفة لأطفال يعانون من تشوهات خلقية في القلب مما خفض من عدد الحالات التي تحتاج لإجراء جراحي وذلك وفق حيثيات معينة تعتمد على عدد من الإجراءات والتقييمات الطبية المستمرة.
مركز متكامل
لاستقبال مرضى القلب
وقال اللواء طبيب فؤاد عبدالقادر مدير المركز أن الخدمات الطبية الملكية – مركز محمد بن خليفة بن سلمان آل خليفة التخصصي للقلب هو أحد المراكز الوطنية والدولية الرائدة لتشخيص وعلاج ورعاية المرضى المصابين بأمراض القلب، وكذلك لخلق ونشر المعرفة من خلال البحوث والتعليم، مفيدا أنه أيضا بمثابة مركز إحالة من المستشفيات والمراكز الصحية الأخرى ليستقبل مرضى القلب من الأطفال والبالغين مع وجود الطاقم الطبي المتكامل والمحترف لتقديم افضل الخدمات والرعاية الصحية. موضحا أنه يبلغ إجمالي عدد الأسرة 148، بالإضافة إلى 20 سريرًا للعناية المركزة للقلب، و10 للعناية المركزة للجراحة 3 منها للأطفال و7 للكبار، وهي تعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع مع أفضل استشاريي وأخصائيي العناية المركزة للأطفال، بالإضافة إلى توفر غرف العمليات المتطورة والمتكاملة وغرف عمليات هجينة.
خطط مدروسة
وتطوير مستمر
وأضاف اللواء فؤاد أن المركز يشهد الكثير من مجالات التطوير وفقا لخطة مدروسة، مؤكدا أن المركز يتميز في الوقت الحالي بتقديم خدمات جراحية متطورة في مجالات مختلفة وخاصة في مجال جراحات القلب المفتوح والقسطرة حيث يشهد المركز منذ افتتاحه العديد من الطفرات في الوقت الراهن، منوها إلى أن تلك الخدمات تتطلب تجهيزا فنيا وطبيا يستوجب أن يكون الكادر الطبي والفني والتمريضي على دراية تامة بها بالإضافة إلى تلقيهم التدريب الجيد للتعامل مع الأجهزة والحالات المختلفة.
ولفت إلى أن إحصائيات مركز محمد بن خليفة التخصصي للقلب خلال 2022 بلغت في العيادات الخارجية 20669 للمرضى البالغين والأطفال، في حين بلغ إجمالي عدد حالات قسطرة القلب للبالغين والأطفال 2878، وشهد إجراء 347 عملية قلب المفتوح للبالغين والأطفال خلال العام ذاته، في حين استقبل قسم الطوارئ بالمركز عدد 7389 من البالغين والأطفال.
وحول الأجهزة الطبية الجديدة التي سيتم توفيرها في المركز ذكر الدكتور عبدالقادر أن المركز يسعى دوما للارتقاء بمستوى الرعاية والخدمات المقدمة للموطنين والمقيمين حسب المعايير العالمية مع وجود الطاقم الطبي المتكامل من ذوي الخيرة في هذا المجال، مشيرا الى أنه سيتم توفير جهاز المساعدة البطينية (LVAD) الذي يتم زرعه جراحيا في المرضى المعرضين لقصور القلب الشديد على حسب حالته، ويساعد في ضخ الدم من البطين الأيسر إلى جميع أجزاء الجسم وهي تقنية متقدمة أصغر حجما وأكثر متانة وموثوقية للزرع مما يوفر لهم فرصة للتعافي من فشل القلب، إلى جانب توفير أجهزة (الإيكو) المتطورة وصولا لأقصى دقة في التشخيص مما يترتب عليه التقييم المناسب وصولا للعلاج المناسب.
ومن جهة أخرى، أشار الدكتور فؤاد الى أن المركز في طور تطوير برنامج زراعة وإصلاح صمامات القلب عن طريق القسطرة القلبية. بالإضافة إلى تعزيز قسم إعادة التأهيل لدينا جنبًا إلى جنب مع جهاز محاكاة القلب في قسم التدريب بالمركز، مما سيؤدي إلى تحسين جودة الرعاية المقدمة للمرضى بعيدا عن تكبد عناء السفر إلى الخارج للحصول على هذه الخدمات والرعاية الصحية.
فريق مختص
لتقييم حالة المريض
وذكرت الدكتورة سعاد العامر استشاري قلب أطفال وقسطرة وعيوب القلب الخلقية لدى الأطفال والبالغين بأنه يتم تقييم الحالة المرضية التي يتم استقبالها من قبل فريق طبي مختص في علاج أمراض القلب لدى الأطفال، ويتضمن الفريق استشاري قلب الاطفال، استشاري قسطرة قلب الأطفال واستشاري جراحة القلب، حيث تتم مناقشة الحالة بالتفصيل من خلال عرض التاريخ المرضي ونتائج الفحص السريري وكذلك مناقشة صور الأشعة وفحص التخطيط بالإضافة لصور الأشعة الصوتية (الايكو)، ومن خلال الدراسة الشاملة للحالة يتم وضع خطة علاجية تتناسب مع تشخيص العيب الخلقي في قلب الطفل مع مراعاة حالة الطفل الصحية العامة فيما إذا كان هناك أي مشاكل صحية أخرى بالإضافة إلى عمر الطفل ووزنه، بهدف تقديم أفضل الرعاية للمريض وذويه. حيث أنه من الجدير بالذكر أن هناك بعض من الحالات التي يتقرر لها إجراء قسطرة تشخيصية أو تداخلية كجزء مهم من خطة العلاج الكاملة للطفل أو كخطوة بديلة مؤقتة قد تغني المريض عن عملية القلب المفتوح لفترة معينة من الزمن بحيث نسمح للطفل بالنمو وزيادة وزنه لتحقيق مخرجات العملية الجراحية فيما بعد بشكل أفضل بعد وصول الطفل لعمر أو وزن معين.
وكمثال على ذلك ذكرت الدكتورة سعاد أن هناك بعض الحالات التي يتم تحويلها لإجراء عملية القلب المفتوح ولكن بعد المناقشة والتقييم الطبي يتم وضع خطة قد تكون الأفضل للمريض، حيث تم مؤخرا إجراء قسطرة قلبية تداخلية ناجحة لطفلة لم تتجاوز الـ 3 أشهر تعاني من مشاكل صحية متعددة قد تم تحويلها من أجل إجراء الجراحة، وبعد المناقشة تبين أنه من الأفضل إجراء القسطرة حيث كان وزن الطفلة لا يتعدى الـ 3 كيلو جرامات وتم إجراء القسطرة لها بنجاح من قبل فريق القسطرة وبدعم الفريق الطبي المتكامل من أطباء القلب وجراحة القلب والعناية الفائقة للأطفال، والذي قام بالإشراف على حالة المريضة بالمتابعة قبل وبعد وأثناء فترة التعافي.
الفحص المبكر
لتشوهات القلب
وذكرت الدكتورة سعاد أنه من التقنيات الطبية الحديثة والمتوفرة في المملكة هو تصوير القلب للأجنة، حيث نقوم بإجراء فحص الأشعة الفوق صوتية (الايكو) للأم الحامل لتصوير قلب الجنين في الأشهر الاولى من الحمل، ويتيح هذا الفحص تشخيص ما إذا كان الجنين يعاني من أي تشوهات خلقية في القلب، وبمعرفة ذلك يتم تجهيز الوالدين وبالأخص الأم الحامل خلال فترة الحمل ووضع الخطة المناسبة لمكان الولادة والإجراءات التي يجب اتخاذها فور ولادة الطفل سواء كانت بدء بعض من الأدوية أو التحضير لقسطرة عاجلة أو لإجراء جراحي عاجل حسب ما تقتضيه حالة الطفل وفحوصاته التي تجرى بعد الولادة مباشرة.
خدمات متعددة لمرضى القلب
في حين قال الدكتور روي فارغيس استشاري جراحة القلب للأطفال بالمركز أن العمليات الجراحية وعمليات القسطرة ورعاية القلب لجميع المرضى في المركز يعزز الرعاية الأكثر كفاءة من خلال تسهيل التواصل الممتاز وتقليل وقت النقل والمسافة لمن يعاني من هذه الأمراض، مشيرا حول جراحات القلب تحديدا الى وحدة جراحة القلب المفتوح بالمركز. وأنه خلال العام الماضي تم علاج بعض المرضى منهم حديثو الولادة عن طريق الـ ASO للمرضى الذين يعانون من انقلاب في الشرايين الأساسية الخارجة من القلب، و Norwood للمرضى الذين يعانون من ضمور شديد في البطين الأيسر والشريان الأورطي، وTAPVC، بالإضافة إلى معالجة بعض الأطفال من خلال إجراء عمليه Ross، كما تم إجراء عدد كبير من العمليات لعلاج التشوهات القلبية الخلقية لدى البالغين من ضمنهم استبدال الصمام الرئوي والعمليات الجراحية لعيوب الـ إبشتاين، ومن ضمنها العديد من هذه العمليات عبارة عن استكمال لعمليات سابقة، مضيفا أنه يتوفر بالمركز بنك للصمامات العضوية المتجانسة لتصحيح الصمامات الرئوية.
وأضاف أنه تم إجراء العديد من العمليات لأطفال مصابين بمتلازمات خلقية عديدة مما يجعل العمليات الجراحية أكثر صعوبة في بعض الأحيان، إلا أن الفريق الطبي تمكن من إنجاح جميع العمليات بدقة متناهية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك