أكد الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الموارد المائية دعم مملكة البحرين لكافة المبادرات الرامية إلى تعزيز استدامة المياه، ورفع كفاءة إنتاجها، واتخاذ الإجراءات اللازمة وفق أفضل الممارسات المتبعة دولياً للتكيف مع التحديات البيئية والمناخية التي تواجهها، وذلك انطلاقاً من كون المياه مصدر الحياة وعصبها.
ونوَّه بالسياسات الحكومية المتخذة في إطار حماية وتنمية الموارد المائية لضمان حسن استغلالها في مختلف الأغراض، والتي من بينها إقرار الاستراتيجية الوطنية للمياه وخطتها التنفيذية بما يتوافق مع الاستراتيجية الموحَّدة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية 2016-2035، والتي يتابع سير تقدمها مجلس الموارد المائية بشكل دوري ومتواصل، والتي من المرجو أن يسهم تنفيذها في خلق نظام شامل ومتكامل لإدارة المياه على نحو يكفل استدامة توصيل وإمداد المياه بالجودة المطلوبة لمختلف القطاعات.
جاء ذلك لدى رعايته وافتتاحه أعمال المؤتمر العالمي للمياه والطاقة وتغير المناخ، والذي أقيم صباح أمس تحت شعار (استدامة المياه وتحول الطاقة - الانعكاسات على دول مجلس التعاون الخليجي والعالم)، وذلك بحضور عدد من الوزراء والمسؤولين والفنيين والأكاديميين المتخصصين في القطاع النفطي والبيئي من مختلف دول العالم؛ بمشاركة 130 متحدثاً من 30 دولة؛ لمناقشة التحديات والفرص المتاحة للاستثمار في استدامة المياه، والمحافظة على الموارد الطبيعية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والاطلاع على أفضل التقنيات والتكنولوجيا الحديثة.
وأكد الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة دعم مملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، لكافة المبادرات الرامية إلى تعزيز استدامة المياه، ورفع كفاءة إنتاجها، واتخاذ الإجراءات اللازمة وفق أفضل الممارسات المتبعة دولياً للتكيف مع التحديات البيئية والمناخية التي تواجهها، وذلك انطلاقاً من كون المياه مصدر الحياة وعصبها.
تجمع مهم
وفرصة لتبادل الخبرات
وبهذه المناسبة، أشاد الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة بما يمثله هذا المؤتمر من تجمع مهم وفرصة جيدة لجميع المشاركين ذوي الخلفيات الأكاديمية والمهنية المختلفة لمناقشة الآليات الكفيلة بالاستثمار في استدامة المياه، لافتاً في الوقت نفسه إلى اعتزاز المملكة بالتنسيق القائم بين دول مجلس التعاون في تنظيم الفعاليات المتخصصة التي تحتضنها المنطقة خلال العام الجاري، والتي من بينها أسبوع تغير المناخ لدول الشرق الأوسط وآسيا المقرر تنظيمه في الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية الشقيقة خلال أكتوبر المقبل، ومؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28)، والذي سيعقد في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة نوفمبر القادم.
كما أعرب عن أمنياته للمؤتمر العالمي للمياه والطاقة وتغير المناخ في دورته الأولى والقائمين عليه بالتوفيق والنجاح، وذلك لتحقيق ما يصبو إليه المشاركون فيه من مخرجات تصب في صالح مراجعة السياسات التمكينية للإدارة المستدامة للمياه والطاقة في تغير المناخ.
من جانبه، أعرب الدكتور محمد بن مبارك بن دينه وزير النفط والبيئة المبعوث الخاص لشؤون المناخ في كلمته الافتتاحية عن خالص الشكر والتقدير لنائب رئيس مجلس الوزراء على تفضله برعاية وافتتاح أعمال المؤتمر العالمي للمياه والطاقة وتغير المناخ، الأمر الذي يجسد حرص الحكومة على رفد المنظومة الاقتصادية والمعرفية والتنموية بما يسهم في تطويرها، ورسم السياسات الداعمة لجهود المحافظة على الموارد الطبيعية من خلال تنفيذ عدد من المبادرات والبرامج البيئية، بالإضافة إلى الخطط الرامية إلى التقليل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
تحديات المنطقة البيئية
وأكد بن دينه أن ما تشهده المنطقة من تحديات في ظل ما يمر به العالم من ارتفاع في درجات الحرارة وزيادة الجفاف وشح الموارد المائية يستوجب العمل على تغيير السياسات، وإدماج استراتيجيات مواجهة آثار التغيرات المناخية، والتخفيف منها والتكيف معها في عملية التخطيط وبرامج الاستثمار في قطاع النفط والغاز، والعمل على إيجاد الحلول المناسبة، وتقديم النماذج المبتكرة للحد من التحديات المناخية المتزايدة، والوصول إلى نتائج ومنافع تسرع من وتيرة التحول إلى اقتصاد منخفض الكربون.
مشاريع خليجية رائدة
وأكد الأمين العام لمنظمة الاوابك المهندس جمال عيسى اللوغاني ان المؤتمر يناقش قضايا مهمة على مستوى العالم، ولا شك ان هناك مواضيع مهمة منها المياه والبيئة وتغير المناخ وهي مواضيع حساسة، تؤثر على العالم وهي هاجس للجميع، وتوقع نتائج جيدة وطيبة من هذ المؤتمر، مشيرا إلى أن دول المنطقة هي دول نفطية رائدة في مجال تصدير النفط والغاز، وهي في نفس الوقت من منطلق مسؤوليتها دول داعمة جدا لكل الأنشطة والمبادرات التي تقام حاليا مثل الطاقة النظيفة وتغير المناخ والمحافظة على البيئة، وهناك اكثر من دليل على ذلك، منها انعقاد المؤتمر في البحرين، وقبل أيام في المملكة العربية السعودية، بالإضافة الى المؤتمر الذي ستنظمه الامارات العربية المتحدة في نوفمبر وديسمبر بشأن المياه، وهذا يدل على حرص دول التعاون على نظافة البيئة والاهتمام بتغير المناخ لكونهما مصدريين أساسيين للنفط.
وأضاف: «هناك مشاريع رائدة تشكر عليها المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة، والتعاون موجود بين دول مجلس التعاون في أكثر من اطار، سواء من منظمات او غيرها».
وكشف اللوغاني ان هناك إعادة عملية هيكلة لمنظمة الاوابك وتحديثها وإعادة دراسة النشاطات للمنظمة، لافتا إلى ان الأوابك تهتم بالنفط الخام والغاز والنفط، مع زيادة النشاطات، منها الطاقة النظيفة لتغير المناخ والطاقة المستدامة وكل هذه الأنشطة ان شاء الله سيتم تغطيتها في الهيكلة الجديدة.
وأكد اللوغاني اهمية المؤتمرات التي تعكس مدى اهتمام الدول بهذه المبادرات، مع مشاركة الكم الهائل من المختصين والمهتمين في هذا المجال مما يساعد على تبادل الخبرات..
الاهتمام بالطاقة المتجددة
من جانبه يقول دكتور وليد زباري (أستاذ إدارة الموارد المائية في جامعة الخليج العربي) انه قدم ورقة عمل عن دور الطاقة في توفير المياه والعلاقة بينهما، وأشار إلى ان هذه اول مرة يجمع مؤتمر بين الطاقة والمياه، وهو مهم لان الطاقة هي المحرك الرئيسي لقطاع المياه، مشيرا إلى ان مملكة البحرين اهتمت كثيرا بالطاقة المتجددة، وهناك دراسات كبيرة حول ذلك لان الطاقة الشمسية هي السبيل الوحيد للطاقة المتجددة. كذلك بدأت هيئة الكهرباء بإعداد المقاولين لتركيب الواح الطاقة الشمسية في المنشآت، وبعض الأشخاص قاموا بذلك، ولكن الموضوع يحتاج إلى دعم حكومي كبير.
بينما علق د. وهيب الناصر (أستاذ الفيزياء التطبيقية جامعة الخليج العربي): «هذه الملتقيات تعرض كثيرا من الأبحاث التي لها علاقة بالمياه والطاقة، ويجب التنويع في مجال الطاقة، لافتا بقوة إلى البنية التحتية في مملكة البحرين وذلك انه رغم ارتفاع درجة الحرارة لم تنقطع الكهرباء والماء في فصل الصيف، وذلك يرجع الى جهود وزارة الكهرباء والماء وتعاون المواطنين بالترشيد في استهلاك الكهرباء والماء».
وأشارت نوف كمال (رئيس لجنة الاعلام والتوعية من هيئة الكهرباء والماء) إلى ان مشاركتهم في المؤتمر هي من أجل المساهمة في ترشيد الطاقة الكهربائية، منها توضيح طرق الترشيد، بالنسبة للكهرباء والماء.
وأوضح مشاري العتيبي (شركة باسرف) ان هذه المؤتمرات تعمل على توعية الناس والمجتمع بأهمية الطاقة والبيئة وشكر البحرين على استضافة هذه المؤتمرات وتوعية الناس.
وعلى هامش أعمال المؤتمر، تفضل نائب رئيس مجلس الوزراء بافتتاح المعرض المصاحب الذي شاركت فيه أكثر من 20 شركة متخصصة، وعدد من الجامعات والمنظمات، لعرض وتقديم أفضل الحلول التقنية الحديثة في مجال المياه والطاقة وتغير المناخ والدراسات ذات العلاقة.
ويأتي تنظيم المؤتمر العالمي للمياه والطاقة وتغير المناخ من قبل وزارة النفط والبيئة، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، بالتعاون مع مجلس الموارد المائية، وشركة آيكونكس، وعدد من الشركات النفطية والبيئية المحلية والخليجية والعالمية؛ بهدف توفير الوسائل اللازمة لدول مجلس التعاون وآسيا والشرق الأوسط لتبادل الممارسات الجيدة، والدروس المستفادة من تنمية الموارد المائية، وضمان حسن استغلالها والتركيز على العلاقة المتبادلة بين المياه والطاقة وتغير المناخ.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك