الذهاب إلى طبيب الأسنان لم يعد في متناول كثير من الناس، بل في بعض الأحيان قد يتحمل المريض الألم أو يجرب العلاجات المنزلية خوفا من فاتورة طبيب الأسنان. في المقال التالي سوف توضح الدكتورة حوراء الراشد طبيب أسنان عام الإجابة عن تساؤلاتنا بالتفصيل.
كطبيبة أسنان يصادفني الكثير من المواقف مع المراجعين حيث أرى مختلف الناس من مختلف المستويات المادية والثقافية وهم يتخذون قرارتهم بشأن معالجة الأسنان أمامي في العيادة. ولاحظت في الآونة الأخيرة مع انتشار عيادات الأسنان بشكل كبير، أن المراجعين أصبحوا أكثر حرصاً على معالجة الأسنان ومطلعين على الإجراءات الشائعة مثل علاج العصب والتلبيسات وغيرها. لكن بالرغم من هذا المستوى من الوعي، إلا أنه لا يزال هناك الكثير من المراجعين الذين يرفضون معالجة أسنانهم.
مقالي اليوم موجه إلى هذه الفئة من المراجعين وأود أن أشير قبل البدء في الموضوع، إلى أن احتياجات البعض ومقدرة البعض على معالجة أسنانهم قد تكون أحياناً هي التي تحثهم للبحث عن الخدمات الأقل كلفةً، فبلا شك ليس هناك شخص يتمنى البقاء في المعاناة مع أمراض الفم والأسنان. ولكن أعزائي المراجعين، أتمنى منكم أن تتخذوا الحيطة والحذر عند انتقاء طبيبكم الذي يعالج جزءا مهما لا يتجزأ من أعضاء الجسد والنظر للعوامل الأخرى التي هي أهم.
الصحة أهم من كل شيء، ولا يجب الاستهانة بها مهما حصل. قد يتساءل البعض وهو يقرأ هذه الجمل، فما الحل إذًا إن كنت أريد معالجة الأسنان ووضعي المادي لا يسمح لي؟ عليكم أن تتذكروا أن الطبيب الصحيح سوف يأخذ هذا الموضوع بعين الاعتبار ويصمم لك خطة علاجية تناسب وضعك المادي. ويمتاز طبيب عن غيره، بناءً على الخبرة والعلم وثقته بمهاراته العلاجية وجودة علاجه والمواد والأدوات التي يستعملها أثناء معالجته. أي نعم قد تحصل على طبيب آخر ليقوم بنفس الإجراء مقابل سعر أقل، ولكن بلا شك ستكون هناك فروقات شاسعة فيما يتعلق بكل العوامل التي سبق وذكرناها.
الصحة بشكل عام، وصحة الفم والأسنان بشكل خاص، لا يمكنك أن تتغاضى فيها عن تلك العوامل وتنظر فقط إلى التكلفة أو السعر. ولأنك تعالج جزءا في الجسم يحتاج إلى دقة عالية، فعليك أن تستثمر في الطبيب الصحيح. وهو الطبيب الذي يمنحك الفرصة في التعبير عن الهدف الذي تريد الوصول إليه مع النظر لميزانيتك أيضاً. وهذه الفئة من الأطباء نادرة، ولأنهم كذلك فإنهم يستحقون الثقة. هذا النوع من الأطباء ينظرون إلى مصلحة صحتك، لا ينظرون إلى مدخولهم الشخصي. أولوياتهم تقديم العلاج السليم، الذي تكون محتاجا إليه بالفعل والذي سيسهم في تحسين صحة الفم والأسنان لديك على المدى القصير والبعيد. وهم ذاتهم من يبذلون جهدا من أجل التأكد من نجاح العلاج وتفادي أي أخطاء قد تجعلك في «دوامة» مستمرة من المضاعفات والأعراض.
ومن الجدير بالذكر أنه لا جدوى من محاولة إيجاد «الصفقة الأفضل» في علاجات الأسنان لأنك تتعامل مع أسنان في نهاية المطاف، هذه ليست سلعة تباع وتستبدل، إن قمت بفعل ذلك فعلى الأغلب سينتهي بك المطاف بدفع ضعف المبلغ الذي لربما كنت ستدفعه مرة واحدة فقط في الأيدي الصحيحة وتوفر على نفسك كل تلك المعاناة.
كطبيبة أرى العديد من المراجعين الذين مروا بتجارب أليمة في معالجة الأسنان والسبب الوحيد هو أنهم أرادوا تقليل التكلفة من على عاتقهم. فكانت نتيجة قلة الجودة، فشل العلاج.. وبالتالي الإطالة في المعاناة وكثرة التكلفة.
نصيحتي الأخيرة لكم أعزائي القراء، لا تتردوا أبدا في الاستثمار بصحتكم. وعندما أقول استثمارا لا أعني الاستثمار المادي فقط. أحياناً الفرد قد يعير اهتمامه للأشياء الملموسة مثل سيارته، أو لبسه أو هاتفه أو أي نوع آخر من المستلزمات في حياته، ويعمل ويجتهد من أجل الحفاظ عليها جميعاً. فلم لا تفعلوا نفس الشيء في الصحة؟ والتي هي أغلى ما تملكون؟ استثمروا وقتكم، وجهدكم، واهتمامكم في الصحة وسترون كيف أولوياتكم ستعيد ترتيب نفسها تلقائيا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك