يعد سرطان القولون والمستقيم من أكثر أنواع السرطانات شيوعاً، وثالث أكثر أنواع السرطان انتشاراً بين النساء، وهو سبب رئيسي للوفيات الناجمة عن الإصابة بالسرطان. واجراء الفحوصات الدورية يعد أمرا ضروريا ويساعد في الكشف المبكر.
سنتحدث على نطاق أشمل في الحوار التالي مع الدكتور أيمن بوكنان استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد والتنظير المتقدم بمستشفى ابن النفيس لنعرف كيف يمكننا الوقاية منه وعدم تطوره.
*ما هو سرطان القولون والمستقيم؟
-سرطان القولون والمستقيم هو سرطان يصيب الأمعاء الغليظة المعروفة أيضًا باسم القولون.
قد يكون سرطان القولون والمستقيم خطيرًا. ولكن يوجد العديد من الطرق لعلاجه
وعلى الرغم من كونه أحد أكثر السرطانات شيوعا في العالم وفي منطقتنا، فهو أيضا فريد حيث إنه من السرطانات القليلة التي يمكننا الوقاية بشكل كبير منها وأن نمنع حدوثها ككل أو أن نمنع تطورها إلى مرحلة متقدمة بتشخيصها في وقت مبكر.
*كيف نمنع الإصابة بسرطان القولون أو تطوره إلى مرحلة متقدمة؟
-أولا: علينا أن نفهم أن غالبية سرطان القولون يبدأ كلحمية وتكون من دون أي أعراض.
واللحمية هي نمو حميد ليس ورما خبيثا. ولكن لو تركنا اللحمية
في مكانها في القولون عدة سنوات، أصبح من الممكن أن تنمو اللحمية وأن تكبر، وتتطور وتصبح ورما خبيثا في القولون أو ما نشير إليه بسرطان القولون والمستقيم.
وهذا التسلسل من اللحمية الحميدة إلى السرطان يستغرق حوالي
8 إلى 10 سنوات. تسمح لنا هذه الفترة الزمنية بالتدخل للكشف عن الورم وإزالته مبكرا.
في الآونة الأخيرة، أظهرت الدراسات أن حالات سرطان القولون
والمستقيم في تزايد مستمر بين صغار السن.
ولهذا السبب، يوصي الآن بإجراء الفحوصات الوقائية لسرطان القولون والمستقيم ابتداء من عمر 45 سنة.
ولكن يجب الإفادة إلى أن هذه التوصية تنطبق على الأفراد الذين ليس لديهم أعراض، إذا كانت هناك أعراض مثل فقر الدم، وآلام البطن، وتغير في عادة الأمعاء، وتغير في مظهر البراز أو وجود دم فيه، فمن المستحسن إجراء تقييم فوري عادة مع تنظير القولون. إذا كان التاريخ العائلي موجودا، فعادة ما يشار إلى الفحص قبل 10 سنوات من عمر ظهور سرطان القولون في الأقارب من الدرجة الأولى.
توجد بضعة اختبارات يمكنها الكشف عن وجود لحميات القولون أو سرطان القولون والمستقيم. القرار عادة يكون بعد التشاور المريض مع الطبيب ودراسة الحالة لاختيار الفحص المناسب.
تتعدد الخيارات منها: فحص البراز من 1-3 سنة يعتمد على الفحص المعين.
-تنظير القولون السيني كل 5 سنوات.
- تصوير القولون بالأشعة المقطعية كل 5 سنوات.
-تنظير القولون كل 10 سنوات.
بالطبع ترجع أهمية تنظير القولون أنه إذا تم الكشف عن ورم أو خلل، فمن الممكن التدخل على الفور. بينما إذا كانت أي من الاختبارات الأخرى غير طبيعية، فمن الأهمية المضي قدما في تنظير القولون للمتابعة.
هناك عدة تقنيات لاستئصال اللحميات في القولون الصغيرة منها يمكن استئصالها باستخدام خزعة أو بحلقة.
أما اللحميات الأكبر أو التي فيها علامات مقلقة، يمكن إزالتها باستئصال الغشاء المخاطي بالمنظار
endoscopic mucosal resection))، أو التقنية الأحدث وهي إزالة الطبقة تحت المخاطية بالمنظار(endoscopic submucosal dissection). هذا الإجراء الأخير جديد نسبيا، وقد تم تطويره في اليابان وينتشر حاليا في جميع أنحاء العالم، نسعى لبدء مثل هذا البرنامج في مملكة البحرين، بهدف تقليل الجراحة لاستئصال الآفات الحميدة.
بالطبع، لا سمح الله، إذا تم تشخيص السرطان المتقدم في أحد هذه الاختبارات، فيقرر فريق متعدد التخصصات أفضل خطة للعلاج، والذي قد يشمل مزيجا من العلاج الكيميائي والإشعاعي والتدخل الجراحي وكما ذكرنا الوقاية خير من من العلاج.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك