تعد حصوات الكلى من المشكلات المزعجة التي تسبب ألما شديدا، وقد يصاحبه بعض الأعراض الأخرى، وقد يتطلب الألم الشديد في كثير من الأحيان زيارة المستشفى إذا لم يمر بشكل طبيعي. ومع ذلك، هناك خطوات يمكن أن يتخذها الأشخاص لمنع الحالة من التطور. في الحوار التالي نستضيف الدكتور عبد السلام أحمدي استشاري جراحة المسالك البولية بمستشفى السلام التخصصي لنتعرف على كل ما يخص حصوات الكلى وطرق علاجها المختلفة.
{ ما حصوات الكلى؟ وهل يوجد منها أنواع ؟
-حصوات الكلى هي عبارة عن كتلة صلبة مُكَوّنة من موادّ يحتويها البول في الحالات الطبيعية، ولكن في حالة عدم وجود السوائل الكافية لتدفعها خارج الجسم تصبح مُركزة وتتراكم في الجهاز البولي.
هناك عدة مواد تتكون في جسم الإنسان لابد من طرحها خارج الجسم والتي تعد من الفضلات وتراكمها يتسبب بإنشاء الحصوات، منها أملاح الكالسيوم، الُأكسالات، أملاح اليورات، الحمض الأميني، السيستين، الزانثين والفوسفات.
تتراوح حجم حصوات الكلى ما بين حبة الرَّمل وحبة اللؤلؤة، ونادرًا ما تكون بعض الحصوات بحجم كرة الغولف. الحصوات الصغيرة بوسعها اجتياز مجرى البول من تلقاء ذاتها دون ألم أو سابق إنذار، أما بالنسبة إلى الحصَوات الكبيرة فقد تعلق أو تستقرّ في الكليتين أو الحالبين، فقد تؤدي إلى عرقلة تدفق البول ما يسبّب ألمًا شديدًا أو نزيفًا.
{ ما عوامل الإصابة بحصوات الكلى؟
يترتب نشوء الحصوات على عوامل عديدة يتغافل عنها الإنسان منها عدم شرب كميات كافية من السوائل، تَكَرُّر الإصابة بالتهابات المسالك البَوْلية، والتاريخ العائلي بإصابة عدة أفراد في العائلة بحصوات الكلى.
كما أن هناك عدة أمراض يصاب بها الإنسان قد تؤثر في مستويات المواد التي يحتويها البول وتسبب في تراكم المواد المسببة للحصوات مثل فرط في معدل الكالسيوم في البول، ارتفاع ضغط الدم، السُّكري، البدانة، هشاشة العظام، النّقرس، تكيسات الكلى، التليُّف الكيسي، أمراض الغدد الدرقية (الجار درقية)، أمراض الأمعاء الالتهابية، الإسهال المزمن، الخضوع لبعض الإجراءات الجراحية ومن ضمنها جراحة إنقاص الوزن أو العمليات الجراحية في المعدة أو الأمعاء، الأدوية كمُدِرّات البول، مضادات الحموضة المحتوية على الكالسيوم، دواء كريكسيفان المستخدم في مُعالجة التهابات نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) ، دواء توباماكس وديلانتين المستخدمين في علاج النوبات الاختلاجية، دواء سيبروفلوكساسين وسيفترياكسون وهو أحد المضادات الحيوية، بعض الأطعمة أو مُحسَّنات المذاق، ومنها: البروتينات الحيوانية، مثل لحوم الماشية والدواجن، الأغذية الغنية بملح الطعام (الصوديوم)، المواد السكرية، مثل سُكَّر الفواكه وسُكَّر القَصَب وشراب مُستخلص الذرة.
{ ما أعراض الإصابة بحصوات الكلى؟
تتضمن أعراض الإصابة بحصوات الكلى ما يلي: آلام في أسفل الظهر أو في أحد جانبي الجسم، ظهور الدم في البول، عسر التبوُّل والشعور بألمٍ عند التبوُّل، تكرار الشعور بالحاجة للتبوّل، الحمّى والقشعريرة، تغير في رائحة البول وتَعَكُّر لونه. ويجدر بالذكر أن شدة الأعراض تتراوح باختلاف حجم الحصوات، إذ إن الحصَوات ذات الحجم الصغير قد لا تسبب آلامًا أو أعراضًا أخرى، وهي قد تخرج من الجسم من تلقاء ذاتها.
{ كيف يتم تشخيص حصوات الكلى؟
-يبدأ تشخيص الحصوات بإجراء فحص جسدي عام والاطّلاع على السجل الصحي للمريض. كما يحق للمريض الحصول على عدة اختبارات منها
اختبار الدم: وذلك لقياس الكفاءة الوظيفية للكُليتين والبحث عن علامات الالتهاب والمشاكل الكيميائية الحيوية التي أدّت إلى تشَكُّل حصوات الكلى.
اختبار عينة البول (تحليل البول): للبحث عن علامات الالتهاب وفحص مستويات المواد المشَكّلة للحصوات، كالكالسيوم والُأكسالات واليورات والسيستين والزانثين والفوسفات.
اختبارات تصويرية: لمعرفة حجم الحصَوات وشكلها وموضعها. وتتضمن اختبارات التصوير المستخدمة الأشعة السينية والتصوير المقطعي المُحوسب والتصوير بالموجات فوق الصوتية.
{ ما أحدث طرق العلاج؟
-تختلف طريقة علاج الحصوات باختلاف حجمها، شكلها وموضعها بالإضافة إلى عددها. تتضمن خيارات العلاج ما يلي:
انتظار الحصوات تخرُج من تلقاء ذاتها مع البول من دون الحاجة إلى المعالجة، وتجدر الإشارة إلى أن شرب الكثير من السوائل يساعد في خروجها، ولكن قد يستغرق ذلك ثلاثة أسابيع تقريبًا.
الأدوية؛ تستخدم لمعالجة الألم الشديد ومنها استعمال المسكنات الأفيونية التي تُحقن في الوريد مباشرة أو العقاقير المضادة للالتهابات مثل الإيبوبروفين التي تستخدم للآلام الطفيفة بعد استشارة الطبيب، بالإضافة إلى استخدام بعض العقاقير الوريدية لمعالجة الالتهابات والغثيان أو القيء.
تستخدم بعض الأدوية التي تساعد في إرخاء الحالب والمساعدة على خروج الحصوات من تلقاء ذاتها مثل
التامسولوسين (اسمه التجاري فلوماكس) أو النيفيديبين (اسمه التجاري أدامانت أو بروكارديا).
هناك عدة إجراءات غير جراحية تساعد على خروج الحصوات بأقل تدخل جراحي، حيث تقوم هذه الإجراءات على مبدأ الوصول إلى داخل الجسم عبر شَق صغير في الجلد أو فتحات الجسم الطبيعية. هذه التدخلات تشمل تنظير الحالب وتفتيت الحصى بالموجات الصادمة وإزالة الحصَوات الكلوية عبر الجلد بإحداث شق صغير في الظهر وإزالة الحصوات بعد تفتيتها بواسطة أنبوب يتم إدخاله في الكلى مباشرة.
قد تحتاج الحصوات خاصة الكبيرة الحجم للعمليات الجراحية وتُسمى بجراحة الحصَيّة المفتوحة. هي عبارة عن إجراء رئيسي وتتراوح نسبة المعالجة به بين 0.3-0.7% من إجمالي الحالات في الوقت الحاضر.
{ ما طرق الوقاية من الإصابة بحصوات الكلى؟
-كما هو معروف الوقاية خير من العلاج، تتضمن طرق الوقاية من حصوات الكلى ما يلي: شرب المزيد من السوائل وخصوصًا الماء للمساعدة على التبول بكثرة والتخلص من تراكم المواد السامة، فينبغي شرب 2 لتر من السوائل على الأقل يوميًا وأكثر من ذلك عند التعرّق جراء ممارسة النشاطات، تقليل كمية ملح الطعام (الصوديوم) في الأطعمة، تقليل الوزن بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من البدانة، الحدّ من تناول أنواع الأطعمة والمشروبات التي تؤدّي إلى ظهور نوع معين من حصوات الكلى التي يعاني منها المريض بعد استشارة أخصائية التغذية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك