العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

الثقافي

ضمن مهرجان الصواري لــ«المسرحيات القصيرة»
عروض شبابية أربعة تتسع حدودها بالإبداع وشغف المسرح

تغطية‭: ‬زهراء‭ ‬غريب

السبت ٢٣ سبتمبر ٢٠٢٣ - 02:00

 

اتساع‭ ‬الإبداع‭ ‬وحدود‭ ‬الشغف‭ ‬النابض‭ ‬في‭ ‬مهرجان‭ ‬الصواري‭ ‬للمسرحيات‭ ‬القصيرة‭ ‬للشباب‭ ‬جعلنا‭ ‬ننصت‭ ‬مشدوهين‭ ‬إلى‭ ‬صوت‭ ‬الخشبة‭ ‬وهو‭ ‬يبارك‭ ‬صعود‭ ‬طاقات‭ ‬شبابية‭ ‬مسرحية‭ ‬نحو‭ ‬الضوء‭ ‬في‭ ‬أربعة‭ ‬عروض‭ ‬مميزة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬التمثيل‭ ‬والإخراج‭ ‬والسينوغرافيا؛‭ ‬كنتاج‭ ‬لورش‭ ‬عمل‭ ‬صيفية‭ ‬صوارية‭ ‬مكثفة‭ ‬سعت‭ ‬إلى‭ ‬اكتشاف،‭ ‬تطوير،‭ ‬وجوهرة‭ ‬مواهب‭ ‬مسرحية‭ ‬لشباب‭ ‬يؤمن‭ ‬برسالة‭ ‬المسرح‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الممتدة‭ ‬من‭ ‬يوليو‭ ‬حتى‭ ‬سبتمبر2023،‭ ‬وذلك‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬أساتذة‭ ‬مخضرمين‭ ‬كالفنان‭ ‬إبراهيم‭ ‬خلفان،‭ ‬خالد‭ ‬الرويعي،‭ ‬ومحمد‭ ‬الصفار‭.‬

وكان‭ ‬الحصاد‭ ‬سخياً‭ ‬بالحب‭ ‬والجنون‭ ‬المسرحي‭ ‬المتقن‭ ‬فعلى‭ ‬مدار‭ ‬أربعة‭ ‬أيام‭ (‬6-9‭ ‬سبتمبر‭ ‬2023‭) ‬احتضنت‭ ‬الصالة‭ ‬الثقافية‭ ‬العروض‭ ‬الشبابية‭ ‬القصيرة‭ ‬وهي‭: ‬‮«‬البلياتشو‮»‬‭ ‬للمخرجة‭ ‬نور‭ ‬حميد،‭ ‬‮«‬مرزوق‮»‬‭ ‬للمخرج‭ ‬علي‭ ‬أبو‭ ‬ديب،‭ ‬‮«‬مونوبولي‮»‬‭ ‬للمخرج‭ ‬علي‭ ‬عادل،‭ ‬و«أوراق‮»‬‭ ‬للمخرجة‭ ‬زينب‭ ‬علي‭ ‬عاشور‭.‬

 

البلياتشو‭ ‬

بكامل‭ ‬الوله‭ ‬لاكتشاف‭ ‬ما‭ ‬للعالم‭ ‬الخارجي‭ ‬من‭ ‬خوابي‭ ‬يهبط‭ ‬المهرجون‭ ‬من‭ ‬عزلتهم‭ ‬الصحراوية‭ ‬نحو‭ ‬الجمهور‭ ‬فيلتحم‭ ‬السيرك‭ ‬مع‭ ‬الواقع‭ ‬لتتعرى‭ ‬الحياة‭ ‬أمام‭ ‬مسارات‭ ‬بؤس‭ ‬خلقت‭ ‬باسم‭ ‬السياسة‭ ‬والدين‭ ‬وأعراف‭ ‬المجتمع‭. ‬فتتضح‭ ‬معانٍ‭ ‬تجسد‭ ‬سياسة‭ ‬القطيع‭ ‬في‭ ‬أعمق‭ ‬تجلياتها‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬يبرهن‭ ‬أن‭ ‬البقاء‭ ‬للأقوى‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬يتقن‭ ‬التوحش‭ ‬ولا‭ ‬يفي‭ ‬البشر‭ ‬فيه‭ ‬بنذور‭ ‬إنسانيتهم‭. ‬

‭ ‬وفراراً‭ ‬من‭ ‬مرارة‭ ‬الحقيقة‭ ‬نراهم‭ ‬يحاولون‭ ‬معاودة‭ ‬أدراجهم‭ ‬مجدداً‭ ‬صوب‭ ‬السيرك‭ ‬حيث‭ ‬الخشبة‭ ‬ولكن‭ ‬بعد‭ ‬فوات‭ ‬الأوان؛‭ ‬فقسوة‭ ‬الواقع‭ ‬اقتحمته‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬التماهي‭ ‬وسلبت‭ ‬شهية‭ ‬العيش‭ ‬من‭ ‬مهرج‭ ‬مضطرب‭ ‬بالخوف‭ ‬خلص‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬غير‭ ‬صالح‭ ‬للحياة‭. ‬

مخرجة‭ ‬العمل‭ ‬نور‭ ‬حميد‭ ‬خلقت‭ ‬مشهدية‭ ‬إبداعية‭ ‬مميزة‭ ‬بتوظيف‭ ‬مؤثرات‭ ‬صوتية‭ ‬وضوئية‭ ‬تتواشج‭ ‬مع‭ ‬الحالات‭ ‬الشعورية‭ ‬المُجسدة‭ ‬لليأس‭ ‬والأمل؛‭ ‬بالاتكاء‭ ‬على‭ ‬أساليب‭ ‬إخراجية‭ ‬متنوعة‭ ‬كان‭ ‬أهمها‭ ‬تقنية‭ ‬المفكر‭ ‬والمسرحي‭ ‬الألماني‭ (‬بريخت‭) ‬في‭ ‬هدم‭ ‬الجدار‭ ‬الرابع‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬إشراك‭ ‬الجمهور‭ ‬في‭ ‬الحدث‭ ‬المسرحي‭ ‬‮«‬فقد‭ ‬جمعت‭ ‬كل‭ ‬الخطوط‭ ‬المسرحية‭ ‬وقدمت‭ ‬شيئاً‭ ‬من‭ ‬روحي‭ ‬يعكس‭ ‬اهتماماتي‭. ‬وفي‭ ‬بداية‭ ‬العرض‭ ‬كسرنا‭ ‬الجدار‭ ‬بقيام‭ ‬إحدى‭ ‬الممثلات‭ ‬الاستعراضيات‭ ‬برش‭ ‬الزينة‭ ‬على‭ ‬الجمهور،‭ ‬كما‭ ‬جعلت‭ ‬أربعة‭ ‬مهرجين‭ ‬يجلسون‭ ‬بينه‭ ‬ثم‭ ‬ينطلقون‭ ‬نحو‭ ‬السيرك‭ ‬باعتبارهم‭ ‬ممثلين‭ ‬للعالم‭ ‬الحقيقي‭ ‬والقبح‭ ‬القادم‭ ‬من‭ ‬أرجائه‮»‬‭.‬

وأفادت‭ ‬حميد‭ ‬أنها‭ ‬سعت‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬إلى‭ ‬صناعة‭ ‬‮«‬فرجة‭ ‬ممتعة‭ ‬للجمهور‭ ‬تنفيذاً‭ ‬لتوصيات‭ ‬الأستاذين‭ ‬محمد‭ ‬الصفار‭ ‬وإبراهيم‭ ‬خلفان‭ ‬اللذين‭ ‬آمنا‭ ‬بي‭ ‬وفريقي‭ ‬وشددا‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬تقديم‭ ‬عرض‭ ‬رائع،‭ ‬فآمنت‭ ‬بدوري‭ ‬بالممثلين‭ ‬الذين‭ ‬كان‭ ‬بعضهم‭ ‬يمثل‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬حياته،‭ ‬فحاولت‭ ‬توظيف‭ ‬إمكانياتهم‭ ‬بالشكل‭ ‬الأمثل،‭ ‬فنجحوا‭ ‬في‭ ‬التحدي‭ ‬ولم‭ ‬يقصروا‭ ‬بأداء‭ ‬الرسالة‭ ‬المسرحية‭ ‬التي‭ ‬نريد‮»‬‭.‬

عرض‭ ‬‮«‬البلياتشو‮»‬‭ ‬المتمحور‭ ‬حول‭ ‬خروج‭ ‬اثنين‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬خمسة‭ ‬مهرجين‭ ‬منعزلين‭ ‬في‭ ‬الصحراء‭ ‬نحو‭ ‬العالم‭ ‬الخارجي،‭ ‬هو‭ ‬مقتبس‭ ‬من‭ ‬مسرحية‭ ‬تحمل‭ ‬ذات‭ ‬العنوان‭ ‬للمؤلف‭ ‬بيتر‭ ‬مراد،‭ ‬أخرجتها‭ ‬نور‭ ‬حميد‭ ‬بشكل‭ ‬مميز،‭ ‬بمساعدة‭ ‬إخراجية‭ ‬من‭ ‬حمد‭ ‬المرباطي،‭ ‬وتمثيل‭ ‬كل‭ ‬من‭: ‬محمد‭ ‬عبدالرسول،‭ ‬أحمد‭ ‬آل‭ ‬مبارك،‭ ‬أحمد‭ ‬الماجد،‭ ‬أحمد‭ ‬السيد،‭ ‬أنوار‭ ‬مدن،‭ ‬نايف‭ ‬السعدي،‭ ‬إسماعيل‭ ‬الدوسري،‭ ‬نبيل‭ ‬سيف،‭ ‬فواز‭ ‬فيصل‭. ‬فيما‭ ‬ضم‭ ‬فريق‭ ‬السينوغرافيا‭ ‬كلاً‭ ‬من‭ ‬أميرة‭ ‬صليل،‭ ‬محمود‭ ‬العبيدات،‭ ‬ونور‭ ‬جعفر‭.‬

 

مرزوق‭ ‬

يتلوى‭ ‬في‭ ‬طوفان‭ ‬أفكاره‭ ‬الموغلة‭ ‬في‭ ‬الألم،‭ ‬متخبطاً‭ ‬في‭ ‬عتمة‭ ‬ذكرياته‭ ‬المكتظة‭ ‬بالفقدان‭. ‬وعلى‭ ‬الخشبة‭ ‬تسير‭ ‬أشباح‭ ‬لواعجه‭ ‬في‭ ‬نومها؛‭ ‬فالحياة‭ ‬لم‭ ‬تكتف‭ ‬بنهش‭ ‬جسده‭ ‬بمرض‭ ‬ميؤوس‭ ‬من‭ ‬شفائه‭ ‬بل‭ ‬سلبته‭ ‬وظيفته،‭ ‬و‭(‬سلمى‭) ‬تلك‭ ‬الصبية‭ ‬التي‭ ‬يحب؛‭ ‬فيؤول‭ ‬مصيره‭ ‬إلى‭ ‬الموت‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬هواجس‭ ‬الذاكرة‭.‬

ويظهر‭ (‬مرزوق‭) ‬مطوقاً‭ ‬بحبال‭ ‬متشابكة‭ ‬تنم‭ ‬عن‭ ‬ذكريات‭ ‬تبقيه‭ ‬رهن‭ ‬اضطرابها،‭ ‬فيما‭ ‬تتولى‭ ‬الحبول‭ ‬المتدلية‭ ‬من‭ ‬سقف‭ ‬المسرح‭ ‬الدلالة‭ ‬على‭ ‬القيود‭ ‬والآلام‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬يكابدها؛‭ ‬فحيناً‭ ‬نرى‭ ‬سلمى‭ ‬تحاوره‭ ‬وتبث‭ ‬اعتذارها‭ ‬لتخليها‭ ‬عنه،‭ ‬وحيناً‭ ‬آخر‭ ‬يخرج‭ ‬المدير‭ ‬لإيلامه‭ ‬بسوء‭ ‬المعاملة‭ ‬وطرده‭ ‬من‭ ‬العمل؛‭ ‬فيبقى‭ ‬بطلنا‭ ‬حبيس‭ ‬صراعات‭ ‬داخلية‭ ‬قاسية‭ ‬وأفكار‭ ‬لا‭ ‬ترحم‭ ‬تلف‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الأمر‭ ‬حبل‭ ‬المشنقة‭ ‬حول‭ ‬رقبته‭.‬

مخرج‭ ‬العمل‭ ‬علي‭ ‬أبو‭ ‬ديب،‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬رؤيته‭ ‬الإخراجية‭ ‬اعتمدت‭ ‬على‭ ‬‮«‬استثمار‭ ‬أدوات‭ ‬لها‭ ‬رمزية‭ ‬عميقة‭ ‬توضح‭ ‬منعطفات‭ ‬الحياة‭ ‬البائسة‭ ‬لمرزوق‭ ‬من‭ ‬مرض‭ ‬وفقدان‭ ‬للحبيبة‭ ‬ومصدر‭ ‬الرزق‭. ‬وتتمثل‭ ‬تلك‭ ‬الأدوات‭ ‬في‭ ‬الحبال،‭ ‬الكرسي،‭ ‬الطاولة،‭ ‬الملف،‭ ‬والأوراق‭ ‬المبعثرة‭. ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬المؤثرات‭ ‬الضوئية‭ ‬والموسيقية‭ ‬التي‭ ‬عززت‭ ‬إبراز‭ ‬معاناة‭ ‬البطل‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬شكل‭ ‬يُظهر‭ ‬الألم‭ ‬والحزن‭ ‬وحالات‭ ‬شعورية‭ ‬مقترنة‭ ‬بالكآبة‭ ‬والاختناق‭ ‬في‭ ‬تجربة‭ ‬أربط‭ ‬نجاحها‭ ‬بإبداع‭ ‬فريق‭ ‬عملي‭ ‬الرائع،‭ ‬وتشجيع‭ ‬الأساتذة‭ ‬الذين‭ ‬دعموني‭ ‬وأخص‭ ‬بالذكر‭ ‬والشكر‭ ‬الأستاذ‭ ‬إبراهيم‭ ‬خلفان‮»‬‭.‬

والعمل‭ ‬من‭ ‬تأليف‭ ‬أحمد‭ ‬كامل‭ ‬شنان،‭ ‬وإخراج‭ ‬علي‭ ‬أبوديب،‭ ‬وتمثيل‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬معتز‭ ‬الديب،‭ ‬وطارق‭ ‬محمود‭ ‬شناعة،‭ ‬زهراء‭ ‬الحمران‭. ‬وموسيقى‭ ‬حسين‭ ‬المؤمن،‭ ‬وسينوغرافيا‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬نور‭ ‬جعفر‭ ‬وأميرة‭ ‬صليل‭.‬

 

مونوبولي‭ ‬

على‭ ‬ناصية‭ ‬الخشبة‭ ‬ثمة‭ ‬مصابيح‭ ‬ينتهي‭ ‬ضياؤها‭ ‬إلى‭ ‬قسمات‭ ‬وجوه‭ ‬المؤدين‭ ‬الخمسة‭ ‬ناحتاً‭ ‬من‭ ‬ظلال‭ ‬العتمة‭ ‬عبارات‭ ‬غامضة‭ ‬مكثفة‭ ‬المعنى‭ ‬تنحدر‭ ‬تباعاً‭ ‬من‭ ‬أصواتهم‭ ‬ضمن‭ ‬معالجة‭ ‬دقيقة‭ ‬التوجه‭ ‬للنص‭ ‬المسرحي‭ ‬تتطابق‭ ‬مع‭ ‬الفعل‭ ‬الدرامي‭ ‬الفكاهي‭ ‬المنطوي‭ ‬على‭ ‬أحداث‭ ‬لجنة‭ ‬مهمتها‭ ‬استملاك‭ ‬الأراضي‭ ‬الخاصة‭ ‬للمنفعة‭ ‬العامة‭ ‬وتعويضها‭ ‬بأراض‭ ‬أخرى‭.‬

واختزن‭ ‬العرض‭ ‬رسائل‭ ‬تنقل‭ ‬حقائق‭ ‬ترتطم‭ ‬بواقع‭ ‬مضطرب‭ ‬تعايشه‭ ‬الشعوب‭ ‬في‭ ‬خضم‭ ‬أزمات‭ ‬معيشية‭ ‬وتبعات‭ ‬لصراعات‭ ‬سياسية‭ ‬تتحكم‭ ‬بمصائر‭ ‬الأمم‭ ‬عبر‭ ‬النفوذ‭ ‬والهيمنة‭ ‬الاقتصادية‭.‬

مخرج‭ ‬العمل‭ ‬علي‭ ‬عادل‭ ‬اعتمد‭ ‬في‭ ‬رؤيته‭ ‬الإخراجية‭ ‬للعرض‭ ‬المسرحي‭ ‬على‭ ‬الدمج‭ ‬بين‭ ‬لعبتي‭ ‬المونوبولي‭ ‬والبتة‭ ‬كبناء‭ ‬لسينوغرافيا‭ ‬المكان‭ ‬مع‭ ‬استخدام‭ ‬التغريب‭ ‬في‭ ‬العملية‭ ‬الإخراجية‭ ‬وإدخال‭ ‬الحالة‭ ‬الغنائية‭ ‬في‭ ‬المسرحية‭.‬

وبشأن‭ ‬فكرة‭ ‬مسرحية‭ ‬مونوبولي‭ ‬يشير‭ ‬عادل‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭: ‬‮«‬معدة‭ ‬عن‭ ‬نص‭ ‬يحيا‭ ‬الاقتصاد‭ ‬لماكس‭ ‬رينيه،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬النصوص‭ ‬الفكاهية‭ ‬ذات‭ ‬العمق‭ ‬الكبير؛‭ ‬إذ‭ ‬يتناول‭ ‬القضايا‭ ‬بأسلوب‭ ‬هزلي‭ ‬ويلامس‭ ‬المشاكل‭ ‬بشكل‭ ‬مختلف‮»‬‭.‬

ويوضح‭ ‬مشيداً‭: ‬‮«‬تعاملت‭ ‬مع‭ ‬ممثلين‭ ‬رائعين‭ ‬فوق‭ ‬خشبة‭ ‬المسرح؛‭ ‬فقد‭ ‬استطاعوا‭ ‬تقديم‭ ‬هذه‭ ‬القضايا‭ ‬بشكل‭ ‬مميز؛‭ ‬عبر‭ ‬تجسيد‭ ‬إبداعي‭ ‬ناجح‭ ‬لخمس‭ ‬شخصيات‭ ‬يتكون‭ ‬منها‭ ‬العمل‭ ‬وهي‭ ‬رئيس‭ ‬اللجنة‭ ‬المتلاعب‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الخادم‭ ‬وبعض‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬لجنة‭ ‬تضم‭ ‬من‭ ‬يمثل‭ ‬دور‭ ‬التجار،‭ ‬الطبقة‭ ‬الكادحة،‭ ‬رجال‭ ‬الدين،‭ ‬والخادم‭ ‬الموارب‭ ‬بوصفه‭ ‬انعكاساً‭ ‬لسياسات‭ ‬دول‭ ‬الغرب‭ ‬وتدخلاتها‭ ‬في‭ ‬البلدان‭ ‬الفقيرة‮»‬‭.‬

وجاء‭ ‬العرض‭ ‬‮«‬مونوبولي‮»‬‭ ‬عن‭ ‬مسرحية‭ ‬يحيا‭ ‬الاقتصاد‭ ‬من‭ ‬تأليف‭ ‬ماكس‭ ‬رينيه،‭ ‬وإخراج‭ ‬علي‭ ‬عادل‭ ‬عمران،‭ ‬مساعد‭ ‬إخراج‭ ‬حسن‭ ‬الفرساني،‭ ‬تمثيل‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬بدر‭ ‬آل‭ ‬محمود،‭ ‬علي‭ ‬اريان،‭ ‬محمود‭ ‬الشيخ،‭ ‬أحمد‭ ‬محفوظ،‭ ‬ومجد‭ ‬العرادي‭. ‬وسينوغرافيا‭ ‬فاطمة‭ ‬منصور‭.‬

 

أوراق

يجرجر‭ ‬الحلم‭ ‬من‭ ‬وهنه‭ ‬ويهيم‭ ‬على‭ ‬قلبه‭ ‬في‭ ‬الاغتراب؛‭ ‬هو‭ ‬يدري‭ ‬أن‭ ‬الأوطان‭ ‬الممتدة‭ ‬بالخراب‭ ‬لا‭ ‬محل‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬الأحضان‭ ‬فطريق‭ ‬الهجرة‭ ‬يفتح‭ ‬مصاريع‭ ‬الألم‭ ‬والأمل‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭ ‬أمام‭ ‬خطاه‭. ‬ومتى‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يحمل‭ ‬على‭ ‬عاتقه‭ ‬أوزار‭ ‬أزمات‭ ‬وحروب‭ ‬لم‭ ‬يرتكبها‭ ‬سيجد‭ ‬في‭ ‬أوراق‭ ‬الهوية‭ ‬وحقيبة‭ ‬حياته‭ ‬ملاذاً‭ ‬للفرار‭ ‬والتخفف‭ ‬من‭ ‬النيران‭ ‬سعياً‭ ‬للعيش‭ ‬بسلام‭. ‬هو‭ ‬المهاجر‭ ‬الذي‭ ‬نفض‭ ‬الصمت‭ ‬عن‭ ‬معاناته‭ ‬ففاضت‭ ‬شكواه‭ ‬في‭ ‬فضاء‭ ‬الخشبة‭ ‬أمام‭ ‬محقق‭ ‬يعنفه‭ ‬لتخليه‭ ‬عن‭ ‬وطنه‭ ‬بالرحيل‭ ‬لكن‭ ‬الأخير‭ ‬في‭ ‬واقع‭ ‬الأمر‭ ‬يضمر‭ ‬الرغبة‭ ‬في‭ ‬الإقدام‭ ‬على‭ ‬ذات‭ ‬الخطوة‭ ‬لكنه‭ ‬لا‭ ‬يستطيع؛‭ ‬فهو‭ ‬اختار‭ ‬طريقاً‭ ‬آخر‭.‬

مخرجة‭ ‬العمل‭ ‬زينب‭ ‬عاشور،‭ ‬اعتمدت‭ ‬في‭ ‬بنائها‭ ‬لسينوغرافيا‭ ‬المكان‭ ‬الخاص‭ ‬بالعرض‭ ‬على‭ ‬حقائب‭ ‬تمثل‭ ‬أصحابها‭ ‬مربوطة‭ ‬بحبال‭ ‬ملونة‭ ‬نحو‭ ‬الأعلى‭ ‬‮«‬فتلك‭ ‬الحبال‭ ‬الحمراء‭ ‬للحقائب‭ ‬الموجودة‭ ‬على‭ ‬يمين‭ ‬المسرح‭ ‬تمثل‭ ‬الناس‭ ‬الذين‭ ‬يرغبوا‭ ‬بالهجرة‭ ‬ولكنهم‭ ‬لم‭ ‬ينجحوا‭ ‬إلى‭ ‬الآن،‭ ‬أما‭ ‬تلك‭ ‬الحبال‭ ‬الخضراء‭ ‬للحقائب‭ ‬الموجودة‭ ‬على‭ ‬يساره‭ ‬فتمثل‭ ‬الفئة‭ ‬التي‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬أو‭ ‬توشك‭ ‬على‭ ‬النجاح‮»‬‭.‬

وبشأن‭ ‬فكرة‭ ‬العمل‭ ‬أوضحت‭ ‬عاشور‭ ‬‮«‬أنها‭ ‬تفكك‭ ‬وتتناول‭ ‬أبعاد‭ ‬متداخلة‭ ‬لقضية‭ ‬الهجرة‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬الأسباب‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬المشاعر‭ ‬المتناقضة‭ ‬للذين‭ ‬قرروا‭ ‬الهجرة‭ ‬وأقدموا‭ ‬على‭ ‬ارتكابها،‭ ‬والذين‭ ‬ينظرون‭ ‬إليهم‭ ‬بعيني‭ ‬الحسد‭ ‬والحنق‭ ‬لإفلاتهم‭ ‬من‭ ‬الوضع‭ ‬المتأزم‭ ‬في‭ ‬بلدانهم‮»‬‭.‬

وأشادت‭ ‬بإبداع‭ ‬الممثلين‭ ‬التجسيديين‭ ‬في‭ ‬العرض‭ ‬مؤكدة‭ ‬أن‭ ‬اختيارهما‭ ‬جاء‭ ‬وفقاً‭ ‬لمعايير‭ ‬معينة‭ ‬‮«‬فقد‭ ‬أسندت‭ ‬دور‭ ‬المحقق‭ ‬للممثل‭ ‬علي‭ ‬الفردان؛‭ ‬لأن‭ ‬صفاته‭ ‬الجسمانية‭ ‬مناسبة‭ ‬لعكس‭ ‬فكرة‭ ‬القوة‭ ‬والهيمنة؛‭ ‬كونه‭ ‬أطول‭ ‬وأضخم‭ ‬من‭ ‬المهاجر‭. ‬كما‭ ‬قمت‭ ‬بإسناد‭ ‬دور‭ ‬المهاجر‭ ‬للممثل‭ ‬كامل‭ ‬البوسعيدي‭ ‬حيث‭ ‬يمثل‭ ‬المهاجرين‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬البلدان؛‭ ‬لتمتعه‭ ‬بأداء‭ ‬حركي‭ ‬وتعابير‭ ‬وجه‭ ‬وجسد‭ ‬قوية‭ ‬مكنته‭ ‬من‭ ‬تقمص‭ ‬الشخصية‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬التلون‭ ‬والحركة‭ ‬على‭ ‬المسرح،‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬كسب‭ ‬تعاطف‭ ‬الجمهور‮»‬‭.‬

والمسرحية‭ ‬‮«‬أوراق‮»‬‭ ‬من‭ ‬تأليف‭ ‬عبدالكريم‭ ‬العامري،‭ ‬وإخراج‭ ‬وسينوغرافيا‭ ‬زينب‭ ‬علي‭ ‬عاشور،‭ ‬مساعدة‭ ‬إخراج‭ ‬فائزة‭ ‬الشيخ‭. ‬ومن‭ ‬تمثيل‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬علي‭ ‬الفردان‭ ‬وكامل‭ ‬البوسعيدي‭. ‬وموسيقى‭ ‬حسن‭ ‬شمس‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا