الكشف المبكر من أهم استراتيجيات الوقاية الثانوية. والهدف منه تشخيص سرطان الثدي بمراحل المرض المبكرة. يجرى الكشف المبكر من أجل تحسين نوعية ونتيجة معالجة حالات سرطان الثدي، وزيادة معدل الشفاء. في المقال التالي توضح لنا الدكتورة لمياء ابراهيم استشاري تشخيص وتصوير أمراض الثدي بمركز الخليج الطبي والسكر أهمية وطرق تشخيص سرطان الثدي، التي بدأت حديثها قائلة:
يعتبر سرطان الثدي من الأمراض الصحية الخطرة التي تؤثر على الكثير من النساء في جميع أنحاء العالم وبنسبة كبيرة في مجتمعاتنا العربية.
من أجل الحفاظ على صحة المرأة من الضروري تأكيد أهمية الفحص المنتظم للثدي. فالكشف المبكر هو مفتاح العلاج الناجح وزيادة نسب الشفاء. والفحص المنتظم للثدي أمر أساسي، يفتح الباب لمستقبلٍ أفضل للمرأة ولأسرتها.
إن سرطان الثدي لا يميز بين النساء ويمكن أن يصيب جميع الأعمار. وعلى الرغم من زيادة الخطر مع تقدم العمر فمن المهم أن نعرف أن النساء الأصغر سنًا يمكن أن يصبن أيضًا بسرطان الثدي. لذلك فإن اليقظة والمبادرة في التعامل مع صحة الثدي أمر ضروري.
والمؤكد أن فحص الأشعة السينية (الماموغرام) يعتبر من أكثر أساليب التصوير شيوعًا ودقة حيث يمكنه اكتشاف التغيرات الصغيرة في أنسجة الثدي التي قد لا يمكن تحديدها خلال الفحص الطبي الروتيني. وقد أثبت فعاليته العالية في اكتشاف سرطان الثدي، حتى قبل ظهور الأعراض، ما يزيد من فرص العلاج الناجح والشفاء. وفي النساء الأصغر سنًا يستخدم التصوير بالموجات فوق الصوتية لفحص الثدي.
وبالإضافة إلى التصوير الإشعاعي، فإن الفحص الذاتي للثدي والفحص الطبي الروتيني من قبل الأطباء المختصين يعتبر عادات قيمة للكشف المبكر. فمن خلال التعرف على ملمس وتكوين الثدي والكشف عن أي تغيرات يمكننا أن نلجأ إلى الرعاية الطبية المناسبة في الوقت المناسب إذا لزم الأمر.
من الضروري أيضًا أن ندرك أن سرطان الثدي له عوامل خطر متنوعة. بينما تعتبر بعض العوامل، مثل العمر والوراثة، خارج نطاق السيطرة.
إن اتخاذ بعض التغيرات في نمط الحياة مثل الحفاظ على وزن صحي، وممارسة الرياضة بانتظام، وتقليل استهلاك الكحول وتجنب منتجات التبغ، قد يحد من خطر الإصابة بسرطان الثدي.
علاوة على ذلك، من الضروري أن نكون على دراية بعوامل الخطر الفردية لدينا حيث يمكن أن يؤثر التاريخ العائلي والتاريخ الطبي الشخصي وبعض الجينات الوراثية على احتمالية الإصابة بسرطان الثدي. من خلال مناقشة هذه العوامل مع مقدمي الرعاية الصحية يمكننا وضع خطط فحص شخصية مصممة خصيصًا لاحتياجاتنا الفردية.
كما ان الفحص المنتظم للثدي ليس مجرد خيار، بل هو ضرورة؛ حيث يمكّننا من الحفاظ على صحة المرأة، وكشف المشاكل المحتملة للثدي في وقت مبكر، وهذا يوفر خيارات العلاج الأكثر فاعلية، ويزيد من فرص النجاح والشفاء.
دعونا نضع الفحص المنتظم للثدي في صدارة أولوياتنا. لنشجع أحباءنا وأصدقاءنا وزملاءنا على المشاركة الفعالة في نشر هدا الوعي. ان الكشف المبكر هو أقوى سلاح لدينا. لنتحد ونتحرك بمعرفة والتزام بالفحص المنتظم للثدي لنسعى نحو مستقبل خالٍ من أعباء هذا المرض المدمر.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك