العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الاسلامي

الأزهر الشريف يرعى مبادرة «أنا الراقي بأخلاقي»

الجمعة ٢٩ سبتمبر ٢٠٢٣ - 02:00

أعرب‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬الضويني،‭ ‬وكيل‭ ‬الأزهر،‭ ‬عن‭ ‬سعادته‭ ‬في‭ ‬احتفالية‭ ‬مبادرة‭ ‬‮«‬أنا‭ ‬الراقي‭ ‬بأخلاقي‮»‬،‭ ‬وقال‭ ‬إن‭ ‬تلك‭ ‬الاحتفالية‭ ‬التي‭ ‬تأتي‭ ‬أثرًا‭ ‬طيبًا‭ ‬لمبادرة‭ ‬مهمة،‭ ‬عمل‭ ‬عليها‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬والتي‭ ‬تحمل‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬أنا‭ ‬الراقي‭ ‬بأخلاقي‮»‬،‭ ‬والتي‭ ‬جاءت‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬إيمان‭ ‬المدرسة‭ ‬الأزهرية‭ ‬بأهمية‭ ‬الأخلاق‭ ‬في‭ ‬صيانة‭ ‬المجتمعات‭ ‬وحماية‭ ‬الأوطان،‭ ‬وأن‭ ‬نشر‭ ‬هذه‭ ‬الأخلاق‭ ‬الطيبة‭ ‬وخاصة‭ ‬بين‭ ‬الشباب‭ ‬من‭ ‬أوجب‭ ‬الواجبات‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬أردنا‭ ‬إيجاد‭ ‬وعي‭ ‬حقيقي‭ ‬ينفع‭ ‬ويرفع‭.‬

وأضاف‭ ‬وكيل‭ ‬الأزهر‭ ‬خلال‭ ‬الحفل‭ ‬الختامي‭ ‬لمبادرة‭ ‬‮«‬أنا‭ ‬الراقي‭ ‬بأخلاقي‮»‬،‭ ‬في‭ ‬موسمها‭ ‬الأول،‭ ‬أن‭ ‬التوعية‭ ‬الأخلاقية‭ ‬للطلاب‭ ‬ليست‭ ‬كلمة‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬اليوم‭ ‬الدراسي‭ ‬فقط،‭ ‬وليست‭ ‬كلمة‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬الحصص‭ ‬فحسب،‭ ‬وإنما‭ ‬هي‭ ‬عملية‭ ‬شاملة‭ ‬ومستمرة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تتضافر‭ ‬فيها‭ ‬جهود‭ ‬جميع‭ ‬الأجهزة‭ ‬وكل‭ ‬الأدوات‭ ‬الممكنة‭ ‬من‭ ‬معاهد‭ ‬علمية،‭ ‬ومساجد‭ ‬عصرية،‭ ‬ودراما‭ ‬تليفزيونية،‭ ‬ووسائل‭ ‬تواصل‭ ‬اجتماعية،‭ ‬وغير‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أدوات‭.‬

وتابع‭ ‬الدكتور‭ ‬الضويني،‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المفيد‭ ‬أن‭ ‬نذْكُر‭ ‬ونذكِّر‭ ‬بقاعدة‭ ‬من‭ ‬قواعد‭ ‬التربية،‭ ‬وهي‭ ‬منسوبة‭ ‬للشافعي‭ ‬‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬‭ ‬يقول‭: ‬‮«‬لقد‭ ‬صحبت‭ ‬أقواما‭ ‬فتعلمت‭ ‬منهم‭ ‬أمرين‭: ‬نفسك‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬تشغلها‭ ‬بالحق‭ ‬شغلتك‭ ‬بالباطل،‭ ‬والوقت‭ ‬كالسيف‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬تقطعه‭ ‬قطعك‮»‬‭! ‬وكلا‭ ‬الأمرين‭ ‬لا‭ ‬يستغني‭ ‬عنه‭ ‬الشباب‭ ‬ولا‭ ‬الشيوخ،‭ ‬وفي‭ ‬ضوء‭ ‬هذا‭ ‬فقد‭ ‬عني‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف‭ ‬بأن‭ ‬يوجه‭ ‬أبناءه‭ ‬إلى‭ ‬مسابقات‭ ‬الحق‭ ‬ومبادرات‭ ‬الحق،‭ ‬حرصا‭ ‬على‭ ‬البعد‭ ‬عن‭ ‬اللغو‭ ‬والباطل‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف‭ ‬يهدف‭ ‬بهذه‭ ‬المبادرات‭ ‬ومنها‭ ‬مبادرة‭ ‬‮«‬أنا‭ ‬الراقي‭ ‬بأخلاقي‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬ربط‭ ‬الشباب‭ ‬بالقيم‭ ‬الأخلاقية‭ ‬الحضارية‭ ‬المشتقة‭ ‬من‭ ‬ديننا‭ ‬الحنيف،‭ ‬بحيث‭ ‬يكونون‭ ‬بأقوالهم‭ ‬دعاة‭ ‬إليها‭ ‬وبأفعالهم‭ ‬دالين‭ ‬عليها،‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬تقديم‭ ‬المبادرة‭ ‬لمواجهة‭ ‬الانحرافات‭ ‬السلوكية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المحاور‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تقف‭ ‬عند‭ ‬حد‭ ‬التوعية‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬هذه‭ ‬الانحرافات‭ ‬وإنما‭ ‬تتجاوز‭ ‬ذلك‭ ‬لتشمل‭ ‬عقد‭ ‬المسابقات‭ ‬لجذب‭ ‬انتباه‭ ‬طلابه‭ ‬وأبنائه‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يفيدهم،‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭:‬

وأردف‭ ‬وكيل‭ ‬الأزهر،‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬إنجازه‭ ‬أيضا‭ ‬لنجاح‭ ‬المبادرة‭ ‬اختيار‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬القيم‭ ‬الإنسانية‭ ‬والأخلاقية‭ ‬والفضائل‭ ‬الدينية‭ ‬وتناولها‭ ‬في‭ ‬طابور‭ ‬الصباح‭ ‬وفي‭ ‬الإذاعة‭ ‬المدرسية‭ ‬طوال‭ ‬العام‭ ‬الدراسي،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬عقد‭ ‬ندوات‭ ‬مشتركة‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬والمعاهد،‭ ‬وتبادل‭ ‬الخبرات‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬وتنفيذ‭ ‬برنامج‭ ‬مكافحة‭ ‬الألعاب‭ ‬الإلكترونية‭ ‬بالمعاهد‭ ‬الأزهرية‭.‬

وأوضح‭ ‬وكيل‭ ‬الأزهر‭ ‬أنه‭ ‬حينما‭ ‬سئلت‭ ‬أم‭ ‬المؤمنين‭ ‬السيدة‭ ‬عائشة‭ ‬‭ ‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنها‭ ‬‭: ‬كيف‭ ‬كان‭ ‬خلق‭ ‬النبي‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم؟‭ ‬قالت‭: ‬‮«‬كان‭ ‬خلقه‭ ‬القرآن‮»‬،‭ ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬خلقه‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬باب‭ ‬نصر‭ ‬وفتح‭ ‬وعطاء،‭ ‬ليس‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الإيماني‭ ‬والعقدي‭ ‬فحسب،‭ ‬وإنما‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬المجتمعي‭ ‬أيضا،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬فإننا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نقرر‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬بقاء‭ ‬الأمم‭ ‬واستقرار‭ ‬الأوطان‭ ‬مرهون‭ ‬باستقامة‭ ‬أخلاق‭ ‬الناس‭ ‬فيها،‭ ‬ووضوح‭ ‬الحقوق‭ ‬والواجبات‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الجميع،‭ ‬وفي‭ ‬المقابل‭ ‬يكون‭ ‬زوال‭ ‬الأمم‭ ‬والشعوب‭ ‬والمجتمعات‭ ‬بسوء‭ ‬أخلاق‭ ‬أهلها،‭ ‬وتأملوا‭ ‬كيف‭ ‬قص‭ ‬علينا‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬تاريخ‭ ‬الأمم‭ ‬السابقة‭ ‬التي‭ ‬زالت‭ ‬من‭ ‬الوجود‭ ‬بزوال‭ ‬الأخلاق‭ ‬الحسنة‭ ‬من‭ ‬أهلها،‭ ‬‮«‬وما‭ ‬ظلمهم‭ ‬الله‭ ‬ولكن‭ ‬كانوا‭ ‬أنفسهم‭ ‬يظلمون‮»‬‭.‬

وتابع‭ ‬وكيل‭ ‬الأزهر،‭ ‬إنه‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬المجتمع‭ ‬المعاصر‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬أزمة‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬جوانب‭ ‬الحياة‭ ‬فإن‭ ‬حقيقة‭ ‬أزمتنا‭ ‬المعاصرة‭ ‬أنها‭ ‬أزمة‭ ‬أخلاق‭ ‬وفكر،‭ ‬فالانحراف‭ ‬في‭ ‬الفهم‭ ‬الذي‭ ‬أنتج‭ ‬لنا‭ ‬عقولا‭ ‬شائهة‭ ‬وأقلاما‭ ‬زائفة‭ ‬حله‭ ‬في‭ ‬الأخلاق‭ ‬التي‭ ‬تصون‭ ‬دماء‭ ‬الناس‭ ‬وأعراضهم‭ ‬وأموالهم،‭ ‬والبطالة‭ ‬والفقر‭ ‬والحرمان‭ ‬حله‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬الإحسان‭ ‬والجود‭ ‬والكرم‭ ‬الذي‭ ‬يصل‭ ‬أصحاب‭ ‬الحاجات‭ ‬بالخير‭.‬

وأكد‭ ‬الضويني‭ ‬أن‭ ‬ديننا‭ ‬الحنيف‭ ‬صمام‭ ‬أمن‭ ‬وأمان،‭ ‬وعلى‭ ‬أوامره‭ ‬وتوجيهاته‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تتأسس‭ ‬جهودنا،‭ ‬فهذا‭ ‬الدين‭ ‬يقوم‭ ‬النفس،‭ ‬ويهذب‭ ‬الطبع،‭ ‬ويرتقي‭ ‬بالذوق؛‭ ‬لما‭ ‬يحييه‭ ‬في‭ ‬النفوس‭ ‬من‭ ‬مفاهيم‭ ‬الخير،‭ ‬والطاعة‭ ‬والاستقامة،‭ ‬والثواب‭ ‬والعقاب،‭ ‬ومراقبة‭ ‬الله‭ ‬تعالى،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬الالتزام‭ ‬الديني‭ ‬يوفر‭ ‬آلية‭ ‬للضبط‭ ‬الذاتي‭ ‬لدى‭ ‬الفرد‭ ‬المسلم،‭ ‬بحيث‭ ‬يحرص‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يبتعد‭ ‬بنفسه‭ ‬عن‭ ‬ألوان‭ ‬الانحراف،‭ ‬دون‭ ‬سلطة‭ ‬قاهرة،‭ ‬إلا‭ ‬سلطان‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى،‭ ‬وأن‭ ‬ضعف‭ ‬الوازع‭ ‬الديني‭ ‬لدى‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬يتركهم‭ ‬فريسة‭ ‬سهلة‭ ‬للأزمات‭ ‬النفسية‭ ‬والاضطرابات‭ ‬السلوكية‭ ‬التي‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬الانحراف‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬الجزاء‭ ‬الأخروي‭.‬

وبيّن‭ ‬وكيل‭ ‬الأزهر،‭ ‬أن‭ ‬للإسلام‭ ‬منهجه‭ ‬المتميز‭ ‬في‭ ‬معالجة‭ ‬ظاهرة‭ ‬الانحراف‭ ‬وتقويم‭ ‬سلوك‭ ‬الإنسان؛‭ ‬لأنه‭ ‬يعنى‭ ‬بغرس‭ ‬الشعور‭ ‬الديني‭ ‬في‭ ‬النفوس‭ ‬وإيقاظ‭ ‬الضمائر‭ ‬التي‭ ‬تحكم‭ ‬السلوك،‭ ‬مستخدما‭ ‬كل‭ ‬الأساليب‭ ‬الممكنة‭ ‬في‭ ‬التربية‭ ‬والتوجيه،‭ ‬ومن‭ ‬أهم‭ ‬الأساليب‭ ‬التربية‭ ‬بالقدوة‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬عاملا‭ ‬كبيرا‭ ‬في‭ ‬إصلاح‭ ‬الفرد‭ ‬وفساده،‭ ‬فإذا‭ ‬كانت‭ ‬القدوة‭ ‬حسنة‭ ‬نشأ‭ ‬الفرد‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬على‭ ‬الصدق‭ ‬والأمانة‭ ‬والعفو‭ ‬والسماحة،‭ ‬ولذلك‭ ‬جعل‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬نبيه‭ ‬عليه‭ ‬الصلاة‭ ‬والسلام‭ ‬قدوة‭ ‬حسنة‭ ‬للناس‭ ‬أجمعين،‭ ‬فقال‭ ‬تعالى‭: (‬لقد‭ ‬كان‭ ‬لكم‭ ‬في‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬أسوة‭ ‬حسنة‭) ‬‭[‬الأحزاب‭:‬21‭]‬،‭ ‬فالرسول‭ ‬عليه‭ ‬الصلاة‭ ‬والسلام‭ ‬يمثل‭ ‬صورة‭ ‬كاملة‭ ‬للمنهج‭ ‬الإسلامي؛‭ ‬ليكون‭ ‬للأجيال‭ ‬المتعاقبة‭ ‬الصورة‭ ‬الحية‭ ‬الخالدة‭ ‬في‭ ‬كمال‭ ‬خلقه‭ ‬وشمول‭ ‬عظمته‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا