العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

الثقافي

نبض: أبو أنمار في سيرته حلم !

بقلم: علي الستراوي

السبت ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٣ - 02:00

‭(‬بين‭ ‬ذاكرة‭ ‬لا‭ ‬تموت‭.. ‬

مدّ‭ ‬الرحيل‭ ‬يده‭..‬

وكان‭ ‬الحلم‭ ‬منشغلاً‭ ‬بفيض‭ ‬محبيه‭ ‬

سلامٌ‭ ‬عليك‭ ‬يا‭ ‬‮«‬إبراهيم‮»‬‭ ‬في‭ ‬مدى‭ ‬لا‭ ‬ينقطع‭ ‬

وفي‭ ‬منتهى‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬النكران‭ ..‬

غادرتنا‭ ‬والنهارفي‭ ‬أوله‭..‬

ونحن‭ ‬على‭ ‬عهدك‭ ‬نمدّ‭ ‬خطانا‭ ‬

نقلم‭ ‬الأغصان‭ ‬لتعيد‭ ‬صباها‭ ‬في‭ ‬بذرة‭ ‬الورد‭).‬

في‭ ‬أول‭ ‬صباح‭ ‬هذ‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬الجمعة‭ ‬الموافق‭ ‬29‭ ‬من‭ ‬سبتمبر‭ ‬2023‭ ‬أيقظني‭ ‬هاتف‭ ‬يحمل‭ ‬نبأ‭ ‬رحيل‭ ‬الأستاذ‭ ‬الدكتور‭ ‬إبراهيم‭ ‬عبدالله‭ ‬غلوم،‭ ‬وأنا‭ ‬الذي‭ ‬أعرفه‭ ‬عن‭ ‬قرب‭ ‬صديقاً‭ ‬مبدعاً‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬عمله‭ ‬الأدبي‭ ‬والعلمي‭ ‬الأكاديمي،‭ ‬ولا‭ ‬أنسى‭ ‬احتفالنا‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬2023‭ ‬والذي‭ ‬نظمته‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين‭ ‬وكان‭ ‬لأصدقائه‭ ‬ومحبيه‭ ‬وقفات‭ ‬حول‭ ‬عطائه‭ ‬الأدبي‭ ‬والنقدي‭ ‬والعلمي‭ ‬الأكاديمي‭ ‬والذي‭ ‬حمل‭ ‬رسائل‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬منجز‭ ‬الراحل‭ ‬غلوم‭ ‬وكان‭ ‬يوماً‭ ‬متفرداً‭.‬

غلوم‭ ‬الإنسان‭ ‬أولاً‭ ‬لكونه‭ ‬قريباً‭ ‬من‭ ‬محبيه‭ ‬واصدقائه‭ ‬يجادلهم‭ ‬بحب‭ ‬الأب‭ ‬الذي‭ ‬يحنو‭ ‬على‭ ‬ابنائه‭ ‬يوجههم‭ ‬برؤية‭ ‬الناصح‭ ‬والدافع‭ ‬لهم‭ ‬في‭ ‬العطاء‭ ‬والمثابرة‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬الابداع‭ ‬فهو‭ ‬الناقد‭ ‬للأدب‭ ‬القصصي،‭ ‬وهو‭ ‬المسرحي‭ ‬الذي‭ ‬رفد‭ ‬جهات‭ ‬المسرح‭ ‬بعطائه‭ ‬وبحرصه‭ ‬على‭ ‬التواجد‭ ‬ولم‭ ‬يمنعه‭ ‬من‭ ‬تواجده‭ ‬الا‭ ‬المرض‭ ‬الذي‭ ‬اقعده‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬سنوات‭ ‬وهو‭ ‬يكابد‭ ‬ويصارع‭ ‬المرض‭ ‬الذي‭ ‬ادى‭ ‬اخيرا‭ ‬إلى‭ ‬الوفاة‭.‬

وتظل‭ ‬الصورة‭ ‬جلية‭ ‬وناصعة‭ ‬البياض‭ ‬هذا‭ ‬العطاء‭ ‬الذي‭ ‬حمل‭ ‬غلوم‭ ‬لسنوات‭ ‬استاذاً‭ ‬جامعياً‭ ‬تتلمذ‭ ‬على‭ ‬يديه‭ ‬الكثيرون‭ ‬منهم‭ ‬اليوم‭ ‬ضمن‭ ‬رسائل‭ ‬النقد‭ ‬الحديث‭ ‬كالدكتور‭ ‬نادر‭ ‬كاظم‭ ‬وآخرين‭.‬

وفي‭ ‬السيرة‭ ‬ذاته‭ ‬لن‭ ‬أنسى‭ ‬صديقه‭ ‬ورفيق‭ ‬عمره‭ ‬احمد‭ ‬المناعي‭ -‬اطال‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬عمره‭- ‬عندما‭ ‬تحدث‭ ‬عن‭ ‬تجربته‭ ‬وعلاقته‭ ‬الحميمة‭ ‬بالراحل‭ ‬غلوم‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬بداية‭ ‬التجربة‭ ‬والصبا،‭ ‬فغلوم‭ ‬لا‭ ‬ينسى‭ ‬كونه‭ ‬الرسائل‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يجف‭ ‬حبرها‭ ‬ولا‭ ‬ينقطع‭ ‬عطاؤها،‭ ‬رحل‭ ‬عنا‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬الساحة‭ ‬الثقافية‭ ‬والعلمية‭ ‬الأدبية‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬أمثاله‭ ‬وإلى‭ ‬منجزه‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬رفد‭ ‬به‭ ‬المكتبة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬المسرح‭ ‬والنقد‭ ‬للقصة‭ ‬وشتى‭ ‬فنون‭ ‬الأدب‭ ‬المعاصر‭ ‬قرأها‭ ‬غلوم‭ ‬بوعي‭ ‬البصير‭ ‬الذي‭ ‬احيا‭ ‬فينا‭ ‬رسائل‭ ‬النقد‭ ‬وأعطانا‭ ‬صولجان‭ ‬المعرفة‭ ‬في‭ ‬جدار‭ ‬الأدب‭ ‬المعاصر‭.‬

فالقراءات‭ ‬في‭ ‬تجربة‭ ‬غلوم‭ ‬بحاجة‭ ‬أكبر‭ ‬لما‭ ‬هي‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬النقاد‭ ‬والأدباء‭ ‬وحاجتنا‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لنا‭ ‬يوم‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬جائزة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الدولة‭ ‬تعزز‭ ‬رسائل‭ ‬انجازات‭ ‬إبراهيم‭ ‬غلوم‭ ‬وتذكرنا‭ ‬اننا‭ ‬لا‭ ‬ننسى‭ ‬ادباءنا‭.‬

ولن‭ ‬تنتهي‭ ‬الحكاية‭.. ‬

يظل‭ ‬إبراهيم‭ ‬غلوم‭ ‬المائدة‭ ‬التي‭ ‬تجمعنا‭ ‬دون‭ ‬خلاف‭ ‬كالعربة‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬بين‭ ‬واقعها‭ ‬ثقل‭ ‬التعاطي‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬المنجز‭ ‬الثقافي‭ ‬الممتد‭ ‬منذ‭ ‬سنوات،‭ ‬رافد‭ ‬نرجع‭ ‬له‭ ‬دائماً‭ ‬حينما‭ ‬نحتار‭ ‬في‭ ‬قراءة‭ ‬حقيبتنا‭ ‬الأدبية‭.‬

رحم‭ ‬الله‭ ‬اخانا‭ ‬ابو‭ ‬أنمار‭ ‬وغفر‭ ‬الله‭ ‬له‭ ‬وأسكنه‭ ‬فسيح‭ ‬جناته‭.. ‬وعزاؤنا‭ ‬لذويه‭ ‬ومحبيه‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا