(بين ذاكرة لا تموت..
مدّ الرحيل يده..
وكان الحلم منشغلاً بفيض محبيه
سلامٌ عليك يا «إبراهيم» في مدى لا ينقطع
وفي منتهى لا يعرف النكران ..
غادرتنا والنهارفي أوله..
ونحن على عهدك نمدّ خطانا
نقلم الأغصان لتعيد صباها في بذرة الورد).
في أول صباح هذ اليوم من الجمعة الموافق 29 من سبتمبر 2023 أيقظني هاتف يحمل نبأ رحيل الأستاذ الدكتور إبراهيم عبدالله غلوم، وأنا الذي أعرفه عن قرب صديقاً مبدعاً في مجال عمله الأدبي والعلمي الأكاديمي، ولا أنسى احتفالنا به في فبراير من هذا العام 2023 والذي نظمته جامعة البحرين وكان لأصدقائه ومحبيه وقفات حول عطائه الأدبي والنقدي والعلمي الأكاديمي والذي حمل رسائل كبيرة في منجز الراحل غلوم وكان يوماً متفرداً.
غلوم الإنسان أولاً لكونه قريباً من محبيه واصدقائه يجادلهم بحب الأب الذي يحنو على ابنائه يوجههم برؤية الناصح والدافع لهم في العطاء والمثابرة على مواصلة الابداع فهو الناقد للأدب القصصي، وهو المسرحي الذي رفد جهات المسرح بعطائه وبحرصه على التواجد ولم يمنعه من تواجده الا المرض الذي اقعده في البيت سنوات وهو يكابد ويصارع المرض الذي ادى اخيرا إلى الوفاة.
وتظل الصورة جلية وناصعة البياض هذا العطاء الذي حمل غلوم لسنوات استاذاً جامعياً تتلمذ على يديه الكثيرون منهم اليوم ضمن رسائل النقد الحديث كالدكتور نادر كاظم وآخرين.
وفي السيرة ذاته لن أنسى صديقه ورفيق عمره احمد المناعي -اطال الله في عمره- عندما تحدث عن تجربته وعلاقته الحميمة بالراحل غلوم منذ سنوات بداية التجربة والصبا، فغلوم لا ينسى كونه الرسائل التي لا يجف حبرها ولا ينقطع عطاؤها، رحل عنا في وقت الساحة الثقافية والعلمية الأدبية بحاجة إلى أمثاله وإلى منجزه الكبير الذي رفد به المكتبة العربية في المسرح والنقد للقصة وشتى فنون الأدب المعاصر قرأها غلوم بوعي البصير الذي احيا فينا رسائل النقد وأعطانا صولجان المعرفة في جدار الأدب المعاصر.
فالقراءات في تجربة غلوم بحاجة أكبر لما هي عليه من قبل النقاد والأدباء وحاجتنا أن يكون لنا يوم في مملكة البحرين جائزة من قبل الدولة تعزز رسائل انجازات إبراهيم غلوم وتذكرنا اننا لا ننسى ادباءنا.
ولن تنتهي الحكاية..
يظل إبراهيم غلوم المائدة التي تجمعنا دون خلاف كالعربة التي تحمل بين واقعها ثقل التعاطي الكبير في المنجز الثقافي الممتد منذ سنوات، رافد نرجع له دائماً حينما نحتار في قراءة حقيبتنا الأدبية.
رحم الله اخانا ابو أنمار وغفر الله له وأسكنه فسيح جناته.. وعزاؤنا لذويه ومحبيه.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك