سرطان الثدي هو أكثر السرطانات شيوعا لدى النساء، وبسبب انتشاره أصبح من الأمراض المخيفة ولكن من المهم توضيح بعض المفاهيم الخاطئة عن تشخيص وعلاج سرطان الثدي، لذلك استضفنا في بداية شهر أكتوبر الدكتورة لطيفة البوعينين استشاري الجراحة العامة والمناظير والثدي بمستشفى السلام التخصصي لنتحدث عن أهمية الوعي بالكشف المبكر وبأعراض المرض وطرق تشخيصه وعلاجه الذي ينعكس على السلوك بالمبادرة بعمل الفحص الذاتي للثدي والفحوصات الدورية وطلب الاستشارة في حال حدوث أعراض تنبئ باحتمال الإصابة والقيام بالفحوصات المطلوبة وتقبل العلاج.
*ما أهم المفاهيم الخاطئة التي يجب توضيحها؟
1-سرطان الثدي مرض قاتل
مع التطور المستمر والتقدم في فحص وعلاج سرطان الثدي فإن نسبة الشفاء تتعدى 90% في المراحل المبكرة من المرض. وتتضاءل نسبة الشفاء إذا تم اكتشاف المرض في مرحلة متأخرة أو في حال عدم معالجتها في الوقت المناسب.
2-عدم وجود أعراض سرطان الثدي لا يعني عدم الإصابة بالمرض
الأورام في المراحل المبكرة من الممكن ألا يصاحبها أعراض ويمكن اكتشافها بعمل الفحوصات الدورية.
3 -الماموجرام يسبب سرطان الثدي
الماموجرام هو أفضل طريقة للكشف عن أغلب أورام الثدي في مراحل مبكرة قبل حدوث الأعراض. وهو نوع من الأشعة السينية، خلال الفحص يتعرض الثدي لجرعة ضئيلة من الإشعاع وخطر الضرر الناتج عن هذا الإشعاع أقل بكثير من الفائدة المحصلة من الكشف المبكر عن طريق الفحص.
4-عمل الفحوصات الدورية يغني عن الفحص الذاتي
من المهم عمل الفحص الذاتي شهريا وهو قيام المرأة بفحص ثديها للتأكد من عدم وجود تغيرات بالثدي حتى وإن كانت نتيجة الفحص الدوري سليمة، وذلك لوجود نسبة احتمال بسيطة بعدم اكتشاف الورم بالأشعة في بعض الحالات.
5-أخذ عينة من الورم تؤدي إلى انتقال الخلايا السرطانية إلى أجزاء أخرى من الجسم
كثير من النساء يعتقدن بأن أخذ عينة بالإبرة من الورم يؤدي إلى انتشار الخلايا السرطانية، ولا يوجد دليل علمي على ذلك.
العينة هي إجراء ضروري يستخدم لتشخيص المرض ومعرفة نوع الورم وتحديد علاجه.
6-الخضوع لعملية جراحية لاستئصال الورم دون أخذ عينة.
سرطان الثدي يعالج بطرق مختلفة حسب نوع الورم ومرحلة المرض وحالة المريض ولا يكون دائماً التدخل الجراحي هو الخطوة الأولى في العلاج ففي بعض الحالات يكون العلاج الكيميائي هو الخطوة الأولى في العلاج قبل التدخل الجراحي، وبعض الحالات وبحسب مرحلة المرض تكون خطة العلاج خالية من التدخل الجراحي، حتى في الحالات التي تستوجب تدخلا جراحيا كخطوة أولى في العلاج من المهم أخذ العينة وإثبات التشخيص لأن طريقة العملية الجراحية لاستئصال الكتل السرطانية تختلف عن عملية استئصال الكتل الحميدة.
7-يجب استئصال الثدي بالكامل.
في أغلب الحالات التي يتم تشخيصها في مرحلة مبكرة يتم استئصال الورم دون الحاجة إلى استئصال الثدي، وتوجد أنواع مختلفة من عمليات أورام الثدي يتم تحديدها حسب نوع الورم وحجمه ومكان وجوده في الثدي.
8 -الاستئصال الكامل يغني عن العلاج الكيميائي.
الحاجة إلى أخذ العلاج الكيميائي يعتمد على نوع الورم ومرحلة المرض. لا يؤثر نوع العملية الجراحية على الحاجة للعلاج الكيميائي فبعض المرضى لا يستدعي علاجهم أخذ العلاج الكيميائي مع الاستئصال الجزئي، وبعضهم يحتاج إلى العلاج الكيميائي مع الاستئصال الكامل للثدي.
9-علاجات سرطان الثدي تمنع من العيش في المنزل أو ممارسة الأنشطة المعتادة.
يتمكن أغلب المصابين بسرطان الثدي من أخذ العلاج والعودة إلى المنزل دون الحاجة إلى الإقامة في المستشفى، وتساعد الأدوية المتوفرة والتي تخفف من الأعراض الجانبية لعلاجات سرطان الثدي المرضى في الحفاظ على أنشطتهم المعتادة خلال فترة العلاج.
10-الضربات وإصابات الصدر تسبب سرطان الثدي.
بعض النساء يكتشفن الورم بفحص الثدي بعد تعرضهن لضربة مما يجعلهن يعتقدن بأن الضربات والكدمات تسبب حدوث الورم.
11-الحمل والرضاعة تمنع حدوث سرطان الثدي.
الحمل والرضاعة تقلل من احتمال الإصابة بسرطان الثدي ولا تمنع حدوثه، فجميع النساء يحتجن إلى عمل الفحص الذاتي للثدي والفحص الدوري وطلب الاستشارة في حال وجود أعراض تشير إلى احتمال الإصابة.
12-عدم الإصابة في حال عدم وجود تاريخ عائلي بالمرض.
صحيح أن التاريخ الوراثي يزيد من احتمال الإصابة بسرطان الثدي ولكن فقط 5-10% ممن يتم تشخيصهم بسرطان الثدي لديهن تاريخ وراثي وأغلب ?الحالات لا يوجد لديهن تاريخ وراثي.
13-سرطان الثدي يصيب النساء فقط.
سرطان الثدي يصيب الرجال أيضاً ولكن بنسبة قليلة لا تتجاوز 1%. وعدم توقع حدوثه يلجأ الرجال إلى الطبيب في مراحل متأخرة، لذلك من المهم معرفة الرجال بالأعراض المصاحبة لسرطان الثدي ليتم اكتشافه في مرحلة مبكرة.
14-مزيل العرق يسبب سرطان الثدي.
لا يوجد علاقة معروفة بين استعمال مزيلات العرق والإصابة بسرطان الثدي.
هل من الصعب تشخيص سرطان الثدي؟
أغلب حالات سرطان الثدي يمكن تشخيصها بسهولة، يتم الكشف عنها عن طريق الفحص الذاتي أو الإكلينيكي، والحالات المبكرة يمكن الكشف عنها بواسطة الأشعة، ويمكن اختيار نوع أو أكثر من تصوير الثدي الذي من الممكن أن يتم باستخدام أشعة الماموجرام والأشعة الصوتية والرنين المغناطيسي، بحسب السن والتاريخ الصحي والوراثي وكثافة الثدي. وفي حال وجود الاشتباه بوجود الورم يتم تأكيد التشخيص بأخذ عينة من أنسجة الورم بواسطة الإبرة.
حالات قليلة جدا يصعب اكتشافها بالفحص السريري والأشعة وذلك بسبب طبيعة الثدي أو نوع الورم لذلك دائما ننصح في الحالات التي تكون فيها نتيجة الفحص سلبية بالاستمرار بالفحص الذاتي والفحص الدوري وسرعة المراجعة في حال ظهور أي أعراض تنبئ بحدوث المرض.
ما دور طبيب أمراض النساء في الكشف عن أورام الثدي؟
بعض الحالات يتم اكتشافها بواسطة أطباء النساء الذين يقومون بدورهم بتحويلها لأطباء الجراحة المختصين بعلاج أورام الثدي
طبيب أمراض النساء أيضاً له دور في علاج بعض الحالات التي تحتاج للمحافظة على الخصوبة قبل البدء بعلاج سرطان الثدي، وكذلك حالات سرطان الثدي التي تستدعي استئصال المبايض كجزء من خطة العلاج، والمتابعة الدورية للمرضى الذين يستخدمون العلاج الهرموني دواء تاموكسيفين لما قد يسببه أحيانا من كثافة في بطانة الرحم وفي حالات نادرة حدوث سرطان بطانة الرحم.
أغلب حالات سرطان الثدي يتم اكتشافها إما عن طريق الفحص الدوري وطبيب العائلة أو طبيب جراحة الثدي. ويقوم الطبيب الجراح بتشخيص الحالة ووضع خطة العلاج بالتعاون مع أطباء الأورام واختصاصي علاج الأورام بالإشعاع، ومن ثم إجراء العملية المناسبة للحالة وفي الوقت المناسب حسب خطة العلاج.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك