في ضوء المخطط الصهيوني لفرض التقسيم الزماني والمكاني..
منذ مجيء حكومة غلاة المتطرفين الصهاينة برئاسة زعيم حزب الليكود اليميني المتشدد بنيامين نتنياهو تصاعدت عمليات الاقتحام التي يقوم بها المستوطنون المتطرفون لباحات المسجد الأقصى في القدس المحتلة في حراسة قوات الاحتلال الصهيوني.
وكان الأسبوع الماضي أسبوعا عاصفا وساخنا لان المتطرفين الصهاينة من اليهود المتشددين اقتحموا باحات المسجد الأقصى على مدى ستة أيام متتالية في حراسة قوات الاحتلال وقاموا بممارسات استفزازية يومية عبر أداء طقوس تلمودية في باحات المسجد الأقصى الشريف الذي هو ثالث اهم مسجد عند المسلمين بعد المسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة، ويحتل مكانة مقدسة لدى المسلمين لأنه شهد مسرى رسول الله خاتم الأنبياء محمد بن عبدالله ومعراجه الى السموات العلا في واقعة الاسراء والمعراج التي لها مكانة عظيمة في قلوب وعقول كل المسلمين.
والواقع ان الممارسات الاستفزازية المتكررة والمكثفة في اقتحام باحات الأقصى خلال السنوات الأخيرة لا تتم اعتباطا، وانما هي جزء من مخطط تهويد القدس وتدمير المقدسات الإسلامية فيه، وعلى راسها مخطط هدم المسجد الأقصى ومحاولة بناء معبد الهيكل الصهيوني على انقاضه.
ومن هنا فان المسجد الأقصى المبارك في خطر حقيقي.. وتهدف محاولات الاقتحام الأخيرة الى محاولة تكريس حقوق عبادة لليهود في ساحات المسجد الأقصى، وهو ما يأتي في سياق المخطط الذي بات معروفا وهو فرض فكرة التقسيم المكاني والزماني في المسجد لإعطاء اليهود حق ممارسة شعائرهم الدينية في ارض المسجد الاقصى.
والتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى فكرة طرحها اليمين الإسرائيلي بقيادة حزب الليكود تمهيدا لتهويد المسجد، من خلال تكريس سياسة اقتحامه والاعتداء على المرابطين داخله.
والمخطط اليهودي يشمل فرض تقسيم ساحات الأقصى زمانيا بين الفلسطينيين والمحتلين الإسرائيليين في غير أوقات الصلاة في إطار مرحلة أولية يتبعها تقسيم مكاني، ثم السيطرة الكاملة عليه لاحقا، وتغيير هويته ببناء ما يسميه الاحتلال الإسرائيلي «الهيكل الثالث» مكان قبة الصخرة.
والتقسيم الزماني هو المشروع الذي يهدف إلى تقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين وإسرائيل ويحمل شقّين هما: التقسيم الزماني والتقسيم المكاني، وكانت إسرائيل قد بدأتهما بشكل عملي بالفعل.
ـ التقسيم الزماني يعني تخصيص أوقات معينة لدخول المسلمين المسجد الأقصى وأخرى لدخول اليهود، ويستهدف اقتسام ساعات اليوم وأيام الأسبوع والسنة بين اليهود والمسلمين.
ـ يرى الجانب الإسرائيلي أنه يجّب على المسلمين مغادرة الأقصى من الساعة 07:30 حتى 11:00 صباحا، وفي فترة الظهيرة من الساعة 1:30 حتى 2:30، وفترة ثالثة بعد العصر، لتخصيص هذه الأوقات لليهود بحجّة أنه لا صلاة للمسلمين في هذه الأوقات ليتمّ السماح لليهود بأداء 3 صلوات في اليوم داخله.
ـ كما يتمّ تخصيص المسجد الأقصى لليهود خلال أعيادهم، التي يقارب مجموع عدد أيامها نحو 100 يوم في السنة، إضافة إلى أيام السبت التي تخصّص لليهود أي نحو 50 يوما، مما يجعل مجموع الأيام المخصصة لليهود هو 150 يوما في السنة، كما يحظر رفع الأذان خلال الأعياد اليهودية.
والتقسيم الزماني يعني تخصيص أوقات معينة لدخول المسلمين المسجد الأقصى وأخرى لدخول اليهود كما أشرنا.
اما التقسيم المكاني فهو: يعني تخصيص أماكن بعينها في المسجد الأقصى بكامل مساحته البالغة 144 دونما، لكلٍ من الطرفين، إذ يهدف إلى تخصيص أجزاء ومساحات من المسجد الأقصى يقتطعها الكيان الإسرائيلي ليحوّلوها الى كنائس يهودية لأداء صلواتهم فيها.
ـ وقد قام الاحتلال خلال الفترات السابقة بتحديد طرق ومسارات خاصة باليهود للتمهيد للتقسيم المكاني، الذي يشمل كذلك بسط السيطرة بالقوة على جميع الساحات الخارجية للمسجد الأقصى.
ـ الأماكن المسقوفة مثل مصلّى قبة الصخرة والمصلى المرواني مخصصة للمسلمين، ويشمل هذا التقسيم مخطّطات لبناء الكنيس اليهودي والهيكل.
وقد نددت «الهيئة الإسلامية العليا» في مدينة القدس، قبل أيام، باقتحامات المستوطنين الإسرائيليين للمسجد الأقصى، معتبرة إياها «عدوانا خطيرا».
وقالت الهيئة «ما جرى يوم (الإثنين الماضي) وما جرى خلال الأسبوعيين الماضيين، من استباحة المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك، لهو أمر عدواني خطير، غير مسبوق«.
وأشارت في هذا الصدد إلى ممارسات المستوطنين داخل باحات المسجد، منها «رفْع العلم الإسرائيلي، والنفخ بالبوق، وأداء صلوات دينية يهودية».
وكان آلاف المستوطنين الإسرائيليين، قد اقتحموا المسجد الأقصى خلال الأيام الأخيرة بمناسبة عيد العُرش اليهودي. وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس إن 778 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى، خلال ساعات نهار يوم الإثنين.
وقالت الهيئة الإسلامية العليا، التي يرأسها خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري «إنه لأمر خطير أن يُستهدف المسجد الأقصى المبارك، أمام سمع وبصر العالم.
وذكرت أن هذه الاقتحامات «تتم بحراسة وحماية الأجهزة الأمنية الإسرائيلية» وأضافت «هذه التجاوزات والاعتداءات لن تُكسب الاحتلال أي حق بالمسجد الأقصى». وحمّلت الحكومة الاحتلالية «المسؤولية الكاملة عن المس بحرمة المسجد».
وأضافت «لا نقر ولا نعترف بأي اجراء احتلالي بحق القدس والأقصى، فالإجراءات باطلة، وما بني على باطل فهو باطل». وتابعت الهيئة الإسلامية العليا «يجب على الدول العربية والإسلامية أن يتحملوا مسؤولياتهم تجاه القدس والأقصى».
وحذرت الرئاسة الفلسطينية من أن استمرار هذه الممارسات التصعيدية، سيؤدي إلى المزيد من التوتر والعنف وتفجر الأوضاع، داعيا إلى مواصلة الرباط في المسجد الأقصى لمواجهة أي اعتداء من قبل المستوطنين والاحتلال. وحمّلت الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن هذا التصعيد الخطير في الأراضي الفلسطينية وتداعياته.
وفي عمان، وجهت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، مذكرة رسمية الى السفارة الإسرائيلية في عمّان، عبرت فيها عن الاحتجاج على «اقتحامات المتشددين والمستوطنين وأعضاء من الكنيست الإسرائيلي للمسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف تحت حماية الشرطة الإسرائيلية، وعلى فرض قيودٍ على دخول المصلين للمسجد الأقصى المبارك/الحرم القدسي الشريف، والسماح للمتطرفين بـالاعتداء وتدنيس المقابر الإسلامية في محيط المسجد الأقصى المبارك، والاعتداءات المتصاعدة على مسيحيي القدس المحتلة».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك