العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الاسلامي

سورة الإسراء.. ونبوءات زوال الدولة الصهيونية

الجمعة ١٣ أكتوبر ٢٠٢٣ - 02:00

كثرت‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخير‭ ‬الأحاديث‭ ‬التي‭ ‬تتكلم‭ ‬عن‭ ‬مؤشرات‭ ‬على‭ ‬قرب‭ ‬زوال‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وتحدث‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬العلماء‭ ‬والمفكرين‭ ‬المسلمين‭ ‬استنادا‭ ‬الى‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬سورة‭ ‬الاسراء‭ ‬بالقرآن‭ ‬الكريم،‭ ‬والتي‭ ‬سبق‭ ‬لمؤسس‭ ‬وزعيم‭ ‬حركة‭ ‬حماس‭ ‬الشيخ‭ ‬أحمد‭ ‬ياسين‭ ‬ان‭ ‬استند‭ ‬اليه‭ ‬ليؤكد‭ ‬فكرة‭ ‬‮«‬الوعد‭ ‬الإلهي‮»‬‭ ‬بحتمية‭ ‬زوال‭ ‬إسرائيل،‭ ‬بل‭ ‬ذهب‭ ‬الشيخ‭ ‬احمد‭ ‬ياسين‭ ‬الى‭ ‬توقع‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬نهاية‭ ‬إسرائيل‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2027،‭ ‬ومع‭ ‬الانتصارات‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وحركة‭ ‬حماس‭ ‬مؤخرا‭ ‬عبر‭ ‬اقتحام‭ ‬مستوطنات‭ ‬غلاف‭ ‬غزة،‭ ‬تجدد‭ ‬الحديث‭ ‬حول‭ ‬نبوءات‭ ‬زوال‭ ‬إسرائيل‭.‬

والحديث‭ ‬عن‭ ‬لعنة‭ ‬العقد‭ ‬الثامن‭ ‬من‭ ‬عمر‭ ‬الدولة‭ ‬الصهيونية‭ ‬ليست‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬النظريات‭ ‬ونبوءات‭ ‬الحاخامات‭ ‬وأسفار‭ ‬التلمود‭ ‬والتوراة‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬تحذيرات‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬ساسة‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬‭ ‬أمثال‭ ‬إيهود‭ ‬باراك‭ ‬الذي‭ ‬كتب‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬في‭ ‬الذكرى‭ ‬الـ74‭ ‬لصحيفة‭ ‬‮«‬يديعوت‭ ‬أحرنوت‮»‬‭ ‬تحذيراته‭ ‬حول‭ ‬لعنة‭ ‬العقد‭ ‬الثامن‭ ‬قائلا‭: ‬‮«‬في‭ ‬فترتين‭ ‬قامت‭ ‬لبني‭ ‬إسرائيل‭ ‬سيادة‭ ‬كاملة‭ ‬في‭ ‬أرضه،‭ ‬وبشّر‭ ‬العقد‭ ‬الثامن‭ ‬في‭ ‬الحالتين‭ ‬بتفكك‭ ‬السيادة،‭ ‬وككيان‭ ‬سيادي‭ ‬وصلنا‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬العقد‭ ‬الثامن،‭ ‬ونحن،‭ ‬كمن‭ ‬استحوذ‭ ‬عليهم‭ ‬الهوس،‭ ‬بتجاهل‭ ‬لتحذيرات‭ ‬التلمود،‭ ‬‮«‬نعجّل‭ ‬النهاية‮»‬‭ ‬والفترتان‭ ‬اللتان‭ ‬يقصدهما‭ ‬باراك‭ ‬هما‭ ‬دولة‭ ‬داؤود‭ ‬التي‭ ‬استمرت‭ ‬76‭ ‬عاما‭ ‬ودولة‭ ‬الحشمونائيم‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬عام‭ ‬140‭ ‬قبل‭ ‬الميلاد‭ ‬وزالت‭ ‬من‭ ‬الوجود‭ ‬عام‭ ‬63‭ ‬قبل‭ ‬الميلاد،‭ ‬وكلا‭ ‬الدولتين‭ ‬زالتا‭ ‬في‭ ‬العقد‭ ‬الثامن‭ ‬لم‭ ‬تتجاوزاه‭.‬

هناك‭ ‬من‭ ‬يتحدث‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬الصهيوني‭ ‬يدغدغ‭ ‬مشاعر‭ ‬رعاة‭ ‬الحركة‭ ‬الصهيونية‭ ‬وقوى‭ ‬الاستعمار‭ ‬التي‭ ‬تكفلت‭ ‬بالحفاظ‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬‭ ‬لكن‭ ‬هذه‭ ‬الرعاية‭ ‬والحماية‭ ‬التي‭ ‬استمر‭ ‬75‭ ‬عاما‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬إلى‭ ‬متى‭ ‬سيستمر؟‭ ‬طالما‭ ‬أن‭ ‬مؤرخي‭ ‬الكيان‭ ‬أنفسهم‭ ‬وصانعي‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬كيان‭ ‬الاحتلال‭ ‬بارك‭ ‬وجانتس‭ ‬وبينيت‭ ‬وحتى‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬الاحتلال‭ ‬نتنياهو‭ ‬عبروا‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬المخاوف‭ ‬بطريقة‭ ‬أو‭ ‬بأخرى‭ ‬وكلهم‭ ‬يحذرون‭ ‬من‭ ‬مسألة‭ ‬الانقسام‭ ‬الداخلي‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لمسناه‭ ‬خلال‭ ‬نصف‭ ‬عام‭ ‬بتغيير‭ ‬5‭ ‬حكومات‭ ‬دلالة‭ ‬قطعية‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬خلل‭ ‬بنيوي‭ ‬في‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬وهذا‭ ‬ملحوظ‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬مما‭ ‬يؤكد‭ ‬تلك‭ ‬المهددات‭ ‬بزوال‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭.‬

استشراف‭ ‬الشيخ‭ ‬أحمد‭ ‬ياسين‭ ‬مؤسس‭ ‬حركة‭ ‬حماس‭ ‬والشيخ‭ ‬بسام‭ ‬جرار‭ ‬وبعض‭ ‬العلماء‭ ‬المسلمين‭ ‬الذين‭ ‬تحدثوا‭ ‬عن‭ ‬زوال‭ ‬دولة‭ ‬إسرائيل‭ ‬الثالثة‭ ‬مثل‭ ‬الشيخ‭ ‬الشعراوي‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يحدد‭ ‬توقيتا‭ ‬محددا‭ ‬لكنه‭ ‬استند‭ ‬إلى‭ ‬تفسير‭ ‬سورة‭ ‬الإسراء‭ ‬وفسر‭ ‬آياتها‭ ‬4‭ ‬إلى‭ ‬8‭ ‬التي‭ ‬دلت‭ ‬دلالة‭ ‬قاطعة‭ ‬على‭ ‬الزوال‭ ‬في‭ ‬قوله‭ ‬تعالى‭: ‬‮«‬وَقَضَيْنَا‭ ‬إِلَى‭ ‬بَني‭ ‬إِسْرَائيلَ‭ ‬فِي‭ ‬الْكِتابِ‭ ‬لَتُفْسِدُنَّ‭ ‬فِي‭ ‬الأَرْضِ‭ ‬مَرَّتَيْنِ‭ ‬وَلَتَعْلُنَّ‭ ‬عُلُوّاً‭ ‬كَبِيراً‭ ‬فَإِذَا‭ ‬جاء‭ ‬وَعْدُ‭ ‬أُولاهُمَا‭ ‬بَعَثْنَا‭ ‬عَلَيْكُمْ‭ ‬عِبَاداً‭ ‬لَّنَآ‭ ‬أُوْلِي‭ ‬بَأْسٍ‭ ‬شَدِيدٍ‭ ‬فَجَاسُواْ‭ ‬خِلالَ‭ ‬الدِّيَارِ‭ ‬وَكَانَ‭ ‬وَعْداً‭ ‬مَّفْعُولاً‭ ‬ثُمَّ‭ ‬رَدَدْنَا‭ ‬لَكُمُ‭ ‬الْكَرَّةَ‭ ‬عَلَيْهِمْ‭ ‬وَأَمْدَدْنَاكُم‭ ‬بِأَمْوَالٍ‭ ‬وَبَنِينَ‭ ‬وَجَعَلْناكُمْ‭ ‬أَكْثَرَ‭ ‬نَفِيراً‭ ‬إِنْ‭ ‬أَحْسَنتُمْ‭ ‬أَحْسَنتُمْ‭ ‬لأنفُسِكُمْ‭ ‬وَإِنْ‭ ‬أَسَأْتُمْ‭ ‬فَلَهَا‭ ‬فَإِذَا‭ ‬جاء‭ ‬وَعْدُ‭ ‬الآخرةِ‭ ‬لِيَسُوؤواْ‭ ‬وُجُوهَكُمْ‭ ‬وَلِيَدْخُلُواْ‭ ‬الْمَسْجِدَ‭ ‬كَمَا‭ ‬دَخَلُوهُ‭ ‬أَوَّلَ‭ ‬مَرَّةٍ‭ ‬وَلِيُتَبِّرُواْ‭ ‬مَا‭ ‬عَلَوْاْ‭ ‬تَتْبِيراً‭ ‬عَسَى‭ ‬رَبُّكُمْ‭ ‬أَن‭ ‬يَرْحَمَكُمْ‭ ‬وَإِنْ‭ ‬عُدتُّمْ‭ ‬عُدْنَا‭ ‬وَجَعَلْنَا‭ ‬جَهَنَّمَ‭ ‬لِلْكَافِرِينَ‭ ‬حَصِيراً‮»‬‭. ‬صدق‭ ‬الله‭ ‬العظيم‭.‬

وفي‭ ‬أواخر‭ ‬سورة‭ ‬الإسراء‭ ‬يقول‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭: ‬‮«‬وَقُلْنَا‭ ‬مِنْ‭ ‬بَعْدِهِ‭ ‬لِبَنِي‭ ‬إِسْرَائِيلَ‭ ‬اسْكُنُوا‭ ‬الْأَرْضَ‭ ‬فَإِذَا‭ ‬جَاءَ‭ ‬وَعْدُ‭ ‬الْآخِرَةِ‭ ‬جِئْنَا‭ ‬بِكُمْ‭ ‬لَفِيفًا‭ (‬104‭) ‬وَبِالْحَقِّ‭ ‬أَنْزَلْنَاهُ‭ ‬وَبِالْحَقِّ‭ ‬نَزَلَ‭ ‬وَمَا‭ ‬أَرْسَلْنَاكَ‭ ‬إِلَّا‭ ‬مُبَشِّرًا‭ ‬وَنَذِيرًا‭ (‬105‭) ‬وَقُرْآنًا‭ ‬فَرَقْنَاهُ‭ ‬لِتَقْرَأَهُ‭ ‬عَلَى‭ ‬النَّاسِ‭ ‬عَلَى‭ ‬مُكْثٍ‭ ‬وَنَزَّلْنَاهُ‭ ‬تَنْزِيلًا‭ (‬106‭) ‬قُلْ‭ ‬آمِنُوا‭ ‬بِهِ‭ ‬أَوْ‭ ‬لَا‭ ‬تُؤْمِنُوا‭ ‬إِنَّ‭ ‬الَّذِينَ‭ ‬أُوتُوا‭ ‬الْعِلْمَ‭ ‬مِنْ‭ ‬قَبْلِهِ‭ ‬إِذَا‭ ‬يُتْلَى‭?‬‭ ‬عَلَيْهِمْ‭ ‬يَخِرُّونَ‭ ‬لِلْأَذْقَانِ‭ ‬سُجَّدًا‭ (‬107‭) ‬وَيَقُولُونَ‭ ‬سُبْحَانَ‭ ‬رَبِّنَا‭ ‬إِنْ‭ ‬كَانَ‭ ‬وَعْدُ‭ ‬رَبِّنَا‭ ‬لَمَفْعُولًا‭ (‬108‭)‬‮»‬‭ ‬صدق‭ ‬الله‭ ‬العظيم‭. ‬لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الدلائل‭ ‬أكدت‭ ‬حقيقة‭ ‬الزوال‭ ‬ولم‭ ‬تحدد‭ ‬التوقيت‭ ‬لكن‭ ‬المؤشرات‭ ‬والدلائل‭ ‬التي‭ ‬يتخوف‭ ‬منها‭ ‬الصهاينة‭ ‬واضحة‭ ‬للعيان‭ ‬سواء‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالانقسام‭ ‬الداخلي‭ ‬أو‭ ‬الديموغرافيا‭ ‬أو‭ ‬المشهد‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الداخلي‭ ‬المقاوم،‭ ‬مع‭ ‬العلم‭ ‬أن‭ ‬مؤرخي‭ ‬إسرائيل‭ ‬كلهم‭ ‬مصابون‭ ‬بهذه‭ ‬الفوبيا‭ ‬ولعنة‭ ‬العقد‭ ‬الثامن،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬أن‭ ‬تاريخ‭ ‬كيانات‭ ‬بني‭ ‬إسرائيل‭ ‬كلها‭ ‬لم‭ ‬تتجاوز‭ ‬هذا‭ ‬العقد‭ ‬الذي‭ ‬يعيش‭ ‬فيه‭ ‬الاحتلال‭ ‬الصهيوني‭ ‬الآن‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬باطل‭ ‬فهو‭ ‬باطل‭.‬

فالاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬قام‭ ‬على‭ ‬اغتصاب‭ ‬حقوق‭ ‬الغير‭ ‬وشكل‭ ‬كيانه‭ ‬نتيجة‭ ‬التهجير‭ ‬القسري‭ ‬وعمليات‭ ‬الترهيب‭ ‬والمجازر‭ ‬التي‭ ‬ارتكبت‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬تأسيس‭ ‬كيانهم‭ ‬اللقيط‭ ‬وارتكبوا‭ ‬مجازر‭ ‬جماعية،‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬دير‭ ‬ياسين‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المجازر‭ ‬واستمر‭ ‬الصهاينة‭ ‬يحتفلون‭ ‬بتلك‭ ‬المجازر‭ ‬يدفعهم‭ ‬بروتوكولات‭ ‬زعماء‭ ‬الحركة‭ ‬الصهيونية‭ ‬وحكماء‭ ‬صهيون‭ ‬وحاخامات‭ ‬يدعون‭ ‬إلى‭ ‬قتل‭ ‬العرب‭.‬

هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬الصهيونية‭ ‬استمرت‭ ‬40‭ ‬عاما‭ ‬منذ‭ ‬1947‭ ‬وحتى‭ ‬انطلاق‭ ‬انتفاضة‭ ‬الحجارة‭ ‬عام‭ ‬1987م،‭ ‬ومن‭ ‬هناك‭ ‬بدأ‭ ‬حراك‭ ‬شعبي‭ ‬فلسطيني‭ ‬بالحجارة‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الجيل‭ ‬الثاني‭ ‬الـ40‭ ‬سنة‭ ‬الحالية‭ ‬التي‭ ‬شهدت‭ ‬انتقال‭ ‬زمام‭ ‬المبادرة‭ ‬إلى‭ ‬يد‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬مرورا‭ ‬بانتفاضة‭ ‬الأقصى‭ ‬ثم‭ ‬الانسحاب‭ ‬من‭ ‬غزة‭ ‬والاجتياحات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬التي‭ ‬حدثت‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬التي‭ ‬جوبهت‭ ‬بمقاومة‭ ‬فلسطينية‭ ‬عنيفة‭ ‬كان‭ ‬منها‭ ‬‮«‬سيف‭ ‬القدس‮»‬‭ ‬و«طوفان‭ ‬الأقصى‮»‬‭ ‬اللتان‭ ‬أكدتا‭ ‬معادلة‭ ‬التحرير‭ ‬وأن‭ ‬ما‭ ‬أخذ‭ ‬بالقوة‭ ‬لا‭ ‬يسترد‭ ‬إلا‭ ‬بالقوة‭ ‬وأكدتا‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬انتهاك‭ ‬صهيوني‭ ‬بالقدس‭ ‬الشريف‭ ‬وأي‭ ‬استفزاز‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مدينة‭ ‬فلسطينية‭ ‬فالرد‭ ‬سيأتي‭ ‬من‭ ‬فصائل‭ ‬المقاومة‭ ‬التي‭ ‬سترد‭ ‬الصاع‭ ‬صاعين‭.‬

وهكذا‭ ‬تم‭ ‬تكريس‭ ‬سياسة‭ ‬العين‭ ‬بالعين‭ ‬والسن‭ ‬بالسن‭ ‬فكل‭ ‬ممارسة‭ ‬همجية‭ ‬من‭ ‬الاحتلال‭ ‬يأتي‭ ‬الرد‭ ‬بين‭ ‬عشية‭ ‬وضحاها‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬فلسطين‭ ‬في‭ ‬بقية‭ ‬المدن‭ ‬الفلسطينية‭ ‬التي‭ ‬طوقت‭ ‬الاحتلال‭ ‬بالفدائيين‭ ‬والمقاومين‭ ‬الأبطال،‭ ‬وقد‭ ‬تزايدت‭ ‬وتيرتها‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬والشهور‭ ‬الماضية،‭ ‬وشاهد‭ ‬العالم‭ ‬أن‭ ‬القدس‭ ‬تنتفض‭ ‬لنابلس‭ ‬وجنين‭ ‬وأن‭ ‬كوادر‭ ‬المقاومة‭ ‬باتت‭ ‬داخل‭ ‬عمق‭ ‬الكيان‭ ‬في‭ ‬أراضي‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬الـ48‭ ‬وهذه‭ ‬الكوادر‭ ‬المقاومة‭ ‬هي‭ ‬جذوة‭ ‬التحرير،‭ ‬وأن‭ ‬كل‭ ‬قطرة‭ ‬دماء‭ ‬وكل‭ ‬شهيد‭ ‬يعمد‭ ‬عليه‭ ‬مشروع‭ ‬التحرير‭ ‬العظيم‭ ‬في‭ ‬انتظار‭ ‬‮«‬الوعد‭ ‬الإلهي‮»‬‭.‬

إذن‭ ‬نحن‭ ‬أمام‭ ‬مشهد‭ ‬من‭ ‬القوة‭ ‬والمقاومة‭ ‬وصواريخ‭ ‬الشرف‭ ‬والكرامة‭ ‬ومسيرات‭ ‬الوعد‭ ‬الصادق‭ ‬التي‭ ‬زعزعت‭ ‬كيان‭ ‬العدو‭ ‬وأبناء‭ ‬فلسطين‭ ‬لا‭ ‬يضرهم‭ ‬من‭ ‬خذلهم‭ ‬فهم‭ ‬على‭ ‬يقين‭ ‬بأن‭ ‬دماء‭ ‬الشهداء‭ ‬والاعتماد‭ ‬على‭ ‬المقاومة‭ ‬هي‭ ‬الطريق‭ ‬الأوحد‭ ‬للتحرير،‭ ‬ولن‭ ‬يفيد‭ ‬الكيان‭ ‬المحتل‭ ‬الجدار‭ ‬العنصري‭ ‬ولا‭ ‬المستعمرات‭ ‬والتوسع‭ ‬الاستيطاني‭ ‬ولا‭ ‬القبب‭ ‬الحديدية‭ ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬شجر‭ ‬الغرقد‭ ‬عندما‭ ‬تحين‭ ‬لحظة‭ ‬الكرامة‭ ‬والمقاومة‭ ‬وعندما‭ ‬تنطلق‭ ‬صواريخ‭ ‬العزة‭ ‬عندها‭ ‬سيؤخذ‭ ‬بثأر‭ ‬المقدسين‭ ‬وبثأر‭ ‬أي‭ ‬استهداف‭ ‬صهيوني‭ (‬فَتًى‭ ‬يَخُوضُ‭ ‬غِمَارَ‭ ‬الحرْبِ‭ ‬مُبْتَسِماً‭. ‬وَيَنْثَنِي‭ ‬وَسِنَانُ‭ ‬الرُّمْحِ‭ ‬مُخْتَضِبُ‭) ‬من‭ ‬أمثال‭ ‬النابلسي‭ ‬وعلقم،‭ ‬فهناك‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬هؤلاء‭ ‬الشبان‭ ‬الذين‭ ‬نذروا‭ ‬أرواحهم‭ ‬فداء‭ ‬‮«‬لفلسطين‭ ‬واقسموا‭ ‬بالله‭ ‬والوطن‭ ‬أن‭ ‬تحرر‭ ‬بلادهم‭ ‬من‭ ‬النهر‭ ‬إلى‭ ‬البحر‭ ‬وما‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬الله‭ ‬بعزيز‭ ‬ويومئذ‭ ‬يفرح‭ ‬المؤمنون‭ ‬بنصر‭ ‬الله،‭ ‬فطوبى‭ ‬لكم‭ ‬أيها‭ ‬الأبطال‭ ‬لقد‭ ‬اصطفاكم‭ ‬الله‭ ‬لهذا‭ ‬الابتلاء‭ ‬العظيم،‭ ‬شعب‮»‬‭ ‬نصفه‭ ‬شهداء‭ ‬ونصفه‭ ‬الآخر‭ ‬مقاومون،‭ ‬أنتم‭ ‬اليوم‭ ‬تقدموا‭ ‬ملاحم‭ ‬الفداء‭ ‬والتحرير‭ ‬إن‭ ‬نصر‭ ‬الله‭ ‬قريب،‭ ‬الله‭ ‬أكبر‭ ‬والعزة‭ ‬لله‭ ‬ولرسوله‭ ‬وللمؤمنين‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا