كتبت زينب إسماعيل:
تصوير - محمد سرحان
منذ 35 عاما، وهو مستغرق في البحث عن الهوية البحرينية. تعلق بالموروث المحلي وتعلق به، لتتحول لوحاته إلى حالة بحرينية متطورة، لا تقف عند رمزية واحدة بل تتنوع الرموز ويظل الموضوع واحدا.
يقول الفنان التشكيلي، عمر الراشد: «أحببت الموروث المحلي. وبقيت طوال تلك السنين أجرب وأجرب حتى الوصول إلى مرحلة الإلمام بالموضوع. عاصرت جزءا من الفترات الزمنية الخاصة بالموروث الشعبي ولكنني لم أعاصر أجزاء أخرى. لم أنحصر في موضوع واحد مرتبط بالفترة التي عشتها، بل ذهبت أتنقل بين العصور عبر التاريخ».
قد ينغمس الراشد في العصور التاريخية القديمة، ليدخل في عصر الإمبراطورية الآشورية القديمة، والتي تغلغلت في الحضارة الدلمونية، ويستغرق في رمزيات تلك الأزمنة. يقول الفنان: «هو جزء زمني لا يتطرق له الفنان التشكيلي البحريني عادةً. استغرق البحث عن الموضوع وخلق رمزيات جديدة قرابة العامين». وستعرض اللوحات في معرض فني بالشراكة مع المصممة روان الحوسني، ابنة الراشد.
البيئة المحلية
تركيز الراشد على البيئة المحلية المحيطة، هو انعكاس لحياته اليومية وعواطفه ورومانسيته وعلاقاته الخاصة. في الوقت الذي ينتقد اتجاه بعض الفنانين التشكيليين المحليين إلى الاقتباس من الفنانين الغربيين دون الالتصاق بالبيئة المحلية، لكنه لا يعتبر الفن التشكيلي «مستنسخا» بل «تقليدا»، وهذا لا يمكن اعتباره خطئا، بل هو يقع ضمن مراحل التجريب بسبب ولع الفنان بأعمال فنان آخر. قد يكرر الألوان والأفكار لكن يبقى الموضوع واحدا. إلا أن كثرة التكرار في الساحة الفنية المحلية يخلق هواةً وليس محترفين، بحسب الراشد.
وشدد على أن بعض الفنانين الهواة يقيمون معارض فنية بعد أشهر قليلة من انخراطهم ضمن دورات تدريبية، ويختفون لاحقا عن الساحة الفنية.
ويبين الراشد «هناك فنانون شباب أيضا قد يسعرون لوحاتهم بأسعار خيالية. لا يمكن أن يتم تسعير اللوحة بسعر مرتفع بناء على خبرة فنية قصيرة. إذ إن السعر المرتفع يسقط الثقة بالفنان نفسه».
رمزيات الراشد
يدخل الراشد رموزا غير مألوفة ضمن لوحاته الفنية. رموز تتعلق بالموروث المحلي عينه، ولكنها غير اعتيادية، فقد تتحول السماء الزرقاء إلى حمراء، لتمنح جرأة أكبر وعنصرا أكثر حيوية.
لا يستغرق الراشد في رمزية واحدة يكررها في لوحاته. بل تختلف الرمزية من معرض فني شخصي لآخر. ولولعه باختلاف تلك الرمزيات، قدم حوالي 12 معرضا شخصيا طوال مسيرته الفنية التي تضم 35 عاما.
المرأة في لوحات الراشد عنصر رئيسي. تظهر دون عبايتها التقليدية السوداء، بل بملابسها التراثية الزاهية، وحليها الذهبية الضخمة. وقد يشاركها الرجل أحيانا كعنصر جاذب.
المدارس الفنية
يرفض الفنان الراشد فكرة تصنيف اللوحات الفنية طبقا لمدارس فنية، فهي الآن تخضع لفكرة جديدة مستحدثة، تسمى بالفن المعاصر، الذي يمزج أكثر من مدرسة فنية في لوحة واحدة، فقد يندمج البوب آرت مع الفن التركيبي مع الطباعة. اللوحة ليست فقط ألوان، بحسبه.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك