العدد : ١٦٩٩٠ - السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٩٠ - السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضـايــا وحـــوادث

التمييز ترسي مبدأ مهمّا.. توصية «الوساطة» غير ملزمة التنفيذ

الأحد ١٥ أكتوبر ٢٠٢٣ - 02:00

نقضت حكما بإلزام إحدى الوزارات سداد 164 ألف دينار لمقاول

أكدت أن عدم قبول طرفي النزاع نتيجة الوسيط لا يمنع اللجوء إلى القضاء


أرست‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬مبدأ‭ ‬قانونيا‭ ‬مهمّا‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬نظام‭ ‬التوفيق‭ ‬أو‭ ‬الوساطة‭ ‬ليس‭ ‬محكماً‭ ‬وليس‭ ‬له‭ ‬سلطة‭ ‬الفصل‭ ‬بحكم‭ ‬ملزم،‭ ‬إنما‭ ‬هو‭ ‬يعرض‭ ‬اقتراحات‭ ‬على‭ ‬طرفي‭ ‬التقاضي‭ ‬للتوفيق‭ ‬بين‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬كل‭ ‬منهما،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬له‭ ‬سلطة‭ ‬فرض‭ ‬أي‭ ‬تسوية‭ ‬عليهما‭ ‬وتنتهي‭ ‬مهمة‭ ‬الوسيط‭ ‬إذا‭ ‬نجح‭ ‬في‭ ‬مهمته‭ ‬بإبرام‭ ‬تسوية‭ ‬صلح‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬التسوية‭ ‬هي‭ ‬الملزمة‭ ‬لطرفيها‭ ‬بعد‭ ‬إبرامها،‭ ‬وإذا‭ ‬لم‭ ‬تتم‭ ‬تسوية‭ ‬الصلح‭ ‬فإن‭ ‬توصية‭ ‬الوسيط‭ ‬لا‭ ‬تمنع‭ ‬الطرفين‭ ‬من‭ ‬الالتجاء‭ ‬بشأن‭ ‬خلافهما‭ ‬إلى‭ ‬القضاء‭ ‬أو‭ ‬التحكيم‭ ‬وأن‭ ‬هذه‭ ‬القواعد‭ ‬العامة‭ ‬تتفق‭ ‬تماماً‭ ‬مع‭ ‬أحكام‭ ‬قانون‭ ‬الوساطة‭ ‬لتسوية‭ ‬المنازعات‭ ‬والصادر‭ ‬بالمرسوم‭ ‬بقانون‭ ‬رقم‭ ‬22‭ ‬لسنة‭ ‬2019‭.‬

جاء‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬حيثيات‭ ‬حكمها‭ ‬بنقض‭ ‬حكما‭ ‬ألزم‭ ‬احدى‭ ‬الوزارات‭ ‬الخدمية‭ ‬بسداد‭ ‬165‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬لصالح‭ ‬شركة‭ ‬مقاولات،‭ ‬وقضت‭ ‬بعدم‭ ‬قبول‭ ‬الدعوى‭ ‬التي‭ ‬رفعتها‭ ‬شركة‭ ‬المقاولات‭ ‬نظرا‭ ‬لوجود‭ ‬شرط‭ ‬التحكيم‭ ‬في‭ ‬العقد‭ ‬الموقع‭ ‬بين‭ ‬الطرفين‭ ‬والمتعلق‭ ‬بإجراء‭ ‬تحسينات‭ ‬بإحدى‭ ‬الطرق‭ ‬بتكلفة‭ ‬تقدر‭ ‬بـ2‭ ‬مليون‭ ‬دينار،‭ ‬حيث‭ ‬أكدت‭ ‬المحكمة‭ ‬ان‭ ‬لجوء‭ ‬الطرفين‭ ‬إلى‭ ‬نظام‭ ‬الوساطة‭ ‬لا‭ ‬يمنع‭ ‬اللجوء‭ ‬أيضا‭ ‬إلى‭ ‬شرط‭ ‬التحكيم‭ ‬الموقع‭ ‬في‭ ‬العقد‭ ‬بينهما‭ ‬طالما‭ ‬أن‭ ‬نتيجة‭ ‬الوسيط‭ ‬لم‭ ‬يرتض‭ ‬بها‭ ‬أحد‭ ‬أطراف‭ ‬النزاع،‭ ‬ولم‭ ‬تنته‭ ‬الوساطة‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬الخلاف‭ ‬القائم‭. ‬

وتعود‭ ‬تفاصيل‭ ‬الواقعة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬تعاقدت‭ ‬مع‭ ‬شركة‭ ‬مقاولات‭ ‬إجراء‭ ‬تحسينات‭ ‬على‭ ‬إحدى‭ ‬الطرق‭ ‬بقيمة‭ ‬جاوزت‭ ‬2‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬وبعد‭ ‬تنفيذ‭ ‬أعمال‭ ‬المقاولة‭ ‬نشب‭ ‬نزاع‭ ‬بينهما‭ ‬حول‭ ‬باقي‭ ‬مستحقات‭ ‬شركة‭ ‬المقاولات‭ ‬التي‭ ‬اقترحت‭ ‬تعيين‭ ‬طرف‭ ‬ثالث‭ ‬كوسيط‭ ‬لحل‭ ‬النزاع‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬تقريره‭ ‬أو‭ ‬توصيته‭ ‬نهائية‭ ‬وملزمة‭ ‬للجانبين،‭ ‬حيث‭ ‬باشر‭ ‬الوسيط‭ ‬مهمته‭ ‬منتهياً‭ ‬إلى‭ ‬نتيجة‭ ‬استحقاقها‭ ‬مبلغ‭ ‬164‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬لها‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬امتنعت‭ ‬عن‭ ‬الوفاء،‭ ‬فلجأت‭ ‬الشركة‭ ‬إلى‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬التي‭ ‬قضت‭ ‬بإلزام‭ ‬الوزارة‭ ‬سداد‭ ‬المبلغ‭ ‬وأيدت‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬الحكم،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬طعنت‭ ‬على‭ ‬الحكم‭ ‬أمام‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭.‬

وأوضحت‭ ‬الوزارة‭ ‬في‭ ‬أسباب‭ ‬طعنها‭ ‬على‭ ‬الحكم‭ ‬المطعون‭ ‬كونه‭ ‬التفت‭ ‬عن‭ ‬شرط‭ ‬التحكيم‭ ‬الوارد‭ ‬بعقد‭ ‬المقاولة‭ ‬مع‭ ‬شركة‭ ‬المقاولات‭ ‬واعتبار‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬التوفيق‭ ‬والوساطة‭ ‬بمثابة‭ ‬تنازل‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬الشرط،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬العقد‭ ‬الموقع‭ ‬بينهما‭ ‬نص‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬فشلت‭ ‬الوساطة‭ ‬أو‭ ‬التوفيق‭ ‬لأي‭ ‬من‭ ‬الطرفين‭ ‬يتم‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬هيئة‭ ‬التحكيم،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬اتجهت‭ ‬إليه‭ ‬إرادتهما‭ ‬معاً،‭ ‬وأن‭ ‬آلية‭ ‬الوساطة‭ ‬وسيلة‭ ‬غير‭ ‬ملزمة‭ ‬لفضّ‭ ‬النزاعات‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬أن‭ ‬المرسوم‭ ‬بقانون‭ ‬رقم‭ ‬22‭ ‬لسنة‭ ‬2019‭ ‬المنظم‭ ‬للوساطة‭ ‬لا‭ ‬ينطبق‭ ‬على‭ ‬النزاع‭ ‬بينهما‭.. ‬حيث‭ ‬قالت‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬النعي‭ ‬في‭ ‬محله‭ ‬لأن‭ ‬نظام‭ ‬التوفيق‭ ‬أو‭ ‬الوساطة‭ ‬يرمي‭ ‬إلى‭ ‬تدخل‭ ‬شخص‭ ‬ثالث‭ ‬من‭ ‬الغير‭ ‬للتقريب‭ ‬بين‭ ‬الطرفين‭ ‬للتوصل‭ ‬إلى‭ ‬صلح‭ ‬أو‭ ‬تسوية‭ ‬ودية‭ ‬بينهما،‭ ‬وهذا‭ ‬الشخص‭ ‬ليس‭ ‬محكماً‭ ‬إذ‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬سلطة‭ ‬الفصل‭ ‬في‭ ‬النزاع‭ ‬بحكم‭ ‬ملزم،‭ ‬إنما‭ ‬هو‭ ‬يعرض‭ ‬اقتراحات‭ ‬على‭ ‬الطرفين‭ ‬للتوفيق‭ ‬بين‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬كل‭ ‬منهما،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬له‭ ‬سلطة‭ ‬فرض‭ ‬أي‭ ‬تسوية‭ ‬عليهما،‭ ‬وتنتهي‭ ‬مهمة‭ ‬الوسيط‭ ‬إذا‭ ‬نجح‭ ‬في‭ ‬مهمته‭ ‬بإبرام‭ ‬الطرفين‭ ‬تسوية‭ ‬صلح‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬التسوية‭ ‬هي‭ ‬الملزمة‭ ‬لطرفيها‭ ‬بعد‭ ‬إبرامها‭ ‬وإذا‭ ‬لم‭ ‬تتم‭ ‬تسوية‭ ‬الصلح‭ ‬فإن‭ ‬توصية‭ ‬الوسيط‭ ‬لا‭ ‬تمنع‭ ‬الطرفين‭ ‬من‭ ‬الالتجاء‭ ‬بشأن‭ ‬خلافهما‭ ‬إلى‭ ‬القضاء‭ ‬أو‭ ‬التحكيم‭ ‬بحسب‭ ‬الأحوال‭ ‬وهذه‭ ‬القواعد‭ ‬العامة‭ ‬تتفق‭ ‬تماماً‭ ‬مع‭ ‬أحكام‭ ‬قانون‭ ‬الوساطة‭ ‬لتسوية‭ ‬المنازعات‭ ‬والصادر‭ ‬بالمرسوم‭ ‬بقانون‭ ‬رقم‭ ‬22‭ ‬لسنة‭ ‬2019‭.‬

وأضافت‭ ‬أن‭ ‬اتفاق‭ ‬الطرفين‭ ‬على‭ ‬اللجوء‭ ‬أولاً‭ ‬إلى‭ ‬التوفيق‭ ‬أو‭ ‬الوساطة،‭ ‬ثم‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬التحكيم‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يرتض‭ ‬أحد‭ ‬الطرفين‭ ‬ما‭ ‬ينتهي‭ ‬إليه‭ ‬الوسيط‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬الاتفاق‭ ‬يلزم‭ ‬الطرفي،‭ ‬كما‭ ‬يلزم‭ ‬هيئة‭ ‬التحكيم‭ ‬بحيث‭ ‬إنه‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬لأي‭ ‬طرف‭ ‬اللجوء‭ ‬مباشرة‭ ‬إلى‭ ‬التحكيم‭ ‬قبل‭ ‬استنفاد‭ ‬وسيلة‭ ‬التوفيق،‭ ‬لما‭ ‬كان‭ ‬ذلك،‭ ‬وكان‭ ‬البيّن‭ ‬من‭ ‬عقد‭ ‬المقاولة‭ ‬المبرم‭ ‬بين‭ ‬طرفي‭ ‬التداعي‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬تضمن‭ ‬العقد‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬نشوء‭ ‬أي‭ ‬نزاع‭ ‬بين‭ ‬رب‭ ‬العمل‭ ‬والمقاول‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالعقد‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يحال‭ ‬ليتم‭ ‬حله‭ ‬بواسطة‭ ‬المهندس،‭ ‬وأنه‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬فشل‭ ‬المهندس‭ ‬في‭ ‬إعطاء‭ ‬قراره‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬عدم‭ ‬قناعة‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬صاحب‭ ‬العمل‭ ‬أو‭ ‬المقاول‭ ‬بقرار‭ ‬المهندس،‭ ‬فإنه‭ ‬طبقاً‭ ‬لملحق‭ ‬العطاء‭ ‬والذي‭ ‬يعتبر‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬عقد‭ ‬المقاولة‭ ‬المبرم‭ ‬بين‭ ‬الطرفين‭ ‬يجوز‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬الطرفين‭ ‬بعد‭ ‬مدة‭ ‬معينة‭ ‬من‭ ‬فشل‭ ‬الوساطة‭ ‬أو‭ ‬التوفيق‭ ‬أن‭ ‬يطلب‭ ‬إحالة‭ ‬المسألة‭ ‬إلى‭ ‬هيئة‭ ‬التحكيم‭ ‬المنصوص‭ ‬على‭ ‬كيفية‭ ‬تشكيلها‭ ‬في‭ ‬العقد‭.‬

وأكدت‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬حيثيات‭ ‬حكمها‭ ‬أن‭ ‬اتفاق‭ ‬الطرفين‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تقييم‭ ‬الوسيط‭ ‬أو‭ ‬توصيته‭ ‬التي‭ ‬سينتهي‭ ‬إليها‭ ‬تكون‭ ‬نهائية‭ ‬وملزمة‭ ‬لكليهما‭ ‬لا‭ ‬يعدّ‭ ‬تنازلاً‭ ‬ضمنياً‭ ‬عن‭ ‬شرط‭ ‬التحكيم‭ ‬المنصوص‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬عقد‭ ‬المقاولة‭ ‬طالما‭ ‬أن‭ ‬توصية‭ ‬الوسيط‭ ‬لم‭ ‬يعقبها‭ ‬إبرام‭ ‬تسوية‭ ‬بالصلح‭ ‬بين‭ ‬الطرفين،‭ ‬ويبقي‭ ‬النزاع‭ ‬برمّته‭ ‬عالقاً‭ ‬أمام‭ ‬سلطة‭ ‬الحكم‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬التوصية‭ ‬لا‭ ‬تصلح‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬سنداً‭ ‬للتنفيذ‭ ‬الجبري‭ ‬بمقتضاها،‭ ‬وحيث‭ ‬إن‭ ‬الطعن‭ ‬صالح‭ ‬للفصل‭ ‬فيه،‭ ‬فلهذه‭ ‬الأسباب‭ ‬حكمت‭ ‬المحكمة‭ ‬بقبول‭ ‬الطعن‭ ‬شكلاً‭ ‬وفي‭ ‬الموضوع‭ ‬بنقض‭ ‬الحكم‭ ‬المطعون‭ ‬فيه،‭ ‬وحكمت‭ ‬في‭ ‬موضوع‭ ‬الاستئناف‭ ‬بإلغاء‭ ‬الحكم‭ ‬المستأنف‭ ‬والقضاء‭ ‬مجدداً‭ ‬بعدم‭ ‬سماع‭ ‬الدعوى‭ ‬لوجود‭ ‬شرط‭ ‬التحكيم‭ ‬وألزمت‭ ‬المطعون‭ ‬ضدها‭ ‬مصروفات‭ ‬الطعن‭ ‬بالتمييز‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا