حاوره: علي ميرزا
من خلال تفاصيل الحديث الذي أدلى به رئيس مجلس إدارة نادي سار حكمنا الدولي للكرة الطائرة عباس عبدالرضا للملحق الرياضي في «أخبار الخليج» تأكد لنا للمرة المليون أن البطولات والألقاب والإنجازات لا تأتي من فراغ أو بضربة حظ، وإنما يسبقها رؤى واضحة واستراتيجية عمل مدروسة تبدأ من تحت وليس على طريقة الهرم المقلوب، وأناس وضعوا أنفسهم رهن المسؤولية لترك بصمة لهم عبر العمل الجاد والمضاعف سعيا للحفر في الصخر.. نرى أن العمل الإداري الذي يقوم به نادي سار حتى لو كان يتعلق باحتضان لعبة واحدة ممثلة في لعبة تنس الطاولة، يستحق هذا العمل التوقف عنده، والاستفادة من مخرجاته، حديث ممتع وشيق مع رئيس نادي سار.
} عندما يدور الحديث عن لعبة تنس الطاولة لا يمكن ألا تتوقف عند نادي سار في هذا الشأن.. هل بات النادي يمثل مدرسة قائمة بذاتها في هذه اللعبة؟ وكيف؟
- أصبح نادي سار بحمد الله رقما صعبا في كرة الطاولة البحرينية، وهذا يعود للعمل المتواصل خلال سنين كثيرة مضت، وجهود مخلصة من أبناء سار ممثلا في مجالس الإدارات المختلفة، وأنهم في الإدارة الحالية يعملون على مواصلة المسيرة، والحرص على وضع اسم سار في المقدمة دائما.
ولفت رئيس نادي سار إلى أنهم وضعوا خطة استراتيجية لخمس سنوات قادمة، والهدف منها صناعة أبطال للمستقبل، ولله الحمد فقد تحققت الخطوة الأولى عبر الحصول على بطولة خالد بن حمد لجيل الذهب، ولا شك أن إبقاء اسم سار مرتبطا بكرة الطاولة يحتاج لمجهودات مضاعفة، وهو ما يسعون إليه دائما، ومن خلال العمل الجاد والممنهج يستطيعون أن يجعلوا من النادي مدرسة في لعبة كرة الطاولة على حد تعبيره.
} استقطاب مدرب محترف مصري الجنسية للإشراف عن الفئات العمرية «القاعدة» ماذا يعني ذلك؟ ولماذا اتجهتم إلى المدرسة المصرية وليس إلى شرق آسيا على سبيل المثال؟
- وقال إن وضع الثقة في الكابتن حسام «مصري» جاء وفق خطة واستراتيجية تم وضعها من قبل مجلس الإدارة، إذ يرون بأنه من الضروري بمكان ولضمان استمرار نادي سار في الريادة، ينبغي أن يكون هناك اهتمام خاص بقطاع الفئات العمرية، ونظرا للخبرة الكبيرة التي يتمتع بها الكابتن حسام، زد على ذلك قربه من بيئة البلد نظرا للفترة التي أمضاها مدربا للفئات العمرية بالاتحاد البحريني لكرة الطاولة، وهو ما أخذهم إلى اتخاذ قرار بالتعاقد معه.
وأوضح أنهم آثروا أن يكون المدرب المسؤول عن قطاع الفئات من المدرسة المصرية على اعتبار أن الأخيرة تعد الأبرز عربيا على مستوى اللعبة من جهة، ومن جهة أخرى سهولة التواصل مع اللاعبين من ناحية التحدث باللغة نفسها، وهذا من شأنه يوفر تواصلا بأفضل صورة ممكنة، وهذا ما يحتاجه اللاعبون في هذا العمر بحسب توضيحه.
واعتبر عباس عبد الرضا بأن الاستقرار الفني يعد من ضمن الاستراتيجية المشار إليها سلفا لتطوير اللعبة، وتأسيس اللاعب في كرة الطاولة من البداية بشكل صحيح، ومن هذا المنطلق –والكلمة لرئيس سار– كان الكابتن حسام الخيار الأمثل بالنسبة لهم عطفا على تجربته وخبرته الكبيرة، إذا ما أخذ بعين الاعتبار أن المدرسة المصرية معروفة، وتعد الأولى على مستوى القارة الأفريقية والوطن العربي.
وتوقف عند مدرسة شرق آسيا للعبة ووصفها بأنها غنية عن التعريف، غير أن هناك عوامل تقف حجر عثرة وتحول دون استقطاب مدرب من بلدانها منها اللغة، وصعوبة الحصول على الموافقات من قبل الاتحادات المعنية لجلب المدربين.
} عباس عبد الرضا حكم دولي للكرة الطائرة ولكنه رئيس جهاز لعبة تنس الطاولة في ناديه.. ما الأسباب التي دفعتك لتولي مسؤولية اللعبة؟
- ويرى أن لعبة كرة الطاولة من الرياضات الأولى التي مارسها في بداية حياته العمرية، وارتبط بها ارتباطا قويا، وسبق له أن ترأس جهاز اللعبة خلال 2007 إلى 2009، وكان عضوا بمجلس إدارة الاتحاد البحريني للعبة 2009-2010.
} هل وجودك على كرسي رئاسة النادي جعلك قريبا من هموم واحتياجات اللعبة، ومن ثم تسهل مأموريتها؟ وكيف؟
- وأشار إلى أنه عندما يكون المسؤول على رأس الهرم فهذا يجعله قريبا من الجميع من لاعبين ومدربين والاتحاد وحتى الجمهور أيضا، وشبكة الاتصال هذه تتيح لك الفرصة لحل المشاكل وتوفير الاحتياجات المطلوبة وتسهيل العقبات على حد قوله.
} هل تعتمدون في الصرف على اللعبة من المردود المالي الذي تحصلون عليه من الجهات الرسمية، أم لديكم مواردكم الخاصة من استثمار «وسبونسر»؟
- وقال بأن الجميع على دراية بأن الميزانيات المخصصة للعبة كرة الطاولة تراجعت في السنوات الماضية عبر تقليصها بنسب كبيرة، مما جعلها لا تفي بالحاجة لتغطية مصروفات اللعبة التي وصفها بالباهظة في ظل تضخم الأسعار وخاصة كرة الطاولة لذلك بحسب قوله اتجهوا إلى الاستثمار وتقليل المصاريف، وأنهم يسيرون وفق خطة مالية مدروسة سعيا إلى تنوع مصادر الدخل، وقطعوا في هذا الشأن شوطا كبيرا كما قال.
} كيف هي علاقتكم باتحاد التنس؟ وهل يدعم مسيرتكم ومشاركاتكم الخارجية؟
- وصف العلاقة بأكثر من طيبة بين ناديه والاتحاد، وأرجع ذلك إلى حكمة الشيخة حياة بنت عبد العزيز آل خليفة التي تلعب دورا كبيرا على توطيد العلاقات بين الاتحاد ومختلف الأندية، لافتا إلى أن ناديه قريب دائما من الاتحاد عبر الاجتماعات الدورية على مختلف الصعد، والتعاون في مختلف المجالات، ولم يتمالك عباس عبد الرضا من تقديم الشكر لرئيسة الاتحاد على دعمها المستمر والمتواصل للنادي، وتذليل كل الصعوبات التي من شأنها تواجه النادي خلال المشاركات الداخلية أو الخارجية، أما بشأن الدعم في المشاركات الخارجية فالهيئة العامة للرياضة بقيادة سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة و توجيهاته السديدة لدعم الأندية البحرينية في المشاركات الخارجية فهي حاضرة بقوة، ولا ننسى دور الدكتور عبدالرحمن عسكر الرئيس التنفيذي للهيئة ومتابعته المستمرة للمشاركات الخارجية للنادي وتقديم كل أشكال الدعم.
} هل يمكن أن تطمئن المتابعين على مستقبل اللعبة في النادي؟ وهل تتعاملون باحترافية مع اللعب
- وأكد بأن مستقبل النادي بخير على مستوى لعبة تنس الطاولة، وما الحصول على البطولة الأخيرة لجيل الذهب، وحصول لاعب النادي والمنتخب السيد ناصر علوي على بطولة العرب تحت 11 عاما والتي أقيمت في الصيف الماضي، ووصول أكثر من لاعب في منافسات الفردي والزوجي الي مراكز متقدمة في مشاركتهم مع المنتخب إلا تأكيد على ما يقوله، وأنهم يسعون للوصول الي الاحترافية في اللعبة، رغم ما يحتاجه هذا إلى المزيد من الوقت والجهد ومصادر دخل كبيرة، ويتطلعون في هذا الشأن إلى تدخل القطاع الخاص والمساهمة في دعم النادي.
وأضاف بأنهم في النادي كمسؤولين يسعون دائما لتهيئة كل أسباب النجاح، وخلق بيئة حاضنة للأبطال، وتبقى مسألة استمرارية النادي في الريادة خاضعة لمبدأ الشراكة المجتمعية من خلال ثقة المجتمع وتضافر جهودهم مع مجلس الإدارة لضمان استمرارية هذه الإنجازات.
} هل لديكم ألعاب أخرى تزاحم لعبة تنس الطاولة أم أن الأخيرة هي اللعبة الوحيدة التي يتنفسها أبناء منطقة سار؟
- وأفاد بأن لعبة كرة القدم للصالات كان لها حضور من المزاولة في النادي، وحققوا على مدار عامين متتالين المركز الاول في بطولة الدوري والكأس، غير أن هذه اللعبة بحسب قوله لا تحظى بالدعم الكافي للاستمرارية، ومتى لمسوا الاهتمام الحقيقي بهذه اللعبة والتقدير للإنجازات والجهود التي يبذلها النادي في دعم هذه اللعبة فإن هناك تجاوبا آخر.
} أنت رئيس النادي ورئيس جهاز اللعبة وحكم دولي للكرة الطائرة فضلا عن وظيفتك الرسمية ومسؤوليتك الأسرية.. أليس كل ذلك يشكل ضغوطا وربكة ومسؤولية على عباس عبد الرضا؟ وكيف توفق بين كل ذلك؟
- ويرى من زاويته متى ما كان العمل يسير وفق أسس تنظيمية، وإعطاء كل جانب وقته المخصص، وبذل الجهد المضاعف، سيوفر لك هذا الوقت للإبداع والنجاح، ولفت إلى أن هناك ضغوطا وصفها بالكثيرة، ولكن ما يخفف من وطأتها هو حب العمل التطوعي، وخدمة المجتمع، وتشجيع الأهل والأصدقاء ومساندتهم لك عوامل من شأنها تساعدك على إنجاح العمل، زد على ذلك حبك النابع من الداخل للعمل الذي تقوم به يساعدك على التخلص من الضغوط وعدم الوقوع في مطب الإرباك.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك