العدد : ١٦٩٩٢ - الاثنين ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٩٢ - الاثنين ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

بيان مصري عن قمة السلام.. ضرورة وقف الحرب والسعي إلى إقامة دولة فلسطينية قمة القاهرة تحذر من مخاطر امتداد رقعة الصراع إلى مناطق أخرى في المنطقة

الأحد ٢٢ أكتوبر ٢٠٢٣ - 02:00

‭(‬العربية‭ ‬نت‭ /‬الوكالات‭): ‬أكدت‭ ‬رئاسة‭ ‬مصر‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬حول‭ ‬قمة‭ ‬القاهرة‭ ‬للسلام‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬وقف‭ ‬الحرب‭ ‬الدائرة‭ ‬التي‭ ‬راح‭ ‬ضحيتها‭ ‬آلاف‭ ‬المدنيين‭ ‬الأبرياء‭ ‬على‭ ‬الجانبين‭ ‬الفلسطيني‭ ‬والإسرائيلي‭.‬

وطالبت‭ ‬مصر‭ ‬باحترام‭ ‬قواعد‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬والقانون‭ ‬الدولي‭ ‬الإنساني،‭ ‬مؤكدة‭ ‬الأهمية‭ ‬القصوى‭ ‬لحماية‭ ‬المدنيين،‭ ‬وعدم‭ ‬تعريضهم‭ ‬للمخاطر‭ ‬والتهديدات،‭ ‬وإعطاء‭ ‬أولوية‭ ‬خاصة‭ ‬لنفاذ‭ ‬وضمان‭ ‬تدفق‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬والإغاثية‭ ‬وإيصالها‭ ‬إلى‭ ‬مستحقيها‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭.‬

وحذر‭ ‬بيان‭ ‬مصر‭ ‬حول‭ ‬القمة‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬امتداد‭ ‬رقعة‭ ‬الصراع‭ ‬الحالي‭ ‬إلى‭ ‬مناطق‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬الإقليم‭.‬

وقال‭ ‬البيان‭ ‬إنه‭ ‬وبدعوة‭ ‬من‭ ‬مصر،‭ ‬اجتمع‭ ‬في‭ ‬القاهرة‭ ‬أمس‭ ‬قادة‭ ‬ورؤساء‭ ‬حكومات‭ ‬ومبعوثو‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية،‭ ‬للتشاور‭ ‬والنظر‭ ‬في‭ ‬سبل‭ ‬الدفع‭ ‬بجهود‭ ‬احتواء‭ ‬الأزمة‭ ‬المتفاقمة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬وخفض‭ ‬التصعيد‭ ‬العسكري‭ ‬بين‭ ‬الجانبين‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬والفلسطيني‭.‬

وسعت‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دعوتها‭ ‬لهذه‭ ‬القمة،‭ ‬إلى‭ ‬بناء‭ ‬توافق‭ ‬دولي‭ ‬عابر‭ ‬للثقافات‭ ‬والأجناس‭ ‬والأديان‭ ‬والمواقف‭ ‬السياسية‮…‬‭ ‬محوره‭ ‬قيم‭ ‬الإنسانية‭ ‬وضميرها‭ ‬الجمعي‭ ‬ينبذ‭ ‬العنف‭ ‬والإرهاب‭ ‬وقتل‭ ‬النفس‭ ‬بغير‭ ‬حق‭.‬

وتابع‭ ‬البيان‭ ‬إن‭ ‬مصر‭ ‬تطلعت‭ ‬أيضاً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يطلق‭ ‬المشاركون‭ ‬نداءً‭ ‬عالمياً‭ ‬للسلام‭ ‬يتوافقون‭ ‬فيه‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬إعادة‭ ‬تقييم‭ ‬نمط‭ ‬التعامل‭ ‬الدولي‭ ‬مع‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭. ‬وبحيث‭ ‬يتم‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬رحم‭ ‬الأزمة‭ ‬الراهنة‭ ‬بروح‭ ‬وإرادة‭ ‬سياسية‭ ‬جديدة‭ ‬تمهد‭ ‬الطريق‭ ‬لإطلاق‭ ‬عملية‭ ‬سلام‭ ‬حقيقية‭ ‬وجادة‭.‬

وطالب‭ ‬البيان‭ ‬أن‭ ‬يفضي‭ ‬ذلك‭ ‬خلال‭ ‬أمد‭ ‬قريب‭ ‬ومنظور‭ ‬إلى‭ ‬إقامة‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المستقلة‭ ‬على‭ ‬حدود‭ ‬يونيو‭ ‬1967‭ ‬وعاصمتها‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية‭.‬

وأكد‭ ‬البيان‭ ‬أن‭ ‬المشهد‭ ‬الدولي‭ ‬عبر‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬كشف‭ ‬عن‭ ‬قصور‭ ‬جسيم‭ ‬في‭ ‬إيجاد‭ ‬حل‭ ‬عادل‭ ‬ودائم‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬لكونه‭ ‬سعى‭ ‬لإدارة‭ ‬الصراع‭ ‬وليس‭ ‬إنهاءه‭ ‬بشكل‭ ‬دائم،‭ ‬كما‭ ‬اكتفى‭ ‬بطرح‭ ‬حلول‭ ‬مؤقتة‭ ‬ومُسكنات‭ ‬لا‭ ‬ترقى‭ ‬لأدنى‭ ‬تطلعات‭ ‬شعب‭ ‬عانى‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬80‭ ‬عاماً‭ ‬من‭ ‬الاحتلال‭ ‬الأجنبي‭ ‬ومحاولات‭ ‬طمس‭ ‬الهوية‭ ‬وفقدان‭ ‬الأمل‭.‬

وأكد‭ ‬البيان‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬لن‭ ‬تألو‭ ‬جهداً‭ ‬في‭ ‬استمرار‭ ‬العمل‭ ‬مع‭ ‬جميع‭ ‬الشركاء‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬التي‭ ‬دعت‭ ‬إلى‭ ‬عقد‭ ‬هذه‭ ‬القمة‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬الصعاب‭ ‬أو‭ ‬طال‭ ‬أمد‭ ‬الصراع‭. ‬وسوف‭ ‬تحافظ‭ ‬مصر‭ ‬دوماً‭ ‬على‭ ‬موقفها‭ ‬الراسخ‭ ‬الداعم‭ ‬للحقوق‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬والمؤمن‭ ‬بالسلام‭ ‬كخيار‭ ‬استراتيجي‭ ‬لا‭ ‬حياد‭ ‬أو‭ ‬تراجع‭ ‬عنه،‭ ‬حتى‭ ‬تتحقق‭ ‬رؤية‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والإسرائيلية،‭ ‬اللتين‭ ‬تعيشان‭ ‬إلى‭ ‬جوار‭ ‬بعضهما‭ ‬في‭ ‬سلام‭.‬

وكان‭ ‬الرئيس‭ ‬المصري‭ ‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬السيسي‭ ‬قال‭ ‬في‭ ‬افتتاح‭ ‬القمة‭ ‬‮«‬نحن‭ ‬أمام‭ ‬أزمة‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬تتطلب‭ ‬الانتباه‭ ‬الكامل‭ ‬للحيلولة‭ ‬دون‭ ‬اتساع‭ ‬رقعة‭ ‬الصراع‭ ‬بما‭ ‬يهدد‭ ‬استقرار‭ ‬المنطقة‭.. ‬لذلك‭ ‬وجهت‭ ‬لكم‭ ‬الدعوة‭ ‬اليوم‮»‬‭. ‬

وطالب‭ ‬بـ«الوقف‭ ‬الفوري‭ ‬للحرب‭ ‬والتوافق‭ ‬على‭ ‬خارطة‭ ‬طريق‭ ‬تستهدف‭ ‬إنهاء‭ ‬المأساة‭ ‬الإنسانية‭ ‬الحالية‮»‬‭. ‬

وكرّر‭ ‬الرئيس‭ ‬المصري‭ ‬خلال‭ ‬الأيام‭ ‬الماضية‭ ‬رفضه‭ ‬تهجير‭ ‬فلسطينيين‭ ‬من‭ ‬القطاع‭ ‬المحاصر‭ ‬إلى‭ ‬سيناء‭ ‬والأراضي‭ ‬المصرية،‭ ‬محذّرا‭ ‬من‭ ‬‮«‬تصفية‮»‬‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭. ‬

وجدد‭ ‬تحذيره‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬الامس‭ ‬وقال‭ ‬‮«‬إن‭ ‬تصفية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬دون‭ ‬حل‭ ‬عادل،‭ ‬لن‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الأحوال‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬مصر‭ ‬أبدا‮»‬‭. ‬

إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬أكد‭ ‬رئيس‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬محمود‭ ‬عباس‭ ‬الذي‭ ‬يشارك‭ ‬في‭ ‬القمة‭ ‬على‭ ‬رفض‭ ‬تهجير‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وشدّد‭ ‬‮«‬لن‭ ‬نرحل‭.. ‬لن‭ ‬نرحل‭ ‬وسنبقى‭ ‬صامدين‭ ‬في‭ ‬أرضنا‮»‬‭. ‬

إلى‭ ‬ذلك‭ ‬طالب‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬السعودي‭ ‬فيصل‭ ‬بن‭ ‬فرحان‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬بـ«الضغط‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭ ‬لوقف‭ ‬الحصار‭ ‬والعمليات‭ ‬العسكرية‮»‬،‭ ‬وقال‭ ‬‮«‬نعبر‭ ‬عن‭ ‬خيبة‭ ‬أملنا‭ ‬من‭ ‬عجز‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬عن‭ ‬اتخاذ‭ ‬موقف‭ ‬حيال‭ ‬الأزمة‭ ‬الحالية‭ ‬حتى‭ ‬الآن‮»‬‭. ‬

وفي‭ ‬السياق‭ ‬نفسه‭ ‬طالب‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لجامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬أحمد‭ ‬أبو‭ ‬الغيط‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬فورى‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭ ‬ووضع‭ ‬حد‭ ‬للقصف‭ ‬الوحشي‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬ضد‭ ‬أهالي‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬من‭ ‬المدنيين‮»‬‭. ‬

كما‭ ‬أكد‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬أنطونيو‭ ‬جوتيريش‭ ‬خلال‭ ‬القمة‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬حان‭ ‬الوقت‭ ‬لإنهاء‭ ‬هذا‭ ‬الكابوس‭ ‬المروع‮»‬،‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬الحرب‭ ‬بين‭ ‬حركة‭ ‬حماس‭ ‬وإسرائيل‭ ‬التي‭ ‬دخلت‭ ‬أسبوعها‭ ‬الثالث‭. ‬

وحض‭ ‬جوتيريش‭ ‬الطرفين‭ ‬على‭ ‬‮«‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬لأسباب‭ ‬إنسانية‮»‬،‭ ‬وطالب‭ ‬بـ«استمرار‭ ‬وعدم‭ ‬تقييد‮»‬‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬المرسلة‭ ‬إلى‭ ‬سكان‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬المحاصر‭.  ‬

وقال‭ ‬جوتيريش‭ ‬إن‭ ‬‮«‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬هو‭ ‬الأساس‭ ‬الواقعي‭ ‬الوحيد‭ ‬للسلام‭ ‬والاستقرار‭ ‬حان‭ ‬الوقت‭ ‬للعمل‭ ‬لإنهاء‭ ‬هذا‭ ‬الكابوس‭ ‬المروع‭ ‬والعمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬بناء‭ ‬مستقبل‭ ‬يليق‭ ‬بأحلام‭ ‬أطفال‭ ‬فلسطين‭ ‬وإسرائيل‮»‬‭. ‬

كما‭ ‬طالبت‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬الإيطالية‭ ‬جورجيا‭ ‬ميلوني‭ ‬بـ«تجنب‭ ‬تصعيد‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة،‭ ‬لتجنب‭ ‬فقدان‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬العواقب‮»‬‭. ‬

وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬‮«‬استئناف‭ ‬المبادرة‭ ‬السياسية‭ ‬لحل‭ ‬بنيوي‭ ‬للأزمة‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬إقامة‭ ‬دولتين‮»‬‭. ‬

وفي‭ ‬السياق‭ ‬نفسه،‭ ‬أكدت‭ ‬وزيرة‭ ‬الخارجية‭ ‬الكندية‭ ‬ميلاني‭ ‬جولي‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬السبت‭ ‬‮«‬حق‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬مصيرهم‭ ‬والذي‭ ‬يشمل‭ ‬حل‭ ‬إقامة‭ ‬دولتين‮»‬‭. ‬

ووافقت‭ ‬البلدان‭ ‬العربية‭ ‬الممثلة‭ ‬في‭ ‬القمة‭ ‬على‭ ‬البيان‭ ‬المصري،‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬أفاد‭ ‬دبلوماسيون‭ ‬عرب‭ ‬وكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس،‭ ‬فيما‭ ‬‮«‬أراد‭ ‬الغرب‭ ‬إدانة‭ ‬واضحة‭ ‬لحماس‭ ‬وتحميلها‭ ‬مسؤولية‭ ‬التصعيد،‭ ‬وإطلاق‭ ‬سراح‭ ‬المختطفين‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الحركة‮»‬،‭ ‬وفق‭ ‬المصادر‭ ‬نفسها،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬حال‭ ‬دون‭ ‬صدور‭ ‬بيان‭ ‬ختامي‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا