التدخل الجراحي هو الحجر الأساس في علاج سرطان الثدي
أورام الثدي مقلقة لأنها يمكن أن تكون مؤشرًا على الإصابة بسرطان الثدي، والذي يتكون عندما تبدأ خلايا الثدي في النمو بشكل لا يمكن السيطرة عليه، ما يؤدى إلى ظهور الورم، ولكن ليست كل أورام الثدي سرطانية، كما أن سرطانات الثدي قد تظهر بأكثر من صورة نكتشفها بالفحص الذاتي المبكر للثدي
حاورنا الدكتورة أمل الريس استشاري الجراحة العامة والأورام وجراحة الثدي بمستشفى الكندي
وبدأت حديثها مشيرة إلى ارتفاع نسب الإصابة في مملكة البحرين بحسب ما اعتمد من (cancer registry) التابع لوزارة الصحة في البحرين وبالتعاون مع المركز الخليجي لمكافحة السرطان التابع لمجلس التعاون الخليجي، وأضافت أن آخر الإحصاءات أظهرت أن نسبة الإصابة بسرطان الثدي في البحرين 60 حالة لكل 100 ألف نسمة
وتعد نسبة عالية جدا بالمقارنة بمثيلاتها في دول الخليج العربي.
ومن المطمئن أن الفحص والكشف المبكر قلل من حدوث الوفيات المتعلقة بسرطان الثدي، وفيما يتعلق بعدد الحالات فإن عدد الحالات في تزايد.
ويرجع تزايد عدد الحالات لمجموعة من العوامل منها أن سرطان الثدي هو الأكثر شيوعا لدى النساء في الخليج العربي وكما هو الحال في معظم دول العالم وتعتبر البحرين ضمن الدول التي تسجل أعلى الإصابات وتحتل المركز الثاني عربيا بعد لبنان من حيث عدد الحالات المشخصة وذلك حتى وقت قريب. حيث أعلن سجل السرطان في دولة الكويت تسجيله أعلى عدد إصابات في العام المنصرم.
*لماذا النساء هن الأكثر عرضة للإصابة عن الرجال؟
-هناك ثلاثة عوامل اختطار تعتبر الأهم وللأسف غير قابلة للتغيير يأتي على رأسها الجنس الأنثوي، التقدم في العمر، وجود تاريخ عائلي يقترح وجود طفرة جينية وراثية.
تجدر الإشارة إلى أن 50% من أورام الثدي المشخصة حساسة للهرمونات الأنثوية وعليه فان التعرض للهرمون الأنثوي يرفع من نسب الإصابة.
ويعتبر البلوغ المبكر لدى السيدات أو توقف الدورة بعد سن الخمسين، تأخر أو عدم الإنجاب من الحالات التي تجعل النساء أكثر عرضة للإصابة بالمرض.
تسجل النساء 99 إصابة إلى إصابة واحدة للرجال والتي غالبا تكون مرتبطة بوجود جين وراثي مسؤول عن طفرة تتسبب في حدوث الورم.
ومن الملاحظ في البحرين أن عدد الحالات المشخصة في الفئة العمرية الواقعة في العقدين الثالث والرابع أصبحت في ازدياد ما يعتبر سرطان في عمر مبكر بينما المتعارف عليه أن نسبة الإصابة ترتفع مع التقدم في العمر.
*ما طرق التشخيص المبكر لسرطان الثدي؟
- التشخيص المبكر يتضمن بعض الاختبارات والإجراءات منها الفحص الثدي الإكلينيكي فيتبعه فحص الماموجرام لمن تعدت سن الأربعين.
هذه القوانين تطبق على سيدة لا تشتكي من hي اختلاف في شكل الثدي ولكن إذا ظهر أي متغير من المعروفين (كتلة -ألم -إفراز -تغير في الشكل ـ تغير في الحجم ـ كتلة تحت الإبط ـ تغير في ملمس الجلد أو شكله ـ احمرار ـ تقرح) يتطلب الفحص الذاتي وزيارة الطبيب المختص والكشف السريري والتقييم ووضع خطة علاجية واختيار الفحص المناسب مع أو دون خزعة إذا استدعى الأمر.
يعتبر الكشف الدوري المبكر للسيدات لمن تعدت سن الأربعين فحصا ضروريا، على الرغم أن الوعي لدى الفتيات يبدأ من بعد سن البلوغ لأهمية الفحص الذاتي واكتشاف أي تغيرات في شكل الثدي وخصوصا في وجود تاريخ عائلي من درجة قرابة أولى ونعني بذلك الأم، الأخت، الجدة أو الخالة وأن يكون هناك اثنان أو ثلاثة مصابون وليست إصابة واحدة أو ما يسمى الإصابة العشوائية.
*كيف نستطيع أن نقلل من فرص الإصابة بأورام الثدي؟
-هناك عوامل يمكن تفاديها وأخرى لا يمكن تفاديها
من العوامل التي لا يمكن تفاديها الجنس، العمر، والتاريخ العائلي ولكن الوعي التام والكشف المبكر يرفع من نسب الشفاء.
وهناك بعض عوامل الاختطار الأخرى والتي يمكن للمريضة تغييرها لتقليل فرص الإصابة منها الامتناع عن التدخين لأنه يرفع نسب الإصابة بالسرطان، والابتعاد عن المشروبات الكحولية لأن الكحول يتحول داخل الجسم إلى مركبات شبيهة بهرمون الاستروجين وبالتالي يرفع من نسبة الهرمونات الأنثوية.
مع ضرورة المحافظة على وزن أقرب إلى المثالي والابتعاد عن المأكولات المدخنة
وعدم تناول الحبوب الهرمونية عند وجود تاريخ عائلي أو بعد سن توقف الدورة فترات طويلة تتجاوز الخمسة أعوام.
وبقدر الإمكان الحمل في سن مبكر، والرضاعة الطبيعية تقلل من نسب حدوث أورام الثدي لسببين الأول مرور الحليب في القنوات اللبنية يمنع تراكم الخلايا غير الطبيعية أثناء فترة الرضاعة والسبب الثاني أن التغيرات الهرمونية أثناء فترة الرضاعة تنعكس إيجابيا على تقليل فرص حدوث الإصابة بورم الثدي.
نشجع دائما على رفع مستوى الوعي في شهر أكتوبر من كل عام ونحث على ضرورة زيارة الطبيب حتى إن كانت السيدة لا تعاني من أي أعراض ومع غياب العامل الوراثي وتخطت سن الأربعين لعمل الفحص السريري ومن ثم فحص الماموجرام، أما مع وجود تاريخ عائلي يجب أن يكون هناك خطة تشخيصية وعلاجية خاصة.
*ننتظر أن نتعرف على الجديد في علاجات سرطان الثدي كل عام؟
-العلاج في تطور دائم سواء العلاج الجراحي أو العلاجات الكيميائية أو العلاجات الموجهة بيولوجيا، فهو يعتبر من علاجات المستقبل الواعدة.
ما يدعو إلى الأمل أنه يختلف عن العلاج الكيماوي وتتجنب فيه المريضة الكثير من المعاناة؛ منها التغير في الشكل العام وتساقط الشعر والإرهاق والإجهاد.
على الرغم من وجود الأعراض الجانبية ولكنها تعتبر أقل بكثير عن الكيماوي فمثلا لا يسبب سقوطا للشعر. وفي العلاجات الموجهة كما يتضح من اسمه العلاج يتوجه على الخلية المصابة فقط دون التأثير على الخلايا السليمة على عكس العلاج الكيماوي فهو يؤثر على الخلايا السرطانية والخلايا الأخرى
بعض العلاجات التي تسبق العلاج الجراحي والمتمثلة في العلاج الكيميائي وإلى درجة كبيرة العلاجات الموجهة البيولوجية قد تؤدي إلى تلاشي الورم المحسوس سواءً إكلينيكي أو عند التصوير تحت الأشعة ولكن لم نصل بعد إلى المرحلة التي تنتفي معها الحاجة إلى التدخل الجراحي على الرغم من التجاوب الكلي. مازال التدخل الجراحي أساسي ومهم، حيث إن الأورام يمكن أن تعاود النشاط والنمو بعد توقف العلاج الكيميائي أو العلاجات الموجهة، وعليه لا يزال الخيار الجراحي هو حجر الأساس في علاج سرطان الثدي.
وقد تطورت طريقة الجراحات التي كانت في السابق تؤدي إلى تغير في الشكل أو الوظيفة إلى ما وصلنا إليه اليوم من العلاجات الحديثة التي ترفع من ثقة المريضة بنفسها وترفع جودة الحياة، حيث يتم استئصال الورم فقط مع جزء من النسيج المحيط لضمان خلوه من أي أورام ويتبع ذلك علاج إشعاعي حيث وجد أن هذا البروتوكول الجراحي يحمل نسب مقاربة تمام لعمليات الاستئصال الكلي التي كانت هي أساس العلاجات قديما.
في حال استدعى الأمر الاستئصال الكلي تتوافر كل العلاجات الترميمية بحشوات السليكون أو الحشوات المؤقتة أو الأنسجة الذاتية من (البطن أو الظهر أو الفخذ) وكلها مازالت في تطور وتحسن.
الهدف ليس بث الخوف من الورم هدفنا نشر الوعي حتى لا نرى حالات متقدمة من سرطان الثدي ويكون العلاج فيها أكثر تعقيدا ونسب الشفاء أقل.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك