بدأت القصة عندما أخذت أشعر بألم أسفل قدمي اليسرى مع وجود نتوء أو انتفاخ صغير في باطن القدم، وراح هذا الألم يزداد تدريجيا فذهبت إلى المركز الصحي. وعندما كشفت الدكتورة على الإصابة بسرعة قالت إنه زائدة لحمية وكتبت لي مرهما لاستخدامه مدة أسبوع وسوف يزول الألم.
استخدمت المرهم لكن لم يكن له أي مفعول فعاودتُ مراجعة الطبيبة، فقالت ربما يكون مسمارا عظمياً وطلبت إجراء أشعة على القدم للتأكد من ذلك.. أجريت الأشعة وتبين عدم وجود مسمار عظمي فقالت الدكتورة يبدو أنه التهاب بسيط ويحتاج إلى علاج طبيعي، فحولتني إلى ذلك القسم، ورحت أتلقى العلاج هناك مرة واحدة أو مرتين أسبوعيا، واستمر العلاج مدة شهرين دونما فائدة.
حينها قالت زوجتي: اذهب إلى المركز واطلب طبيبة أخرى واعرض عليها الإصابة فلربما يكون عندها الفرج. وفعلا، عندما شاهدت الدكتورة الجرح قالت إنه مسمار لحمي ووصفت لي لصقات أضعها عليه وأزيلها في اليوم التالي مدة أسبوعين. تفاءلت خيرا واشتريت اللصقات وراحت زوجتي تضعها كل ليلة وتراقب المسمار إلا أنه لم يتزحزح.
بعد مرور أسبوعين دون فائدة راجعت الدكتورة فقالت: من الواضح إنك تحتاج لجراحة لإزالة المسمار وعليك بمراجعة طبيب عظام خارج المركز لإجراء العملية.
بين مصدق ومكذب وبعد استشارة العديد من الأصدقاء والمعارف ذهبت إلى طبيب عظام أسيوي فقال لي: إن علاجك هو في استخدام اللصقات السابقة، فعاجلا أم آجلا سوف يسقط المسمار وعليك بالاستمرار في هذا العلاج، فحتى لو أجريت العملية فإن المسمار سوف يظهر مرة ثانية.
خرجت من عيادته وواصلت على العلاج باللصقات إلا أن الألم مازال مستمرا وكنت أجد صعوبة في المشي خصوصا عند وطء القدم على الأرض.
زوجتي التي سمعت عن تجارب مشابهة قالت لي: لماذا لا تذهب إلى المركز الصحي وتطلب إجراء عملية بسيطة لإزالة المسمار والخلاص منه. وفعلا، بعد معاينة الطبيبة للإصابة تم تحديد موعد للعملية.
وفي اليوم الموعود أجريت العملية بعد التخدير الموضعي. وقد تميزت الدكتورة بالمهارة العالية وخفة اليد، ونفس الشيء انطبق على الممرضة المرافقة لها.
أمضيت أسبوعين كاملين في التردد على المركز وتضميد الإصابة يوميا والحمد لله كان الجرح يتعافى تدريجيا ولا أنسى دعم ومساندة زوجتي الحبيبة التي كانت ترافقني في كل زيارة إلى المركز وفي كل خطوة داخل وخارج البيت.
بعد مرور أكثر من شهر على إجراء العملية وأكثر من أربعة أشهر على بداية الإصابة، كنت أستعيد أحيانا ما قاله الطبيب الأسيوي من أن المسمار قد يعاود الظهور مرة أخرى، فأستهجن هذا القول وأتمنى ألا يكون ذلك صحيحا.
عقب شهرين وجدت أنني لم أتعاف تماما بل على العكس أخذت أشعر بالألم في نفس الموضع السابق وأن هذا الألم يزداد حينما أدوس بقدمي بكاملها على الأرض. ثم اكتشفت وجود انتفاخ بارز يسبب لي الألم في هذا المكان... راجعت المركز الصحي وعاينت الطبيبة الانتفاخ وأمرت بتحويلي إلى قسم الجراحة بالمستشفى الرئيسي بالمنامة، وطلبت مني أخذ موعد في ذلك القسم مشيرة إلى أن المواعيد بعيدة وعلي أن انتظر إلى أن يحين دوري. وفعلا حينما توجهت إلى مكتب المواعيد أخبروني بأن أقرب موعد سيكون بعد أربعة أشهر.
خرجت من المركز الصحي وأنا أعرج وأتألم، وتشاورت مع زوجتي في الأمر، فاقترحت زيارة مستشفى خاص للخلاص من هذه المعضلة، فاستحسنت كلامها ووافقت عليه.
في اليوم التالي توجهنا إلى هذا المستشفى وقابلنا طبيبا مختصا فقال إن الحل هو إجراء عملية ثانية لاستئصال المسمار من جذوره وخياطة موضع الإصابة وأن العملية ستكون ناجحة بنسبة 95% من خلال تجربته في هذا المجال، وأنه مستعد لإجرائها الآن إذا وافقت عليها. وبعد تشاور سريع مع زوجتي وافقنا على العملية وتم أخذي إلى غرفة العمليات.
الآن، بعد مضي عشرين يوماً على إجراء العملية وزيارة المستشفى للتضميد مرة واحدة كل ثلاثة أيام، أشعر بالتفاؤل الحذر وأتمنى من كل قلبي ألا ينبت المسمار مرة أخرى.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك