عمل يسبق الزمن.. ويتناول لغزا لم يتوصل الباحثون لحله بعد
يشارك الفنان البحريني راشد بن خليفة آل خليفة، رئيس المجلس الوطني للفنون، في معرض الفن المعاصر «الأبد هو الآن» الذي يقام في صحراء أهرامات الجيزة في مصر، بتنظيم من «آرت دي إيجبت» وتحت رعاية «اليونسكو» ووزارة الخارجية ووزارة السياحة والآثار المصرية، ويستمر حتى 18 نوفمبر المقبل.
وأعرب الفنان راشد آل خليفة في تصريحات لوسائل الإعلام العربية عن سعادته واعتزازه بالمشاركة في المعرض، الذي يهدف إلى ربط حضارة مصر القديمة بالفن والخيال والإبداع، حيث استوحى فكرة عمله من قصة تاريخية حول وجود متاهة كبيرة تحت صحراء الأهرامات، ومازالت لغزا يحير العلماء والباحثين، حيث لم يتم التوصل حتى اليوم إلى ما يثبت وجودها على الرغم من الرسومات والخرائط التوضيحية لها في الكتب القديمة.
وقد تفاعل فنانون بحرينيون مع عمل «أجزاء من متاهة» للفنان راشد آل خليفة وذلك أثناء زيارتهم للعمل الفني على هامش الجولة التي نظمها المعرض للصحفيين والإعلاميين، لإتاحة الفرصة لهم للاطلاع عن قرب على الأعمال الفنية المشاركة في المعرض.
ووصف الفنان عدنان الأحمد العمل بأنه «انفعال وردّة فعل لخبرة ومعرفة توصل إليها الفنان راشد آل خليفة عن المتاهة المفقودة». وأوضح: «دائما يكون لدى الفنان إسقاطات على أشياء تقع على عينه وتمر من خلال ذاكرته. وبمجرد ما وقعت عيناه على الخرائط والرسومات التوضيحية المنشورة قديما عن المتاهة، تكوّن لديه انعكاس داخلي عن أجزاء متناثرة عن المتاهة على الأرض، تشبه ما تخيله عن هذه المتاهة بأنها تتكون من عدة أجزاء متناثرة وظهرت للوجود، وكأن كثرة البحث عنها وعدم الحصول على دلائل تثبت وجودها سيعرضها للنسيان فجاء العمل الفني لتذكير العالم بأنها موجودة أياً كان شكلها ووضعها».
وأشار إلى أن الفنان راشد آل خليفة «تعمّد أن يكون عمله الفني بأشكال مائلة تتوافق مع الهندسة المعمارية الفرعونية، ثم تعمد أن يتشابك في عمله مع آثار القدماء المصريين في صحراء الجيزة من خلال إبراز المجسم من الأرض، فرمال الجيزة تخفي في باطنها العديد من الأسرار والرموز، وكثير من المباني بُنيت تحت الأرض ولم يتم اكتشافها حتى اليوم، منها المتاهة المفقودة التي عبّر عنها في عمله الفني».
وأضاف: «مثلما رسم العلماء والباحثون الرسومات والخرائط التوضيحية للمتاهة المفقودة، جسّد الفنان راشد آل خليفة هذه الرسومات والخرائط فوق الأرض والرمال بأشكال هندسية مائلة التقطتها عيناه، وشكلت لديه قصة وإلهاما، فبدأ يعيش في أجزاء المتاهة ويتجول فيها في مخيلته ليترجمها إلى عمل فني ليكون أول من استدعاها للخروج من الرمال وعرضها للعالم في رسالة ضمنية بأن المتاهة المفقودة موجودة وستظهر يوماً ما».
من جانبه، أعرب الفنان علي المحميد عن اعتزازه وفخره برؤية عمل فني بحريني في معرض فني مهم يقام في معلم تاريخي يعدّ واحدا من عجائب الدنيا السبع. «العمل رائع ومن إنتاج فنان قدير هو بمثابة الأب الروحي للفنانين جميعا، وهو مصدر فخر واعتزاز وتشريف للبحرين كلها، فأعمال الفنان راشد آل خليفة دائما ما تبهر الجمهور».
وقال الفنان عمر الراشد: «يشرفنا التواجد في مثل هذه المعارض الخارجية ودعم الفنان راشد آل خليفة. مثل هذه الأعمال الفنية تظهر إمكانيات الفنان البحريني في الإبداع والفكر الذي يحفز المتلقي على البحث حولها، فهذا العمل يتناول لغزا في أعماق الأرض لم يتوصل الباحثون لحله بعد، وهنا نرى أن الفنان يسبق الزمن».
وفي حديثه عن أهمية ارتباط الفن بالعلم، أشار إلى قدرة الفنان راشد آل خليفة على إظهار ذلك في موقع الحدث الواقع بين صرح الأهرامات والصحراء، كما أن الزخارف المنقوشة على المجسم تحمل دلالات ورموزا ستحفز الزائرين على طرح تساؤلات حولها ومن ثم البحث عن إجابات لها.
وأضافت الفنانة عائشة حافظ: «إن الزخارف والرموز المنقوشة على العمل الفني هي جزء من متاهة مفقودة، ولها مدلولات تاريخية وتعبر عن حضارات مختلفة. كما أن أجزاء المجسم بارتفاعاتها المختلفة تشكل الإبداع الهندسي وكأنها تنطق بالحضارة نفسها معبرة عن تلاحم الحضارات القديمة».
فيما رأت الفنانة زكية زادة «أن العمل يتسم بالإبداع والابتكار، وما عزز من قيمته وجماله هو موقعه المناسب في صحراء الأهرامات، وهي البيئة المثالية له. عندما رأيت العمل شعرت أنه كان موجودا بالفعل في صحراء الأهرامات لفرط تناغمه مع خصائص المكان».
وأردفت: «لقد أبهرنا الفنان راشد آل خليفة كعادته بهذا العمل المميز، وشخصيا دائما ما أرى أعماله فريدة من نوعها ولا تشبه أعمالاً أخرى، ففي كل مرة تكون لديه فكرة جديدة مناسبة للموقع والحدث».
«أجزاء من متاهة» عبارة عن مجسم من 12 قطعة من الألومنيوم، تتراوح ارتفاعاتها بين مترين وخمسة أمتار، واستغرق تنفيذها في البحرين أربعة أشهر، وستحط رحالها في البحرين مجددا بعد انتهاء المعرض.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك