مع مرور السنين، والتقدم في العلاجات الطبية والمهن الصحية، أصبحت مهنة العلاج الطبيعي اليوم من المهن التي تلعب دورا رئيسيا في تحسين جودة الحياة من خلال الحركة وممارسة الرياضة والتمارين العلاجية، ليعود الفرد إلى حياته الطبيعية بعد التعرض للإصابات وبعض الأمراض المزمنة، والعمليات الطارئة أو المخططة. في الحوار التالي تجيب الدكتورة دانة محمد استشاري العلاج الطبيعي لأمراض المفاصل وتأهيل الحوض وصحة المرأة وعضو مشارك في جمعية العلاج الطبيعي لأمراض الحوض والنساء والولادة البريطانية، عن دور العلاج الطبيعي في تأهيل المصابين بسرطان الثدي.
*ما دور العلاج الطبيعي في رحلة الشفاء من مرض سرطان الثدي؟
- لقد تطور الطب في السنوات الأخيرة في سرعة ودقة الكشف عن أورام سرطان الثدي، ما أدى إلى إنقاذ حياة كثير من النساء في المراحل الأولى من هذا المرض وإطالة أعمارهن، ولكن علينا ألا ننسى أن العمليات الجراحية وعلاجات السرطان قد تسبب بعض المضاعفات التي قد تؤثر في جودة حياة النساء ولذلك تؤثر في عودتهم إلى ممارسة الحياة الطبيعية، مثل الأمومة أو العمل أو أي من مسؤولياتها في المجتمع.
ويأتي دور العلاج الطبيعي بعد التشخيص والجراحة لاستئصال الغدد السرطانية والعلاجات المكملة.
عادة ما تكون هناك تغيرات في الأنسجة المجاورة للسرطان - سواء في الأوعية الليمفاوية، العضلات والأعصاب أو أنسجة أخرى في المنطقة التي تأثرت بالسرطان أو تم استئصالها، وتختلف هذه التأثيرات من شخص إلى شخص حسب درجة المرض ونوع العملية الجراحية.
ولكن سرعان ما تسبب هذه العمليات ألما في منطقة الثدي وجدار الصدر والكتف ومنطقة الإبط. وقد يعاني المريض من قلة الحركة بسبب هذه الآلام واحتباس السوائل، ما قد يقلل من حركة واستخدام اليد والكتف، والمشي، ويعوقه عن ممارسة الأنشطة اليومية البسيطة الحيوية مثل العناية الشخصية والسياقة والعمل.
من دور العلاج الطبيعي كذلك العناية بأي مشاكل في الصحة النفسية الناتجة عن مشاكل تتعلق بالصحة الجسدية وعدم القدرة على الحركة الطبيعية لممارسة أنشطة أساسية في حياة الإنسان، مثلاً الشعور باليأس أو الغضب أو الاحباط من عدم القدرة على الاعتناء بالنفس باستقلالية (مثلاً الاستحمام والعناية بالشعر).
ومن دور اختصاصي العلاج الطبيعي وضع خطة للوصول إلى رغبة وأهداف المريض أو التحويل إلى الطبيب النفسي لمعاينة المتخصصين إذا تطلب الأمر ذلك.
*كيف يعاين أخصائي العلاج الطبيعي مريض سرطان الثدي؟
- أولاً على الأخصائي مناقشة المريض وتدوين جميع تفاصيل تاريخه الطبي وتوضيح المشاكل التي يعاني منها المريض حالياً. ويشمل ذلك معاينة نسبة الألم، ومشاكل في الحركة، جودة النوم، والتغذية بشكل عام وأي ضغوط نفسية، والرغبة في العودة إلى العمل أو ممارسة الرياضة والهوايات.
ومن ثم الفحص السريري؛ الذي يتضمن فحص منطقة الجراحة والندب وأي تقلصات في المنطقة. وعلينا معاينة المنطقة لأي ظواهر للالتهابات، احتباس السوائل أو الوذمة اللمفية.
ومنها يتم فحص المفاصل المتضررة من العملية الجراحية، وفي الغالب يكون مفصل الكتف والرقبة والكوع، وفحص نسبة الألم والمد الحركي وقوة العضلات في هذه المناطق. وأيضاً يتم فحص حركات طبيعية مثل القدرة على الوصول إلى الشعر أو الأسنان وارتداء الملابس لتقييم الصعوبات اليومية التي يعاني منها المريض.
*ما خطة العلاج الطبيعي؟
- يتم تحديد خطة العلاج الطبيعي حسب نوع العملية الجراحية مع أو من دون وجود علاج مساعد بعد الجراحة (كيميائي أو إشعاعي) وحسب الأعراض الموجودة وبالاتفاق بين المريض والأخصائي معاً، وعلى أخصائي العلاج الطبيعي وضع خطة موجهة لتحقيق أهداف المريض. قد يؤثر وجود علاج كيميائي أو إشعاعي مساعد على سرعة تطور المريض في العلاج الطبيعي، لذلك علينا وضع خطة علاج واقعية.
من أساسيات العلاج تخفيف نسبة الألم إن وجدت عن طريق العلاج اليدوي أو تمارين المقاومة والإطالة. وكذلك تخفيف نسبة احتباس السوائل عن طريق العلاج اليدوي للوذمة اللمفاوية أو التحويل إلى اختصاصي القطع المساعدة الضاغطة للأوعية اللمفاوية إذا كان المريض بحاجة إلى ذلك.
وبعدها يتم علاج أي نقص في المد الحركي المفصلي، وتقوية العضلات إذا ظهرت عليها أعراض الترهل والضعف.
يتم علاج المريض للوصول إلى أهدافه، مثلا إذا تم ذكر مشاكل في المد الحركي وضعف في الكتف وجدار الصدر المسبب لمشاكل في العناية بالنفس باستقلالية مثل الغسيل والعناية بالشعر وارتداء الملابس، يتم التركيز على هذه الأهداف.
من المهم الأخذ بعين الاعتبار عمر المريض وأي أهداف شخصية يطمح لها وتحسين نوعية حياة المرضى أثناء العلاج وبعده ما يساعد في العودة إلى الأهداف الخاصة لضمان جودة حياته واستقراره النفسي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك