العدد : ١٦٩٩١ - الأحد ٢٩ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٩١ - الأحد ٢٩ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

الصفحة الأخيرة

صورة تلخص المحنة في غزة.. امرأة جاثية تحتضن جثمانا صغيرا ملفوفا في كفن

الجمعة ٠٣ نوفمبر ٢٠٢٣ - 02:00

في‭ ‬صورة‭ ‬لا‭ ‬تنسى‭ ‬وقديمة‭ ‬قدم‭ ‬البشرية‭ ‬تحتضن‭ ‬امرأة‭ ‬طفلا‭ ‬وهي‭ ‬جاثية،‭ ‬لكن‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬وفي‭ ‬تحول‭ ‬بالغ‭ ‬الكآبة‭ ‬عن‭ ‬المعتاد‭ ‬المرأة‭ ‬تحتضن‭ ‬جثمانا‭ ‬صغيرا‭ ‬ملفوفا‭ ‬بالكفن‭ ‬بقوة‭ ‬في‭ ‬لحظة‭ ‬صمت‭ ‬وحزن‭ ‬عميق‭. ‬والمرأة‭ ‬المحجبة‭ ‬تدفن‭ ‬رأسها‭ ‬في‭ ‬الجثمان،‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬نعلم‭ ‬من‭ ‬الصورة‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬لطفل‭ ‬إم‭ ‬لطفلة،‭ ‬فلا‭ ‬نعلم‭ ‬من‭ ‬هي‭. ‬هذا‭ ‬الجثمان‭ ‬الصغير‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬آلاف‭ ‬فقدوا‭ ‬أرواحهم‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬إسرائيل‭ ‬وحماس‭. ‬أغلبهم‭ ‬لن‭ ‬نعرف‭ ‬أسماءهم‭ ‬وسيخلف‭ ‬فراقهم‭ ‬حزنا‭ ‬لباقي‭ ‬العمر‭ ‬في‭ ‬قلوب‭ ‬ذويهم‭ ‬الذين‭ ‬لن‭ ‬نقابلهم‭ ‬أبدا‭. ‬تقول‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للطفولة‭ (‬يونسيف‭) ‬إن‭ ‬20‭ ‬طفلا‭ ‬في‭ ‬المتوسط‭ ‬يقتلون‭ ‬أو‭ ‬يصابون‭ ‬بعاهات‭ ‬مستديمة‭ ‬يوميا‭ ‬في‭ ‬الحروب‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين‭. ‬رأى‭ ‬مصور‭ ‬رويترز‭ ‬محمد‭ ‬سالم‭ ‬هذا‭ ‬المشهد‭ ‬في‭ ‬مشرحة‭ ‬مستشفى‭ ‬ناصر‭ ‬بخان‭ ‬يونس‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬يوم‭ ‬17‭ ‬أكتوبر‭ ‬حيث‭ ‬يبحث‭ ‬سكان‭ ‬عن‭ ‬ذويهم‭ ‬المفقودين‭. ‬ورأى‭ ‬سالم‭ ‬المرأة‭ ‬وهي‭ ‬جاثية‭ ‬على‭ ‬ركبتيها‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬في‭ ‬المشرحة‭ ‬تبكي‭ ‬وتحتضن‭ ‬الجثمان‭ ‬بقوة‭. ‬وقال‭: ‬‮«‬كانت‭ ‬لحظة‭ ‬مؤثرة‭ ‬وحزينة‭ ‬وشعرت‭ ‬بأن‭ ‬الصورة‭ ‬تلخص‭ ‬الشعور‭ ‬العام‭ ‬لما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭... ‬الناس‭ ‬مرتبكون‭.. ‬يركضون‭ ‬من‭ ‬مكان‭ ‬إلى‭ ‬آخر‭.. ‬متلهفون‭ ‬لمعرفة‭ ‬مصير‭ ‬أحبائهم‭ ‬ولفتت‭ ‬انتباهي‭ ‬هذه‭ ‬المرأة‭ ‬وهي‭ ‬تحمل‭ ‬جثة‭ ‬الطفلة‭ ‬الصغيرة‭ ‬وترفض‭ ‬تركها‮»‬‭. ‬لحظة‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬تأثير‭ ‬خاص‭ ‬أيضا‭ ‬بالنسبة‭ ‬لسالم‭ ‬الذي‭ ‬أنجبت‭ ‬زوجته‭ ‬طفلهما‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬قليلة‭. ‬وفي‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬الذي‭ ‬انقطعت‭ ‬فيه‭ ‬الاتصالات‭ ‬أصبحت‭ ‬معرفة‭ ‬مكان‭ ‬الأشخاص‭ ‬مهمة‭ ‬مليئة‭ ‬بالصعوبات‭. ‬لكن‭ ‬بعد‭ ‬أسبوعين‭ ‬من‭ ‬التقاط‭ ‬الصورة،‭ ‬تمكنت‭ ‬رويترز‭ ‬من‭ ‬تعقب‭ ‬المرأة‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬الصورة‭ ‬وإجراء‭ ‬مقابلة‭ ‬معها‭ ‬في‭ ‬منزلها‭ ‬بخان‭ ‬يونس‭. ‬

إنها‭ ‬إيناس‭ ‬أبو‭ ‬معمر،‭ ‬والجثة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تحملها‭ ‬في‭ ‬الصورة‭ ‬هي‭ ‬سالي‭ ‬ابنة‭ ‬أخيها‭ ‬البالغة‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭. ‬وهرعت‭ ‬إيناس‭ ‬إلى‭ ‬منزل‭ ‬عمها‭ ‬عندما‭ ‬سمعت‭ ‬أنه‭ ‬تعرض‭ ‬للقصف‭ ‬ثم‭ ‬توجهت‭ ‬إلى‭ ‬المشرحة‭. ‬وقالت‭: ‬‮«‬فقدت‭ ‬الوعي‭ ‬عندما‭ ‬رأيت‭ ‬الفتاة،‭ ‬أخذتها‭ ‬بين‭ ‬ذراعي‭... ‬طلب‭ ‬مني‭ ‬الطبيب‭ ‬أن‭ ‬أتركها‭.. ‬لكنني‭ ‬طلبت‭ ‬منهم‭ ‬أن‭ ‬يتركوها‭ ‬معي‮»‬‭. ‬ووالدة‭ ‬سالي‭ ‬وشقيقتها،‭ ‬وكذلك‭ ‬عم‭ ‬إيناس‭ ‬وعمتها‭ ‬قتلوا‭. ‬وكان‭ ‬لسالي‭ ‬منزلة‭ ‬خاصة‭ ‬لدى‭ ‬إيناس‭ ‬فقد‭ ‬اعتادت‭ ‬أن‭ ‬تذهب‭ ‬إلى‭ ‬منزل‭ ‬جدتها‭ ‬وهي‭ ‬في‭ ‬الطريق‭ ‬إلى‭ ‬روضة‭ ‬الأطفال‭ ‬وتطلب‭ ‬من‭ ‬عمتها‭ ‬التقاط‭ ‬صور‭ ‬لها‭. ‬وقالت‭ ‬إيناس‭: ‬‮«‬معظم‭ ‬مقاطع‭ ‬الفيديو‭ ‬والصور‭ ‬الموجودة‭ ‬على‭ ‬هاتفي‭ ‬المحمول‭ ‬لها‮»‬‭. ‬وكان‭ ‬أحمد‭ ‬شقيق‭ ‬سالي‭ ‬البالغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬خارج‭ ‬المنزل‭ ‬عندما‭ ‬تعرض‭ ‬للقصف‭ ‬ونجا‭. ‬ويعيش‭ ‬أحمد‭ ‬الآن‭ ‬مع‭ ‬إيناس‭ ‬التي‭ ‬تقول‭ ‬إن‭ ‬ليس‭ ‬لديه‭ ‬رغبة‭ ‬تذكر‭ ‬في‭ ‬اللعب‭ ‬وإنه‭ ‬نادرا‭ ‬ما‭ ‬يتكلم‭ ‬إلا‭ ‬عندما‭ ‬يسأل‭ ‬عن‭ ‬مكان‭ ‬أخته‭ ‬سالي‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا