تعهد 76% من الشركات بتخصيص ميزانيات أكبر للتقنية
85% من شركات الشرق الأوسط بدأت رحلة تحوّلها إلى التقنية
أشار أحدث تقرير صادر عن ستراتيجي& وبي دبليو سي الشرق الأوسط – بعنوان »التقنية السحابية في الشرق الأوسط: فرص جديدة للشركات ومزوّدي الخدمات السحابية« – إلى أن معدلات اعتماد التقنية في الشرق الأوسط قد تجاوزت مرحلتها الأولى وأنها مهيأة الآن لتحقيق نمو متسارع حيث تحصد بالفعل نسبة كبيرة من الشركات قيمة ملموسة منها.
جدير بالذكر أن هذه النتائج هي ثمرة مسح طُرح على 420 من قادة الأعمال والمتخصصين في التقنيات من مختلف القطاعات بأكبر سوقين للتقنية السحابية في الشرق الأوسط، وهما: الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية*. ويذهب التحليل إلى أنه إذا نجح الشرق الأوسط في اللحاق بركب أوروبا من حيث نضج سوق التقنية السحابية، فسيمكن لمورّدي التقنية تحقيق إيرادات تصل إلى نحو 5.6 مليارات دولار أمريكي. أما في حال وصلت المنطقة إلى مستوى نضج سوق أمريكا الشمالية، فيمكن أن تقترب إيراداتها الجديدة المحتملة في هذا القطاع من 14 مليار دولار أمريكي.
اعتماد التقنية
السحابية في المنطقة
كشف تقرير ستراتيجي& وبي دبليو سي الشرق الأوسط عن أن 85% من الشركات في المنطقة قد بدأت بالفعل رحلة تحوّلها إلى التقنية السحابية؛ حيث تستعين 32% من الشركات في المنطقة بالتقنية في مجال واحد على الأقل من مجالات عملياتها التشغيلية، وأن 35% من الشركات تعتمدها في مجالات متعدد من أعمالها، وأن 18% من الشركات تتوسع بالفعل في استخدام التقنية على مستوى جميع جوانب أعمالها. واستشرافًا للمستقبل، تخطط 68% من شركات الشرق الأوسط ترحيل غالبية عملياتها إلى التقنية في غضون العامين القادمين. ولتمويل هذه المبادرات، تعتزم 80% من الشركات إلى زيادة ميزانياتها المخصصة للتقنية السحابية على مدار العام القادم.
بالإضافة لذلك، انتقلت 90% من الشركات من نهج الاستعانة بخدمات السحابية التي يوفرها مزوّدي التقنية إلى توظيف التحديث وتطوير التطبيقات ونماذج الأعمال السحابية الأصلية التي تم تصميم بنيتها للتقنية السحابية بالأساس، من أجل حصد المزيد من ثمار مبادراتها بالتحوّل إلى التقنية.
ومن جانبه صرح نيكولاس ليوليس، رئيس قطاع في ستراتيجي& الشرق الأوسط، وهي جزء من شبكة بي دبليو سي، قائلاً «تشهد منطقة الشرق الأوسط تحوّلًا ملحوظًا إلى في نهجها نحو التقنية السحابية، حتى أن الفجوة بينها وبين الجهات الرائدة عالميًا تضيق بمعدل متسارعة. فبفضل الاستثمارات الحكومية الاستباقية والانتشار المتنامي لمزوّدي الخدمات السحابية من الجهات العامة، فيتوافر الآن مسار متسارع لكلٍ من الجهات العامة والخاصة كي تستفيد من الميزات الهائلة لهذه التقنية.
قيمة التقنية السحابية
كما كشف التقرير عن أن نحو 40% من الشركات حققت بالفعل قيمة معتبرة من مبادراتها للتحوّل إلى التقنية السحابية، بما يشمل تحسين صنع القرارات (40%) أو زيادة الربحية (34%) أو توليد مسارات إيرادات جديدة (30%)، من بين جملة فوائد أخرى. وقد أشار التحليل إلى أنه على الرغم من قوة أداء الشركات التي تعتمد التقنية في الشرق الأوسط، فإنه لا يزال أمامها مجال كبير لتحسين معدلات أدائها من حيث تحقيق القيمة. فالمقارنة تظهر أن الشركات الأمريكية التي تعتمد التقنية تتفوق عليها في استخلاص القيمة من مختلف مجالات الأعمال.
ووفقًا لما جاء في التقرير، فإن كثير التحديات التي تواجه شركات الشرق الأوسط في تحقيق قيمة ملموسة تُعتبر تحديات خارجية ويمكن معالجتها من خلال الحصول على دعم من المورّدين. فعلى سبيل المثال، صرحت 47% من الشركات التي تعتمد التقنية السحابية أنها قد واجهت مشاكل ذات صلة بمزوّدي الخدمات السحابية، مثل المخاوف المتعلقة بجودة الخدمات. في المقابل، كانت الشركات التي لا تعتمد التقنية أكثر ميلًا لتعزو التحديات التي تواجهها إلى عوامل داخلية، مثل قيود الميزانية، ومحدودية القدرات التقنية، ومشاكل الإدارة. علمًا بأن 88% من الشركات التي تعتمد التقنية أفادت بتحقيق زيادة في إيراداتها على مدار الـ6-9 أشهر الماضية.
وبحسب أكيليس دريتاس، شريك في ستراتيجي& الشرق الأوسط، وهي جزء من شبكة بي دبليو سي: «توضح النتائج التي توصلنا إليها الفوائد الملموسة لاعتماد التقنية السحابية على الشركات. فنحو 40% من الشركات المشمولة بالمسح أفادت بتحقيق معدلات تحسّن مرتفعة على مستوى مختلف الأبعاد. ومن المُلاحظ أنه توجد علاقة مباشرة بين اعتماد التقنية وتحسّن أداء معدلات إجمالي الإيرادات. وفي إطار السبل التي تدرسها المؤسسات من أجل استغلال هذه الإمكانات، يقدم تقريرنا توصيات متنوعة مستمدة من الخبرات العملية لشركات نجحت في الاستفادة من ميزات التقنية السحابية».
تحقيق القيمة الكاملة
للتقنية السحابية
وقد أضاف راجات تشوداري، شريك في بي دبليو سي الشرق الأوسط، قائلًا: «تبين نتائجنا أن المؤسسات بوسعها تعظيم القيمة المتحققة من التقنية السحابية عن طريق اتخاذ نهج نظامي في إطار استراتيجية مخططة بدقة لاعتماد التقنية. بالإضافة لذلك، يجب أن تكون هذه الاستراتيجية قائمة على أولويات الأعمال وضوابط قوية لحوكمة التقنية، واتباع إطار عمل استباقي لبرنامج يشرك جميع المسؤولين التنفيذيين مع أبرز أصحاب المصلحة من بداية انطلاق المشروع».
وعلى وجه التحديد، كشف التحليل أيضًا عن أربع خطوات أساسية تطبقها الشركات التي تعتمد التقنية السحابية من أجل الاستغلال الأمثل للقيمة من التقنية، وهي:
1. تبني نهج شامل
تتبنى الشركات التي تعتمد التقنية السحابية نهجًا شاملاً يستند إلى رؤية محددة بوضوح وتدعمه خارطة طريق تصميمية محكمة وإطار عمل قوي للحوكمة، بما يتماشى مع الأهداف المحددة للأعمال. وعلى الأغلب توظّف هذه الشركات التقنية السحابية لعدة أغراض تشمل تمكين الشركات من تحديد أولوياتها ذات الصلة باستراتيجيات البنية التحتية وآليات ترحيل البيانات لكل تطبيق على حدة وهو ما يضمن تحقيق القيمة بشكلٍ فعال.
2. بناء تحالفات أقوى على مستوى المسؤولين التنفيذيين
تنجح الشركات التي تعتمد التقنية السحابية في بناء تحالفات قوية بين المسؤولين التنفيذيين في قطاعي الأعمال والتقنيات، إذ يدرك الرؤساء التنفيذيون لتقنية المعلومات وأيضًا الفرق التقنية بهذه الشركات أن التحوّل إلى التقنية السحابية يحتاج إلى جهد جماعي، ومن ثم يتعاونون بشكل وثيق منذ المراحل الأولى للتخطيط ورصد الميزانية وجمع المتطلبات.
3. التأكيد على ضوابط التقنية السحابية وآليات حوكمتها
تُعتبر الشركات التي تعتمد التقنية السحابية أكثر تطورًا من الشركات الأخرى، تحديدًا فيما يتعلق بتبني الممارسات الرائدة في الحوكمة السحابية وتجنب مخاطرها وتحديد ضوابطها. وعلى الأرجح تخصص هذه الشركات موارد مكرسة للحوكمة السحابية وتضع ضوابط خاصة صارمة لنشر التقنية إلى جانب آليات محكمة لتقييم المسؤولية المشتركة مع مزوّدي الخدمات السحابية المهنية والمُدارة.
4. وضع استراتيجية صارمة للبيانات وتحليلاتها وتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي
غالبًا ما تضع الشركات التي تعتمد التقنية السحابية استراتيجية للبيانات على المستوى المؤسسي مقارنة بالشركات الأخرى (73% للأولى مقابل 42% للثانية). ويعني ذلك أن هذه الشركات قد طورت بالفعل بنية مبسطة وفعالة لتحديث البيانات لعرضها بشكل متكامل، وإنشاء هياكل للحوكمة، وتطوير المهارات اللازمة، وإجراء التغييرات التشغيلية الضرورية للتحوّل إلى مؤسسات قائمة على البيانات. كما يناقش التقرير أيضًا خمسة اعتبارات أساسية لمزوّدي الخدمات السحابية المهنية والمُدارة التي تريد الحفاظ على تنافسيتها ونجاحها في تلبية احتياجات عملائها المتغيرة. فقد ركزت التوصيات التي جاءت في التقرير على تبني التقنية السحابية الأصلية، وتحقيق التميز في مختلف جوانب المجال، وتعزيز عنصر الأمن في المقام الأول، وإبرام الشراكات مع مزوّدي الخدمات السحابية من الجهات العامة، وتسليط الضوء على نقاط القوة المتفردة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك