أعيدوا إليَّ ضحكةٌ مذبوحةٌ بثقل قصف الطائرات
وبدخان حرائق الفتك البغيض..
هدموا البيت يا أمي..
ويا طفلتي الصغيرة المخضبة بالدماء
ويا أختي المحشورة بين ثقل الطوب دون نجاة
هدموا مدرستك.. ومستشفى الحكيمات
تركوا الخراب للخراب!
فلا صنبور ماء بقي..
ولا كنيسة أو مسجد..
أو لقمة بقدر ينتظرها الجياع
لا شجر أخضر..
ولا طائر يزقُ صغاره بدفء..
أشعلُ الأرض والسماء بضوضاء وروع
الذئبُ يعوي ..
وصراخ الثكالى يشقُ الفضاء
تركتُ لعيني دموع حبيسة..
جمَّدها الصمتُ الرهيب
دون أن أرى في المنام لعب الصغار
هواهم على ساقية الظمأ شفاه يابسة
ثقيلة بالبكاء
يتراكضون كالطرائد خوفًا من الموت
لأن جوعهم أضاع عكازتين فوق الجسد العليل
تركتُ وجعي للعراء..
أنبشُ الأرض بأظافر من حديد
لأنهم على قارعة الطريق
ينوسون بخطب كبير
علا فوق بحر من دماء
واستوى فوق ناطحات السحاب
هدير لطائرات لا ترى في البطولة..
موضع لملاقاة الرجال
سوى الفقد بالبذور في مدار ضيقٍ من الأرض
أصحو وكلُّ ما حولي شاشة لعرائس محناة بالدم
ولفتية يسحبون أجسادهم الطرية من تحت الركام
من يفتحُ بالدعاء أبواب السماء..
ويسألُ الله بقلب خاشع بالدعاء
فتحتَ الثرى سنابلُ زيتونة قبرت قبل طوفان نوح ..
عادت لتذكرنا أن لمريم العذراء وعيسى ومحمد..
وطنا مغتصبا سليب..
ولنا في الكتاب مآذن الصلاة..
أعيدوا لنا بسمة ضيعها الخوف
قالها الفتى العربي ...
ملتحفًا برنسًا من ورق البرتقال..
طوفان أزمنة مرت عليك يا قدس..
ولم يكسرك انحدار سيول الغياب
على شرفتي أرقبُ ضوءك من شقوق الجدار
وعلى ظهري أحمل ثقل جرابي ..
ألثمُ وجه الشمس وأحلبُ عمري بصبر الجبال
فلسطين يا شجراً لا ينحني ..
واقفٌ يسحبُ حبل أسره ويذهب حيثُ تذهب الشهب
لتعيد من الصلب ضوءا شديد الحياة.!
a.astrawi@gmail.cmm
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك