قراءة: علي ميرزا
هناك الكثير من الألعاب العادية التي تشهدها مباريات الكرة الطائرة لا تلفت النظر، ولا تحتاج من الفنيين حتى التوقف عندها بالتوضيح والتحليل، وقد رصدنا خلال منافسات الجولة الرابعة من دوري عيسى بن راشد العام للكرة الطائرة خمس لقطات فنية، نرى فيها من جانبنا أنها تتطلب منا ومن الآخرين التوقف عندها ولفت النظر إلى الدروس الفنية فيها لرفع الذائقة ونشر الوعي الفني بين المتابعين ومحبي اللعبة، وهذا ما نسعى إليه خلال هذه الوقفة.
متى يكون الإسقاط فاعلا؟
اللجوء إلى إسقاط الكرة في ملعب الخصم مهارة خاصة قائمة بذاتها، وإسقاط الكرة يحتاج إلى فكر واختيار اللحظة المناسبة والمباغتة، في الوقت الذي رأينا فيه لاعبين يمارسون الإسقاط على «الرايحة والجاية» ومن هنا تكون ألعابهم مكشوفة ومقروءة وخالية من الفائدة والجمالية معا.
وخلال الشوط الثاني من مباراة النجمة والتضامن وكانت النتيجة 14-12 لصالح النجمة، لجأ صانع ألعاب الأخير عماد سلمان إلى إسقاط الكرة في لقطة فنية لافتة، إذ كان هناك استمرارا لتداول الكرة بين الفريقين، وانتظر الخبير عماد انشغال لاعبي المنافس بالتداول وانتظار اللعبة القادمة غير أنه فاجأ الجميع بإسقاط لم يستطع لاعبو التضامن تحريك أي ساكن لدفاع الكرة، فتوقيت التداول واحد من الأوقات التي يمكن للاعب أن يلجأ للإسقاط الذي يتوقف على المخاتلة والمخادعة والفجأة.
التصويب عكس اتجاه الجسم
وفي لقاء النجمة والتضامن نفسه وعند النتيجة 15-13 من الشوط الثاني لصالح النجمة صوب عبد العزيز محمد لاعب مركز3 في صفوف التضامن كرة هجومية قصيرة، إذ تعامل مع الكرة بطريقة فنية خادع معها حائط الصد الثنائي النجماوي، إذ في الوقت الذي انشغل فيه حائط صد النجمة باتجاه جسم اللاعب إلا أنّ الأخير صوب الكرة عكس اتجاه جسمه، وهذه المهارة إذا كانت مطلوبة في جميع الضاربين فإنها أهم عند لاعبي مركز 3 المطالب دائما في الموقف الهجومية أن يحرّك «رسغه» يمينا وشمالا بخلاف وضعية جسمه، فهناك الكثير من منفذي حوائط الصد يبنون حوائطهم على اتجاه جسم اللاعب الضارب.
بلوك هجومي مثالي
هناك لاعبون تسمح لهم إمكاناتهم البدنية والخبرة معا في تشكيل وتنفيذ حائط الصد الهجومي، وفاضل عباس (الجوكر) واحد من هؤلاء اللاعبين، إذ أنه خلال مباراة فريقه المحرق أمام التضامن، نفّذ فاضل عباس حائط صد فردي من مركز4 أمام لاعب التضامن حسين اللمعي من مركز2 وجاء حائط الصد في صورة فنية جمالية إذ تمكن فاضل من إنزال كرة الضارب بقوة في منتصف الثلاثة الأمتار الأولى، ومثل هذا الموقف لا يتحقق إلا إذا كان صاحب حائط الصد يملك «بلوكا» عاليا من جهة وكيفية وضع اليدين من جهة أخرى بحيث يكون رسغ اليدين منحنيا على تحت ليتسنى للكرة أن تنزل في الملعب بدلا من خارجه، فضلا عن الوقوف في المكان الصحيح.
الخروج عن المألوف
سجلت مباراة دار كليب وعالي ثلاثة إعدادات للكرة تستحق أن نسمي ذلك بالإعداد غير المألوف، فالكرة الأولى كانت على مشارف خط الثلاثة الأمتار الأولى، ومع ذلك تمكن صانع ألعاب عالي حسين علي من دفع الكرة لزميله لاعب مركز3 علي حسن نجح معها المعد في مخالفة توقع صد دار كليب الذي توقع أن يوجه معد عالي الكرة لأحد ضاربي الأطراف، وتكررت اللعبة في مناسبتين أخريين خلال الشوط الثاني في المباراة نفسها ومن قبل صانع ألعاب دار كليب علي حبيب لاعب مركز3 حسن عليوي، مثل هذه الألعاب هي التي تعطي جمالية للأداء وتخرجه عن الرتابة، ومن سمات المعد الجيد المتمكن القدرة على خداع وتشتيت تفكير حوائط الصد ولن يكون ذلك إلا بالإعداد غير المألوف الذي بدون شك يتطلب إمكانات عالية من صانع الألعاب وانسجاما مع الضاربين.
لعبة هجومية حادة
لم يجد حسن خليل لاعب صفوف فريق عالي في مباراة فريقه أمام دار كليب إلا تصويب كرته الحادة من مركز2 إلى مركز2 في ملعب الفريق المنافس، وحسن خليل ضربه قويّ ويلعب كثيرا على «line» ومن هنا خالف حسن خليل قراءة صد دار كليب لكرته، رغم أن وضعية جسمه كانت توحي بأنه سيصوب على «line» غير أنه صوبها خلاف اتجاه جسمه.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك