175 مليار يورو حجم التجارة بين منطقة الاتحاد الأوروبي ودول الخليج
تعزيز التعاون المشترك في الاقتصاد الأخضر والأزرق والتنمية المستدامة
تصوير - محمود بابا
طالب عدد من رجال الأعمال ومسؤولين خليجيين وأوروبيين بضرورة الإسراع في توقيع اتفاقية التجارة الحرة بين منطقة الاتحاد الاوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي لما لها من عوائد اقتصادية كبيرة على المنطقتين.
وأضافوا على هامش انطلاق أعمال المنتدى الاقتصادي الذي نظمه فريق الحوار الاوروبي الخليجي للتنويع الاقتصادي الذي أقيم تحت عنوان «إعادة تعريف الاقتصادات: بناء مستقبل مستدام ومتنوع» صباح أمس في الريتز كارلتون، أن المصالح التجارية والاقتصادية لكلا الجانبين تتطلب منهما العمل المشترك لتعزيز علاقاتهما، فدول المجلس تتمتع بوجود احتياطيات كبيرة من النفط الخام الذي يعتبر عصب الحياة في الاتحاد الأوربي وفي العالم اجمع، كما أن دول المجلـس تعتبر دولاً نامية بحاجة كبيرة إلى التكنولوجيا والخبرات ومنتجات المصانع الأوربية المختلفة. وهذا الوضع يتطلب من الجانبين العمل على زيادة التبادل التجاري فيما بينهما، وإزالة العوائق التي تحد من هذا التبادل.
وأكد الأمين العام المساعد للشؤون السياسية والمفاوضات بمجلس التعاون لدول الخليج العربية، د. عبدالعزيز العويشق أن المنتدى ركز على التحول والتنوع الاقتصادي في دول مجلس التعاون وكيف يمكن جذب الاستثمارات لمشاريع التنوع الاقتصادي.
وأضاف العويشق لـ«أخبار الخليج»، من المهم تنويع القاعدة الاقتصادية، حيث لا يعتمد الانتاج على النفط فقط، بل تنويع مصادر الطاقة والاعتماد على المصادر البديلة مثل الطاقة المتجددة وإنتاج الهيدروجين الأخضر والأزرق والطاقة الشمسية.
ولفت العويشق إلى ضرورة تعزيز التعاون بين الاتحاد الاوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي، والتنسيق المشترك والشراكة الاستراتيجية في جميع المجالات ولا سيما مناقشة سير العمل في برامج ومبادرات التعاون بين مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي تحت إطار اتفاقية التعاون المشترك لعام 1988م، وبحث المشاورات القائمة بين الجانبين لاستكشاف سبل استئناف مفاوضات التجارة الحرة بين مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي لجذب مزيد من الاستثمارات.
من جانبه كشف مايكل هاغر، رئيس ديوان المفوضية الأوروبية عن نمو إجمالي التجارة في السلع بين منطقة الاتحاد الاوروبي ومجلس التعاون الخليجي بأكثر من 54% في الفترة من 2021 إلى 2022 ووصل إلى 175 مليار يورو، مما يوضح أهمية العلاقة التجارية بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي.
وأضاف هاغر، نسخة هذا العام من منتدى الأعمال المشترك يمثل فرصة عظيمة لمزيد من التعاون من أجل مستقبل مستدام، إن الاتحاد الأوروبي ملتزم تمامًا بالعمل جنبًا إلى جنب مع دول مجلس التعاون الخليجي لتحقيق أهدافنا المشتركة وبناء اقتصاد مرن. مشيراً إلى ضرورة استمرار المحادثات بين الجانبين الأوروبي والخليجي لتوقيع اتفاقية التجارة الحرة في أسرع وقت ممكن.
وأكد الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لمنطقة الخليج، لويجي دي مايو، أن هذا المنتدى يشكل فرصة لتعميق العلاقات التجارية والاستثمارية بين المنطقتين والذي يعتبر ركيزة أساسية لجهودنا المشتركة نحو إقامة شراكة استراتيجية مع شركائنا الخليجيين على النحو المتفق عليه في البلاغ المشترك للمفوضية الأوروبية والممثل السامي للاتحاد الأوروبي.
وأضاف دي مايو، إنني معجب بحجم الفرص التجارية المشتركة على خلفية الرؤى التحويلية الوطنية المختلفة والممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط (IMEC) الذي تم الاتفاق عليه مؤخرًا.
بدوره، شدد رجل الأعمال فريد بدر على ضرورة الإسراع في توقيع اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الاوروبي ومجلس التعاون لدول الخليج العربي وذلك لتسهيل عمليات التصدير والاستيراد من الجانبين وتعزيزها ومضاعفتها أكثر.
وأضاف بدر، أن أهمية إقامة هذا المنتدى أنه جاء في وقت مناسب حيث ناقش العديد من القضايا الهامة مثل الاحتباس الحراري والاقتصاد الأخضر والدائري. مؤكداً ضرورة تعزيز التعاون المشترك لاستدامة الاقتصاد العالمي.
ولفت بدر إلى أن البحرين مهيئة لتصبح مركزاً للإبداع، حيث ان المملكة تتيح المناخ المناسب لبلورة الافكار وإنشاء المشاريع المبتكرة وبعدها الانطلاق للعالمية، مشيراً إلى ان الوصول إلى الاقتصاد الأخضر يعني الاحتياج الفعلي لابتكار وظائف جديدة ومهارات عديدة تتناسب مع التغيرات المناخية، وتسهم في الحد من تداعياتها القاسية على البيئة، ولا سبيل إلى ذلك إلا بالوظائف الخضراء التي يشكل امتلاك مهاراتها أهم عناصر المعادلة السحرية لتحقيق الاستدامة البيئية والاقتصادية والاجتماعية.
وقدم هذا المنتدى فرصة لصانعي السياسات وقادة الصناعة ورجال الأعمال وأصحاب الرؤى لاستكشاف كيفية مواصلة تطوير فرص الأعمال بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي، حيث تطرق إلى أبرز الموضوعات المتعلقة بالتنويع الاقتصادي والتنمية المستدامة.
وركز المنتدى على التعاون والابتكار كمحركين رئيسيين للنمو الاقتصادي والازدهار الاجتماعي والمسؤولية البيئية. ومع بروز الاتحاد الأوروبي باعتباره ثاني أكبر شريك تجاري وأكبر شريك استثماري لدول مجلس التعاون الخليجي، فإن المنتدى سوف يستكشف الإمكانات الهائلة لنقاط القوة الجماعية في الابتكار والطاقة المتجددة والاقتصاد الرقمي.
وشملت المواضيع الرئيسية في المنتدى مزيج الطاقة المستدامة وأمن الطاقة، والاقتصاد الدائري، والخدمات اللوجستية الخضراء والنقل، والتمكين الاقتصادي للمرأة. ويهدف الحدث إلى زيادة فرص التجارة والاستثمار، وتعزيز الوصول إلى أسواق جديدة، وتبادل المعرفة وأفضل الممارسات، وتوسيع الاقتصاد الأخضر، وتشجيع الشركات الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك