الكواليس
وفاء جناحي
waffajanahi@gmail.com
فيلم نفق بوري المرعب!
سبحان الله في كل مرة أقرأ خبرا من الارصاد الجوية عن هطول أمطار (المفروض أنها خير)، تضطرب معدتي وأشعر بالخوف وكأنني اقرأ خبراً مرعباً.
كنا قديما ننتظر المطر كل عام ونتشوق إليه، وكأنه العيد السعيد، حيث ترتوي الارض العطشى، ونستمتع نحن بالجو (اللندني)، اللي كان (يازعم) رومانسيا وجميلا! اما الآن فأصبح المطر بالنسبة لنا مصيبة يجب ان نكون فيها في وضع استنفار وقلق لما سيحدث لشوارعنا، وسياراتنا (وخصوصا إن كانت جديدة) من النقع والحفر، وبيوتنا (وخصوصا في المشاريع الاسكانية الجديدة).. وهذه هي الكارثة الحقيقية لأننا نستطيع ان نتفهم البنية التحتية للمدن والقرى القديمة التي بنيت أو شيدت منذ زمن بعيد بمقاييس مختلفة وقديمة، اما المشاريع الجديدة التي لم يمر عليها أكثر من عشر سنوات فما هي حجتهم في هذه الكوارث التي تحدث في الشوارع والبيوت التي تغرق بمياه أمطار لا تزيد مدتها على الساعتين؟؟ من المسؤول؟ ولماذا تتكرر نفس الكوارث كل عام وفي نفس الاماكن (بالإضافة الى الاماكن الجديدة)؟ ولماذا لا توجد حلول جذرية؟
حسبي الله، لقد أصبح المطر لنا كمشاهدة أفلام الرعب ذات الاجزاء الكثيرة التي نشاهدها كل عام بنفس الأحداث، ولكن مع اختلاف الابطال حيث انني مازلت أتذكر رهبة اول جزء من فيلم الرعب (طارد أرواح الشريرة) الذي شاهدته وأنا صغيرة، ثم أصبحت أشاهد الاجزاء التالية برهبة كبيرة، ولكن اقل تماما من أول صور شاهدتها لنفق بوري وكيف غرقت السيارة منذ سنوات طويلة.. مازالت الصور عالقة في ذهني، ثم شاهدت صور هذا العام التي كانت مخيفة أيضا وذكرني برعب أول مرة، لذلك أتساءل: الى متى سيستمر فيلم رعب (نفق بوري) يا سادة يا مسؤولين؟ هل تنتظرون ان يموت الناس هناك ونفقد أرواحا غالية حتى تحلوا المشكلة بشكل جذري؟ هل حل مشكلة نفق بوري مستحيل يا وزارة الاشغال ونحن في زمن التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي؟
نثمن الجهود المبذولة من المسؤولين كل عام لتوفير مضخات شفط في الشوارع وجانب البيوت المتضررة، ولكننا تعبنا ونحن نطالب بحلول جذرية لحل مشكلة أو مصيبة المطر.. فمتى يا ترى سنرتاح وترجع مشاعرنا الجميلة وحبنا للمطر؟ هل من مجيب؟
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك