كل مركز من مراكز الكرة الطائرة الستة له متطلباته، قد تكون بعض هذه المتطلبات مشتركة بين جميع المراكز، غير أنّ هناك متطلبات خاصة تتعلق بكل مركز على حدة، وعندما نلفت إلى أنّ الكرة الطائرة في الوقت الحاضر جراء التطور المذهل الذي صاحبها قد دخلت في عالم الاختصاص، وهذا يؤكّد أنّ كل مركز يتطلب لاعبا تتوافر فيه مواصفات خاصة تتلاءم وتنسجم مع متطلبات المركز الذي يشغله.
وإذا ما قلنا إنّ اللاعب الذي يشغل مركزي 2 و1 بات ذا أهمية كبيرة في عالم الكرة الطائرة العصرية، فهذا لا يعني أنّ بقية المراكز تقل عنه أهمية أو شأنا أو تأثيرا، بيد أنّ لاعب هذين المركزين معفى من الاستقبال ومتفرّغ أكثر من غيره للتدخل الهجومي، ومن هنا فلا غرابة عندما نجد هذا اللاعب هو أكثر اللاعبين تسجيلا للنقاط مقارنة بغيره من لاعبي الفريق.. في هذه المحطة نتوقف عند بعض اللاعبين الذين يشغلون هذين المركزين لنتعرف عن قرب المواصفات التي ينبغي أن تتوافر فيه.
علي إبراهيم (الأهلي)
يرى علي إبراهيم لاعب طائرة الأهلي أنّ لاعب هذين المركزين ينبغي أن يكون مهاريا على مستوى الضرب الهجومي، وأن يتمتع بلياقة بدنية وقوة جسمانية تساعدانه على المحافظة على مستواه في المباريات، إذ إنّ هذا اللاعب بحسب قوله يعتبر صاحب مهمات خاصة يعوّل عليه في مواقيت معينة يكون فيها الفريق في أمسّ الحاجة لتخليص فريقه من مواقف فنية صعبة وحرجة.
وقال علي إبراهيم (الأنيق في أدائه) إنّ هذا اللاعب طالما أن مهمته تنحصر في تخليص الكرات وتحقيق النقاط فمن الطبيعي أن يكون عليه ضغوط، ولذلك أي فريق يخلو من لاعب قويّ في هذا المركز يكون فريقا عاديا، لأنّ هذا اللاعب يفترض أن تكون لديه الحلول المختلفة للتعامل مع الكرات المختلفة التي توجه له.
وردا على سؤالنا بشأن أن ظروف هذا اللاعب تحتم عليه أن يكون أكثر اللاعبين تسجيلا للنقاط قال علي إبراهيم: الأمر يختلف، في الدوريات العالية تكون نقاط الضاربين من مختلف المراكز تكاد تكون متقاربة، وربما محليا عندنا الأمر مختلف وهذا يتوقف على خطة المدرب وظروف الفريق المنافس وظروف المباراة نفسها.
السويدي جاكوب (النجمة)
من جانبه قال السويدي جاكوب لنك محترف صفوف طائرة النجمة إنه نظرا لأنّ هذا اللاعب بعيد عن الاستقبال فإنّ التدخلات الهجومية تبقى المطلب الرئيس بالنسبة له، ويطلب منه أن يكون شرسا على المستوى الهجومي.
وقال إنّ من يشغل هذا المركز يتلقى عديد الكرات العالية والصعبة وفي مواقف غريبة، ومن هنا ينبغي أن يثق هذا اللاعب بنفسه وبمشاعره، زد على ذلك لا بد أن يتوافر الانسجام والتفاهم بينه وبين صانع اللعب لأنه مهيأ لأن يهاجم كثيرا خلال المباراة، وقال إن اللاعب كذلك يطلب منه أن يحمل العقلية نفسها عند تنفيذ الإرسال إذ ينبغي أن يكون شرسا وقويا.
وتطرق جاكوب إلى المواصفات الفنية التي ينبغي أن تتوافر في من يشغل هذين المركزين قال: أعتقد أنه ينبغي أن يكون مهيأ لتصوب الكثير من الكرات المختلفة، وأن تكون لديه الكثير من الحلول الهجومية لافتا إلى أنّ لاعب مركز 3 على سبيل المثال مهيأ لأن يتعامل مع الكرة الهجومية السريعة لا غير، بينما لاعب مركزي 2و1 ينبغي أن يكون قادرا على التصرف مع مختلف الكرات، زد على ذلك القدرة على توجيه كراته الهجومية في مختلف نواحي الملعب، وهذا من الأمور الصعبة التي يتعرض لها هذا اللاعب.
وتابع قائلا: ينبغي أن يكون اللاعب قويا من الناحية البدنية، ويفرض هذان المركزان على اللاعب أن يؤدي الكثير من التمارين لأنه مطالب بتدخلات هجومية كثيرة أثناء المباراة، وهذا يتطلب جهدا خارقا حتى لا يكون مرهقا في نهاية الطواف.
ويرى جاكوب أنّ الكرة الطائرة هي لعبة نفسية للغاية، وأهم ميزة ينبغي أن تتوافر في لاعب المركزين كما أسلف أن يكون شرسا على المستوى الهجومي لأنّ هدفك الوحيد هو تسجيل وتحقيق النقاط، ومن هذه الزاوية فقد يكون الأمر صعبا نفسيا على اللاعب إذا لم تكن جيدا في الهجوم، وبناء على ذلك ينبغي أن تفكر تفكيرا واحدا في كل كرة، وكيفية التحكم في أسلوبك في التعامل مع الكرات في المواقف المختلفة.
زهير عباس (عالي)
وأكّد زهير عباس لاعب طائرة عالي أنّ لاعب هذين المركزين ينبغي أن يكون قويا على المستوى الهجومي بمعنى قادر على تخليص أيّ كرة لأنه المخلص الأول للفريق الذي يعتمد عليه، زد على ذلك ينبغي أن يكون لديه حائط صدّ جيد، والقدرة على تصويب أيّ كرة تحت أي ظرف من الظروف.
وأضاف لاعب عالي: وهذا اللاعب يطلب منه أن يكون صاحب حلول هجومية، ويحسن التصرف مع أي كرة، ومن الطبيعي عطفا على كل ذلك أن تكون عليه ضغوط كثيرة باعتباره المخلص الأول للفريق وهي مهمته الأساس ومفرّغ لها، ولا غرابة في أن يكون أكثر لاعب مسجل للنقاط لأنه يهاجم بكثرة بحسب تعبيره.
عبدالله محمد (دار كليب)
ويرى عبدالله محمد جعفر لاعب طائرة دار كليب أنّ هذا اللاعب يعدّ المخلّص الرئيس للكرات في فريقه، وأي فريق من وجهة نظره ليس لديه لاعب في هذين المركزين يكون أداؤه مكشوفا.
وقال عبدالله: وبما أنّ هذا اللاعب متفرّغ للهجوم فينبغي أن يكون قويا وقادرا على تسجيل النقاط، ومن الطبيعي بناء على ذلك أن يكون اللاعب الأكثر تسجيلا للنقاط لأن هذه مهمته الرئيسة على حد تعبيره.
وأضاف قائلا: يطلب منه أن يكون أكثر تركيزا لأنه مفرّغ لمهمة واحدة وتتلخص في الهجوم وتحقيق النقاط، والاستعداد للتعامل مع أي كرة حتى لو كانت في أسوأ حالاتها.
ولفت عبدالله محمد جعفر إلى أنّ هذا اللاعب يطلب منه أن يكون عقله «شغالا» باستمرار لتفادي الضغط المركز عليه كلاعب مهم للفريق ولزملائه.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك