لم يؤلمني شقُّ الصدرِ
وما أدخلَهُ الجراحُ لإفراغِ،
دماء جفَّت من طول الألمِ،
فقد نزع الأورامَ
وحاولَ أن يجتثّ تمدّدها في الأعماقِ
ورغم براعته في أن يغلق صدري،
ويُعيد إليَّ تدفق أنفاسي
فتعود إليّ حياتي
إلا أن الألمَ القادمَ من عين الشهداءِ
ومن أطفالٍ أكلَ الموتُ براءتهم
أرجع للقلب مراراته
وإلي الصدرِ تكلّسَهُ
وأذل بداخليَ القدرة في أن أنهضَ
وقف الموتُ على عتبات الوطنِ
أراه يحملقُ والأطفال تحاولُ،
أن تنفضَ ما نام بعينيها من رعبٍ،
كان يجيئ من القصف المتواصلِ
لا تعرف كيف تصد الموت
وتحاول أن تثنيَهُ كيما يرجع
تستعطفه لكي يتركَها
مازال بداخلِها أحلامٌ تولدُ
كان الموتُ يسيرُ على قدمينِ
ويحصدُ ما يلقاهُ
فلا تعرفُ أين تفرّ
نظرَت أنقاضَ بيوتٍ
كانت تبكي مَن رحلوا
لم تتحمل ما سقط عليها
فانهارت
مَن دكّ العِزةَ في غزة؟
وبرغم جراحاتٍ سكنتها
ما انكسرَت
كان الألمُ قد استشرى
لم تنجحْ أيدي الجراحِ لكي تنزعَهُ
ورغمَ صياحٍ وصراخٍ تحت الأنقاضِ
وموت يحصد مَن يلقاه
فقد كانت أجفان العالمِ قد نامت
واسترخَت
لم ترتجف ولم تتحرك من غفوتِها
حتى جاءَ الصوت المتحجرُ
من تحت الأنقاضْ
محمولاً بوصايا الشهداءِ
بأن الوطنَ إذا ما اغتُصبَ
فلن يُرجعهُ إلا أنتَ
فقاتل، واحرث أرضكَ
كيما تنبتُ
حاول أن تبذر فوق الأرضِ صغاركَ
كيما تكبر
فلسوف تعيد الأرضَ المغتصبةَ،
لا يُرجِعها إلا أنت.
{ شاعر وأديب مصري
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك