جنيف - (رويترز): عبرت وكالات الأمم المتحدة عن أملها في أن تسمح الهدنة الهشة التي بدأت بين حركة حماس وإسرائيل أمس بتدفق المساعدات إلى شمال غزة للمرة الأولى منذ أسابيع، في حين قالت منظمة الصحة العالمية إنها تعمل على إجلاء مزيد من الأشخاص من المستشفيات هناك.
وقالت وكالات الإغاثة إنها تستهدف توصيل إمدادات إلى الجزء الشمالي من القطاع الفلسطيني حيث انهارت المستشفيات بسبب القصف ونقص الوقود في ظل مخاوف شديدة حيال الإصابة بالجفاف وتفشي الأمراض.
لكنهم يقولون إنه يتعين تنفيذ وقف دائم لإطلاق النار لتوصيل كميات هائلة من المساعدات الضرورية لتلبية احتياجات غزة الكاملة، مع نزوح ما يقرب من ثلاثة أرباع السكان، أي نحو 1.7 مليون شخص، ومقتل الآلاف. كما يعتقد أن هناك كثيرين محاصرون تحت الأنقاض، سواء كانوا أحياء أم أمواتا.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس «نرحب ببدء الهدنة الإنسانية في غزة وحركة المساعدات الإنسانية، بما في ذلك المساعدات الصحية. إنها خطوة في الاتجاه الصحيح، لكن هناك حاجة لمزيد».
وقال ينس لاركيه المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في مؤتمر صحفي للأمم المتحدة إن المساعدات تتدفق إلى غزة، وأضاف أنه يأمل أن تؤدي هذه الهدنة إلى وقف لإطلاق النار.
وردا على سؤال عما إذا كانت الأمم المتحدة حصلت على ضمانات من إسرائيل بأنها تستطيع توصيل المساعدات إلى الشمال، أجاب لاركيه «نواصل العمل على أمل أننا سنصل إلى المحتاجين أينما كانوا».
وتقول مصر إنه أثناء الهدنة ستعبر 200 شاحنة معبر رفح يوميا، أي أكثر من مثلي المتوسط في الآونة الأخيرة، ونحو مثلي كمية الوقود (130 ألف لتر) لكن ليس من الواضح كيف ستتم إدارة هذه الزيادة.
وهذا المعبر الحدودي المخصص للمشاة هو المعبر الوحيد المفتوح حاليا، ويتعطل التدفق بفعل القيود اللوجستية والاختناقات وبطء عمليات التفتيش.
وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية كريستيان ليندماير إن المنظمة تعمل على تنفيذ مزيد من عمليات الإجلاء من المستشفيات في شمال غزة في أسرع وقت ممكن مع بدء سريان الهدنة.
وأضاف «نحن قلقون للغاية بشأن سلامة ما يقدر بنحو 100 من المرضى وأعضاء الطواقم الطبية الذين ما زالوا في مستشفى الشفاء».
وقال توماسو ديلا لونجا المتحدث باسم الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر لرويترز إن منظمات محلية شريكة تُسير قافلة من سيارات الإسعاف شمالا لإجلاء المرضى من المستشفى الأهلي المعمداني.
وتابع: «نأمل أن يتيح لنا وقف القتال إمكانية الوصول إلى جميع الناس في غزة بما في ذلك المناطق في الشمال التي كان من المستحيل الوصول إليها».
وشككت جماعات إغاثة أخرى في إمكانية أن تؤدي فترة التوقف القصيرة في القتال إلى تحسين الأوضاع.
وقال جويل ويلر، المدير العام لمنظمة أطباء العالم «بالنسبة للعمليات الطبية، التوقف لأربعة أيام هو ضمادة وليس رعاية صحية. وهذا ليس وصولا للمساعدات الإنسانية، إنها مزحة».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك