دخل علاج السمنة «عصراً جديداً» بفضل أدوية مصممة أساساً ضد السكري لكنها تسهم أيضاً في خفض الوزن وفي مواجهة هذا المرض المزمن الذي يشكّل آفة عالمية في مجال الصحة العامة، إلاّ أن أصواتاً كثيرة تدعو إلى الحذر فيما يتعلق بالاستخدام المحرّف لهذه المنتجات.
وتقوم هذه الأدوية الجديدة على مكوّن شبيه بهرمون الجلوكاكون أو «جي إل بي-1» (GLP-1) الناجم من الأمعاء والذي يعزز إفراز البنكرياس الإنسولين ويرسل إشارة شبع إلى الدماغ بعد تناول الطعام.
ولذلك توصف الأدوية القائمة على «جي إل بي-1» لعلاج السمنة أو الوزن الزائد المترافقين مع عوامل اعتلال.
وقالت أستاذة التغذية في مستشفى بيتييه-سالبيتريير ومديرة وحدة أبحاث التغذية والسمنة في المعهد الوطني الفرنسي للصحة والبحوث الطبية كارين كليمان: «إننا نلمس تأثيرات على فقدان الوزن لم نشهدها سابقاً مقارنة بأدوية أخرى، وهذه النتائج قد تقارب جراحة السمنة».
ووصفت ذلك بأنه بمثابة «تغيير حقيقي» في هذا المجال، لكنها أكدت أن هذه الأدوية «لا تُعالج المرض» على الإطلاق، إذ إن وقف العلاج يؤدي إلى معاودة اكتساب الوزن.
ورأى الخبير الاقتصادي في مجال الصحة فريديريك بيزار أنها «ثورة دوائية ومجتمعية حقيقية»، لكنه شدّد على ضرورة توخّي الحذر، كما هي الحال بالنسبة إلى أي دواء جديد.
وأسهم تناوُل عدد من المشاهير ونجوم شبكات التواصل الاجتماعي عبر صفحاتهم فوائد هذه الأدوية في إنقاص الوزن، في تعزيز الإقبال الكبير عليها، لاقتناع كثر بأنها الطريقة الأكثر فاعلية للتخلص من الكيلوجرامات الزائدة.
إذاً ثمة تحوير لاستخدام بعض جزيئات «جي إل بي-1»، منها سيماجلوتايد المستخدم في دواء «أوزمبيك» المضاد للسكري، من إنتاج شركة «نوفو نورديسك» الدنماركية.
وأعلنت «نوفو نورديسك» التي تعدّ من أبرز الشركات الدوائية في مجال مرض السكري يوم الخميس استثمارا جديدا بقيمة 2.1 مليار يورو في موقع لإنتاج مضادات السكري في جنوب غرب باريس. ونحذّر السلطات الصحية الفرنسية باستمرار من احتمال حصول نقص في الكميات المتوافرة من هذا الدواء الضروري لمرضى السكري.
ووصل التهافت على «أوزمبيك» إلى درجة انتشار حقن مزيّفة لهذا الدواء، وفق ما حذرت منه السلطات الصحية الأوروبية والفرنسية في الآونة الأخيرة.
ويمكن أن تكون لهذا النوع من الأدوية المسماة نظائر «جي إل بي-1»، آثار جانبية كالغثيان والقيء واضطرابات الجهاز الهضمي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك